العربي نيوز - خاص:
اتفق سياسيون في تحذير الشرعية من خطر تقديم طارق عفاش، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، نفسه ومليشياته بديلا عن الشرعية والجيش الوطني في شمال اليمن أو موازيا لها في احسن الاحوال، وفي مفاوضات السلام والتسوية السياسية لوقف الحرب وتقاسم السلطة بناء على المبادرة السعودية الاخيرة.
جاء ذلك عقب كشف طارق عفاش، في لقاء مصور اجراه مركز صنعاء للدراسات الاستراتيجية، بث الجمعة، لأول مرة عن اجندته المدعومة من ابوظبي، واعلانه نفسه ممثلا لشمال اليمن بديلا عن الشرعية اليمنية ومكوناتها السياسية التي اعتبرها "أدوات قديمة" وزعم أنها "فشلت في الحسم حربا أو سلما طوال السنوات الماضية رغم الدعم الكبير من التحالف".
وأشار السياسيون إلى أن "اطلاق طارق ما يسمى المكتب السياسي لمليشياته في الساحل الغربي هو النسخة الاخرى للمجلس السياسي الاعلى للحوثيين في شمال البلاد، والمجلس الانتقالي الجنوبي ومليشياته في جنوب البلاد. منوهين بأن "اشهار طارق لمكتبه السياسي ما كان ليتم دون موافقة التحالف العربي وضوء اخضر سعودي، بجانب الدعم الاماراتي بالطبع".
لافتين إلى "زيارة طارق عفاش للسعودية ولقائه مع نائب وزير الدفاع الامير خالد بن سلمان، كانت الزيارة بداية الاعتماد السعودي لطارق عفاش ومليشياته المجمعة من بقايا ما كان يعرف بالحرس الجمهوري والحرس الخاص لعلي صالح عفاش، ومنذ ذلك الوقت وطارق عفاش يعمل على تقليص دور الشرعية والاحزاب ليكون هو البديل عنها وبدعم سعودي".
ونبهوا إلى أن "رفض الشرعية أي مبادرة مقدمة لوقف الحرب واخرها المبادرة السعودية، يعني أن يأتي دور المكتب السياسي ليكون بديلا للشرعية في حال رفضها، ليمثل مكتب طارق الساحل الغربي واقليم سبأ وأي مكان تتواجد فيه الشرعية في شمال البلاد". وأكدوا "هذا هو المغزى من اعلان السعودية مبادرتها دون الرجوع للشرعية ومن مباركة مكتب طارق".
السياسيون والمراقبون، نوه بأن "اشهار طارق مكتبا سياسيا لمليشياته، يأتي بعد استحواذه على المشهد في الساحل الغربي وبسط سلطته، على حساب تضحيات منتسبي الوية العمالقة الجنوبية والوية المقاومة التهامية، التي استطاع بالترغيب والترهيب احتواء عدد كبير من قيادات الويتها وقادة كتائبها، وضمها إليه، وتحويلهم إلى عسكر تابعين لطارق ووصايته".
وأشاروا إلى أن "الحراك التهامي والمقاومة التهامية التي تحمل قضية عادلة تم اقصاؤهم من المشهد بالكامل، واصبحوا تحت وصاية طارق عفاش، خصوصا وأن هناك قيادات تهامية سياسية وعسكرية، باعت القضية لطارق، أمثال وضاح دبيش وعبدالله عسيلي وسامي باري وغيرهم من التهاميين الذين ظهروا في حفل اشهار المكتب السياسي لمليشيا طارق".
موضحين أن "امثال هذه القيادات الطارئة، باعت القضية التهامية بثمن بخس، وبالفتات من ملايين الدراهم التي يستحوذ عليها طارق من المخصصات المالية الاماراتية المعتمدة للقوات المشتركة في الساحل الغربي، لتنفيذ اجندة ابوظبي في اليمن، وعلى رأسها فصل الشمال عن الجنوب، وبسط نفوذها على سواحل اليمن الغربية والجنوبية وموانئها وجزرها عبر وكلائها".
وفي هذا السياق، أكد السياسيون والمراقبون أن "الانفصال قادم لا محالة، وطارق هو البديل عن الشرعية في شمال اليمن، وعيدروس الزبيدي هو الممثل لجنوب اليمن، وفق التوجهات الاخيرة، والتحركات الدولية الامريكية والبريطانية والاوروبية المريبة، الضاغطة باتجاه وقف الحرب في اليمن وفرض تسوية سياسية عاجلة لتقاسم السلطة بين القوى الانقلابية على الشرعية".
مشيرين إلى أنه "لم يعد هناك قضية تهامية ولا دفاع عن مأرب، التي يتواجد فيها صغير بن عزيز ممثلا للامارات والنظام السابق وجناح عفاش الموالي للامارات في المؤتمر الشعبي العام بصفوف الشرعية، بعد تمكنه من اختراق راس قيادة الجيش الوطني بتصعيده رئيسا لهيئة الاركان العامة، واستهداف قيادات الجيش الوطني بالاقصاءات وكمائن وغارات طيران التحالف".
ونوه السياسيون والمراقبون في احاديثهم، على أن "انتكاسات الجيش في نهم والجوف ومارب اقترنت بتعيين صغير بن عزيز، وقبلها في الساحل الغربي قائدا للقوات المشتركة، وكان له دور في تثبيت الوضع في الساحل ووقف المعارك، للتفرغ في المقابل لإضعاف الجيش الوطني في جبهات تعز والجوف ومارب وغيرها من الجبهات التي شهدت اختراقات وانتكاسات مفتعلة".
مختتمين احاديثهم بتأكيدهم أن "صغير بن عزيز يقوم بدور ممثل لطارق في مأرب عبر تهيئة الاجواء له للاستحواذ على المشهد في مارب باستقطاب القادة بالدعم المالي واللوجستي وشراء الولاءات واستغلال الفارق في الدعم المحدود الذي يتلقاه الجيش الوطني وانعدام الرواتب وانعدام الذخيرة وكل هذا بتنسيق مع التحالف لتثبت طارق عفاش كبديل للشرعية في شمال اليمن".
إلى ذلك، أعلن طارق عفاش، الخميس، في بيان اشهار "المكتب السياسي" لمليشياته، بين دوافع تأسيس المكتب السياسي، توسيع دائرة النضال ضد الحوثيين" حد زعمه، وأنه "لم يمثلنا احد في اتفاق السويد" وأنه "يرحب بأي مبادرة تحقق سلاما يضمن عودة النازحين مثلنا إلى صنعاء" في اشارة إلى العودة إلى السلطة ومكاسبها وحصص اسرة عفاش في ثروات البلاد ومقدراته.
ومن جانبهم رأى مراقبون سياسيون إن طارق عفاش يعلن بإنشاء هذا المكتب السياسي لقواته الممولة من الامارات، عن الهدف الحقيقي الذي من اجله قام بالتخلص من عمه، الرئيس السابق، علي صالح عفاش، والذي لقي مصرعه بمواجهات مع الحوثيين، إثر اعلانه الانتفاضة عليهم مطلع ديسمبر 2017م، بعد الاختلاف على تقاسم السلطة والثروة، في محافظات ومناطق الانقلاب.
موضحين إنه "لم يكن طارق عفاش، في يوم من الايام، بمعركة لمواجهة الحوثيين وانما تخلص من العقبة التي كانت امامه (الرئيس السابق علي صالح عفاش) ليصبح زعيما سياسيا كبيرا، كما يطمح، وتعبر تغريداته بين الحين والاخر، عنه، بما تحويه من توهم الزعامة واستعارة الفاظ زعماء عرب". باعتبار أن ورقة علي صالح عفاش، قد حرقت على المستوى المحلي والاقليمي والدولي.
وأكد مراقبون وسياسيون إن "هذا المخطط من صنع الامن القومي، الذي كان عمار عفاش، شقيق طارق، وكيلا لجهازه في صنعاء، وقد دعم تنفيذ المخطط حتى الان نفوذ عمار وطارق في المافيا العالمية لتنفيذ الاجندة الخارجية وتمكينهم من مراكز حساسة في سلطة عفاش، ثم بعد الحرب تركز مليشيا طارق فقط في المواقع الحساسة مثل الساحل الغربي وميناء عدن، حنيش، زقر، ميون".
مشيرين إلى أن "طارق عفاشحرص منذ تأسيس مليشياته بدعم اماراتي مباشر، على تواجد مليشياته وتمركزها فقط في المواقع الاستراتيجية ذات العلاقة بالمصالح الدولية، مثل الساحل الغربي وميناء عدن، حنيش، زقر، ميون، ويتجنب التواجد في المواقع التي ليس فيها مطامع خارجية مثل صرواح رغم تصاعد المعارك فيها مع الحوثيين الذين يدعي مواجهتهم دفاعا عن الجمهورية".
يذكر أن طارق عفاش، يقود منذ فراره من العاصمة صنعاء في اعقاب انفضاض الشراكة في الانقلاب مع الحوثيين، إلى شبوة ومنها إلى عدن مطلع العام 2018م، قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" والتي مولت الامارات انشاءها وتسليحها في الساحل الغربي لليمن، وتتعهد بدفع موازنتها، لتنفيذ اجندة اطماعها وحليفها الكيان الاسرائيلي، في البحر الاحمر وباب المندب.
https://youtu.be/CZAGPNXqBKc