الاربعاء 2025/11/12 الساعة 01:40 ص

احباط اكبر مخططات عمار عفاش!

العربي نيوز:

كشف عسكريون وأمنيون عمَّا سموه "احباط اكبر مخططات العميد عمار صالح (عفاش)"، لاسقاط واحدة من اهم المحافظات المحررة، واكدوا التمكن من احباط تنفيذ المخطط في اللحظات الاخيرة، بكشف الادوات المتعددة المُعدة سلفا لتنفيذه في توقيت واحد، امنيا وعسكريا ومجتمعيا.

موضحين أن اعلان المحور العسكري لطور الباحة، الاربعاء (5 نوفمبر) عن "احباط مخطط ارهابي كان يستهدف مدينة التربة" المركز الاداري لمديرية الشمايتين جنوبي محافظة تعز "لم يصرح بالجهة الفعلية التي تقف وراء المخطط، لدواعي سياسية وعسكرية وأمنية".

وأفادوا أن بيان المركز الاعلامي لمحور طور الباحة، تحفظ على جهة تنفيذ المخطط رغم كشفه تفاصيله وأنه كان يستهدف اسقاط مدينة التربة "عبر اقتحام خلايا، لمقار حكومية، وتنفيذ عمليات تفجير واغتيالات، وسط مسيرة احتجاجية أقيمت الأحد الماضي (2 نوفمبر)".

لكن المصادر العسكرية والامنية أكدت أن "المخطط كان كبيرا ويستخدم وسائل تنتمي الى اسلوب وتكنيك جهاز استخبارات اقليمي وتتجاوز قدرات جماعة محلية"، ونوهت بأن "البيان لهذا السبب لم يتهم جماعة الحوثي بالوقوف وراء المخطط وإن اكتفى بإشارة عابرة لها".

مؤكدة أن "تفاصيل المخطط ونوع ادوات تنفيذه وتعددها، امنيا وعسكريا ومجتمعيا، تثبت أن المخطط تقف وراءه الاستخبارات الاماراتية ويشرف على تنفيذه العميد عمار صالح رئيس جهاز استخبارات الساحل الغربي لليمن والقرن الافريقي، والمعروف باسم ‘القوة 400‘".

ولفتت إلى أن "المخطط يأتي امتدادا لعمليات ومحاولات متكررة على مدى السنوات الماضية، من جانب الامارات لاسقاط ريف تعز وصولا لاسقاط مدينة تعز". وأشاروا إلى "كتائب ابو العباس ومساعي السيطرة على اللواء 35 في التربة، وخلايا الاغتيالات والتفجيرات".

وذكرت المصادر العسكرية والامنية دوافع الامارات وأنها "تعمل منذ سنوات على اسقاط ريف ومدينة تعز بهدف تأمين سيطرتها على الساحل الغربي لليمن ومدينة وميناء المخا". منوهة إلى "نشر الامارات أيضا خطباء ومسلحي السلفية الجامية التي تتبناها في ريف ومدينة تعز".

يأتي هذا بعدما كان بيان لمحور طور الباحة اعلن عن احباط مخطط يستهدف مدينة التربة عبر "خلايا خططت لنشر الفوضى باستغلال فاضح للمظاهرات الاحتجاجية، واقتحام شرطة الشمايتين وسجن الشبكة، لتهريب السجناء، والمجمع الحكومي ونهب فروع شركات الصرافة".

مضيفا: "كما كانت تخطط، إلى إحداث شغب واسع، والاشتباك مع القوات المتواجدة، وإغلاق المنافذ والطرقات، تمهيداً لإسقاط المدينة من الداخل، بالتزامن مع ضربات طيران مسير من مليشيا الحوثي، على جميع الاتجاهات، وعرقلة تحرك أي تعزيزات للمدينة من أي اتجاه".

وتابع البيان: إن "الأجهزة الاستخباراتية، لم تكن غافلة، فقد رصدت خلال الأيام التي سبقت مظاهرة الأحد، اتصالات وتحركات مشبوهة، لمشائخ بارزين، يتبنون للأسف دعوات الفوضى والحشد من خارج المدينة والمديريات المحيطة، وتلقت معلومات مؤكدة عن نوايا عدائية".

موضحا أن المعلومات اكدت "نوايا عناصر خلايا المخطط لاستخدام عبوات ناسفة، منها دراجه نارية وسيارة مفخخة، وعبوات على جانبي طرق ومنافذ التعزيز، وتنفيذ جرائم اغتيالات، بكواتم صوت لاستهداف قائمة من المشائخ والشخصيات خلال مسيرة الأحد الاحتجاجية".

وتحدث البيان عن أن "قوات الجيش، فور تسلّمها للمعلومات والتأكد من دقتها، تحركت بصورة مباغتة، مكنها من إفشال المخطط، وذلك بإحكام السيطرة وتطويق المدينة، وتشديد الإجراءات الأمنية، إضافة إلى حماية المشاركين في المسيرة الاحتجاجية، وتأمين تحركاتهم".

مضيفا: "العملية نجحت حتى الآن، في ضبط العشرات من عناصر الخلايا المكلفين باختراق المسيرة، وتفكيك دراجة نارية مفخخة و3 عبوات، جرى زرعها في المنفذين الشمالي والشرقي لمدينة التربة، والتحقيقات مستمرة مع المضبوطين لمعرفة مكان اخفاء السيارة المفخخة".

لكن البيان اظهر تناقضا في تسمية الجهة التي تقف وراء المخطط، فسماها "العناصر الإرهابية" و"العناصر التخريبية الارهابية"، و"عناصر الخلايا الحوثية" وأخرى "تواصلت مع الارهابي الفار امجد خالد"، ما عزته المصادر العسكرية الى "التحفظ على هوية جهة المخطط".

واعتبرت المصادر العسكرية تضمن البيان "رصد مصورين مرتبطين بقناة المسيرة الحوثية بفعالية الاحتجاج"، و"تكثيف مليشيا الحوثي التعزيزات العسكرية الى جبهات الاحكوم والاشبوط  والصلو والكدحة"، اشارات "للتمويه على وقوف الامارات وعمار صالح وراء المخطط".

مطالبة في المقابل، قيادة الجيش في تعز ومحور طور الباحة بكشف نتائج التحقيق مع "العشرات من عناصر الخلايا" المضبوطين، وشددت على "ضرورة ردع المتربصين بتعز، عبر كشفهم للعلن وفضح مخططاتهم، والتوقف عن التغطية عليهم لدواعي وحسابات سياسية".

ويُتهم طارق عفاش، وشقيقه عمار، بالسعي إلى زعزعة امن تعز عبر خلايا اغتيالات وعصابات مسلحة لنشر الفوضى وحملات اعلامية متواصلة تأجيج السخط الشعبي في تعز، ضمن مساعي الامارات لاجتياح ريف ومدينة تعز، لاحكام سيطرتها على ساحل تعز ومدينة وميناء المخا.

تفاصيل: طارق عفاش يتلقى اتهاما مربكا !

تسيطر قوات ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات بقيادة طارق عفاش، على مديريات بمحافظة الحديدة، ومديريات المخا وذو باب وموزع والوازعية (المحاذية للشمايتين) بمحافظة تعز، وتستحوذ على ايرادات ميناء ومطار المخا، في وقت تشكو تعز من تأخر صرف رواتب موظفيها.

وشارك طارق وعمار عفاش عمهما على عفاش، بدور رئيس بانقلاب 21 سبتمبر 2014م عبر تسليم معسكرات الجيش ومخازن اسلحته لجماعة الحوثي (قبل اعلان شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م)، ومجاهرة عفاش وطارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.

شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز 

شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش 

لكنه، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، تمكن من الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.

استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وادماجها بقواته بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.

ومع انه رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت نقيض شعاره، فأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.

استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة بمواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بالتحالف بداية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.

ومطلع ابريل 2022م توج التحالف، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) و(عبدالرحمن المحرمي).

ميدانيا، تفاقمت معاناة ملايين المواطنين بمديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة مليشيات الامارات، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية ونهبها الاراضي العامة والخاصة، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، واعتقال المعارضين، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.

يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش واستعادة حكم اليمن بالمناصفة مع "الانتقالي الجنوبي" عبر ارتهانه الكامل لاجندة اطماع التحالف في اليمن والمنطقة، بما في ذلك عرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين مصالحهم وأطماعهم بمياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.