الاربعاء 2025/04/23 الساعة 06:32 م

يحدث الان حملة ترحيل واسعة لليمنيين

العربي نيوز:

يتعرض المواطنون اليمنيون في هذه الاثناء لأقسى اجراءات تعسفية، وتتواصل الان اكبر عملية ترحيل للمواطنين اليمنيين قسريا، في ظل صمت الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، حسب تأكيد مصادر سياسية ومحلية متطابقة.

وتواصل مليشيا "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابعة للامارات، تنفيذ حملة ترحيل للعشرات من المواطنين المنحدرين من المحافظات الشمالية، بالتزامن مع استمرار منع مليشيا "الانتقالي" دخول المسافرين والمركبات القادمة من محافظات شمال البلاد الى العاصمة المؤقتة عدن.

أكد هذا "مؤتمر سقطرى الوطني" في بيان اصدره الاحد (20 ابريل) أدان في "اجراءات الترحيل القسري لأبناء المحافظات الشمالية التي مارستها عناصر الحزام الأمني التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، من محافظة أرخبيل سقطرى، الجمعة، باشراف المحافظ رأفت الثقلي".

وقال مؤتمر سقطرى: "اطلعنا على الحملة التي قامت بها الجهات الأمنية والعسكرية بإشراف مباشر من رأفت الثقلي محافظ محافظة أرخبيل سقطرى يوم الجمعة، بشأن مداهمة عدد من باعة القات في المحلات والمنازل الشخصية واعتقال عدد كبير منهم بطرق استفزازية".

مضيفا: إنه تم "ترحيل عدد 22 فردا من هؤلاء قسرا وبالقوة المفرطة وارغامهم على ركوب السفينة بحرا إلى خارج سقطرى دون سابقة إنذار تاركين منازلهم وأسرهم خلفهم دون راع ولم يتم إمهالهم لترتيب أمورهم الأسرية والشخصية، وتم الزج بهم في البحر حاملين آلامهم وخوفهم".

وتابع مؤتمر سقطرى قائلا: إن ما حدث "سابقة خطيرة لم تعهدها سقطرى من قبل". وأردف: إن هذا العمل "انتهاك صارخ للحريات والممتلكات دون أن يستند إلى أي وجه قانوني. وفي الوقت الذي ندين فيه هذه التصرفات، فإننا لا يعني أننا ضد إخلاء سقطرى من مادة القات".

مطالبا في الوقت نفسه السلطات التابعة إلى "المجلس الانتقالي" في محافظة سقطرى ايقاف الاجراءات التعسفية المدفوعة من الامارات، و"منع وجود مواد أخرى مخدرة وممنوعة شرعاً وقانوناً، كالخمور والمخدرات بجميع أنواعها، لكن بالطرق القانونية وعبر الجهات المختصة".

واتخذت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية، السبت (19 ابريل) قرارا مفاجئا وصادما للجميع، بشأن منافذ الدخول والخروج إلى ومن العاصمة المؤقتة عدن، قضى بمنع دخول المواطنين المسافرين من محافظات شمال البلاد، وشرعت تنفيذه بانتشار واسع لمسلحيها.

اكد هذا مسافرون عالقون في طوابير طويلة للسيارات، أفادوا بأن "نقاط تفتيش تابعة لمليشيا المجلس الانتقالي الجنوبي، منعت، اليوم السبت (19 ابريل) عشرات المسافرين القادمين من المحافظات الشمالية من دخول عدن، في إجراء مفاجئ ودون تقديم أسباب واضحة".

موضحين أن "النقاط الواقعة في منطقة الفرشة بمديرية طور الباحة في محافظة لحج، أوقفت سيارات تحمل لوحات صادرة من محافظات شمالية كـتعز وإب وذمار، وأجبرت العديد من المسافرين على العودة من حيث أتوا، من دون اشهار الاسباب او الاستناد لقرار معلن".

وأبدى المسافرون في احاديث متفرقة، سخطهم من "هذا الاجراء التعسفي والمهين للمواطنين". معتبرين أنه "سلوك مناطقي وعنصري"، وقالوا: إنه "ينتهك حق جميع المواطنيين في حرية التنقل" و"يسعى لإيجاد ضغائن وكراهية من العدم بين اوساط المواطنين شمالا وجنوبا".

تعّمد مليشيا "الانتقالي الجنوبي" بين الحين والاخر إلى منع دخول المواطنين القادمين من شمال البلاد الى العاصمة المؤقتة عدن، ضمن اجراءات مماثلة تتعمد اهانة المواطنين المنحدرين من الشمال، بجانب مضايقات واعتداءات على المقيمين منهم في عدن وسط صمت سلطات الشرعية.

ويأتي هذا بعدما ازاح مقربون من الشاب همام اليافعي، الستار عن دوافع شخصية لاقدام قائد مليشيا الانتقالي الجنوبي" في ابين، عبدالرحمن الشنيني،على قتله والتمثيل بجثته والطواف بها بعد صلبه على متن مدرعته العسكرية في شوارع مدينة زنجبار بمحافظة ابين، الاحد (13 ابريل)، وأن دافع الانتقام تتعلق بفتاة من اسرة الشنيني.

تفاصيل: فتاة وراء صلب الشاب همام بابين ! (فيديو)

جاءت الجريمة في ظل تصاعد مظاهر الفوضى والانفلات الامني في العاصمة المؤقتة عدن ومدن المحافظات الجنوبية، الواقعة تحت سيطرة مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، وتفاقم الانتهاكات والاعتداءات على المواطنين وحرمات منازلهم واراضيهم واراضي الدولة وجرائم الاختطافات والاغتيالات خارج القانون.

وتترافق هذه الانتهاكات والاعتداءات، مع إضطرار رئيس ما يسمى "الدائرة الامنية" في "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء سلسلة جرائمه المروعة بحق المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي".

تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة

كما تتواصل الانتهاكات بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجالها في جنوب اليمن"، إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.

تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير

ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.

يحدث الان حملة ترحيل واسعة لليمنيين