الجمعة 2025/04/18 الساعة 02:21 م

وزير بالشرعية يدعو السعودية للتعقل !

العربي نيوز:

نصح وزير بارز في الشرعية اليمنية، المملكة العربية السعودية، بما سماه "التعقل" في سياساتها وتوجهاتها بشأن اليمن، وأن تكون "دولة متعقلة ورصينة"، ردا على ما وصفه "الصمت والغموض وبعض التصرفات والمواقف تحيرنا، وقد تؤلمنا كثيراً" حيال ما يجري في محافظة حضرموت.

جاء هذا في تعليق على دعم السعودية المعلن لـ "حلف قبائل حضرموت" ضد "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، والشرعية، نشره وزير الاعلام الاسبق وسفير اليمن سابقا لدى الاردن، عضو مجلس النواب علي احمد العمراني، على حائطه الرسمي بمنصة "فيس بوك" للتواصل الاجتماعي.

وتحت عنوان "حكم ذاتي وماذا بعد؟!"، قال العمراني: "لحضرموت خصوصية، ومكانة خاصة، وليس من السهل أن تفقد عقلها وصوابها وبوصلتها.. والثقة والأمل أن تبقى حضرموت دليلاً وقائداً ورائداً إلى صواب القول والفعل". وأردف: "منذ أكثر من عشر سنوات وحضرموت تُدفَع نحو النزق والجنون".

مضيفا: "ولكنها بقيت صامدة وعاقلة.. وقليل من أبنائها عند ما يخالطون الجنون، قد ينتابهم شيء منه!. لكن الغالبية في حضرموت تبقى عاقلة ورصينة وموضوعية وبعيدة نظر.. وكانت مواقف ولغة بن بريك والبحسني عندما كانا ما يزالان محافظين لحضرموت، تبدو معقولة، ومسؤولة، ويتحدثون بلغة الدولة اليمنية الواحدة".

وتابع: "تغيرت الأمور عند التحاقهما بمشروع الإنتقالي، وبعد ما تغولت أبوظبي في مشروع تجزئة اليمن أكثر، مقابل صمت المملكة وغموض موقفها". مشيرا الى ملاحظة تحول بموقف محافظ حضرموت الراهن بقوله: "ربما بسبب الضغوط وعدم اليقين، لوحظ أن لغة الزميل العزيز مبخوت بن ماضي، تغيرت قليلاً".

في هذا، قال العمراني: "وكنت أظن أن لا شيء سيغير أبو عدنان وهو مؤتمري عتيد وكان مقرباً من الرئيس صالح، وهو نبيل وعزيز على المستوى الشخصي إلى الغاية". ولفت إلى أنه "في يونيو 2014 كتبت مقالاً بعنوان: هواي حضرمياً كان وما يزال؛ وكان المتمردون الحوثيون ما يزالون بعيدا عن صنعاء".

مضيفا: "وعندما كنت في الأردن، كان طلاب حضرموت قريبون جداً من السفارة، من حيث تفاعلهم مع كل المناسبات الوطنية، والعيد الوطني 22 مايو 1990 خاصة. وكانت السفارة في ماليزيا، بقيادة إبن حضرموت الدكتور عادل باحميد، أكثر السفارات إحتفاءً بعيد الوحدة، حتى عندما نكص العليمي ومجلس الرئاسة عن ذلك". 

وتابع: "حضرموت أكبر  من مشروع التفتيت الذي يتبناه الإنتقالي وتدعمه أبو ظبي؛ ومن حقها أن تنتفض على مشروع الكراهية والعنصرية والوعيد، ومشروع القرية، الذي يتبناه الإنتقالي، وكذلك مشروع الحو،ثي الإجر،امي المقيت، فحضرموت بطبعها عالمية، وهي التي ترفع رأس اليمن والعرب، منذ قرون، في أصقاع أفريقيا وآسيا".

لكنه توقف عند التطورات المتلاحقة في حضرموت، وقال: "حضرموت تطالب الآن بحكم ذاتي! ولكن ممن وفي مواجهة من؟! من الحو،ثي المسيطر قسراً على صنعاء مثلاً؟! أم من الإنتقالي المسيطر على عدن بدعم خارجي؟!. لا شرعية ولا مشروعية لأي منهما! أم من الشرعية المهمشة والمغيبة والغائبة عن صنعاء وعدن؟!".

مضيفا: "أولى بحضرموت أن تقود اليمن؛ وهي نموذج يحتذى في جوانب كثيرة. قال بن جبريش أن المملكة تساند مطالب حضرموت. ويفهم كثيرون أن ذلك في مواجهة مشروع الإمارات الإنفصالي. ولكن إلا يجدر بالمملكة أن تدعم وحدة الدولة اليمنية؛ ويكون هذا مشروعها في اليمن، بدلاً عن أي مشروع دون ذلك؟".

وتابع مخاطبا السعودية: "إن ذلك ولا شك أجدر بها؛ بدلاً عن تبني مشروع تجزئة آخر تحت أي عنوان، بما في ذلك مشروع الحكم الذاتي لحضرموت العزيزة". وأردف: "وفي سياق ‘التذويب‘ و‘تحلل الكيان اليمني بالتدريج‘ كما عبر الكاتب السعودي؛ مشاري الذايدي قبل يومين في الشرق الأوسط تمضي مشاريع الخراب".

متهما التحالف بقيادة السعودية بتفتيت النسيج الوطني في اليمن، وقال: "وقد أسهم التحالف  العربي في مشروع ‘التذويب‘ و‘تحلل الكيان اليمني بالتدريج‘ وتجلى ذلك في خلق ودعم مليشيات متناحرة بدلاً عن جيش وطني واحد. ونفهم أن مشروع اليوم؛ حكم ذاتي لحضرموت؛ وغدا ستكون الحكاية أخرى تماماً!".

واختتم وزير الاعلام الاسبق وسفير اليمن سابقا لدى الاردن، عضو مجلس النواب علي احمد العمراني، تعليقه على تطورات محافظة حضرموت، بقوله: "ونفهم إن السعودية دولة متعقلة ورصينة، لكن الصمت والغموض وبعض التصرفات والمواقف تحيرنا، وقد تؤلمنا كثيراً". في اشارة الى مخاوف فصل السعودية حضرموت.

شاهد .. وزير بالشرعية يطالب السعودية بـ "التعقل"

بالتوازي، أعلن "حلف قبائل حضرموت" تمكنه من اسقاط ما سماه "مشروع المجلس الانتقالي الجنوبي"، وأكد "نهاية الانتقالي الجنوبي"، في ختام "اللقاء العام لقبائل حضرموت"، الذي نظمه الحلف السبت (12 ابريل)، بمشاركة حاشدة لمشايخ حضرموت، واصدر اعلانا من 10 بنود اولها "تطبيق الحكم الذاتي لحضرموت بدعم سعودي".

تفاصيل: حلف حضرموت يعلن نهاية "الانتقالي"

وسددت السعودية، رسميا، نهاية مارس، طعنة عسكرية قاتلة لـ "الانتقالي الجنوبي" ورئيسه عيدروس الزبيدي ومليشياته الممولة من الامارات، عبر اعلان التزامها رسميا بتعزيز "قوات حماية حضرموت"، من اطماع الامارات عبر "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته في السيطرة على محافظة حضرموت وثرواتها.

تفاصيل: السعودية تسدد طعنة قاتلة لـ "الانتقالي" !

جاء هذا عقب كسر السعودية، رسميا "الانتقالي الجنوبي" الجمعة (21 مارس) باستقبال وزير الدفاع السعودي ومسؤول ملف اليمن خالد بن سلمان لرئيس "حلف قبائل حضرموت"، ردا على تهديدات الزُبيدي خلال زياراته للمحافظات الجنوبية، في تطور اعتبره مراقبون "صفعة قوية تعيد تحجيم الزُبيدي ومجلسه بعد تجاوزه حده".

تفاصيل: السعودية تكسر "الانتقالي" بهذا الاجراء !

وهبطت طائرة عسكرية تابعة للقوات الجوية السعودية، بمطار سيئون، الثلاثاء (18 مارس) وأقلت رئيس "حلف قبائل حضرموت" الشيخ عمرو بن حبريش العليي، وقائد قواته المستحدثة مبارك العوبثاني، إلى المملكة العربية السعودية. في زيارة بدعوة رسمية تهدف لبحث المستجدات في حضرموت، ومناقشة آليات تنفيذ مطالب وحقوق أبنائها".

جاءت الزيارة عقب اطلاق رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي لدى زيارته المكلا، منتصف مارس الفائت، تهديدا مباشرا إلى "حلف قبائل حضرموت" و"مؤتمر حضرموت الجامع" بـ "التصدي الحازم لهم واستخدام القوة لحماية حضرموت، بوصفها عماد الدولة الجنوبية الفيدرالية" حسب تعبيره.

شاهد .. الزُبيدي يتعهد بفصل جنوب اليمن

قوبلت زيارة الزُبيدي الى حاضرة حضرموت الساحل، مدينة المكلا، والخاضعة لسيطرة مليشيات المجلس الانتقالي الجنوبي المسماة "النخبة الحضرمية"، باحتجاجات المواطنين وهتافات اطلقوها لدى عبور موكب الزُبيدي رددت "برع يا سرق"، وعبرت عن رفض استقبال الزُبيدي ومليشياته بحضرموت.

شاهد .. استقبال مُهين للزبيدي في المكلا (فيديو)

ونفذ عيدروس الزُبيدي، منذ بداية شهر رمضان (مارس الفائت) زيارات إلى المحافظات الجنوبية، وسط احتجاجات شعبية على زيارته، والقى في كل محافظة خطابا، تعمد في جميعها تسويق نفسه رئيسا لما يسميه "دولة الجنوب" وتقديم وعود بالخدمات وانهاء انتهاكات مليشياته بزعم "بسط الامن والاستقرار".

تفاصيل: اهانات شعبية تطارد الزُبيدي (فيديوهات)

بدورها، وجهت السعودية، الاثنين (17 مارس) تحذيرا جديدا اعتبره مراقبون "تحذيرا أخيرا" إلى رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" عيدروس الزُبيدي، عقب خطابه التحريضي لمليشياته الممولة من الامارات، بالبدء في اسقاط محافظة حضرموت بزعم "حمايتها من قوى الارهاب والحفاظ على ثرواتها".

تفاصيل: تحذير سعودي اخير لـ "الزُبيدي" (وثيقة)

جاء التحذير السعودي، بعدما أعلن زعيم مليشيا "الانتقالي الجنوبي" الانقلابية والمتمردة على الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة المعترف بها دوليا، عيدروس الزُبيدي أن "حضرموت عمود الدولة الجنوبية القادمة، ولن نفرط بها وسندافع عنها" أمرا مليشياته باستكمال السيطرة على كامل حضرموت.

تفاصيل: صدور امر اسقاط هذه المحافظة !

وتتزامن هذه التطورات المتسارعة مع تصاعد الاحتجاجات الشعبية في مدينة المكلا، على تردي الاوضاع العامة وتدهور الخدمات والظروف المعيشية واستمرار انهيار الريال، ومطالبات الموالين لحلف قبائل حضرموت" بتنفيذ مطالب الحلف التي أقرها مجلس القيادة الرئاسي في يناير الفائت، أو "مباشرة السيطرة على حضرموت".

تفاصيل: الرئاسي يحسم مصير حضرموت (قرار)

لكن حضرموت تشهد بجانب تدهور الخدمات وغلاء المعيشة جراء انهيار قيمة الريال؛ توترا متصاعدا، جراء اصرار "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات على ضم المحافظة لسيطرته ومليشياته، ومواجهته رفضا شعبيا عبر التظاهرات وكذا المواجهات، واخرها تصدي قبيلة النموري لمحاولة الانتقالي انشاء معسكر جديد لمليشياته في الديس الشرقية.

تفاصيل: نمور حضرموت يتصدون لمليشيا "الانتقالي" (فيديو)

وبدورهم، أكد عسكريون وسياسيون، أن "اصرار الانتقالي الجنوبي بدفع اماراتي على بسط سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، ورفض تواجد قوات الجيش الوطني وانتشار قوات درع الوطن الرئاسية، ينذر بمعركة حسم وشيكة". ولفتوا إلى أن "بيانات الانتقالي بهذا الشأن تشي بانقلاب جديد وتسير باتجاه التصعيد العسكري".

مشيرين إلى ان مجريات الاحداث تشي بـ "تدخل التحالف بقيادة السعودية لاحتواء التوتر المتصاعد في حضرموت قبل انفجار الموقف". لافتة إلى "تصاعد الخلافات السياسية والحدودية بين السعودية والامارات، قد ينفجر عسكريا على الاراضي اليمنية، بدءا من المحافظات الشرقية، وبخاصة محافظة حضرموت".

وعمَّدت الامارات إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" و"كتائب أبي العباس" في تعز، والوية مليشيات "الانتقالي الجنوبي"، ودفعت باتجاه سيطرتها على شبوة وحضرموت والمهرة، ما اعتبرته السعودية "تهديدا يمس امنها القومي".

بدورها، سعت السعودية، في مقابل تحركات الامارات ومليشياتها في اليمن، الى اتباع النهج الاماراتي نفسه، وعمدت مع بداية العام 2022 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب لتكون قوات موازية لمليشيات الامارات السلفية باختلاف مسمياتها وتشكيلاتها المتعددة في جنوب اليمن.

وظلت السعودية تجاهر بمساعيها، منذ ما قبل بدء الحرب وتدخلها العسكري في اليمن بعمليات "عاصفة الحزم"، إلى مد انبوب إلى البحر العربي لتصدير النفط من منطقة خرخير الحدودية مع اليمن في الربع الخالي. وقد تصدت قبائل المهرة لعمليات مد الانبوب في نوفمبر 2018م وقابلتها القوات السعودية بإطلاق الرصاص الحي موقعة قتلى وجرحى.

شاهد .. تفاصيل اطلاق النار على المواطنين بالمهرة 

بقيت محافظات حضرموت والمهرة وسقطرى بعيدات عن الانقلاب الحوثي العفاشي. لكن قوات التحالف السعودية الاماراتية سارعت للانتشار في المحافظات الثلاث، وانشاء قواعد عسكرية تضم قوات امريكية وبريطانية، على نحو دعا سياسيين بارزين في الشرعية اليمنية، الى الاعلان عن "اطماع التحالف في اليمن، موقعا وثروات".

يشار إلى أن "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، يسعى للسيطرة على ثروات المحافظات الشرقية النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات، مستغلا محدودية سكانها، ومستهينا بمقاومتها المسلحة لتوجهاته الرامية لاخضاعها بالقوة.