الجمعة 2024/05/17 الساعة 02:39 ص

ثورة وثوار

العربي نيوز - أبين:

تلقى ثوار ومناضلو ثورة 14 أكتوبر المجيدة الخالدة في وجدان الشعب اليمني، طعنة مستفزة وغادرة سددها لهم ذراع الإحتلال الجديد الاماراتي للجنوب.

حدث هذا بتنظيم ما يسمى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات، احتفاءً زائفاً بالإستقلال عن المحتل القديم بريطانيا، مستغلاً نضالات الثورة الأكتوبرية لخدمة مخططه التمزيقي.

وأقام "المجلس الانتقالي" تحت يافطة ذكرى الاستقلال عن بريطانيا، حفلاً هزيلاً لأنصاره ومليشياته في مديرية زنجبار بمحافظة أبين، رفع فيه علم جمهورية اليمن الديمقراطية بدلا عن علم استقلال الجنوب، في محاولة مفضوحة لسرقة نضال ثورة وثوار 14 اكتوبر المجيدة.

وسعى "الانتقالي" من خلال الفعالية التي حضرها بضع مئات من مليشياته، التغطية على عمالته وإرتهانه للمحتل الجديد الإماراتي للجنوب بكونه مجرد ذراع سياسي وعسكري لأبوظبي.

محاولاً مسخ مفهوم الثورة والتحرر والاستقلال وتسديد طعنة غادرة لها بسرقة نضال ثوار 14 أكتوبر الذين ضحوا بدمائهم وأرواحهم من أجل تحرير عدن من الاحتلال البريطاني الذي جثم على أرضها 128 عاماً.

أكد هذا، التصريح الذي أدلى به رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي، لدى زيارته بريطانيا في 2019م، وصف فيه الاحتلال البريطاني بأنه "شريك" وفترة احتلاله جنوب اليمن بـ "صداقة وشراكة".

وقال الزُبيدي في مقطع فيديو الذي انتشر سريعاً على مواقع التواصل الاجتماعي: "أردنا أن تكون أول زيارة لرئاسة المجلس الجنوبي الخارجية لبريطانيا باعتبارها كانت شريكا في الماضي، وبريطانيا ساهمت في ترسيخ النظام والقانون في عدن، والشعب الجنوبي له إرث طويل معها"، حد زعمه.

مضيفاً: "لبريطانيا لها تأثير إيجابي على شعب الجنوب، وبحكم الشراكة القديمة والوجود البريطاني في السابق وما حققه من إرث ثقافي وحضاري وتقدم في النظام والقانون"، وفق قوله.

وأثارت تصريحات الزُبيدي حينها حالة من الاستياء الواسع في أوساط الناشطين والسياسيين، الذين وصفوها بـ "الانبطاح والمراهقة السياسية".

وذكّر الناشطون قيادات ما يسمى "الانتقالي"، بالجرائم والانتهاكات التي مارسها الجيش البريطاني بحق أبناء عدن والجنوب عموماً، بنشر صور وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي، توثق عمليات السحل التي تعرض لها اليمنيون على يد الجنود والضباط البريطانيون.

معتبرين هدف الزُبيدي من وصف بريطانيا بأنها "دولة شريكة"، محاولة تصوير تواجد القوات الإماراتية حاليا في المحافظات الجنوبية بأنه شريكة وليست احتلالاً.

ولم تشيد سلطات الاحتلال البريطاني لعدن وجنوب اليمن في عدن طوال 128 عاما من الاحتلال سوى مستشفى واحد هو مستشفى اليزابيت (الجمهوري حاليا) بجانب مستشفى تابع لقواتها، و20 مدرسة، فيما تولى تجار تشييد المباني السكنية ومعظم المدارس.

وقرنت سلطات الاحتلال البريطاني اي منشآة تشيدها في عدن كمحطة تحلية المياه ومصافي عدن ومحطة الكهرباء بنظام استثماري يستعيد نفقاتها مع ارباح مجزية من ريع بيع أو تأجير خدماتها، التي كرست لمسؤوليها وضباط وجنود قواتها، والجاليات الاجنبية.

يشار إلى أن سلطات الاحتلال البريطاني اجبرت على مغادرة عدن وجنوب اليمن، تحت نيران ثورة الرابع عشر من اكتوبر 1963م، دون أن تشيد مصنعا واحدا في عدن، التي تعاملت معها كمحطة ترانزيت وقاعدة عسكرية جوية وبحرية.

ثورة وثوار