الاثنين 2025/07/21 الساعة 11:34 ص

اخطر اسرار

العربي نيوز:

تكشفت معلومات جديدة خطيرة مدعمة بالصور والفيديو، تزيح الستار عن اسرار صادمة، لاعلان طارق عفاش قائد ما يسمى "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، عن "ضبط اكبر شحنة اسلحة ايرانية كانت في طريقها الى الحوثيين"، وتثبت أن العملية "مسرحية سياسية عسكرية" اشتركت فيها ثلاثة اطراف.

جاء هذا في تحقيق استقصائي نفذته منصة "مُسند" للتحقق من الاخبار، ونشرته على موقعها الالكتروني، الاحد (20 يوليو)، اثبت بالادلة القاطعة ان "طائرة شحن عسكرية اماراتية من طراز C-130H Hercules، تحمل اسمًا وهميًا (xxxxxxxx)، رُصدت أثناء تحليقها فوق مضيق باب المندب بمحاذاة جزيرة ميون، صباح 15 يوليو 2025، وبوضع هبوط تدريجي".

موضحا أنه "انقطع التتبع فجأة بعد دقائق، ويُرجّح أن الطائرة أوقفت إشارات ADS-B يدويًا، في إجراء معتاد عند الاقتراب من قواعد غير معلنة، مثل قاعدة ميون الجوية التي تُستخدم لعمليات إماراتية استراتيجية في البحر الأحمر". قبل الاعلان عن "ضبط شحنة الاسلحة الايرانية تزن 750 طنا على متن سفينة خشبية، قادمة من ساحل جيبوتي في طريقها للحوثيين".

وقال: "في أعقاب انتهاء هذه المهمة الجوية (الاماراتية) أعلن العميد طارق صالح، الساعة 03:25 (UTC 06:25 صباحاً بتوقيت اليمن) يوم 16 يوليو، عن ضبط شحنة أسلحة إيرانية كانت على متن سفينة خشبية. لكن التحليل الزمني لمسار Triton يشير بوضوح إلى أن العملية لم تكن اكتشافًا ميدانيًا عشوائيًا، بل نتيجة تنسيق استخباراتي عالي بين أمريكا والإمارات".

تفاصيل: اسرار "شحنة" طارق عفاش (صور+فيديو)

يتزامن هذا مع احراج شركة عالمية رائدة في مجال المعلومات، مقرها الولايات المتحدة الامريكية؛ هي شركة أَوْبَن أيه آي (OpenAI)، طارق عفاش، بكشفها بطلان زعمه "ضبط شحنة اسلحة وذخائر تزن 750 طنا على متن سفينة تقليدية (قارب خشبي) قادمة من ايران وكانت في طريقها لجماعة الحوثي".

تفاصيل: شركة عالمية تحرج طارق عفاش

والجمعة (19 يوليو) صدر أول تعليق رسمي عن جماعة الحوثي الانقلابية، على اعلان طارق عفاش، عن "ضبط شحنة اسلحة إيرانية تزن 750 طنا على متن سفينة (قارب خشبي) كانت في طريقها للحوثيين". أكد انه الاعلان "مجرد ادعاء كاذب"، ولو كان حقيقة لرددنا الصاع صاعين لطارق عفاش".

تفاصيل: اول اعلان حوثي بشأن شحنة الاسلحة

من جانبه، سارع طارق عفاش، إلى التباهي بما اعتبره "انجازا كبيرا"، متحدثا في تصريح بمنصة "إكس"، عن نجاح قواته في الساحل الغربي في ضبط شحنة ضخمة من الأسلحة الإيرانية كانت في طريقها إلى الحوثيين، في واحدة من أكبر عمليات الاعتراض في مسار تهريب الأسلحة إلى اليمن.

وقال: "إن قوات المقاومة الوطنية سيطرت على "750 طناً من الأسلحة تتوزع بين منظومات صاروخية بحرية وجوية، ومنظومات دفاع جوي، ورادارات حديثة، وطائرات مسيّرة، وأجهزة تصنت"، إضافة إلى صواريخ مضادة للدروع، ومدافع بي10، وعدسات تتبع، وقناصات، وذخائر، ومعدات حربية".

واتفق مراقبون سياسيون وعسكريون، في التشكيك بما سُمي "انجازا عسكريا" لخفر السواحل التابعة لقوات طارق عفاش، واعلان القيادة المركزية للقوات الامريكية وطارق عفاش عن "ضبط 750 طناً من الأسلحة الايرانية على متن سفينة تقليدية (قارب خشبي) كانت في طريقها إلى جماعة الحوثي".

مشيرين إلى ان نسب "ضبط شحنة الاسلحة" الى قوات طارق عفاش الممولة من الامارات في الساحل الغربي "يأتي في سياق التغطية على تسليح الامارات قوات طرف من اطراف الحرب خارج جهاز الدولة ومتمردة على الشرعية"، و"الترويج لقوات طارق صالح، كشريك قوي وبديل عن الجيش اليمني".

تصدر ابرز المراقبين، السياسي منير المحجري، فأبرز غرابة "ضبط 750 طن من الاسلحة فوق قارب"، واعتبر أن الاعلان عن ضبطها "مسرحية سياسية / عسكرية منضبطة الإخراج، يُراد منها إرسال رسائل متعددة الاتجاهات: طمأنة، ترويع، تحجيم، وتثبيت توازنات القوى". حسب تعبيره.

ولفت الى "معلومات تحدثت عن تحرك طائرة شحن عسكرية اماراتية باتجاه المخا أو جزيرة ميون قبل الاعلان عن ضبط الشحنة بوصفها ايرانية مرسلة للحوثيين". وقال: "الشحنة لم تكن موجهة للحوثيين ابتداءً، بل منحة اماراتية إلى قوات طارق، وتم إخراجها كإنجاز أمني يحقق جملة من الأهداف".

سرادا بين هذه الاهداف: "تضخيم طارق كذراع أمنية متمكنة بإظهاره وكأنه الجدار الأخير بوجه التهريب الإيراني، يصب في تعزيز موقعه ككلب حراسة حصري، مسلّح ومموّل إماراتيًا". وثانيا "تبرئة مسبقة للإمارات في حال حصل خلاف إماراتي-سعودي، من تسليح مليشيات متمردة وخارج اجهزة الدولة".

وتابع ملخصا الهدف الثالث في أن "الامارات تريد إيصال رسالة إلى الغرب بأن حليفها ‘معتدل‘ في الداخل اليمني ولديه القدرة والرغبة في مكافحة النفوذ الإيراني، وبالتالي يجب دعمه كقوة مناهضة للحوثيين، وإنْ خارج الشرعية الرسمية" و"قطع الطريق على اي ضغوط سعودية لاخراجه من فلك الامارات".

مضيفا في تدوينة على حائطه بمنصة "فيس بوك" هدفا رابعا، هو "الإيحاءً لتعز ومقاومتها – خاصة بعد تصاعد التوتر بين طارق عفاش ومكونات المقاومة وابناء تعز – بأن من يسيطر على الساحل ليس فقط مليشياويًا بل أيضًا خبيرًا ومتسلحًا ومغطى استخباراتياً ومدعوم دولياً وعليكم القبول به".

وشارك رئيس تحرير "الموقع بوست" الاعلامي والسياسي، عامر الدميني، مئات المراقبين السياسيين والعسكريين، تعجبهم من ظروف ووسيلة الاعلان عن ضبط هذه الكمية الكبيرة والمتنوعة من الاسلحة، بقوله: " 750 طن مرة واحدة، كمية مهولة، فكيف يتم تهريبها واخفائها وادخالها لليمن؟".

مضيفا: "كيف فشلت البحرية الأمريكية عن هذي الكمية، وهي التي تلمح حبوب المخدر الصفير وأشرطته، ناهيك عن خزائن السلاح الشخصي على متن القوارب؟ وتصادرها وتعلن عنها". وأردف: "هو إنجاز وفق المعلن، ولكنه مغلف بالأسئلة الكثيرة، ثم ماذا سيكون مصيره؟ هل سيتم تسليمه لوزارة الدفاع".

واختتم الدميني تدوينته على حائطه بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي، بإشارة الى طروحات تهريب الامارات الاسلحة لطارق عفاش بغطاء انها ايرانية ذاهبة للحوثيين، وقال: "هل ستسلم لوزارة الدفاع وتقرر اتلافه أو استخدامه؟ أم تغير المستلمون فقط، كان سيصل لجماعة ووصل لبنت عمها؟".

يُعد طارق عفاش، متمردا على الدولة اليمنية، منذ تمرده في (ابريل 2012) على قرار الرئيس عبدربه منصور هادي باقالته من قيادة "الوية الحرس الخاص" التابعة لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، مرورا بمشاركته في الانقلاب على الرئيس هادي في سبتمبر 2014م، ثم فراره من صنعاء وتجميع قواته للساحل الغربي.

وشارك طارق عفاش وأحمد علي عفاش مع الرئيس الاسبق علي عفاش، في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم جماعة الحوثي معسكرات ومخازن اسلحة الجيش، قبل أن يعلنا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.

شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز 

شاهد .. جنوبيون ينشرون فيديو فاضح لطارق عفاش 

لكن طارق عفاش، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، استطاع الفرار الى شبوة، والتحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.

تمكن طارق عفاش خلال اقل من عام، من الاستيلاء على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، وبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، بعد تفكيكه هذه الالوية وضم قواتها بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيال، الذي طال العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية.

ومع ان طارق عفاش رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركاته وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.

كما فاجأت قوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية) والوية العمالقة الجنوبية والمقاومة التهامية الموالية لطارق، الجميع ليلة 11 نوفمبر 2021م بانسحابها من اطراف مدينة الحديدة وكيلو 16 ومديريات الدريهمي والجاح وغيرها بكامل عديدها وعتادها، في وقت تتحدث عن انها "تسعى لتحرير صنعاء".

تفاصيل: اول موقف رسمي للشرعية يحسم جدل انسحابات الحديدة

وسبق أن كشف عسكريون وسياسيون عن دوافع خطيرة لهذا الانسحاب المفاجئ من جانب قوات طارق عفاش والوية "المقاومة التهامية" و"العمالقة الجنوبية" الموالية له في "القوات المشتركة"، بينها ما سموه عملية "القوس الذهبي" الهادفة للسيطرة على مساحة بشكل قوس تمتد من ريف تعز إلى باب المندب.

تفاصيل: الشرعية تكشف سر انسحاب طارق من الساحل الغربي (وثيقة)

جاء الانسحاب المفاجئ لقوات طارق عفاش وألوية "القوات المشتركة" الموالية له من مساحة 110 كم مربع في مديريات ومدينة الحديدة، تدشينا رسميا لاجراءات انشاء اقليم جديد، هو الاهم في اليمن، بالنظر لموقعه واهميته الاستراتيجية سياسيا واقتصاديا وعسكريا، محليا واقليميا ودوليا، باشراف مباشر من التحالف.

تفاصيل: شاهد .. تدشين الاقليم الجديد والاهم في اليمن

بالمقابل، استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية 2018م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.

ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، بضغطه على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم قيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي والعمالقة الجنوبية) وغربه (طارق عفاش).

ميدانيا، تفاقمت معاناة ملايين المواطنين في مديريات الساحل الغربي التهامي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية واستباحتها الاراضي العامة والخاصة بالبسط والنهب، وجباية الاتاوات غير القانونية، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش وشركات حاشيته بقطاع الخدمات.

تفاصيل: أول شكوى دولية ضد طارق عفاش ! (وثيقة)

كما انتشرت في مديريات الساحل الغربي المحررة، سجون غير قانونية، تضم آلاف المعتقلين لانتقادهم او اعتراضهم على ممارسات قوات طارق ونفوذ الامارات، وكان اخر ابرز جرائمها  قتل المعتقل التهامي علي شجيعي تحت التعذيب، بسجن معسكر "ابو موسى الاشعري"، امتدادا لجرائم مماثلة، وثقتها منظمات حقوقية عدة بينها منظمة سام، ومقرها جنيف.

تفاصيل: وثائق تفضح فظاعات سجون طارق عفاش (اسماء)

يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.