العربي نيوز:
عمدت دولة الامارات، استحواذها وتحكمها بالموانئ اليمنية على ساحلي اليمن الغربي والجنوبي، باتفاقية رسمية جرى توقيعها برعاية وزير النقل القيادي في "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع لابوظبي، عبدالسلام حُميد، تقضي بتسليم واحد من اهم الموانئ اليمنية لشركة اماراتية بدعوى "التشغيل والتطوير".
أكدت هذا مصادر ملاحية ومحلية في تعز، أوضحت أن الشركة التي اعلن رسميا عن توقيع اتفاقية منحها حق "تأهيل وتطوير وتشغيل ميناء المخا" الثلاثاء (9 ديسمبر)، هي شركة إماراتية تعمل ضمن مجموعة تطوير وإدارة الموانئ والخدمات اللوجيستية (AD Ports Group) التابعة لشركة أبوظبي القابضة.
والثلاثاء (9 ديسمبر) بثت وكالة الانباء الحكومية (سبأ)، خبر "توقيع مذكرة تفاهم بين مؤسسة موانئ البحر الأحمر اليمنية، وشركة بريما الاستثمارية المحدودة، تقضي بقيام شركة بريما بتنفيذ مشروع إعادة تأهيل، وتطوير ميناء المخا التاريخي في محافظة تعز، البالغ تكلفته 138 مليون و907 الف دولار".
موضحة أنه "وقع المذكرة، نائب رئيس مجلس إدارة مؤسسة موانئ البحر الأحمر للشؤون الفنية - مدير عام ميناء المخا الدكتور عبدالملك الشرعبي (المُعين بضغط علني من طارق عفاش) ومدير عام شركة بريما الاستثمارية المحدودة ليث الورد، وذلك بحضور وزير النقل الدكتور عبدالسلام حُميد، وعدد من وكلاء الوزارة".
وعلق الناشط جميل الحاج في تدوينة على حائطه بمنصة "فيس بوك" بقوله: "يوم أمس تم بيع ميناء المخا لشركة مجهولة بالسوق اليمنية نصبوا لها محلل مجهول... ورعى إتفاقية البيع وزير النقل الذي لا يعترف بالدولة ولا بالجمهورية ولا بالوحدة ويرفع علم الإنتقالي... والهدف من البيع معروف مسبقا كما فعل عمه من سابق".
مضيفا في الحديث عن تفريط طارق عفاش بميناء المخا كما فعل عمه علي عفاش مع ميناء عدن بتأجيره لشركة دبي العالمية للموانئ (2008-2012م): "وبعد البحث والتحري وجدت أن شركة بريما الاستثمارية المحدودة تتبع لشركة AD Ports Group، وهي شركة إماراتية تعمل في مجال تطوير وإدارة الموانئ والخدمات اللوجيستية".
والاثنين (8 ديسمبر) أعلن طارق عفاش في كلمة مصورة خلال اجتماع عسكري لقادة الوية قواته عقده في مدينة المخا، تأييده انقلاب "الانتقالي" بقوله: إن "ما جرى في محافظتي حضرموت والمهرة، إعادة ترتيب لمسرح العمليات". وأردف منكرا اعتداءات اجتياح مليشيا الانتقالي الجنوبي" قائلا: إنه "تجنب الصدام مع أي قوى، بهدف وحدة الصف".
مجددا بذلك اعلانه الخميس (4 ديسمبر) الذي اثنى فيه طارق عفاش على "المجلس الانتقالي الجنوبي"، وأشاد بدوره في كلمة القاها خلال لقائه عددا من امناء عموم وممثلي الاحزاب السياسية في مدينة المخا، مقر القيادة المركزية لقواته والتشكيلات العسكرية الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن. حسبما نقلت وسائل اعلام طارق.
ويُعد طارق عفاش، متمردا على الدولة والشرعية اليمنية، منذ تمرده في (ابريل 2012) على قرار الرئيس هادي باقالته من قيادة "الوية الحرس الخاص" التابعة لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، مرورا بمشاركته في انقلاب سبتمبر 2014م وتحالفه مع جماعة الحوثي، واستمر متمردا حتى بعد التحاقه بالتحالف عقب فراره من صنعاء (ديسمبر 2017)..
شارك طارق عفاش وشقيقه عمار وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش ومؤسسات الدولة (قبل اعلان شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م)، وجاهر طوال عامين بمشاركة كتائب قناصته في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز
شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش
وتبنت الامارات تمويل تجميع طارق عفاش ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم نقلهم الى الساحل الغربي، بعدما استطاعت المقاومة التهامية والعمالقة الجنوبية بدعم من طيران التحالف، تحرير ذوباب والمخا والخوخة، ليتم تنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، استغلال تضحيات المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضمها لقواته، بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيالات، التي طالت العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.
ومع انه رفع شعار "تجاوز خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت نقيض شعاره، فأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.
استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة بمواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بالتحالف بداية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) و(عبدالرحمن المحرمي).
تسيطر قوات طارق عفاش، على مديريات بمحافظة الحديدة ابرزها الخوخة وحيس، ومديريات المخا وذو باب وموزع والوازعية بمحافظة تعز، ويُتهم طارق عفاش، وشقيقه عمار، بالسعي إلى السيطرة على تعز، عبر زعزعة امنها بواسطة خلايا اغتيالات وعصابات مسلحة لنشر الفوضى وشن حملات اعلامية متواصلة لتأجيج السخط الشعبي في تعز.
تفاصيل: احباط اكبر مخططات عمار عفاش!
وتفاقمت معاناة ملايين المواطنين بمديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة مليشيات الامارات، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية ونهبها الاراضي العامة والخاصة، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، واعتقال المعارضين، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش واستعادة حكم اليمن بالمناصفة مع "الانتقالي الجنوبي"، عبر ارتهانه الكامل لاجندة اطماع التحالف في اليمن والمنطقة، بما في ذلك عرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين مصالحهم وأطماعهم بمياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.
