العربي نيوز:
انتفضت قيادات المؤتمر الشعبي العام في صفوف الشرعية اليمنية، غضبا ورفضا لاعتقال امن مطار عدن الدولي وزير الخارجية السابق بحكومة جماعة الحوثي الانقلابية، غير المعترف بها، لكونه قياديا بارزا في المؤتمر وذراع الرئيس السابق علي عفاش الخاصة بالمنح والمساعدات الدولية.
جاء هذا في سلسلة تصريحات متواصلة لعدد من قيادات المؤتمر الشعبي في الشرعية اليمنية، تصدرهم وكيل وزارة الاعلام والثقافة والسياحة، نجيب غلاب، معتبرا اعتقال الوزير الحوثي السابق، هشام شرف ليس بطولة بل سقطة جديدة للشرعية اليمنية، لصالح جماعة الحوثي الانقلابية.
وتساءل غلاب في تدوينة على حائطه بمنصة إكس (توتير سابقا)، بقوله: "اسألكم بالله هل اعتقال هشام شرف بطولة او بيحقق شيء للشرعية؟. اتى بنفسه إلى مطار عدن هارب من صنعاء ويبحث عن مأوى لا عند الشرعية بل في هذا العالم وبعد ان اهين في صنعاء من قبل الحوثيين".
مضيفا: "ايش القصة!!. احيانا يتم اعطاء الحوثية أوراق مجانيّة!!". وأردف مدافعا: "من في صنعاء ينتظرونا لينتصروا معنا.. اعقلوا". وأنتقد الشرعية اليمنية ممثلة بوزارة الداخلية، في تدوينة اخرى، بقوله: "الحوثي يعيش على أخطاءنا من اول رصاصة وصرخة وحتى اللحظة".
وزاد غلاب، في تدوينة ثالثة: "متطرفي الشرعية عاد يشتوا من يعلمهم الف باء السياسة وكيفية ادارة الصراعات، ومتطرفي الحوثية بلا سياسة!!". وزعم أن : "الشرعية تحتاج حرب شاملة ضد جهاز الأمن والمخابرات الحوثية، وكم أسقطونا في فخاخهم لأن اجهزتنا.. عمياء تخضب مجنونك".
القيادي المؤتمري نجيب غلاب والذي كان رئيس المركز الاعلامي للمؤتمر الشعبي، واعد رسالة دكتوراه في مثالية سياسة الرئيس الاسبق علي عفاش، تابع قائلا: "بالاخير عاملين قصة من الزايدي وهشام شرف بإسم الدولة والدستور والقانون، واين ملاحقة مراكز الحوثية بالإنتربول الدولي".
وأضاف مخاطبا الحكومة: "اطلقوا صراح هشام شرف ودعوه يخرج من البلاد ونبذته الحوثية بعد ان امتصوا دمه واكثر ما تكره فلا تجعلوه حوثيا باسم الشرعية!!". وأعلن: "لو كان الأمر بيدي سأطلق الزايدي واعطيه اكثر من عشر الف دولار كبداية واطلقت هشام شرف وأعطيته مبلغ بما بكيفه لمدة سنة في اثيوبيا".
وأضاف في ما اعتبره المفترض عمله من الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها: "واعطيت الاثنين جوازات دبلوماسية شرعية، واشتغل في ملاحقة المجرمين الخطر والأرهابيين واللي امورهم ماشية ولا احد مركز عليهم في الاعلام!!". حسب تعبيره.
زاعما، ان شرف والزايدي ليسا حوثيين، بقوله: "في الواقع حتى اللحظة لم يهرب أي قيادي حوثي ونحتاج نعرف من هو الحوثي، حتى علي البخيتي لم يكن حوثيا وطلع ملحد. من يهرب من الحوثية ليس حوثيا بل وطني مكتمل الاركان، القيادات الحوثية ستهرب او تنتحر عندما يتحرك الجيش وينتفض الشعب".
من جانبه، سخر سكرتير تحرير صحيفة "الميثاق"، لسان حال المؤتمر الشعبي، ورئيس المكتب السياسي لقوات طارق عفاش، في محافظة اب، كامل الخوداني من اعتقال امن المهرة، محمد احمد الزايدي في منفذ صرفيت الحدودي، لدى محاولته السفر الى سلطنة عُمان للعلاج، حسب زعمه.
وقال في تدوينة نشرها على حائطه بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي، ساخرا من قوات الامن في المهرة: "طيب اول خرجوه من المنفذ ورجعوه الغيضه لإن الطريق مقطوعه والمسلحين مسيطرين ولا قادره قوه تتقدم من الغيضه لفك الحصار عن المنفذ ولا اللي بالمنفذ قادرين يرجعوا الغيضه".
مضيفا: "تمرد مسلح وسيطرة كامله وطرقات مقطوعه وضابط وجنود مقتولين والجماعه حانبين بإطلاق سراح الزايدي او عدم اطلاقه". وأردف في السخرية من تمرد المهرة على قوات التحالف بقيادة السعودية والامارات: "اطلقوا اول سراح المهرة والمنفذ المسيطر عليهن مسلحي الحوثي وبعدين سهل".
شاهد .. قيادي مؤتمري يسخر من اعتقال الزايدي
وتابع في تدوينة اخرى، قائلا: "هروب القيادات الحوثية مؤشر على مدى الوضع الذي وصلت اليه من سوء. لكن السؤال كيف تستثمر الشرعية هذا الهروب لصالحها، بدلاً من تحويله ورقة لصالح الحوثي نفسه بالوقت بالوقت الذي يحتفي الحوثي بعودة هلفوت لا قيمة له ويحوله انجاز".
مردفا: "تعجز الشرعية استثمار هروب قيادات بحجم وزراء بل وعن قصد او دون قصد تنقل رسالة لكل من يفكر المغادرة من تحت سطوة الحوثي من جاءنا رددناه او اهناه". وأردف: "قدمت الشرعية للحوثي خدمات جليلة. دعونا من العاطفة حالياً والمزايدات وتوزيع صكوك الوطنية".
وقال: "خارجياً يستخدم الحوثي هذه الورقة لتعزيز موقفه المطالب بفتح مطار صنعاء وشركة طيران خاصة له ولا يحتاج ادلة على ان مناطق الشرعية غير أمنه عليه فقط اخذ منشورات وكتابات الشرعية وتقديمها لإثبات سلمية مسافريه ودعمها بمنشورات ووقفات وتنديدات قيادات وقبائل الشرعية".
مضيفا: لنأتي للكارثة. مساء اليوم. القاء القبض على وزير الخارجية السابق بسلطة الحوثي القيادي المؤتمري هشام شرف وهو يقف امام شباك تاشيرة المغادرة داخل المطار وبجواز فرنسي". وأردف: "فضيحة. دبلوماسي سابق، سياسي، فرنسي الجنسية، داخل المطار وليس بنقطة تفتيش او نقطة امن".
وتابع: "اين اخذوه. زنزانة الأمن، وترتفع الاصوات لضرورة اعدامه شنقاً، اي والله. انتصار كبير للشرعية!". مردفا: "هشام شرف شخص مدني واسم معروف دوليا ومجرد قيادي مؤتمري قد يكون خضع لهم لكنه ليس رقم بالنسبة لهم". وزاد: "توقيفه بنفس توقيت قضية الزايدي قد خدمهم داخليا وخارجيا".
شاهد .. قيادي بمكتب طارق يهاجم الشرعية
يُعد هشام شرف عبدالله، المولود في محافظة تعز عام 1956م، من اهم اذرع الرئيس الاسبق علي عفاش، الذين التحقوا بنظامه مبكرا، وكان يده الطولى للتعامل مع العالم والمجتمع الدولي المتخصصة بالمنح والمساعدات، وعضوا في اللجنة الدائمة ثم العامة للمؤتمر الشعبي العام.
عيَّن عفاش، هشام شرف، مديرا للمشاريع والتعاون الثنائي، فور تخرج شرف من الجامعة الكاثوليكية الأمريكية (1986-1988) بشهادة ماجستير "ادارة مشروعات"، بعد نيله البكالوريوس بالهندسة المدنية من جامعة بنسلفانيا (1980-1983).
وعقب اعادة توحيد شطري اليمن، جرى تعيينه مديرا عاما للتعاون مع الدول الصناعية (1990-1998م). ومن بوابة الحزب الحاكم (المؤتمر الشعبي) عُين وكيلا فنائبا لوزير التخطيط والتعاون الدولي في نظام علي عفاش (1998-2011م).
لكنه استمر بعد ثورة الشباب (فبراير 2011م)، جراء تسامحها مع النظام السابق، وزيرا للصناعة والتجارة بحكومة "الوفاق الوطني"، ثم عُين بسبتمبر 2012م وزيرا للتعليم العالي والبحث العلمي حتى أقاله الرئيس هادي في 7 مارس 2014م.
وعقب انقلاب جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش، عاد وزيراً للخارجية في حكومة الانقلاب، غير المعترف بها دوليا، في 28 نوفمبر 2016م، حتى تم استبعاده واستبداله في (اغسطس 2024م) بجمال عامر، الصحفي الموالي للجماعة.
تتزامن ردود فعل قيادات المؤتمر الشعبي بالشرعية، مع حسم الشرعية اليمنية، بقرار رسمي، مصير وزير الخارجية السابق بحكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، غير المعترف بها، سابقا، هشام شرف عبدالله، والتوجيه بتسليمه للمحاكمة بتهم عدة.
تفاصيل: حسم مصير وزير خارجية الحوثيين (قرار)
وليل الاربعاء (9 يوليو)، أصدرت جماعة الحوثي، اول اعلان رسمي لها، بشأن القبض على وزير خارجية حكومتها والمؤتمر الشعبي، غير المعترف بها، سابقا، هشام شرف، وجهت فيه اتهامات عدة للحكومة اليمنية الشرعية وقواتها.
تفاصيل: اعلان حوثي بشأن وزير خارجيتها
سبق هذا، اعلان رسمي، اصدرته جماعة الحوثي، ليل الثلاثاء (8 يوليو) بشأن اعتقال قوات الامن في محافظة المهرة، محمد احمد الزايدي، احد ابرز مشايخ مارب، الموالين للجماعة، لدى محاولته السفر عبر منفذ صرفيت الى سلطنة عمان.
تفاصيل: أول اعلان حوثي بشأن "صيد" المهرة
يأتي هذا بعدما اعتقل امن مطار عدن الدولي صباح الاربعاء (9 يوليو) وزير الخارجية السابق بحكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي غير المعترف بها، هشام شرف، لدى محاولته السفر الى اثيوبيا". واعتقال امن المهرة بمنفذ صرفيت، الثلاثاء (8 يوليو) محمد احمد الزايدي من مشايخ مارب الموالين للحوثيين.
وأشاد وزير الداخلية بالحكومة الشرعية، اللواء الركن إبراهيم علي حيدان بـ "يقظة منتسبي الأجهزة الأمنية في منفذ صرفيت بمحافظة المهرة ومطار عدن الدولي وضبطهم لعنصرين من عناصر مليشيات الحوثي" بوصفهم من "المطلوبين امنيا". مشددا على "الاستمرار في أنشطة تتبع المطلوبين والعناصر الإجرامية".
شاهد .. وزير الداخلية يبارك اعتقال الزايدي وشرف
يشار إلى أن وزير الخارجية السابق بحكومة الحوثي والمؤتمر الشعبي، هشام شرف، ومحمد احمد الزايدي، من أبرز قيادات المؤتمر الشعبي العام بجناح الرئيس الاسبق علي عفاش، المتحالفين مع جماعة الحوثي، ضد الشرعية وتحالف دعمها بقيادة السعودية والامارات، وضد العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة وحصاره.