العربي نيوز - عدن:
تجاوز من جديد، طارق عفاش، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، بإطلاق تصريحات عقب اداء رئيس وأعضاء المجلس مع رؤساء مجالس النواب والشورى والوزراء، وعدد من قيادات الدولة، صلاة عيد الفطر في ساحة قصر معاشيق الرئاسي بالعاصمة المؤقتة عدن، الاثنين.
جاء ذلك في تصريح اطلقه طارق عفاش، المُعين من التحالف عضوا في مجلس القيادة الرئاسي، عقب اداء صلاة عيد الفطر، عبر نشره تغريدة على حسابه بمنصة التدوين المصغر "تويتر"، أكد فيها كعادته منذ فراره من العاصمة صنعاء "حتمية استعادة العاصمة صنعاء سلما أو حربا".
وقال طارق عفاش في تغريدته التي ارفقها بصورة من تأدية قيادة الدولة صلاة عيد الفطر في العاصمة المؤقتة عدن: "تجمعنا عدن، وتنتظرنا صنعاء لإعادتها الى أحضان وطنها سلما أو حربا، عهدا ووعدا". مضيفا: "نشارك عائلات الشهداء والأسرى والجرحى لحظات الفقد والصبر والتماسك".
وتابع تقمص شخصية "الرئيس المؤمن" التي بدأ اعلامه الترويج لها بصوره وهو يؤدي مناسك العمرة منفردا عن رئيس واعضاء مجلس الرئاسة قبيل انهاء زيارتهم للمملكة العربية السعودية، الجمعة، قائلا: "تعظيما لشعائر الله نحتفل مع شعبنا بعيد الفطر أعاده الله علينا جميعا باليُمن والإيمان".
اثار هذا التصريح الجديد لطارق عفاش، موجة سخرية أخرى بين اوساط السياسيين والناشطين اليمنيين على منصات التواصل الاجتماعي، وذهبت ردود فعلهم إلى التذكير بفرار طارق من المواجهة مع الحوثيين في صنعاء وترك عمه يواجه مصير عقب انفضاض شراكته معهم في الانقلاب على الشرعية.
وراج تعليق رئيس بين النشطاء "من تخلى عن عمه وفر بملابس نساء لا يمكن ان يحمي وطن". مشيرين إلى أن "طارق لم يخض اي معركة حقيقية مع الحوثيين منذ استولى على انتصارات العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية في الساحل الغربي، ودفعت به الامارات لواجهة قيادة تشكيلاتها المحلية العسكرية".
يتزامن هذا التصريح الجديد، مع حملة الترويج الدعائي السياسي لأسرة عفاش، عقب تصعيد التحالف بقيادة السعودية والامارات، طارق عفاش ورئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي وأخرين، إلى عضوية مجلس القيادة الرئاسي الذي فرض التحالف تشكيله بديلا عن الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن صالح.
وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه الفريق الركن علي محسن الأحمر، لنقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي وإصدار قرار تضمن إعلان دستوريا يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث ويعين على رأس المجلس احد رموز النظام السابق وقيادات الفصائل العسكرية الموالية للرياض وابوظبي أعضاء فيه.
قضى القرار الاخير للرئيس هادي، بتعيين القيادي المؤتمري عضو اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام، اللواء رشاد محمد العليمي رئيسا لمجلس القيادة الرئاسي، وتعيين 7 اعضاء في المجلس لكل منهم صفة نائب رئيس، بينهم قادة الفصائل العسكرية المحلية الموالية لأبوظبي والرياض، والمتمردة على الشرعية والقوات الحكومية.
ضمت عضوية مجلس القيادة الرئاسي الذي اضطر الرئيس هادي لنقل السلطة اليه في السابع من ابريل الجاري، وتفويضه كامل صلاحياته بضغط سعودي اماراتي مباشر، كلا من: سلطان بن علي العرادة، وطارق محمد صالح عفاش، عبدالرحمن أبو زرعة، عبدالله العليمي، عثمان حسين مجلي، عيدروس الزبيدي، فرج سالمين البحسني.
ورأى مراقبون سياسيون للشأن اليمني، محليون وغربيون، أن "نقل السلطة من هادي ونائبه لا يستند إلى مسوغ دستوري شرعي، ويعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها الثلاث، وانهاء للتحالف العسكري لدعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم".
مشيرين إلى أن "التحالف، بهذا التوجه الجديد، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، واستعدى الارادة الشعبية اليمنية الغالبة، لحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الجوية الحوثية، وانقلب على الشرعية ومكوناتها السياسية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها في نهاية المطاف". حد قولهم.
ولفتوا إلى أن "من شأن هذه التغيرات الكبيرة أن تسفر عن واقع جديد يتصدر فيه النظام السابق للرئيس علي صالح بقيادة طارق عفاش المشهد، بعد افتتاحه فروعا للمكتب السياسي لقواته في محافظات شبوة ومارب وتعز، ضمن توجه التحالف لإعادة نظام الرئيس السابق إلى الواجهة وتسليمه الزمام ودعمه سياسيا وعسكريا واقتصاديا" والبداية باعلان تقديم ثلاثة مليارات دولار.
منوهين بأن "التنافر القائم والطموحات المتضادة بين قوى فصائل التشكيلات العسكرية الموالية للرياض وابوظبي والممثلة بعضوية مجلس القيادة الرئاسي، ينذر بنشوب خلافات قد تتطور لاشتباكات وحرب اهلية ستكون عواقبها اخطر اضعافا من الحرب التي شهدتها البلاد خلال السنوات السبع الماضية". لافتين إلى "وقائع اصطدام عدة بين القوات التابعة لهذه الفصائل".
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني "تسير منذ بداية العام الفائت باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى دولتين او اقليمين اتحاديين مبدئيا، شمالي يحكمه نظام الرئيس السابق علي صالح عفاش بقيادة جناحه في المؤتمر الشعبي، واخر جنوبي يحكمه المجلس الانتقالي الجنوبي".
شاهد طارق عفاش يتجاوز رئيس المجلس السياسي مجددا :