العربي نيوز:
أقدمت المليشيا الانقلابية، على تهريب أحد عناصرها المسلحة، مدان بجريمة قتل مروعة، بعدما كانت قبيلة المجني عليه نجحت بقطع طريق رئيسة والضغط على سلطات المليشيا واجبارها على ضبط القاتل مطلع العام الفائت (2024م) وايداعه السجن المركزي في محافظة لحج.
أكد هذا والد المجني عليه "راضي عليان" في شكوى تداولتها وسائل اعلام محلية واعلاميون، بينهم رئيس تحرير صحيفة ومركز دراسات "عدن الغد"، الاعلامي فتحي بن لزرق، أفاد فيها أن "أحد القيادات الأمنية (التابعة للانتقالي الجنوي) قام بتهريب القاتل من داخل السجن المركزي".
وقال فتحي بن لزرق: إن أحد عناصر مليشيا المجلس الانتقالي "جندي بنقطة الحسيني، قتل نجل مواطن من قرية الخداد بمحافظة لحج، يدعى راضي عليان، كان يعمل حمَّالا بميزان الطرق، حين رفض أن يدفع مبلغ زيادة بأتاوة كان فرضها عليه الجندي في النقطة ويجبيها منه يوميا".
موضحا أن "الجندي رفع مبلغ الجباية إلى 4 آلاف ريال، وقوبل برفض "عليان"، ليقوم الجندي بقتله بدم بادر في الأول من فبراير 2024م، ليقوم أهالي الخداد بقطع الخط بهدف الضغط على السلطات للقبض على الجندي الذي تم القبض عليه وأودع السجن المركزي في محافظة لحج".
لكن "أحد القيادات الأمنية قام بعد فترة قصيرة بتهريب القاتل من داخل السجن المركزي، ولم يتم اتخاذ أي إجراء حتى اليوم". حسب فتحي بن لزرق، ناقلا مناشدة والد القتيل الجهات المعنية "ضبط الجاني ومحاسبته جراء قتله نجله بدم بارد، ومحاسبة من قام بتهريبه والتستر على القضية".
شاهد .. والد قتيل يشكو تهريب "الانتقالي" القاتل (صور)
وسبق أن انكشفت للعلن واقعة اقدام قائد مليشيا "الانتقالي الجنوبي" المسماة "الحزام الامني" في محافظة لحج، صلاح الوجيه، على تهريب سجين متهم بجريمة قتل من داخل اصلاحية السجن المركزي في المحافظة، حسب شكوى رسمية رفعها مطلع مارس (2025م) مدير الاصلاحية الى رئيس استئناف المحافظة.
تفاصيل: المليشيا تهرب قاتلا من السجن (وثيقة)
يأتي هذا في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني والإداري في عدن ومدن المحافظات الجنوبية، الواقعة تحت سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الانتهاكات والاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة وجرائم الاختطافات والاغتيالات المتواصلة خارج القانون.
واقترفت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية، السبت (28 يونيو) جريمة جديدة مروعة، وقتلت مواطنا ينحدر من يهر يافع، بعدما احتجزته لثلاثة ايام داخل سجن معسكر ما يسمى "اللواء الخامس" بمبرر "اتخاذه رهينة" لحين القبض على احد اقربائه، قبل ان تسلمه الى ذويه جثة مضرجة بدمائها، بزعم "انتحاره".
تفاصيل: المليشيا ترتكب جريمة مروعة وبشعة
جاءت الجريمة عقب اسابيع على انهاء مليشيا "الانتقالي الجنوبي" مطلع يونيو 2025م، حياة شاب يافعي بنوع جديد متوحش من التعذيب للمختطفين والمعتقلين بسجونها، من المعارضين لاستبدادها ونهب الايرادات العامة والاثراء الفاحش لقياداتها وعائلاتها على حساب حرمان المواطنين من الخدمات والحياة الكريمة.
تفاصيل: المليشيا تبتكر تعذيبا مروعا للمعتقلين! (صور)
وتتوالى انتهاكات واعتداءات مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" حتى بعد إضطرار رئيس "الدائرة الامنية" بالمجلس، للفرار امام اثبات القضاء ارتكابه جرائم مروعة بحق مئات المواطنين، ولحاقه بقائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة للمجلس، يسران المقطري، بعد فضيحة اخفائه المقدم علي عبدالله عشال الجعدني.
تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة
كما تتواصل الانتهاكات بوتيرة تصاعدية بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، ابرز ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.
تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير
ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.