الثلاثاء 2025/05/20 الساعة 09:01 ص

المليشيا تداهم منازل وتعتقل اطفالا (فيديو)

العربي نيوز:

داهمت وحدات مسلحة عددا من حارات العاصمة واقتحمت منازل مواطنين بالقوة، واختطفت اطفالا دون السابعة عشر من العمر، بزعم تورطهم في خلايا لزعزعة الامن والتحريض على السلطات، ونكلت بهم واقتادتهم الى معتقلاتها.

أكدت هذا مصادر محلية متعددة، أفادت أن مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، بقيادة احمد الشاعري مدير شرطة خور مكسر في عدن "نفذت حملة مداهمات للمنازل واختطافات طالت ثمانية من الاطفال القُصَّر".

وذكرت منصة "ابناء عدن"، إن شرطة خور مكسر نفذت حملة اختطافات همجية طالت عدداً من الأطفال القُصَّر، تراوحت أعمارهم بين 15 و17 عاماً". بعد "اقتحام منازلهم في حي السلام واختطافهم دون أي مسوّغ قانوني".

مضيفة: إن مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بمديرية خور مكسر نفذت الحملة الاثنين (19 مايو) و"اختطفت الاطفال: محمد فتحي، داوود فتحي، محمد عادل، أحمد هرهرة، محمد عبده، هاشم محمد، صلاح الغوزي، خالد عزيز".

وتابعت: "جريمتهم الوحيدة أنهم خرجوا يوم أمس إلى ساحة العروض للمطالبة بالخدمات وتحسين مستوى المعيشة". وأردفت: إن المليشيا بجانب ترويع الاطفال المختطفين وأهاليهم، نكلت بهم و"حلقت شعر رؤوسهم بطريقة مهينة".

مختتمة بقولها: "نُحمِّل  المجلس الانتقالي المسؤولية الكاملة عن هذه الانتهاكات الجسيمة،.. وندعو منظمات حقوق الإنسان المحلية والدولية إلى التحرك العاجل لمحاسبة كل المتورطين في هذه الجرائم الفاضحة بحق أطفال عدن".

شاهد .. المليشيا تختطف اطفالا وتنكل بهم (صور)

ويواصل المواطنون في عدن كسر قرار مليشيا "الانتقالي الجنوبي" حظر الاحتجاجات على تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية، بقطع الطرقات الرئيسة، واشعال النيران في الاطارات التالفة، مرددين "لا صوت يعلو فوق صوت الشعب". بالتزامن من انطلاق حملة الكترونية تحت وسم " #الانتقالي_لا_يمثلني " .

شاهد .. رفض شعبي لمنع الاحتجاجات بانتفاضة ليلية (فيديو)

تأتي هذه التظاهرات الغاضبة والرافضة للقمع، بعدما قمعت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بالقوة السبت (17 مايو) تظاهرات شعبية حاشدة من مختلف مديريات عدن، باتجاه ساحة العروض في مديرية خور مكسر، تطالب بـ "بحقوقهم الأساسية، من خدمات الكهرباء والمياه، وصرف المرتبات، وإعادة فتح المدارس المتوقفة منذ أشهر".

شاهد .. خروج حاشد للمواطنين يرعب المليشيا (فيديو)

لكن مليشيا "الانتقالي الجنوبي" هالها الغضب الشعبي وهتافات المحتجين المطالبة بـ "اسقاط سلطات الانتقالي الجنوبي والحكومة الفاشلة"، وقامت بتفريق المتظاهرين في ساحة العروض بخور مكسر بالقوة، مستخدمة الرصاص الحي لفض الاحتجاجات المطالبة بتحسين الخدمات وإسقاط السلطات الفاسدة والفاشلة في توفير الخدمات الاساسية.

شاهد .. مليشيا "الانتقالي" تقمع المحتجين بالرصاص (فيديو)

ولم تكتف مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بترويع المحتجين بالرصاص الحي، بل عمدت إلى اختطاف عدد من المواطنين المحتجين سلميا في ساحة العروض، واقتادتهم بقوة السلاح وعلى متن أطقم عسكرية إلى جهة مجهولة. ما اعتبره مراقبون "اعتداء غادرا يؤكد أن عدن ترزح تحت سلطة عصابات مسلحة لا تؤمن بحرية ولا قانون". 

شاهد .. مليشيا "الانتقالي" تختطف محتجين سلميين (فيديو)

مع ذلك، لم يهب المواطنون في عدن بطش وقمع مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، واستطاعوا طرد عناصر المليشيا الراجلة من ساحة العروض بخور مكسر، رداً على إطلاقهم النار في محاولة لقمع الحراك الشعبي السلمي. ورفع المواطنون أصواتهم عاليًا ضد الظلم والفساد، مطالبين بـ "إسقاط الانتقالي وكل من يقف في وجه إرادة الشعب".

شاهد .. المواطنون يقاومون مليشيا "الانتقالي" (فيديو)

بالمثل، فعلت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" في محافظة ابين، قمعت بالرصاص الحي تظاهرة حاشدة للمواطنين خرجوا للمطالبة بحقوقهم الأساسية، من خدمات الكهرباء والمياه، وصرف المرتبات، وإعادة فتح المدارس المتوقفة منذ أشهر، بالتزامن مع دعوة وجهتها نساء المحافظة الاسبوع الماضي، الى الخروج لرفض الظلم والمعاناة.

قابلت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" المسماة "الحزام الامني"، التظاهرة الشعبية السلمية، بالعنف، وأطلقت الرصاص الحي تجاه المتظاهرين، ما أدى إلى إعدام أحد المواطنين بدم بارد أمام أعين الحاضرين، في جريمة هزت الشارع بأكمله، وأكدت استبداد مليشيا "الانتقالي الجنوبي" والحاجة لتحرك شعبي وحقوقي لوقف انتهاكاتها ومحاسبتها.

شاهد .. مليشيا "الانتقالي" تعدم مواطنا في ابين (فيديو)

وأعلنت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية المتمردة على الشرعية  حظر اي تظاهرات او احتجاجات، وتوعدت المخالفين بالردع والقمع، عقب اعتداء عناصرها المسلحة بالرصاص الحي على المشاركين في تظاهرة احتجاجية حاشدة، خرجت السبت (17 مايو)، رفضا لتدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية.

تفاصيل: قرار للمليشيا يستهدف جميع المواطنين (اعلان)

جاء قرار مليشيا "الانتقالي الجنوبي" حظر الاحتجاجات السلمية، بعد ايام على قرار مماثل يستهدف النساء في العاصمة والمؤقتة ومحافظات جنوب البلاد، ضمن سلسلة قراراتها القمعية، بعدما فاجأت نساء عدن المليشيا، بخروج حاشد حمل اسم "ثورة النسوان" واكد مقدرة النساء على اسقاط سلطات المليشيا الانقلابية الفاشلة والفاسدة والمستبدة.

تفاصيل: المليشيا تتخذ قرارا صادما ضد النساء !

والسبت (10 مايو) شهدت عدن، أول خروج حاشد للنساء، ملأ ساحة العروض بمديرية خور مكسر، وضج بالهتافات المناؤة لـسلطات "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، وسيطرتها على مؤسسات الدولة ومواردها منذ انقلابها على الشرعية في اغسطس 2019م، وتسببها في مفاقمة تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية.

تفاصيل: قوة جديدة تباغت المليشيا وسط العاصمة (فيديو)

تطالب احتجاجات المواطنين المتصاعدة على تدهور الاوضاع في عدن المحافظات المحررة، السلطات "القيام بواجباتها وتنفيذ حلول سريعة ونهائية لأزمة الكهرباء، وتحسين الخدمات العامة الاساسية، ووضع حل لتأخر صرف الرواتب وارتفاع اسعار السلع وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال وتجاوزه 2550 ريالا للدولار".

كما تطالب هتافات ولافتات وبيانات وقفات ومسيرات الاحتجاجات المتلاحقة بـ "تقديم الفاسدين لمحاكمات علنية". وتشدد على ان تدهور الاوضاع ناتج عن "الفساد وحماية شركاء السلطة للمفسدين". متهمين التحالف ومجلس القيادة الرئاسي والحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي بأنهم "شركاء في تدهور الاوضاع والخدمات".

يترافق هذا مع تصاعد ساعات انقطاعات الكهرباء في العاصمة المؤقتة عدن ومحافظة لحج، مع بدء دخول الصيف اللاهب، واستمرار انهيار قيمة العملة المحلية وتجاوزه سقف 2500 ريالا مقابل الدولار الامريكي، وتبعا استمرار ارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية، وتفاقم تدهور الاوضاع المعيشية للمواطنين.

ويتزامن هذا التدهور المتصاعد للأوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية مع بوادر أزمة عجز الحكومة الشرعية عن دفع رواتب موظفي الدولة في عدن والمحافظات المحررة، بعد تأخر صرف رواتب المعلمين والعسكريين والحوافز والعلاوات، في ظل نُذر امتداد الازمة لرواتب الاشهر المقبلة.

تفاصيل: اعلان رئاسي بشأن صرف الرواتب (بيان)

من جانبهم، يشير سياسيون واقتصاديون إلى أن تفاقم تدهور الاوضاع المعيشية والخدمية والاقتصادية في عدن والمحافظات الجنوبية سابق لتوقف تصدير النفط، ويرجعونه الى "اتساع الاختلالات في المالية العامة للحكومة وصرف رواتب كبار موظفيها بالعملة الصعبة بجانب تبادل اتهامات الفساد". حسب تعبيرهم.

ويتهم "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع الى الامارات، وسياسييوه، الحكومة بـ "صفقات فساد تتجاوز عدم ايداع ايرادات الدولة في البنك المركزي اليمني إلى نهب المساعدات والمنح المالية وانشاء شركات استثمارية خاصة خارج البلاد، بجانب المضاربة على العملة". حسب زعمه.

في المقابل، يتهم مسؤولون في الحكومة "الانتقالي الجنوبي" بأنه "يعيق عمل الحكومة بإصراره على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة" منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي في اغسطس 2019م.

مؤكدين أن "استمرار تمرد ‘الانتقالي الجنوبي‘ على الشرعية واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، فاقم تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة المحلية وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية".

وتبنت الامارات في 2017م إنشاء "المجلس الانتقالي" ورئيسه عيدروس الزُبيدي، وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.