العربي نيوز:
أكدت مصادر أمنية وعسكرية متطابقة، ما سربته مصادر محلية واعلامية، بشأن مقتل مسؤول التسليح في المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية، والعثور عليه جثة هامدة على متن ساريته، في وسط العاصمة المؤقتة عدن.
وأفادت المصادر الامنية والعسكرية المتطابقة في محافظة ابين، أنه "عُثر فجر الخميس (27 نوفمبر) في العاصمة المؤقتة عدن على جثة مدير التسليح في مليشيا الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، الممول اماراتيا".
موضحة أنه "عثر على جثة مدير تسليح مليشيا حزام الانتقالي بمحافظة أبين جمال يحيى نجيب صالح بن صالح (33 عامًا)، مقتولًا داخل سيارته". من دون الافصاح عن اي تفاصيل اضافية بشأن ملابسات مقتله وهوية الجهة المنفذة.
وقال مستشار رئيس مؤسسة "14 اكتوبر" للصحافة الاعلامي والاكاديمي بجامعة عدن، عبدالرحمن أنيس، في تدوينة على حائطه بمنصة "فيس بوك": إن جثة بن صالح عثر عليها داخل مركبة من نوع "ألنترا" بجوار مدرسة خليفة بمديرية خور مكسر.
موضحا أن الجثة اظهرت أنه "تعرض لإطلاق نار". فيما لا تزال دوافع الجريمة غامضة، ولم تصدر السلطات الامنية في العاصمة المؤقتة عدن، والخاضعة لسيطرة مليشيات "المجلس الانتقالي الجنوبي" أي تعليق أو بيان على مقتل جمال صالح.
ويترافق مقتل مسؤول التسليح في مليشيا "الحزام الامني" مع تحشيد "الانتقالي الجنوبي"، عشرات المدرعات والمسلحين من الضالع ولحج على متن عربات، تجاوز عددها 300 عربة، إلى حضرموت تحت غطاء الاحتفال بعيد الاستقلال (30 نوفمبر).
تفاصيل: ساعات تفصل عن معركة الحسم (فيديو)
كما يأتي مقتل مسؤول تسليح مليشيا "الانتقالي الجنوبي" في ابين مع استمرار تعرض الاخيرة لهجمات وكمائن قاتلة في مديريات محافظة ابين، كان اخرها هجوم الاثنين (3 نوفمبر)، اسفر عن مقتل جندي واصابة اركان المليشيا، في مديرية الوضيع.
تفاصيل: ضربة للمليشيا بمشارف العاصمة
والاربعاء (22 اكتوبر)، اعلن متحدث مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، مقتل واصابة 19 من منتسبي مليشيا المجلس بهجوم استهدف تجمعا لهم في المجمع الحكومي بمديرية المحفد في محافظة ابين.
تفاصيل: ضربة دامية للمليشيا بمشارف العاصمة
سبق هذا، تعرضت أحدى آليات اللواء الثالث دعم واسناد، التابع لمليشيا الانتقالي الجنوبي، الأربعاء (8 اكتوبر) لهجوم مباغت في طريق فرعية بمديرية مودية محافظة أبين، اسفر عن مقتل اركان كتيبة باللواء وسقوط عدد من مرافقيه بين قتيل وجريح.
تفاصيل: ضربة موجعة للمليشيا بمشارف العاصمة
جاء الهجوم امتدادا لكمائن مسلحة متتابعة في ابين تواصل حصاد قادة ومنتسبي مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، ردا على اعتداءاتها بحق ابناء مديريات ابين وانتهاكاتها حرمات منازلهم، بحملات مداهمة واقتحام، واعتقالات واغتيالات متوالية.
وحصت عشرات الكمائن والهجمات المسلحة في محافظة ابين وحدها، مئات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم قيادات، منذ بداية 2024، حسب بيانات نعي "الانتقالي" تصفهم "شهداء مكافحة قوى الارهاب".
تتهم "الانتقالي الجنوبي" بتنفيذ هذه الكمائين "تنظيم القاعدة"؛ رغم اطلاق مليشيا "الانتقالي" ومواصلتها توسيع سيطرتها في ابين منذ اغسطس 2021م تحت غطاء ما سمته حملة "سهام الشرق" وزعمت أنها "لمكافحة قوى الارهاب والتطرف".
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.
كما أطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
وتتصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، من دون ضبط الجناة.
تبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.

