الثلاثاء 2025/12/09 الساعة 10:50 ص

صدمة رباعية لطارق عفاش (تفاصيل)

العربي نيوز:

ورد للتو، تأكيد المعلومات المتداولة منذ ساعات عن حدوث صدمة جديدة وكبيرة في الساحل الغربي لليمن، الخاضع لسيطرة طارق عفاش، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات، لكونها تتوج جهوده لتنصيب نفسه حاكما عسكريا للساحل الغربي التهامي.

جاء هذا في سياق تعليقات سياسيين ومراقبين على "نجاح طارق عفاش بترغيب الاموال وترهيب الاعتقال والاغتيالات استقطاب اربعة من اعضاء مجلس النواب" إلى الكتلة البرلمانية التي كان طارق عفاش شكلها باسم المكتب السياسي لقواته من نواب المؤتمر الشعبي، جناح عمه الرئيس الاسبق علي عفاش.

وأعلنت وسائل اعلام طارق عفاش، الاثنين (8 ديسمبر) عن "انضمام اعضاء مجلس النواب: محمد أحمد محمد ورق، عبدالخالق البركاني، عبدالكريم محمد مشعوف، عبدالرحمن علي العشبي، إلى الكتلة البرلمانية للمكتب السياسي للمقاومة الوطنية". زاعمة "إن عدد اعضاء الكتلة ارتفع بهذا الانضمام إلى 28 نائبًا".

يترافق هذا مع اصدار طارق عفاش، الاحد (7 ديسمبر) اعلانا مفاجئا وصادما لليمنيين، جدد فيه تأييده "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات في اجتياحه محافظتي حضرموت والمهرة واسقاط مليشياته معسكرات الجيش ومؤسسات الدولة، بوصفه "إعادة ترتيب لمسرح العمليات". وانكاره اعتدادات مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل: طارق عفاش يفاجئ الجميع (اعلان)

بالتزامن سارعت الامارات الى اصدار اعلان استفز غضب اليمنيين وسياسيي السعودية ودول الخليج، اشهر اعترافها بما سمته "دولة الجنوب العربي" التي يسعى ذراعها السياسي والعسكري في اليمن (المجلس الانتقالي الجنوبي) الى فرضها بقوة مليشياته، عقب اجتياح الاخيرة محافظتي حضرموت والمهرة.

تفاصيل: الامارات تثير غضب اليمنيين (اعلان)

تسيطر قوات طارق عفاش، على مديريات بمحافظة الحديدة ابرزها الخوخة وحيس، ومديريات المخا وذو باب وموزع والوازعية بمحافظة تعز، ويُتهم طارق عفاش، وشقيقه عمار، بالسعي إلى السيطرة على تعز، عبر زعزعة امنها بواسطة خلايا اغتيالات وعصابات مسلحة لنشر الفوضى وشن حملات اعلامية متواصلة لتأجيج السخط الشعبي في تعز.

تفاصيل: احباط اكبر مخططات عمار عفاش!

وتفاقمت معاناة ملايين المواطنين بمديريات الساحل الغربي الخاضعة لسيطرة مليشيات الامارات، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية ونهبها الاراضي العامة والخاصة، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، واعتقال المعارضين، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.

يُعد طارق عفاش، متمردا على الدولة والشرعية اليمنية، منذ تمرده في (ابريل 2012) على قرار الرئيس عبدربه منصور هادي باقالته من قيادة "الوية الحرس الخاص" التابعة لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، مرورا بمشاركته في انقلاب سبتمبر 2014م على الرئيس هادي وتحالفه مع الحوثيين، وحتى بعد التحاقه بالتحالف بعد فراره من صنعاء.

وشارك طارق عفاش وشقيقه عمار وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش ومؤسسات الدولة (قبل اعلان شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م)، وجاهر طوال عامين بمشاركة كتائب قناصته في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.

شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز 

شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش 

وتبنت الامارات تمويل تجميع طارق عفاش ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم نقلهم الى الساحل الغربي، بعدما استطاعت المقاومة التهامية والعمالقة الجنوبية بدعم من طيران التحالف، تحرير ذوباب والمخا والخوخة، ليتم تنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.

استطاع طارق عفاش خلال اقل من عام، استغلال تضحيات المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضمها لقواته، بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيالات، التي طالت العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.

ومع انه رفع شعار "تجاوز خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت نقيض شعاره، فأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.

استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة بمواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بالتحالف بداية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.

ومطلع ابريل 2022م توج التحالف، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) و(عبدالرحمن المحرمي).

يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش واستعادة حكم اليمن بالمناصفة مع "الانتقالي الجنوبي"، عبر ارتهانه الكامل لاجندة اطماع التحالف في اليمن والمنطقة، بما في ذلك عرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين مصالحهم وأطماعهم بمياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.