العربي نيوز - متابعة خاصة :
كشف تقرير امريكي لمركز تابع لجهاز الاستخبارات الامريكية، عن خفايا وملابسات الهجمات الصاروخية التي استهدفت مطار عدن الدولي لدى وصول طائرة الحكومة الجديدة، والتفجيرات التي شهدتها المدينة.
وقال التقرير الذي أعده مركز ”ستراتفور“ الأمريكي، والمتخصص بالشؤون الاستخباراتية، الجمعة، إن "الحكومة اليمنية الجديدة تواجه مخاطر أمنية وانقسامات داخلية تهدد قدرتها على الحكم بفعالية.
مضيفا: إن "الحوثيين هم الأكثر احتمالا ليكونوا المسؤولين عن هجوم مطار عدن". وأردف: لكن "هجمات الحوثيين غير شائعة في ذلك المكان بسبب افتقارهم إلى تمركزات كبيرة بالقرب من عدن".
وتابع: "بغض النظر عن الحوثيين، كان من الممكن أن ينفذ الهجوم العديد من الأطراف الأخرى مثل تنظيم “القاعدة” والجماعات الجهادية (الارهابية) المنتشرة في جميع أنحاء البلاد، وكذلك العناصر الانفصالية الجنوبية “المارقة” غير الراضين عن حكومة الوحدة".
مشيرا إلى أن "مسؤولين شماليين وجنوبيين، بمن فيهم وزير الإعلام اليمني والمجلس الانتقالي الجنوبي، القوا باللوم على المتمردين الحوثيين في الهجمات". باعتبار الحكومة الجديدة "توحد المسؤولين المتناحرين الموالين للتحالف العربي حول هدف مشترك لحكم البلاد وحل النزاع مع الحوثيين".
التقرير اعتبر أن "التخريب المناهض للحكومة من قبل عنصر جنوبي أو شمالي غير راض عن تشكيل الحكومة سيظل يشكل خطرا أمنيا في الأشهر المقبلة". وأنه "ستظل الانقسامات الداخلية وانعدام الثقة داخل حكومة الوحدة الجديدة تعرقل نجاحها على المدى الطويل".
وتوقع تخلي التحالف عن الحكومة الجديدة "إذا تدهورت البيئة الأمنية في اليمن، فسوف تنجر السعودية إلى صراع تريد الانسحاب منه". وقال: "يهدف تشكيل حكومة الوحدة إلى تقوية الحكومة اليمنية لمساعدة الرياض على الانسحاب من هذا الدور البارز".
مضيفا: "لكن إذا تعرضت حكومة الوحدة للخطر بسبب الاقتتال الداخلي أو المخاطر الأمنية والهجمات العنيفة، فستكافح من أجل الاعتماد على نفسها بدون الرياض". وأردف: "مجلس الوزراء سيكافح للسيطرة على الوضع الأمني غير المستقر في البلاد".
وأرجع التقرير الاستخباراتي الامريكي افتقاد الاستقرار الامني في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية المحررة "بسبب جماعات لديها دوافع مختلفة لمهاجمة الحكومة. وكان الهجوم مظهرا واضحا من مظاهر الاعتراض على الحكومة الجديدة".
المركز الاستخباراتي الامريكي اختتم تقريره بالقول: "علاوة على ذلك، فإن الشاغل الأمني القومي الرئيسي للسعودية، الذي يقود سياستها تجاه اليمن، لا يقتصر فقط على دعم حكومة صديقة للرياض، بل التقليل أيضا من التهديد الذي يشكله الحوثيون ضد المملكة".
وتعرض مطار عدن الدولي، الاربعاء، لاستهداف ارهابي خلف ثلاثة انفجارات عنيفة، استهدفت صالة المطار ومدرج مطار عدن أثناء وصول الطائرة التي تقل الحكومة الجديدة القادمة من العاصمة السعودية الرياض، ملحقا خسائر مادية وبشرية كبيرة.
وزارة الداخلية كشفت عن حجم الخسائر التي خلفها الاستهداف الارهابي لمطار عدن بالتزامن مع وصول الحكومة. وقال وزير الداخلية اللواء إبراهيم حيدان: إن "الهجوم أسفر عن مقتل 25 شخصا وإصابة 50 آخرين من مستقبلي الحكومة الجديدة".
حسب محافظ عدن احمد لملس ومكتب وزارة الصحة في العاصمة المؤقتة عدن، وافادات اعلامية، أكدت أن بين ضحايا الاستهداف الارهابي لمطار عدن الدولي، مسؤولون، وصحفيون، وجنود في قوات التحالف، بينهم سعوديون وجلهم سودانيون.
وكشفت مصادر محلية وامنية متطابقة عن مصدر صواريخ استهداف مطار عدن مساء الاربعاء، لدى وصول طائرة الحكومة الجديدة، وأكدت أنها من داخل العاصمة المؤقتة عدن وليست قادمة من خارج عدن أو من مطار تعز، كما اشيع سابقا.
صحيفة "الايام" العدنية، نقلت على موقعها الالكتروني، مساء الاربعاء، عن شهود عيان قولهم: إن "ثلاثة مقذوفات انطلقت من اتجاه مديرية دارسعد، وتحديدا المدينة الخضراء قبل ان تسقط في مطار عدن وتحدث الانفجارات الثلاثة الهائلة المتتابعة".
وفي وقت سابق، أكد نائب مدير امن عدن العميد ابو بكر احمد جبر، في حديث متلفز لقناة "الغد المشرق" التي تبث من الامارات، أن "المقذوفات التي سقطت على مطار عدن الدولي مساء اليوم (الاربعاء) عبارة عن صواريخ كاتيوشا وليست باليستية".
تعزز إفادات شهود العيان بتحديد مصدر المقذوفات الثلاثة (صواريخ الكاتيوشا) التي سقطت على مطار عدن من المدينة الخضراء في دار سعد، نفي جماعة الحوثي الانقلابية صلتها بالاستهداف ورفضها "الزج بها في صراعات فصائل التحالف" حد تعبيرها.
ويعزز تأكيد مصدر الصواريخ واطلاقها من جهة المدينة الخضراء، الاتهامات الموجهة للامارات بالضلوع في الاستهداف، ولوكيل جهاز الامن القومي سابقا، عمار عفاش، بالتخطيط والاشراف على التنفيذ، ولهدف ضرب اسفين بين الشرعية و"الانتقالي".
بدا واضحاً من تصريح وزير الداخلية اليمني أن من يقف وراء هذا الهجوم الصاروخي ليست جماعة الحوثي وإنما جماعة أخرى. ما أكد وقوف طرف ثالث موال للامارات وراء الاستهداف الارهابي ممثلا بعمار عفاش وشقيقه طارق الذي سارع لادانة الجريمة.
وكشف الإعلامي اليمني خالد المنيفي في فيديو له بقناته على محرك الفيديو العالمي "يوتيوب" عن من يقف وراء هذه المجزرة في مطار عدن. وقال بالأدلة إن "دويلة الإمارات هي من تقف خلف هذه المجزرة، فهي الوحيدة التي لها المصلحة بهذا التفجير".
يشار إلى أن الاستهداف الارهابي لمطار عدن لحظة وصول طائرة رئيس واعضاء الحكومة الجديدة، يسعى إلى ضرب اسفين بين "الشرعية" و"الانتقالي الجنوبي" ونسف اتفاق الرياض وانفراج الازمة جنوبي البلاد، وتوقف الصراع المسلح وتداعياته الكارثية.
https://youtu.be/1ipLiz1jXXc