الثلاثاء 2025/12/23 الساعة 08:40 ص

ضربات جوية تعصف بالمليشيا

العربي نيوز:

عصفت ضربات جوية جديدة بتجمع كبير لمليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، بغارات جوية اوقعت خسائر بشرية بصفوف عناصر مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على مشارف العاصمة المؤقتة عدن، بعد اقل من 48 ساعة على غارة استهدفتها في العبر بحضرموت.

أكد هذا، الناطق باسم مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" محمد النقيب في بيان، نشره على حسابه الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا)، مساء الاثنين (22 ديسمبر)، معلنا عن أن مليشيا "الحزام الأمني في مديرية لودر بمحافظة أبين تعرضت مساء اليوم لهجوم بطائرة مسيّرة، ما أسفر عن إصابة ثلاثة من أفراد القوة".

لكن ناطق المليشيا النقيب، لم يجزم بهوية الجهة المنفذة للغارة الجوية الجديدة، واكتفى بالقول: "إن تحديد الجهة المنفذة للهجوم ما زال غير محسوم، مع احتمال تورط ميليشيات الحوثي أو تنظيم القاعدة" كما هي السردية المعتادة للمليشيا التي تصورها بأنها "تحارب الارهاب وتواجه الحوثيين وتنظيم القاعدة وجماعة الاخوان".

وزعم إن الهجوم "عقب النجاحات الفارقة لعملية المستقبل الواعد، والتي تكللت بتأمين  كامل وطننا، في محاولة بائسة لخلط الأوراق في مرحلة ما بعد تأمين أرضنا وظهرنا" في اشارة لاجتياح شبوة وحضرموت والمهرة. مؤكدا أن مليشياته "ماضية في تنفيذ مهامها وفق توجيهات القائد الزُبيدي رغم كل محاولات الاستهداف".

يترافق الهجوم الجديد على مليشيا "الانتقالي الجنوبي" في محافظة ابين، مع اعلانها الجمعة (12 ديسمبر) فشل حملتها المسماة "سهم الشرق" للسيطرة على المحافظة طوال ثلاث سنوات، واطلاق حملة عسكرية جديدة باسم "عملية الحسم"، تحت اللافتة نفسها "مكافحة الارهاب"، رغم استمرار خسائرها البشرية بكمائن متواصلة.

والسبت (20 ديسمبر) زعم ناطق مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، النقيب في بيان "احباط هجومٍ إرهابي نفّذته عناصر تنظيم القاعدة في مسرح عملية «سهام الجنوب» بمنطقة المصينعة بمحافظة شبوة، وقد تعاملت قواتنا في اللواء السادس صاعقة مع الهجوم بصورة فورية واحترافية عالية، واجبرت العناصر الارهابية على الفرار".

كما اعلن النقيب، الجمعة (19 ديسمبر) في بيان، عن "تعرض قواتنا المرابطة في وادي حضرموت  اليوم لعمل عدائي إرهابي باستخدام طائرة مسيّرة مُذخّرة، أسفر عن إصابة أحد أبطال قواتنا". زاعما ان الهجوم "امتداد لسلسة هجمات الحوثيين والاخوان وتنظيم القاعدة" وهي سردية تسعى لتصوير تحركات المليشيا بمواجهة الارهاب.

والخميس (18 ديسمبر)، قالت صحيفة "الجارديان" البريطانية إن "المجلس الانتقالي الجنوبي تلقى تحذيراً باحتمالية شنّ القوات السعودية غارات جوية مباشرة عليه". معتبرة أن هذا "يُهدد مواقع المجلس ويزيد من احتمالية وقوع اشتباكات مستقبلية بين قواته والقوات الموالية للمملكة العربية السعودية".

يترافق هذا مع تنفيذ سلاح الجو السعودي في وقت سابق من الاسبوع الفائت، طلعات جوية بسماء حضرموت، وتصعيد السعودية اعلاميا، عبر حملة انتقاد واسعة و"عقلنة" لـ "الانتقالي الجنوبي"، تتضمن بيان عواقب تحديه ورفضه سحب مليشياته من حضرموت وشبوة والمهرة، بما في ذلك توعده ومليشياته بالدفن.

تفاصيل: طلعات جوية لردع "الانتقالي"! (فيديو)

تفاصيل: السعودية تتوعد "الانتقالي" بالدفن !

وفقا لتسريبات غربية، امريكية وبريطانية، فإن دعم الامارات لمليشيا "الدعم السريع" الانقلابية في السودان، ومليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية في اليمن فجر ازمة اقليمة جديدة، توصف بالكبرى، ويتوالى تصاعد حدتها، على نحو ينذر بانفجار الصراع في اليمن وامتداد تداعياته الى المنطقة.

تفاصيل: المليشيا تفجر ازمة اقليمية كبرى!

والخميس (11 ديسمبر)، اصدرت السعودية اعلانا جديدا وحازما، اكدت فيه رفضها القاطع تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وانقلابه الجديد وسيطرة مليشياته محافظتي حضرموت والمهرة، وتمسكها بالدفاع عن وحدة اليمن، محذرة من "انزلاق حضرموت والمهرة لحرب لا طاقة لها بها".

تفاصيل: اعلان سعودي خطير بشأن اليمن 

جاء هذا بعدما التقى الرئيس العليمي، بمقر اقامته في الرياض، الاثنين (8 دسمبر) سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، واطلعهم على التطورات في اليمن وخطر تداعياتها على امن واستقرار المنطقة، وأكد "إن الشعب اليمني وحكومته قادر على ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة". محذرا "الانتقالي" من "الانزلاق في الحرب".

تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن الحرب 

تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.

تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !

وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.

تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!

يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.

يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.