الخميس 2025/02/27 الساعة 07:58 ص

ممثل الزُبيدي يعلن انهيار

العربي نيوز:

أصدر الممثل الخاص لعيدروس الزُبيدي، رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، اعلانا رسميا ومفاجئا لأتباع المجلس قبل غيرهم، بانهيار المجلس امام ضغوط امريكية وأوروبية، وأقر فيه ولأول مرة بأنه لا يمثل جنوب البلاد (اليمن). بخلاف زعمه خلال السنوات الماضية التالية لإنشائه عام 2017م، بأنه "الممثل الشرعي والمفوض للجنوب".

جاء هذا في تصريح رسمي أطلقه الممثل الخاص لرئيس "الانتقالي الجنوبي" للشؤون الخارجية، وعضو هيئة رئاسة المجلس، عمرو علي سالم البيض، خلال ندوة نقاشية بعنوان "الانتقالي ومؤتمر حضرموت الجامع .. نقاط التباين والتوافق في حضرموت"، حسبما نقل مركز "سوث 24" للاخبار والدراسات.

وقال ممثل عيدروس الزُبيدي، وعضو هيئة رئاسة "الانتقالي"، عمرو البيض: إن "المجلس الانتقالي الجنوبي لا يمثل كل الجنوب". وأستدرك بقوله: "ولكنه يمثل المشروع الوطني الجنوبي وإرادة شعبه في إقامة دولته المستقلة". في اول اعتراف ببطلان زعم "الانتقالي" أنه ""الممثل الشرعي والمفوض للجنوب".

شاهد .. "الانتقالي" يعترف بأنه لا يمثل الجنوب 

مضيفا: إن "المجلس الانتقالي يتوافق مع مؤتمر حضرموت الجامع في دعم خصوصية حضرموت في إدارة شؤونها". وأردف: "وخلافنا يكمن في تحديد مظلة مؤتمر حضرموت وموقفه من مشروع الجنوب". وأردف: "ندعو مؤتمر حضرموت الجامع للاتفاق معا على انتخاب إدارة للسلطة في حضرموت".

شاهد .. رضوخ "الانتقالي" لخصوصية حضرموت

لكن ممثل الزُبيدي، اشترط أن تكون هذه السلطة المنتخبة في حضرموت "قائمة على مرتكزات النخبة الحضرمية والتنوع". وعاد ليناقض اعلانه إقرار "الانتقالي الجنوبي" بخصوصية حضرموت، قائلا: "رؤيتنا لحضرموت وبقية محافظات الجنوب تتمثل في دولة جنوبية مستقلة ولا مركزية تدير شؤونها بنفسها".

شاهد .. "الانتقالي" يدعو لاشراك مليشياته بسلطة حضرموت

شاهد .. "الانتقالي" يسلم بحق حضرموت ادارة شؤونها

وجاء هذا الاعلان غير المسبوق من "الانتقالي" بالتزامن مع زيارة سفراء الاتحاد الاوروبي لحضرموت ولقائها مع عضو مجلس القيادة الرئاسي فرج البحسني، وتأكيدها دعم المجلس الرئاسي وأهمية الحوار ووحدة المجلس والاصلاحات لمعالجة التحديات التي يواجهها الحضارم واليمنيون عموما".

شاهد.. الاتحاد الاوروبي يتحدث عن الحضارم 

يأتي اعلان "المجلس الانتقالي" بأنه "لا يمثل الجنوب كله" وإقراره بـ "خصوصية حضرموت"، وحقها في ادارة شؤونها ومقدراتها بنفسها"، بعدما فشل المجلس في فرض سيطرته ومليشياته على محافظة حضرموت، واكتساب حاضنة شعبية في المحافظة التي ترفض مكوناتها "الالحاق والاتباع".

وتبنت الامارات، علنيا ولأول مرة، دعم اخضاع "المجلس الانتقالي" التابع لها، محافظة حضرموت لسيطرته بالقوة، وشنت تحريضا مباشرا ضد رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد محمد العليمي ومجلس حضرموت الوطني، بكيل اتهامات خطيرة لكليهما، ابرزها التآمر مع السعودية على "الانتقالي".

تفاصيل: الامارات تتبنى اخضاع الانتقالي حضرموت (وثيقة)

وعزز هذا الموقف الاماراتي ظهور علم الامارات في تظاهرات "المجلس الانتقالي" التي دعا اليها اتباعه وحشد لها طوال ثلاثة ايام في ست من مديريات حضرموت، ردا على رفض حضرموت مساعيه لضمها الى سيطرته وهيمنة مليشياته، واعلانها تشكيل مجلسها الوطني، ممثلا سياسيا وحيدا لها، ومسؤولا عن ادارة شؤونها.

تفاصيل: رفع علم غريب بتظاهرات الانتقالي بحضرموت

لكن "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، مُني بانتكاسة كبرى لم يتوقعها، وأظهرت تظاهرات اتباعه في ست من مديريات حضرموت، نتائج صادمة لجميع قياداته وقاصمة لثقله في الساحة، تمنى سياسيوه وناشطوه لو لم يستعجل المجلس وقوعها ولم توثقها كاميرات التصوير علنا، امام المجتمع المحلي والمجتمعين الاقليمي والدولي في آن معا.

تفاصيل: "الانتقالي" يمنى بانتكاسة كبرى تنهي مستقبله (وثائق)

ونفذ "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، منتصف يوليو 2023م، تحشيدا واسعا، هو الاكبر، لاتباعه ومليشياته من عدن والضالع وابين ولحج وشبوة إلى محافظة حضرموت، على متن شاحنات وباصات نقل، مع تأمين سكن جماعي لهم في خيام وكونتيرات، وتخصيص مبالغ طائلة تجاوزت 200 مليون ريال لمصروفات تغذيتهم وقاتهم".

تفاصيل: "الانتقالي" يبدأ اكبر تحشيد لهذه المغامرة الجديدة

جاء تصعيد "المجلس الانتقالي" بعدما استطاعت المملكة العربية السعودية، بهدوء ودهاء سياسي، اجهاض احلامه ومن ورائه الامارت في السيطرة على محافظة حضرموت، وتمكنها من محاصرة "المجلس الانتقالي" في اتجاهين كلاهما يقضيان على طموحاته، ويفضيان إلى انهياره وتبعا اجندته في اليمن ومن ورائها الامارات.

تفاصيل: السعودية تباغت "الانتقالي" والامارات بضربة قاضية

كما وجهت السعودية، تحذيرا مباشرا وصريحا الى "المجلس الانتقالي"، ردا على تهديداته المتوالية، لمحافظة حضرموت ومجلسها الوطني، المُعلن عن اشهاره الثلاثاء من الرياض، بختام مشاورات مكونات حضرموت، المعارضة هيمنة "الانتقالي" على المحافظة وفرض سيطرة مليشياته، ضمن مساعيه لفرض انفصال جنوب اليمن.

تفاصيل: السعودية تحذر "الانتقالي" من المساس بحضرموت (وثيقة)

يسعى "المجلس الانتقالي" ومن ورائه الامارات، لاستكمال سيطرته على جنوب اليمن بالسيطرة على المحافظات الشرقية وثرواتها النفطية والغازية، لإدراكه أن "الدولة الجنوبية" التي يسعى الى فرضها بالقوة لا يمكن ان تقوم لها قائمة دون محافظات شبوة وحضرموت والمهرة، بما تشكله من مساحة وثروات.

وأعلن "المجلس الانتقالي" التابع للامارات، رسميا، مطلع فبراير 2024م، بدء المعركة في اقليم حضرموت بزعم "تحريره  من قوى الغزو والارهاب" وإنهاء ما وصفه "حالة الفوضى العارمة التي يشهدها وادي حضرموت والمهرة"، مطالبا بتسليم المحافظتين إلى مليشياته المسماة "النخبة الحضرمية".

تفاصيل: الانتقالي يعلن بدء معركة حضرموت (فيديو)

تبنت الامارات في 2017م عيدروس الزُبيدي وإنشاء "المجلس الانتقالي" وتمويل تجنيد وتسليح ما يقارب 50 لواء من المليشيات المسلحة، ليغدو الذراع السياسي والعسكري لها في جنوب البلاد، وأداة فرض انفصال جنوب اليمن، بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن.

ويصر "المجلس الانتقالي" على استمرار انتشار ونفوذ فصائل مليشياته المتعددة والممولة من الامارات على العاصمة المؤقتة عدن وعدد من مدن جنوب البلاد، الخاضعة لسيطرتها منذ انقلابه على الشرعية في اغسطس 2019م، بتمويل ودعم عسكري مباشر من الامارات وطيرانها الحربي.

تسبب استمرار تمرد "الانتقالي" على مجلس القيادة الرئاسي والحكومة ومؤسسات الدولة، واستحواذه على قدر كبير من ايرادات الدولة، في عدن وعدد من مدن جنوبي البلاد، في مفاقمة تدهور الاوضاع الاقتصادية والادارية والخدمية وانهيار العملة وارتفاع اسعار السلع والخدمات والمشتقات النفطية.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي"  وتمويل تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.