الاثنين 2025/12/29 الساعة 12:50 ص

طارق عفاش يقود معركة بالساحل 

العربي نيوز:

كشفت مصادر عسكرية وسياسية اقليمية، عن معركة خفية يقودها طارق عفاش قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، تسير بالتوازي مع انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، لصالح خدمة الكيان الاسرائيلي وتحكمه بالملاحة وبباب المندب.

جاء بين ابرز هذه المصادر مسؤول الشؤون اليمنية في شبكة قناة "الجزيرة" الاخبارية الدولية، احمد الشلفي، عبر تدوينة استعرض فيها معطيات سياسية وعسكرية كشفتها الصحافة الإسرائيلية ومراكز الأبحاث في الكيان الاسرائيلي، بالتزامن مع غياب لافت لطارق عفاش عن المشهد الملتهب محليا وزياراته المتكررة مؤخرا للامارات.

وقال الشلفي: "اختفاء طارق صالح عن المشهد خلال لحظة مفصلية، وتزامن ذلك مع تنقلاته المتكررة إلى الإمارات، لا يبدو طبيعيا، بل مؤشرًعلى أدوار تُدار خارج دائرة الضوء. هذا الغياب اللافت جاء متزامنًا مع تطورات حضرموت والمهرة، وهذا يجعلنا نتساءل حول مايجري في سواحل البحر الأحمر والمخا وباب المندب تحديدًا".

منوها إلى أن سواحل وجزر اليمن وباب المندب "حيث تتركز القوى الأكثر ارتباطًا بحسابات الأمن البحري الإقليمي والدولي". وأردف: "الصحافة الإسرائيلية ومراكز الأبحاث القريبة من دوائر القرار في ‘تل أبيب‘ تعاملت مع الساحل الغربي والمخا وباب المندب باعتبارها قلب المعركة الحقيقية، وليست امتداداثانويًا للصراع اليمني". 

مضيفا: "في هذا السياق، لا يُنظر إلى القوى المسيطرة هناك بوصفها فاعلًا محليًا فقط، بل كجزء من منظومة أمنية أوسع تهدف إلى منح ‘إسرائيل‘ جائزة كبرى في المنطقة، والمبرر الجديد حاليا إبعاد الحوثيين عن واحد من أخطر الممرات الملاحية في العالم". كاشفا عن طبيعة دور طارق عفاش في هذه المنظومة الامنية الاوسع.

وتابع: "ومن هذا المنظور، تبدو تحركات طارق صالح، أو غيابه المقصود، جزءًا من ترتيبات تتجاوز الداخل اليمني، وتخضع لحسابات إقليمية باعتباره حارس تلك المنطقة لا أكثر لحساب إسرائيل والإمارات". لافتا الى تزامن توقيت اعتراف الكيان الصهيوني بانفصال "الصومال لاند" عن دولة الصومال، مع تصعيد "الانتقالي الجنوبي".

في هذا السياق، أوضح مسؤول الشؤون اليمنية في "الجزيرة"، أن "الدور الإماراتي في اليمن لاعلاقة له بشعارات التحالف الذي أطلقته السعودية من اول يوم كداعم للاستقرار أو جزءً من تسوية سياسية بل إنها تسعى إلى إعادة تشكيل الجغرافيا السياسية عبر تفكيك الدولة إلى كيانات أصغر، يسهل التحكم بها، سياسيًا وأمنيًا واقتصاديًا".

وقال: "كما فعلت في الصومال، عبر دعم كيانات منفصلة ، بعيدًا عن مشروع الدولة المركزية، بما يتيح التحكم بالموانئ والممرات البحرية، وخلق شبكات نفوذ مستقلة عن الحكومات الشرعية. واليوم، يتكرر المشهد في اليمن، شمالًا وجنوبًا، عبر رعاية سلطات محلية وقوى مسلحة (مليشيات) تتجاوز الدولة، وتعمل خارج إطارها الدستوري".

مضيفا: "يتجلى هذا التوجه بدعم مشروع الانفصال، ليس باعتباره حلًا سياسيًا للقضية الجنوبية، بل كأداة لإقامة كيان وظيفي موالٍ، يسيطر على السواحل والموانئ والجزر الاستراتيجية. وفي الشمال، يظهر السعي ذاته عبر تفتيت مراكز القوة، وإعادة ترتيب مسارح النفوذ بما يمنع قيام دولة يمنية موحدة وقادرة، وطارق صالح يمثل هذا الكيان الوظيفي".

وتابع: "الهدف في الحالتين واحد: تحويل اليمن إلى كيانات هشة، تُدار بعلاقات مباشرة مع أبوظبي، تخدم مشروعها الاقتصادي والأمني في البحر الأحمر وبحر العرب، وتتقاطع بوضوح مع المصالح الإسرائيلية في الملاحة والتحكم بالممرات الاستراتيجية. هنا يأتي دور طارق صالح، حيث يُستخدم كواجهة محلية لإدارة نفوذ إماراتي إسرائيلي في الساحل الغربي".

منوها إلى سؤال جوهري يطرحه ما جرى في حضرموت والمهرة: "هل نحن أمام جوهر الصراع، أم أمام مسرح موازٍ يشغل الداخل والإقليم عن معركة تُدار في مكان آخر؟". وأكد الشلفي "لا شك أن حضرموت والمهرة تمثلان عمقًا جغرافيًا ونفطيًا وسياسيًا بالغ الأهمية وخاصة للملكة العربية السعودية، وأن السيطرة عليهما تحمل دلالات خطيرة". 

واستدرك حديثه بقوله: "لكن توقيت التصعيد، وسرعة انتقاله من حدث محلي إلى أزمة سياسية، يفتحان الباب أمام قراءة ترى في هذا التصعيد نوعًا من المشاغلة، أو على الأقل ساحة جانبية، مقابل هدوء لافت في الملفات المرتبطة بالساحل الغربي وباب المندب. في الحسابات الإسرائيلية، باب المندب ليس مجرد مضيق، بل عقدة استراتيجية".

موضحا أن الكيان الاسرائيلي ينظر الى مضيق باب المندب "عقدة استراتيجية تمر عبرها التجارة العالمية، وإمدادات الطاقة، وأمن الملاحة في البحر الأحمر وصولًا إلى قناة السويس. لهذا ركزت تحليلات إسرائيلية متعددة على الجزر اليمنية، وخصوصًا جزيرة ميّون، باعتبارها نقطة تحكم حاسمة، وعلى المخا والساحل الغربي كحزام أمني يجب ألا يسيطر عليه الحوثيين".

وقال: "هذه التحليلات نادرًا ما تتحدث عن وجود إسرائيلي مباشر مع ان الحقيقة تقول أن الإسرائيليين شاركوا أكثر من مرة بغرفة عمليات مشتركة بين الإمارات وإسرائيل وطارق صالح". من هذا المنظور، لا تبدو السيطرة على حضرموت والمهرة وحدها هي الجائزة الكبرى، بل السيطرة على الممرات البحرية والجزر والسواحل التي تتيح مراقبة باب المندب والتحكم به". 

مضيفا: "وهنا، يصبح الساحل الغربي والمخا وميّون أكثر أهمية من محافظات الداخل، لأن النفوذ هناك يُقاس بالتأثير العالمي، لا بالشرعية المحلية أو التوازنات القبلية". وأبرز مستويين متوازيين بات اليمن يدار عليهما، احدهما داخلي للمشاغلة، والاخر خارجي اكثر خطورة يدار بصمت في البحر والسواحل حيث تُرسم خرائط النفوذ الحقيقي".

وبتفصيل، قال الشلفي: "المستوى الداخلي تُخاض فيه الصراعات السياسية والإدارية، وتُتبادل فيه البيانات والتصريحات، والمستوى الآخر أكثر خطورة يُدار بصمت في البحر والسواحل، حيث تُرسم خرائط النفوذ الحقيقي. وفي هذا المستوى الثاني، تتقاطع مصالح الإمارات وإسرائيل وقوى دولية أخرى، بعيدًا عن الخطاب العلني، وبمنطق أمني بحت".

مضيفا: "ولذلك لا يمكن فصل الاعتراف الإسرائيلي بجمهورية أرض الصومال في هذا التوقيت عن السياق الأوسع لهذا المشروع. فالخطوة الإسرائيلية لا تبدو قرارًا  معزولًا، بقدر ما تمثل حلقة متقدمة في مسار إعادة تشكيل المنطقة عبر كيانات أمر واقع، تُدار خارج إطار الدول المركزية، وتُربط مباشرة بشبكات أمنية واقتصادية إقليمية".

وتابع: "فما يحتاجه هذا المشروع ليس دولًا قوية تحتكم إلى الدساتير والقوانين والمؤسسات، بل كيانات هشّة تُدار بمنطق الأمر الواقع، وقوى محلية وظيفية قادرة على تمرير هذه الترتيبات دون مساءلة قانونية أو رقابة وطنية، لذلك يبدو غياب طارق صالح عن المشهد، وتزامنه مع تصعيد حضرموت والمهرة وهدوء نسبي في ملفات باب المندب، جزءًا من لوحة أكبر، لا مصادفة".

موضحا: "فبينما ينشغل الداخل بما يجري شرقًا، تُدار في الغرب معركة مختلفة، معركة تتعلق بمن يملك مفاتيح الملاحة والأمن في واحد من أهم الممرات البحرية في العالم، وتدار بعيدا عن الاعلام في باب المندب والمخا والجزر، وهي التي ستحدد في النهاية شكل النفوذ في اليمن والمنطقة، جميع هذه الملفات مترابطة ومتداخلة، ولا يمكن التعامل مع أي منها بمعزل عن الآخر". 

واختتم مسؤول الشؤون اليمنية في شبكة قناة "الجزيرة"، احمد الشلفي، تدوينته على حائطه بمنصة "فيس بوك" محذرا: من ان هذه الملفات المتداخلة والمترابطة والمعركة الصامتة في المخا وباب المندب "ما لم يتم حسمها، سياسيًا أو بوسائل أخرى، فإن مآلاتها ستفضي حتمًا إلى تغيّر عميق في شكل المنطقة وتوازناتها، ليس في اليمن وحده، بل على مستوى الإقليم بأكمله".

يتزامن هذا مع تمكين طارق عفاش الامارات رسميا، من التحكم بالموانئ اليمنية، برعايته ووزير النقل التابع لـ "الانتقالي الجنوبي" الثلاثاء (9 ديسمبر)، توقيع اتفاقية مع شركة اماراتية حكومية حق "تأهيل وتطوير وتشغيل ميناء المخا، مقابل 138 مليون و907 آلاف دولار"، وفقا لوكالة (سبأ)، ولمدة لم تعلن عنها وزارة النقل أو تعرض الاتفاقية على ملجس النواب .

تفاصيل: الامارات تشتري ميناء يمنيا !

تفاصيل: طارق عفاش يسلم الامارات هدية ثمينة

والاثنين (8 ديسمبر) أعلن طارق عفاش في كلمة مصورة خلال اجتماع عسكري لقادة الوية قواته عقده في مدينة المخا، تأييده انقلاب "الانتقالي" بقوله:  إن "ما جرى في محافظتي حضرموت والمهرة، إعادة ترتيب لمسرح العمليات". وأردف منكرا اعتداءات اجتياح مليشيا الانتقالي الجنوبي" قائلا: إنه "تجنب الصدام مع أي قوى، بهدف وحدة الصف".

مجددا بذلك اعلانه الخميس (4 ديسمبر) الذي اثنى فيه طارق عفاش على "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وأشاد بدوره في كلمة القاها خلال لقائه عددا من امناء عموم وممثلي الاحزاب السياسية في مدينة المخا، مقر القيادة المركزية لقواته والتشكيلات العسكرية الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن. حسبما نقلت وسائل اعلام طارق.

تسيطر قوات طارق عفاش، على مديريات بمحافظة الحديدة ابرزها الخوخة وحيس، ومديريات المخا وذو باب وموزع والوازعية بمحافظة تعز، ويُتهم طارق عفاش، وشقيقه عمار، بالسعي إلى السيطرة على تعز، عبر زعزعة امنها بواسطة خلايا اغتيالات وعصابات مسلحة لنشر الفوضى وشن حملات اعلامية متواصلة لتأجيج السخط الشعبي في تعز.

تفاصيل: احباط اكبر مخططات عمار عفاش!

وتفاقمت معاناة ملايين المواطنين بمديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة مليشيات الامارات، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية ونهبها الاراضي العامة والخاصة، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، واعتقال المعارضين، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.

يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش واستعادة حكم اليمن بالمناصفة مع "الانتقالي الجنوبي"، عبر ارتهانه الكامل لاجندة اطماع التحالف في اليمن والمنطقة، بما في ذلك عرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين مصالحهم وأطماعهم بمياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر