العربي نيوز:
اطلقت فرنسا وطارق عفاش، قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، سراح ذراع االرئيس الاسبق علي عفاش مع المانحين، ووزير الخارجية السابق بحكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، غير المعترف بها، هشام عبدالله شرف، بعد اعتقاله بمطار عدن.
أكدت هذا وكالة الانباء الصينية (شينخوا) عبر مراسلها في اليمن، الاعلامي فارس الحميري، الذي اعلن في تدوينة على منصة "إكس" أن "القيادي في حزب المؤتمر، هشام شرف، وزير خارجية حكومة الحوثيين سابقا، غادر مدينة عدن، بعد أسبوعين من احتجازه من قبل قوة تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي أثناء محاولته السفر للعلاج في الأردن".
ومن جانبه، كشف السياسي البارز، ورئيس الهيئة العامة لحماية البيئة في اليمن، الدكتور عبدالقادر الخراز، في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، عن أن "هشام شرف وزير خارجية الحوثي السابق تم تأكيد خبر إطلاقه ومغادرته عدن وكان بتدخل من السفيرة الفرنسية والملحق العسكري الفرنسي ومجموعة من سفراء الاتحاد الأوروبي".
قوبل اطلاق سراح وزير الحوثيين هشام عبدالله شرف، بموجة استنكار واسعة، وقال الناشط الاعلامي البارز في مارب، الحسن سهيل: "المتتبع للأحداث يجد أن وفدا عسكريا فرنسيا في المخا يلتقي المقاومة الوطنية لبحث تعزيز قدرات خفر السواحل. ثم فجأة ينشر أنه تم إطلاق سراح الحوثي هشام شرف وغادر مطار عدن عبر طائرة خاصة".
مضيفا في تدوينة على حائطه بمنصة "فيس بوك" ليل الاربعاء (23 يوليو): "ونتيجة هذا الحدثين: أن الوفد العسكري الفرنسي أتى تحت غطاء تعزيز قدرات خفر السواحل لدى المقاومة الوطنية، لكن أعتقد أن أصل مجيئ الوفد العسكري الفرنسي هو لأخذ هشام شرف الذي يحمل الجنسية الفرنسية، ونقله على متن طائرتهم الخاصة".
وتابع في تدوينة ثانية، ليل الاربعاء، جازما: "الوفد العسكري الفرنسي أتى وأخذ الحوثي هشام شرف". وأردف ساخرا من انتهاك الدول الكبرى ودول التحالف (السعودية والامارات) للسيادة اليمنية واستقلال قرار للشرعية اليمنية، ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي: "أعتقد سيأتي قريباً وفد عسكري بريطاني تحت أي ذريعة وأخذ الزايدي إلى مسقط".
من جانبه، أكد الناشط السياسي خالد الهندوان، الارتباط المباشر بين اطلاق هشام شرف وعقد "مباحثات عسكرية" في المخا بين طارق عفاش ووفد عسكري فرنسي تحت غطاء "تعزيز قدرات مكافحة التهريب وتأمين المياه الإقليمية"، وقال في تدوينة على حائطه بمنصة "فيس بوك": "هؤلاء جماعة هشام شرف اللي اطلقوه دام وهو يحمل الجواز الفرنسي".
مضيفا، في تدوينة اخرى: "للمعلومة في عام ٢٠٢١م وفي عز المعركة في مأرب خرج هشام شرف سافر الى أمريكا بتنسيق مباشر من السفير السعودي (محمد آل جابر- صديق شخصي لهشام) ووصل الى مدينة ريتش ميند وجلس فتره عند ولده شرف (متجنس امريكي) وقدم للقرين كارد، وإلتقى بالأمريكيين وبعدها رجع صنعاء يمارس مهامه العدوانية على الوطن".
وتابع في تدوينة ثالثة عن التدخل الخارجي السافر لاطلاق سراح هشام شرف، مؤيدا تعليقات مئات السياسيين والاعلاميين والناشطين، الساخطين من تراخي الشرعية اليمنية واختراقها من قيادات نظام الرئيس الاسبق علي عفاش وارتهانها لاملاءات وتدخلات الدول الكبرى ودول التحالف (السعودية والامارات)، بقوله: "مابش شرف وشكرن". حسب تعبيره.
بالمقابل، دافع ناشطو الجيش الالكتروني لطارق عفاش، عن تدخله لاطلاق سراح هشام شرف، واطلقوا حملة مساندة لهذا الانجاز بزعم أن "ماعليه شيء ولا قتل و لا رمى"، وأن طلب المحكمة العسكرية بمارب تسليمه لمحاكمته في قضية منظورة "محكمه عسكريه لا وجه لها في اقامه دعوئ او اتهام لعدم اختصاصها هاذا قانونيا، وتعتبر غير عادلة ومنحازة حزبيا".
كما استنكر سياسيون اللقاء العسكري نفسه في المخا، وقال يحيى عبدالله: "بأي صفة تعقد قوات الساحل هذه المباحثات واللقاءات. قوات الساحل لم يصدر فيها حتى اليوم قرار بتشكيلها ولا تنتمي لوزارة الدفاع". وأردف: "تذكروا هذا جيدا عندما يأتي دانق لئيم يقول أن الجيش الوطني او اي شكل من اشكال المقاومة كيان غير شرعي وخارج إطار مؤسسات الدولة".
تأتي هذه التطورات المفاجئة للسياسيين والعسكريين والاعلاميين الموالين للشرعية اليمنية، بعد ايام على تسريبات كشفت عن "عملية استدراج" نفذها "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات ومليشياته، لوزير الحوثيين سابقا، هشام عبدالله شرف، وعن حقيقة وضعه رهن الاعتقال، والاتصالات التي سمح له بها، وأن بينها اتصال مع السفارة الفرنسية لدى اليمن.
تفاصيل: تسريب مفاجأة عن الوزير الحوثي "شرف"
والاحد (13 يوليو) أصدرت الامانة العامة لحزب الرئيس الاسبق علي عفاش (المؤتمر الشعبي العام)، اعلانا بشأن عضو اللجنة العامة للحزب ووزير الخارجية السابق بحكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي غير المعترف بها، هشام شرف عبدالله، بشأن اعتقاله في عدن.
تفاصيل: اعلان بشأن وزير خارجية الحوثيين
بالتوازي، انتفضت قيادات المؤتمر الشعبي في صفوف الشرعية اليمنية، غضبا ورفضا لاعتقال امن مطار عدن الدولي وزير الخارجية السابق بحكومة جماعة الحوثي الانقلابية، غير المعترف بها، لكونه قياديا بارزا في المؤتمر وذراع الرئيس السابق علي عفاش الخاصة بالمنح والمساعدات الدولية.
معتبرة اعتقال الشرعية اليمنية هشام شرف وقبله محمد الزايدي، "خطأ فادحا" و"فشل جديد"، "يخدم الحوثيين". بزعم أنهما ليسا حوثيين، وأنه "حتى هذه اللحظة لم يهرب أي قيادي حوثي" وأن الشرعية "نحتاج أن تعرف من هو الحوثي"، وأن "من يهرب من الحوثية ليس حوثيا بل وطني".
تفاصيل: مؤتمر الشرعية ينحاز لوزير الحوثيين!
يُعد هشام شرف عبدالله، المولود في محافظة تعز عام 1956م، من اهم اذرع الرئيس الاسبق علي عفاش، الذين التحقوا بنظامه مبكرا، وكان يده الطولى للتعامل مع العالم والمجتمع الدولي المتخصصة بالمنح والمساعدات، وعضوا في اللجنة الدائمة ثم العامة للمؤتمر الشعبي العام.
عيَّن الرئيس الاسبق علي عفاش، هشام شرف، مديرا للمشاريع والتعاون الثنائي، فور تخرج شرف من الجامعة الكاثوليكية الأمريكية (1986-1988) بشهادة ماجستير "ادارة مشروعات"، بعد نيله البكالوريوس بالهندسة المدنية من جامعة بنسلفانيا (1980-1983).
وعقب اعادة توحيد شطري اليمن وقيام دولة اليمن الموحد، جرى تعيينه مديرا عاما للتعاون مع الدول الصناعية (1990-1998م). ومن بوابة الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي) عُين وكيلا فنائبا لوزير التخطيط والتعاون الدولي في نظام علي عفاش (1998-2011م).
لكن هشام شرف، استمر بعد ثورة الشباب الشعبية السلمية (11 فبراير 2011م)، جراء تسامحها مع النظام السابق، وزيرا للصناعة والتجارة بحكومة "الوفاق الوطني"، ثم عُين بسبتمبر 2012م وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي حتى أقاله الرئيس هادي في 7 مارس 2014م.
وبعد انقلاب جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش على الرئيس هادي والحكومة؛ عاد وزيراً للخارجية في حكومة الانقلاب، غير المعترف بها دوليا، في 28 نوفمبر 2016م، حتى تم استبعاده واستبداله في (اغسطس 2024م) بجمال عامر، الصحفي الموالي للجماعة.
تزامن بيان الامانة العامة للمؤتمر الشعبي وردود فعل قيادات الحزب، مع حسم الشرعية اليمنية، بقرار رسمي، مصير وزير الخارجية السابق بحكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، غير المعترف بها، سابقا، هشام شرف عبدالله، والتوجيه بتسليمه للمحاكمة بتهم عدة.
تفاصيل: حسم مصير وزير خارجية الحوثيين (قرار)
وليل الاربعاء (9 يوليو)، أصدرت جماعة الحوثي، اول اعلان رسمي لها، بشأن القبض على وزير خارجية حكومتها والمؤتمر الشعبي، غير المعترف بها، سابقا، هشام شرف عبدالله، وجهت فيه اتهامات عدة للحكومة اليمنية الشرعية وقواتها. وطالبت بـ "سرعة اطلاق سراحه".
تفاصيل: اعلان حوثي بشأن وزير خارجيتها
سبق هذا، اعلان رسمي، اصدرته جماعة الحوثي، ليل الثلاثاء (8 يوليو) بشأن اعتقال قوات الامن في محافظة المهرة، محمد احمد الزايدي، احد ابرز مشايخ مارب، الموالين للجماعة، ونفت اي منصب عسكري او سياسي له في سلطاتها، مطالبة بـ" سرعة اطلاق سراحه".
تفاصيل: أول اعلان حوثي بشأن "صيد" المهرة
وأشاد وزير الداخلية بالحكومة الشرعية، اللواء الركن إبراهيم علي حيدان بـ "يقظة منتسبي الأجهزة الأمنية في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة ومطار عدن الدولي وضبطهم لعنصرين من عناصر مليشيات الحوثي" بوصفهم من "المطلوبين امنيا". مشددا على "الاستمرار في تتبع المطلوبين والعناصر الإجرامية".
شاهد .. وزير الداخلية يبارك اعتقال الزايدي وشرف
يشار إلى أن تدخل طارق عفاش لاطلاق سراح هشام شرق، يأتي عقب ايام على كشف منصة دولية الاثنين (21 يوليو) معلومات جديدة خطيرة وصادمة، مدعمة بالصور والفيديو، ازاحت الستار عن اسرار صادمة، لاعلان طارق عفاش عن "ضبط اكبر شحنة اسلحة ايرانية كانت في طريقها الى الحوثيين"، وأثبت أن العملية "مسرحية سياسية عسكرية" اشتركت فيها الامارات والولايات المتحدة وطارق عفاش.