العربي نيوز:
أقرت المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية، ممثلة في مجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، رسميا، بتنفيذها اعدامات جماعية ميدانية للعشرات واعتقالها واخفائها القسري للمئات ممن سمتهم "قوات الاحتلال" في حضرموت لدى اجتياحها المباغت فجر الاربعاء (3 ديسمبر) وادي وصحراء حضرموت، واسقاطها معسكرات ومؤسسات الدولة.
جاء هذا في تصريح لرئيس الجمعية العمومية لـ "الانتقالي الجنوبي" وعضو هيئة رئاسته، علي عبدالله الكثيري، أعلن اصرار "الانتقالي" على استمرار مليشياته في السيطرة على محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، ورفضه الانسحاب منها بوصفه اجتياح المحافظات الثلاث "ليس انتزاعا للسلطة بل تحريرا لها وانهاء للوضع الاحتلالي" حسب وصفه.
وأضاف الكثيري في اتصال مرئي، الاحد (21 ديسمبر)، مع مكتب المبعوث الاممي الى اليمن هانس غروندبيرغ في العاصمة الاردنية عمان، قال فيه: إن "انسحاب المجلس الانتقالي عسكريا من المهرة وحضرموت غير موضوعي"، واتهم المنطقة العسكرية الأولى للجيش الوطني بأنها "كانت تمثل ممرا ودعما للجماعات الإرهابية ومليشيات الحوثي".
مُقرا باعدام مليشيا "الانتقالي الجنوبي" العشرات واعتقال المئات لدى اجتياحها حضرموت الوادي والصحراء، بقوله: أنهم "سلموا جثامين القتلى، وأطلقوا سراح الأسرى، وتحفظوا على بعض المطلوبين على ذمة قضايا مختلفة، وفق تعبيره. ونافيا "وجود اي إشكاليات مع قوات درع الوطن (الممولة من السعودية) أو النخبة الحضرمية (الخاضعة للانتقالي)".
يتزامن هذا، مع بدء "الانتقالي الجنوبي" انقلابه الجديد وسط العاصمة المؤقتة عدن، عبر اسقاطه الحكومة اليمنية المعترف بها، وإعلان وزرائه بالحكومة المشكلة مناصفة في سبتمبر 2020م "التأييد الكامل لخطوات المجلس الانتقالي الجنوبي ومباركة القرارات التاريخية لعيدروس الزبيدي، وإرادة شعب الجنوب، واستعادة دولته".
تفاصيل: اخيرا بدء انقلاب بالعاصمة (اعلان)
والسبت (20 ديسمبر)، أصدرت قيادة الجيش الوطني اعلانا جديدا وحاسما، على خلفية التطورات المتسارعة وتصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات وانقلابه الجديد على الشرعية اليمنية باجتياح مليشياته محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، ضمن ما سماه "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب".
تفاصيل: اعلان حاسم لقيادة لجيش الوطني
كما شهدت مدينة مارب، الجمعة (19 ديسمبر) تشييعا رسميا وشعبيا تقدمته قيادة الجيش الوطني واعضاء بمجلس النواب ومسؤولين حكوميين ومشايخ، لضباط وجنود المنطقة العسكرية الأولى، الذين لقوا حتفهم خلال اجتياح مليشا "الانتقالي الجنوبي" مقر المنطقة في سيئون ومعسكرات ألويتها، فجر الاربعاء (3 ديسمبر).
سبق هذا اعلان الامم المتحدة، الخميس (18 ديسمبر) إن التصعيد الذي شهدته حضرموت عقب دخول قوات المجلس الانتقالي الجنوبي للمحافظة، أدى إلى موجة نزوح جديدة باتجاه محافظة مأرب شملت 774 أسرة يشكلون 5,418 فردًا من المدنيين، جرى توزيعهم على 24 موقعا للنزوح. وتوقعت استمرار موجة النزوح".
تفاصيل: اعلان اممي صادم بشأن اليمن !
بدورها أعلنت "الشبكة اليمنية للحقوق والحريات" الاثنين (15 ديسمبر)، أنها "وثقت في حضرموت 4071 واقعة انتهاك جسيمة ترقى إلى جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، ارتكبتها قوات الانتقالي الجنوبي، تنوعت بين جرائم القتل المباشر، والإصابة، والتصفية الميدانية للأسرى، والاعتقال التعسفي، والإخفاء، والتهجير القسري، والاضطهاد المناطقي، ونهب الممتلكات".
وصدر الجمعة (12 ديسمبر) اعلان عن رئاسة هيئة الاركان في وزارة الدفاع، بمحصلة شهداء وجرحى منتسبي الجيش في وادي وصحراء حضرموت، جراء الهجوم المباغت من مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على مقر المنطقة، اتهم المليشيا بـ "تصفية عدد من ضباط وجنود الجيش واخفاء عدد اخر".
تفاصيل: اعلان مزلزل لقيادة الجيش الوطني
إلى ذلك، تعالت اصوات قانونيين وحقوقيين وسياسيين في اليمن ومحيطه الاقليمي، المطالبة بإعداد ملف متكامل بجرائم "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته في محافظات حضرموت والمهرة وشبوة، ورفع دعوى قضائية لدى المحكمة الجنائية الدولي، باعتبار انتهاكات المجلس ومليشياته "جرائم حرب مكتملة الاركان".
تفاصيل: احالة الزبيدي للجنائية الدولية !
وتترافق المطالبات القانونية مع طلعات جوية لطائرات سلاح الجو السعودي بسماء حضرموت، وتصعيد السعودية اعلاميا، عبر حملة انتقاد واسعة و"عقلنة" لـ "الانتقالي الجنوبي"، تشنها وسائل اعلام المملكة، وتتضمن بيان عواقب تحديه ورفضه سحب مليشياته من حضرموت وشبوة والمهرة، بما في ذلك توعده ومليشياته بالدفن.
تفاصيل: السعودية تتوعد "الانتقالي" بالدفن !
وتأتي هذه المستجدات بعدما اطلقت الامارات، الجمعة (12 ديسمبر) اعلانا يجاهر بتحدي السعودية في اليمن، ويرد على رفض الرياض اجتياح "الانتقالي الجنوبي" حضرموت وشبوة والمهرة، وتأكيدها "الالتزام بالحفاظ على وحدة اليمن واستقراره"؛ بتأكيد دعم ابوظبي لانفصال جنوب اليمن، والدعوة للاعتراف بدولته.
تفاصيل: الامارات تتحدى السعودية في اليمن!
جاء هذا عقب اصدار السعودية، الخميس (11 ديسمبر)، اعلانا جديدا وحازما، اكدت فيه رفضها القاطع تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وانقلابه الجديد وسيطرة مليشياته محافظتي حضرموت والمهرة، وتمسكها بالدفاع عن وحدة اليمن، محذرة من "انزلاق حضرموت والمهرة لحرب لا طاقة لها بها".
تفاصيل: اعلان سعودي خطير بشأن اليمن
والاثنين (8 ديسمبر) أطلع الرئيس العليمي في اجتماع بمقر اقامته بالرياض، سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، على التطورات في اليمن وخطر تداعياتها على امن واستقرار المنطقة، وأكد "إن الشعب اليمني وحكومته قادر على ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة". محذرا "الانتقالي" من "الانزلاق في الحرب".
تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن الحرب
تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.
تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !
وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!
يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.
