العربي نيوز:
قدمت المليشيا الانقلابية والمتمردة، عرضا مغريا للولايات المتحدة الامريكية، في مسعى لاكتساب الاعتراف بها وتأييد انقلابها على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وشرعنة اجتياح مليشياتها محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، واسقاط معسكرات ومؤسسات الدولة فيها.
جاء هذا في تصريح أدلى به لشبكة قناة فوكس نيوز (Fox News) الأمريكية، مسؤول في "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات، اعلن عن رغبة المجلس في فتح العديد من قطاعات الثروة النفطية في جنوب اليمن أمام الشركات الأمريكية، ومواجهة جماعة الحوثي، مقابل الحصول على دعم امريكي.
وقال ممثل "الانتقالي الجنوبي" في واشنطن، أحمد عاطف، لشبكة "فوكس نيوز" مساء الاربعاء (17 ديسمبر): إن "المجلس الانتقالي الجنوبي يأمل في توسيع نطاق التعاون مع واشنطن عسكرياً ودبلوماسياً واقتصادياً. نرحب بجميع أنواع الدعم. الرئيس ترامب شجاعٌ وقويٌّ للغاية، ونتطلع بشغف إلى دعمه".
مضيفا: إن المجلس الانتقالي الانتقالي "يرغب في فتح قطاعات النفط والزراعة والثروة السمكية والسياحة في الجنوب (المحافظات اليمنية الجنوبية) أمام الشركات الأمريكية”. وأردف: "ندعو الشركات الأمريكية إلى القدوم واستكشاف حقول النفط ومساعدتنا في الحصول على عائدات لتنمية شعبنا”. حد تعبيره.
وتابع: "مستعدون لتقديم المساعدة للقوات الشمالية في مواجهة الحوثيين". وأردف: "التسوية الدبلوماسية مع صنعاء مستحيلة، الحوثيين لديهم شعار: الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، وهو أمر غير مقبول بتاتاً، وطالما ظلوا مسيطرين على صنعاء، فسيواصلون تهديد الملاحة في البحر الأحمر، والجنوب والمنطقة".
لكن شبكة قناة فوكس نيوز (Fox News) الأمريكية، نقلت في المقابل، عن الباحثة في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، بريدجيت تومي، قولها: إن “دعم الولايات المتحدة الامريكية لانفصال الجنوب يتعارض مع دعمها للسياسة المعلنة للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، والتي تدعو حالياً إلى وحدة اليمن”.
مشيرة إلى حالة واحدة يمكن للولايات المتحدة الامريكية تقديم الدعم فيها، وقالت: إن “دعم المجلس الانتقالي الجنوبي كشريك في عمليات مكافحة الإرهاب وفي القتال ضد الحوثيين لن يتعارض بالضرورة مع موقف الحكومة، لا سيما وأن المجلس الانتقالي الجنوبي وقيادته جزء من الإطار الحاكم الحالي”.
في السياق، عقدت الولايات المتحدة الامريكية مع رئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسي، اتفاقا بشأن تطورات الاحداث الاخيرة على الساحة اليمنية، واستمرار تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أكد التزام واشنطن بدعم وحدة اليمن ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة، ضد الانقلاب الجديد من "الانتقالي".
تفاصيل: اتفاق يمني امريكي بشأن حضرموت
ويتزامن هذا مع بدء السعودية ردع "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وارغامه على سحب مليشياته من حضرموت وشبوة والمهرة واحلال قوات "درع الوطن" محلها، عبر تنفيذ القوات الجوية السعودية طلعات جوية مكثفة في سماء حضرموت والقاء قنابل تحذيرية داخنية، بالتزامن مع توعده ومليشياته بالدفن في صحراء حضرموت.
تفاصيل: طلعات جوية لردع "الانتقالي"! (فيديو)
تترافق الطلعات الجوية لطائرات سلاح الجو السعودي بسماء حضرموت، مع تصعيد السعودية اعلاميا، عبر حملة انتقاد واسعة و"عقلنة" لـ "الانتقالي الجنوبي"، تشنها وسائل اعلام المملكة، وتتضمن بيان عواقب تحديه ورفضه سحب مليشياته من حضرموت وشبوة والمهرة، بما في ذلك توعده ومليشياته بالدفن.
تفاصيل: السعودية تتوعد "الانتقالي" بالدفن !
وتأتي هذه المستجدات بعدما اطلقت الامارات، الجمعة (12 ديسمبر) اعلانا يجاهر بتحدي السعودية في اليمن، ويرد على رفض الرياض اجتياح "الانتقالي الجنوبي" حضرموت وشبوة والمهرة، وتأكيدها "الالتزام بالحفاظ على وحدة اليمن واستقراره"؛ بتأكيد دعم ابوظبي لانفصال جنوب اليمن، والدعوة للاعتراف بدولته.
تفاصيل: الامارات تتحدى السعودية في اليمن!
جاء هذا عقب اصدار السعودية، الخميس (11 ديسمبر)، اعلانا جديدا وحازما، اكدت فيه رفضها القاطع تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وانقلابه الجديد وسيطرة مليشياته محافظتي حضرموت والمهرة، وتمسكها بالدفاع عن وحدة اليمن، محذرة من "انزلاق حضرموت والمهرة لحرب لا طاقة لها بها".
تفاصيل: اعلان سعودي خطير بشأن اليمن
والاثنين (8 ديسمبر) أطلع الرئيس العليمي في اجتماع بمقر اقامته بالرياض، سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، على التطورات في اليمن وخطر تداعياتها على امن واستقرار المنطقة، وأكد "إن الشعب اليمني وحكومته قادر على ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة". محذرا "الانتقالي" من "الانزلاق في الحرب".
تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن الحرب
تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.
تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !
وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!
يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.
