الخميس 2025/10/09 الساعة 01:08 م

اعلان رئاسي بشان الزُبيدي (بيان)

العربي نيوز:

صدر اعلان رئاسي بشأن عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، ومصير القرارات التي اصدرها بتعيينات في الحكومة ومؤسسات الدولة، بالمخالفة لمرجعيات نقل الرئيس هادي السلطة الى مجلس القيادة الرئاسي، وشرط توافق اعضاء المجلس.

جاء هذا في تصريح عضو الفريق القانوني التابع لمجلس القيادة الرئاسي، صلاح راشد، نشره في تدوينة على حائطه بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي، نفى فيه، ما تداولته وسائل اعلام محلية ومنصات اخبارية، عن "إلغاء مجلس القيادة الرئاسي قرارات رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي".

وقال راشد: إنه "ليس صحيحا مزاعم صدور فتاوى حاسمة من الفريق القانوني المساند لمجلس القيادة الرئاسي بشأن القرارات المحالة إليه للمراجعة". وأردف: "الفريق في طور طلب وثائق جميع القرارات الصادرة من الاعضاء وغيرهم لتنفيذ مهمته، وفق بيان مجلس القيادة الصادر في 18 سبتمبر الماضي".

يترافق هذا، مع إعلان رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" الانفصالي التابع للامارات، عيدروس الزُبيدي، عن ضم محافظتين من شمال اليمن الى دولته الانفصالية التي يسعى إلى فصلها عن اليمن بقوة سلاح مليشياته، الممولة من الامارات، لخدمة اجندة اطماع ابوظبي في موقع اليمن وسواحله وجزره.

تفاصيل: الزُبيدي يعلن ضم محافظتين لدولته!

وهزأت السعودية من اعلان عيدروس الزُبيدي، بشأن ضم محافظتي تعز ومارب لدولته الانفصالية التي يحلم بها، واعتبرته "محاولة مكشوفة لا تتجاوز حدود الكلام، للقفز على الشرعية اليمنية المدعومة من التحالف العربي والمجتمع الدولي". وانموذجا لمواجهة الكوارث بالنكتة والضحك الذي يسبق الانهيار.

تفاصيل: السعودية تهزأ من اعلان الزُبيدي

في المقابل، اثارت تصريحات رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي"، عيدروس الزُبيدي، موجة جدل واسع بين أوساط السياسيين والاعلاميين والناشطين اليمنيين، تراوحت بين ردود ساخرة من تصريحات الزُبيدي عن ضم تعز ومارب، وردود فعل غاضبة، وبخاصة من السياسيين والناشطين بصفوف "الانتقالي الجنوبي".

وعلق رئيس مؤسسة الشموع للصحافة والنشر، رئيس تحرير صحيفة "أخبار اليوم"، السياسي والاعلامي سيف الحاضري، بقوله: "إذا كانت عقدة عيدروس في الاسم، فليكن ما يريد: نسميها "الجمهورية العربية الجنوبية اليمنية" ونمنحه وسام الاكتشاف العظيم! فهو أول من ظنّ أن الوطن يُبنى بطلاء جديد على خريطة قديمة".

مضيفا في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): إن الزبيدي أول من ظن "أن تبديل الاسم كفيل بمحو الهزيمة". وأردف: "لكن الحقيقة يا عيدروس، أن الأوطان لا تُقام على حروفٍ إضافية، ولا تُكتب سيادةٌ جديدة بممحاة التاريخ. الوطن لا يُقسم باليافطات ولا يُصنع بالشعارات، بل يُبنى بالعقل والعدل، لا بالهوى والولاء".

الحاضري اختتم مخاطبة الزُبيدي، قائلا: "ستبقى اليمن، كما كانت، أكبر من أهوائكم، وأصدق من أوهام “الجمهوريات” الصغيرة. وكل من ظنّ أن الاسم سيمنحه مجدًا، سيكتشف متأخرًا أن المجد لا يسكن في الأسماء… بل في تحقيق العدالة وبناء مؤسسات الدولة بمشروع وطني جامع .. لا مناطقي ولا قروي ولا سلالي".

ويواصل "المجلس الانتقالي الجنوبي"، سعيه للسيطرة على كامل جنوب البلاد وفرض انفصاله بقوة سلاح مليشياته المتمردة؛ وانتهاج سياسة الاقصاء والقمع لكل من يختلف معه أو ينتقده، وتطبيق النهج الشمولي للحزب الاشتراكي اليمني، ابان توليه حكم جنوب البلاد، وإعمال شعاره "لا صوت يعلو على صوت الحزب".

بالتوازي، تتصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري والمالي، في عدن ومدن ومحافظات سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة والنهب للايرادات العامة للدولة، وجرائم الاغتيالات والاختطافات والاعتقالات خارج القانون، من دون ضبط الجناة.

وعمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات جنوب البلاد بغطاء "مكافحة الارهاب"، وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين بما فيها "العيب الاسود"، عبر اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال المواطنين الابرياء، المعارضين استبدادها وفسادها.

كما أطلقت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

تبنت الامارات، جمع الآلاف من عناصر تنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية "جامية" جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار، وغيرهم.

تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)

ومولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها العسكرية في "التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن" نهاية مارس 2015م؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد محاولة فصل جنوب اليمن عن دولة الوحدة.

عقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى (يونيو 2020م)، ووصولا إلى السيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم محافظة شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن، واستمرار انهيار قيمة العملة الوطنية.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي الجنوبي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.