العربي نيوز - متابعة خاصة:
يجري استكمال تشييد قاعدة عسكرية اجنبية جديدة في جزيرة يمنية، تفوق ارخبيل جزيرة سقطرى في الاهمية الاستراتيجية للملاحة التجارية والعسكرية، وكانت تحدثت عنها صحيفة بريطانية الشهر الفائت.
ونشرت قناة "الجزيرة" وثائق وصورا جوية تظهر بدء اعمال تشييد قاعدة عسكرية اماراتية في جزيرة ميون اليمنية، تستوعب معدات قاعدتها التي كانت مشيدة في ميناء عصب الاريتيري.
موضحة أن "الإمارات فككت قاعدتها العسكرية في إريتريا، وبدأت نقل منشآتها وآلياتها العسكرية إلى جزيرة ميون اليمنية، وقاعدة سيدي براني العسكرية المصرية، الواقعة قريبا من الحدود مع ليبيا".
وأفاد التحقيق، الذي عمل عليه فريق البحوث المتقدمة والاستقصاء بالتعاون مع فريق متخصص في تحليل صور الأقمار الصناعية، بأن الإمارات فككت ثكنات عسكرية في قاعدة عصب العسكرية".
مضيفا: "نقلت الامارات منظومة باتريوت وطائرات من قاعدة عصب العسكرية، كما أظهرت صور الأقمار الاصطناعية إنشاءات عسكرية في جزيرة ميون اليمنية في باب المندب، بالتزامن مع تفكيك قاعدة عصب".
وكشف تحقيق قناة الجزيرة عن "أن تحركات وتفكيك قاعدة عصب تمت في الفترة من 28 ديسمبر2020 إلى الثاني من مارس2021، وأنشأت الإمارات مدرجا للطائرات في جزيرة ميون بطول 1800 متر ونقلت إليه طائرات مسيرة من قاعدة عصب".
استأجرت الإمارات ميناء عصب ونفذت اعمال تطوير له ووسعت مهبطًا للطائرات بدءا من سبتمبر 2015، مستخدمة المنشأة قاعدة لنقل القوات السودانية والأسلحة الثقيلة إلى اليمن أثناء قتالها إلى جانب قوات التحالف ضد الحوثيين المدعومين من إيران.
وبالاستناد إلى صور الأقمار الاصطناعية فقد أظهرت الصور سفينة الشحن الإماراتية "جبل علي 7" في قاعدة عصب بإريتريا يوم 23 يناير الماضي تنقل معدات ومنشآت تم تفكيكها في القاعدة، وهي السفينة التي انطلقت من ميناء الفجيرة العسكري في الإمارات، إذ كان آخر ظهور لها في الميناء بتاريخ 28 ديسمبر 2020، قبل أن توقف أجهزة الرادار التي تظهرها على أنظمة التتبع المفتوحة للسفن.
حسب التحقيق فقد "تتبعت السفينة الإماراتية نمط التخفي والظهور من حين لآخر في طريقها من قاعدة عصب إلى ميناء الإسكندرية (شمالي مصر)، وهو ما نتج عنه تضارب في بيانات المنصات المفتوحة والمتعلقة بسير السفينة، إلا أن مصادر تتبع خاصة أظهرت توقف السفينة عند عدد من الأماكن، ومنها باب المندوب والسويس، وصولا إلى ميناء الإسكندرية".
ونقلت سفينة الشحن الإماراتية أكثر من 1300 مركبة عسكرية من طراز "نمر" من قاعدة عصب إلى قاعدة سيدي براني المصرية، فضلا عن مدافع ذاتية الحركة "جي6" (G6)، إذ انخفض عدد مركبات نمر في القاعدة الإرتيرية من 2349 مركبة يوم 23 يناير الماضي إلى 1008 مركبات في الرابع من فبراير الماضي.
استطاعت قناة الجزيرة التحقيق من 3 فيديوهات التقطت لحركة القطارات محملة بالعربات العسكرية في عدة مواقع على خط السكة الحديدية بين مدينة الإسكندرية وقاعدة سيدي براني، وتظهر الوسائط تطابق الصور في الفيديو مع صور الأقمار الاصطناعية في مواقع على خط السكة الحديدية.
مشيرة إلى أن صور الاقمار الاصناعية أظهرت في قاعدة سيدي براني، تضاعف عدد المركبات العسكرية بالقاعدة 5 مرات يوم 24 فبراير الماضي، مقارنة بمنتصف العام الماضي.
وقال محرر الشؤون المصرية في قناة الجزيرة عبد الفتاح فايد إن قاعدة سيدي براني من أهم القواعد العسكرية في مصر، بل إنها -وفق التقييمات العسكرية المصرية والدولية- أكبر قاعدة عسكرية برية في مصر وأفريقيا ومنطقة الشرق الأوسط.
الخبير في الشؤون المصرية، أضاف: إن القاعدة كانت قبل عام 2017 مجرد مطار عسكري صغير، قبل أن تتحول إلى قاعدة عسكرية ضخمة، وقد زُودت بالعديد من التحديثات العسكرية الكبيرة.
موضحا أنه "عقب تدشين القاعدة قبل 4 سنوات، قال المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة المصرية إن القاعدة تضم أحد أكبر ميادين التدريب العسكري في المنطقة، كما تضم مساكن للقيادات العسكرية، ومخازن ومنشآت لأحدث الأسلحة المصرية.
ونوه بأن "الهدف من قاعدة سيدي براني هو حماية الأمن القومي المصري في المحور الغربي للبلاد، وأيضا لحماية المنشآت ذات الأهمية الإستراتيجية، مثل محطة الضبغة للطاقة النووية، وهي غير بعيدة عن القاعدة العسكرية، وهي قاعدة قيد التشييد بالتعاون مع روسيا".