الاثنين 2025/06/30 الساعة 05:00 ص

المليشيا تستهدف النساء بإجراء فاجع!

العربي نيوز:

أقدمت المليشيا الانقلابية والمتمردة على الشرعية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، على اجراء جديد وخطير يستهدف النساء بلا استثناء، ويجاهر بنزعتها الاجرامية والقمعية، تجاه المواطنين وحقوقهم في الحرية والتعبير والحياة الكريمة.

جاء هذا باعتداء جديد نفذته مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، على نساء عدن، شمل استخدام القوة لتفريق تظاهرة احتجاجية جديدة لهن أمام قصر معاشيق الرئاسي في عدن، على استمرار تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية وانهيار العملة.

وأكدت مصادر محلية وحقوقية متطابقة، أن مليشيا "الانتقالي الجنوبي" نشرت السبت (28 يونيو) الياتها ومدرعاتها في شوارع مديرية كريتر، و"منعت اقامة تظاهرة نساء عدن بالقوة، واعتقلت عددا من الناشطات في تنظيم التظاهرات النسائية الاحتجاجية على تردي الاوضاع".

موضحة أن مليشيا "الانتقالي الجنوبي" ارهبت المشاركات في التظاهرة الاحتجاجية الاسبوعية، مساء كل سبت تحت شعار "ثورة النسوان"، و"قمعتها بالاعتداء على النساء واعتقال ابتهال عوض وخديجة السيد وآمنة الميسري وأخريات وإلزامهن بتعهدات خطية بعدم الاحتجاج لاحقا".

بالمقابل اثارت اعتداءات مليشيا "الانتقالي الجنوبي" موجة استنكار وادانة مجتمعية وحقوقية، لما تعرضت له النساء المشاركات في التظاهرة بساحة البنوك في كريتر من قمع وعنف واعتداءات مهينة مارستها الأجهزة الأمنية، في مشهد مؤلم ينتهك أبسط الحقوق الإنسانية والدستورية.

وأدانت تنسيقية القوى المدنية والحقوقية "الاعتداءات على النساء المتظاهرات في عدن" وأكدت أن "الاعتداء على النساء المشاركات في التظاهرة، سواء بالضرب أو الاعتقال أو الترهيب، هو انتهاك مضاعف يمس الكرامة الإنسانية ويكشف عن العقلية القمعية" لمليشيا "الانتقالي الجنوبي".

مضيفة في بيان: إن "نضال النساء من أجل حقوقهن وحقوق المجتمع لن تُرهبَه أدوات القمع". وأكدت "وقوفها بكل حزم وإصرار إلى جانب كل امرأة رفعت صوتها من أجل الكرامة وتوفير الخدمات". وطالبت بـ "الافراج الفوري عن جميع المعتقلات ومحاسبة المعتدين وضمان حق النساء بالتظاهر السلمي".

شاهد .. ادانة اعتداء مليشيا "الانتقالي" على النساء

يأتي هذا بعدما واجهت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" نهاية مايو (2025م) بالقوة تظاهرة لنساء عدن في ساحة العروض بمديرية خور مكسر في عدن، تطالب بحقوق خدمات الكهرباء والمياه والرواتب والتعليم، واطلقت على المتظاهرات مسلحات قمن بضربهن وقمعهن بالهراوات، بزعم أن "المحتجات يسعين الى زعزعة الامن والاستقرار".

تفاصيل: غضب شعبي يحاصر المليشيا بالعاصمة (فيديو)

وسبق أن اتخذت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية قرارا يستهدف النساء في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظات سيطرة المليشيا، ضمن سلسلة قراراتها القمعية، وأعلنت حظر خروج اي تظاهرات او احتجاجات من دون الحصول المسبق على تصريح وإذن من سلطات المليشيا المسيطرة على ادارة امن عدن، مهددة المخالفين بالقمع والاعتقال.

تفاصيل: المليشيا تتخذ قرارا صادما ضد النساء !

جاء قرار مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بعد تلقيها ضربة مباغتة، اربكتها واعلنت عن ميلاد قوة جديدة قادرة على اسقاطها، تمثلت في اطلاق نساء عدن ما عرف باسم "ثورة النسوان"، وخروجهن الحاشد في ساحة العروض لمطالبة المجلس الرئاسي والحكومة و"الانتقالي الجنوبي" بتوفير الحقوق في خدمات الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والحياة الكريمة.

تفاصيل: قوة جديدة تباغت المليشيا وسط العاصمة (فيديو)

وقمعت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بالقوة والرصاص الحي، السبت (17 مايو) تظاهرات شعبية حاشدة خرجت من مديريات عدن، باتجاه ساحة العروض في مديرية خور مكسر، تطالب بـ "حقوقهم الأساسية، من خدمات الكهرباء والمياه، وصرف المرتبات، وإعادة فتح المدارس المتوقفة منذ أشهر". و"رحيل سلطات المليشيا الفاسدة والفاشلة". 

تفاصيل: قرار للمليشيا يستهدف جميع المواطنين (فيديو)

لكن المواطنين في عدن يواصلون كسر قرار مليشيا "الانتقالي الجنوبي" حظر الاحتجاجات على تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية، بقطع الطرقات الرئيسة، واشعال النيران في الاطارات التالفة، مرددين "لا صوت يعلو فوق صوت الشعب". بالتزامن من انطلاق حملة الكترونية تحت وسم " #الانتقالي_لا_يمثلني " .

شاهد .. رفض شعبي لمنع الاحتجاجات بانتفاضة ليلية (فيديو)

تطالب احتجاجات المواطنين المتصاعدة في عدن المحافظات المحررة، السلطات "القيام بواجباتها وتنفيذ حلول سريعة ونهائية لأزمة الكهرباء، وتحسين الخدمات العامة الاساسية، ووضع حل لتأخر صرف الرواتب وارتفاع اسعار السلع وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال وتجاوزه 2700 ريالا مقابل الدولار و700 ريال مقابل الريال السعودي".

كما تطالب هتافات ولافتات وبيانات وقفات ومسيرات الاحتجاجات بـ "تقديم الفاسدين لمحاكمات علنية". وتشدد على ان تدهور الاوضاع ناتج عن "الفساد وحماية شركاء السلطة للمفسدين". متهمة التحالف بقيادة السعودية والامارات ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي بأنهم "شركاء في تدهور الاوضاع والخدمات".

يترافق هذا مع تصاعد ساعات انقطاعات الكهرباء إلى 20 ساعة بالعاصمة المؤقتة عدن ومحافظة لحج، مع بدء دخول الصيف اللاهب، واستمرار انهيار قيمة الريال اليمني وتجاوزه سقف 2700 ريالا مقابل الدولار، واستمرار ارتفاع اسعار السلع والخدمات والوقود، وتوقف التعليم لاضراب المعلمين، وتفاقم تدهور الاوضاع المعيشية للمواطنين.

ويتزامن التدهور المتصاعد للأوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة، مع بوادر أزمة عجز الحكومة الشرعية عن دفع رواتب موظفي الدولة في عدن والمحافظات المحررة، بعد تأخر صرف رواتب المعلمين والعسكريين والحوافز والعلاوات، في ظل نُذر امتداد الازمة لرواتب الاشهر المقبلة.

تفاصيل: اعلان رئاسي بشأن صرف الرواتب (بيان)

من جانبهم، يشير سياسيون واقتصاديون إلى أن تفاقم تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية في عدن والمحافظات الجنوبية سابق لتوقف تصدير النفط، ويرجعونه الى "اتساع الاختلالات في المالية العامة للحكومة وصرف رواتب كبار موظفيها بالعملة الصعبة بجانب تبادل اتهامات الفساد". حسب تعبيرهم.

ويتهم "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع الى الامارات، وسياسييوه، الحكومة بـ "صفقات فساد تتجاوز عدم ايداع ايرادات الدولة في البنك المركزي اليمني، ونهب المساعدات والمنح المالية وانشاء شركات استثمارية خاصة خارج البلاد، بجانب المضاربة على العملة، وتعطيل مصافي عدن وغيرها من المنشآت الايرادية". حد زعمه.

في المقابل، يتهم مسؤولون في الحكومة "الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي في اغسطس 2019م.

مؤكدين أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي الجنوبي‘ على الشرعية واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة المحلية وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".

وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.