العربي نيوز:
عقدت الولايات المتحدة الامريكية مع رئيس واعضاء مجلس القيادة الرئاسي، اتفاقا بشأن تطورات الاحداث الاخيرة على الساحة اليمنية، واستمرار تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وانقلابه الجديد على الشرعية اليمنية ومرجعياتها باجتياح مليشياته محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، واسقاط معسكرات ومؤسسات الدولة.
جاء هذا في لقاءات متلاحقة عقدها السفير الامريكي لدى اليمن، ستيفن فاجن، عقب عودته من زيارة للكيان الصهيوني بشأن ترتيبات تنفيذ اتفاق غزة، مع كل من رئيس مجلس القيادة الرئاسي رشاد العليمي، وعضو مجلس القيادة الرئاسي محافظ مارب الشيخ اللواء سلطان العرادة، ووزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة شائع الزنداني.
وذكرت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) أن "اللواء سلطان بن علي العرادة التقى مع السفير الامريكي لدى اليمن ستيفن فاجن الاربعاء (17 ديسمبر) عبر تقنية الاتصال المرئي، وبحث معه "تطورات الأوضاع السياسية والعسكرية في الساحة الوطنية" في اشارة الى تصعيد "الانتقالي الجنوبي" وانقلابه الجديد على الشرعية اليمنية ومرجعياتها.
مضيفة: "واشار إلى اليمن يمر بمرحلة بالغة الصعوبة والتعقيد، في ظل تحديات سياسية وعسكرية واقتصادية وأمنية، الأمر الذي يتطلب تعاوناً إقليمياً ودولياً يقوم على شراكة فاعلة لمساندة الجهود المخلصة في مواجهة التحديات الراهنة، وتفويت الفرصة على المشاريع التي تسعى إلى إطالة أمد الصراع وزعزعة أمن واستقرار اليمن والمنطقة".
وتابعت: "وشدد العرادة على ضرورة الالتزام بالمرجعيات الثلاث الأساسية وإعلان نقل السلطة، محذراً من تداعيات الظروف الراهنة، وانعكاساتها السلبية على الأمن والاستقرار وجهود مكافحة الإرهاب، وما يمكن أن تخلقه من فراغ تستفيد منه مليشيات الحوثي.. داعياً المجتمع الدولي إلى دعم الحكومة دعماً حقيقياً يمكنها من استعادة مؤسسات الدولة".
مردفة: "وجدد التأكيد على أن انتشال اليمن من وضعها الراهن يتطلب موقفاً دولياً مسانداً، يترجم إلى خطوات عملية لمواجهة التحديات الاقتصادية والإنسانية المتفاقمة، وتجفيف مصادر تمويل المليشيات، وتمكين مؤسسات الدولة من القيام بواجباتها تجاه المواطنين في كافة المحافظات، بما يسهم في تحقيق الاستقرار على كافة المستويات".
ونقلت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) عن السفير الامريكي لدى اليمن ستيفن فاجن أنه جدد دعم مجلس القيادة الرئاسي و"أكد وقوف بلاده إلى جانب الشعب اليمني، والتزام واشنطن بتعزيز الشراكة في مختلف المجالات، مجدداً تأكيد دعم الولايات المتحدة الأمريكية لجهود تحقيق الاستقرار والأمن والتنمية ومواجهة التحديات والتخفيف من معاناة اليمنيين".
سبق هذا لقاء وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها، الدكتور شائع الزنداني مع السفير الامريكي ستيفن فاجن، الثلاثاء (16 ديسمبر) في الرياض "ناقش علاقات التعاون الثنائي، وسبل تعزيزها في مختلف المجالات، والأوضاع الراهنة في اليمن، وأهمية مواصلة التنسيق إزاء التطورات بما يسهم في دعم جهود تحقيق الأمن والاستقرار".
أكدت هذا وكالة الانباء الحكومية (سبأ)، في تغطيتها للقاء، وقالت: "من جانبه، أكد السفير الأمريكي، استمرار دعم بلاده للمجلس الرئاسي، والحكومة اليمنية، وجهودها الرامية إلى تحقيق السلام الشامل والمستدام، وتعزيز الاستقرار السياسي والاقتصادي، ودعم مسار الإصلاحات، بما يلبّي تطلعات الشعب اليمني في الأمن والتنمية".
والاثنين (15 ديسمبر)، التقى رئيس مجلس القيادة الرئاسي، رشاد العليمي بمقر اقامته في الرياض، السفير الامريكي ستيفن فاجن، وناقش معه "مستجدات الاوضاع المحلية، بما في ذلك التطورات الاخيرة في المحافظات الشرقية، والدعم الامريكي المطلوب لجهود الاصلاحات الحكومية، والتنسيق القائم في مكافحة الارهاب وردع المليشيات الحوثية".
وفقا لما بثته وكالة الانباء الحكومية (سبأ) عن مجريات اللقاء، فقد "تطرق اللقاء الى الإجراءات الاحادية من جانب المجلس الانتقالي في المحافظات الشرقية، والمساعي الحميدة لتحالف دعم الشرعية بقيادة المملكة العربية السعودية، ودولة الامارات العربية المتحدة، من اجل خفض التصعيد، وإعادة تطبيع الأوضاع في المحافظتين الى سابق عهدها".
وقالت: "اكد الرئيس، ضرورة الالتزام بالمرجعيات الحاكمة للمرحلة الانتقالية، ونهج الشراكة القائمة بين مختلف المكونات السياسية في إطار تحالف الحكومة الشرعية، محذرا من تداعيات فرض أي إجراءات أحادية خارج المرجعيات، وفي المقدمة اعلان نقل السلطة، واتفاق الرياض، من شأنها التأثير على وحدة القرار الأمني والعسكري، واستقلالية الحكومة".
مضيفة: "وعبر عن تقدير المواقف الأميركية الحازمة الى جانب الدولة اليمنية،.. وثمّن عاليا الجهود التي تقودها المملكة العربية السعودية من اجل التهدئة في حضرموت والمهرة، مؤكدا ان استقرار المحافظات الشرقية وإعادة تطبيع أوضاعها الى ما كانت عليه، مطلب حيوي لأمن اليمن واستقراره، وامتداد طبيعي أيضاً لأمن المنطقة وامدادات الطاقة العالمية".
وتابعت الوكالة الحكومية للانباء: "من جانبه أكد سفير الولايات المتحدة ستيفن فاجن، موقف بلاده الثابت والداعم لوحدة اليمن واستقراره وسلامة أراضيه. كما أكد حرص واشنطن على وحدة مجلس القيادة الرئاسي، والحكومة، والتزامها القوي بالشراكة في جهود مكافحة الإرهاب، والتخفيف من معاناة الشعب اليمني، ودعم تطلعاته على المستويات كافة".
يتزامن هذا مع بدء السعودية ردع "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وارغامه على سحب مليشياته من حضرموت وشبوة والمهرة واحلال قوات "درع الوطن" محلها، عبر تنفيذ القوات الجوية السعودية طلعات جوية مكثفة في سماء حضرموت والقاء قنابل تحذيرية داخنية، بالتزامن مع توعده ومليشياته بالدفن في صحراء حضرموت.
تفاصيل: طلعات جوية لردع "الانتقالي"! (فيديو)
تترافق الطلعات الجوية لطائرات سلاح الجو السعودي بسماء حضرموت، مع تصعيد السعودية اعلاميا، عبر حملة انتقاد واسعة و"عقلنة" لـ "الانتقالي الجنوبي"، تشنها وسائل اعلام المملكة، وتتضمن بيان عواقب تحديه ورفضه سحب مليشياته من حضرموت وشبوة والمهرة، بما في ذلك توعده ومليشياته بالدفن.
تفاصيل: السعودية تتوعد "الانتقالي" بالدفن !
وتأتي هذه المستجدات بعدما اطلقت الامارات، الجمعة (12 ديسمبر) اعلانا يجاهر بتحدي السعودية في اليمن، ويرد على رفض الرياض اجتياح "الانتقالي الجنوبي" حضرموت وشبوة والمهرة، وتأكيدها "الالتزام بالحفاظ على وحدة اليمن واستقراره"؛ بتأكيد دعم ابوظبي لانفصال جنوب اليمن.
تفاصيل: الامارات تتحدى السعودية في اليمن!
والخميس (11 ديسمبر)، اصدرت السعودية اعلانا جديدا وحازما، اكدت فيه رفضها القاطع تصعيد "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وانقلابه الجديد وسيطرة مليشياته محافظتي حضرموت والمهرة، وتمسكها بالدفاع عن وحدة اليمن، محذرة من "انزلاق حضرموت والمهرة لحرب لا طاقة لها بها".
تفاصيل: اعلان سعودي خطير بشأن اليمن
جاء هذا بعدما أطلع الرئيس العليمي في اجتماع بمقر اقامته بالرياض الاثنين (8 ديسمبر)، سفراء الدول الراعية للعملية السياسية في اليمن، على التطورات في اليمن وخطر تداعياتها على امن واستقرار المنطقة، وأكد "إن الشعب اليمني وحكومته قادر على ردع اي تهديد والدفاع عن الدولة". محذرا "الانتقالي" من "الانزلاق في الحرب".
تفاصيل: الرئيس العليمي يعلن الحرب
تتابع هذه التطورات، بعدما كشفت مصادر عسكرية متطابقة لغز سقوط محافظة حضرموت بيد مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، وسيطرتها على مدينة سيئون، المركز الاداري لحضرموت الوادي والصحراء وعدد من مديريات الوادي، صباح الاربعاء (3 ديسمبر)، بعد انسحاب قوات الجيش الوطني.
تفاصيل: انكشاف لغز اسقاط حضرموت !
وواصلت مليشيات "الانتقالي الجنوبي" تنفيذ ما سمته "عملية المستقبل الواعد لتحرير الجنوب من قوات الشمالية ودعمها للتنظيمات الارهابية"، واسقطت فجر الخميس (4 ديسمبر) محافظة المهرة من دون قتال ايضا أو مواجهة مع قوات الجيش والامن، في ظل استمرار صمت مجلس القيادة الرئاسي والحكومة.
تفاصيل: سقوط محافظة أخرى بعد حضرموت!
يسعى "الانتقالي الجنوبي" بدعم مباشر من الامارات، إلى استكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يحاول فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة من دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية، ترفض مساعي الامارات لبسط نفوذها على جنوب اليمن عموما والمحافظات الشرقية (شبوة، حضرموت، المهرة)، المحاذية لحدود المملكة، وتعتبرها "خطا احمر"، باعلانها أن أمن هذه المحافظات "جزءا من الامن القومي للمملكة". حسب تصريحات قادة القوات السعودية بالتحالف.
