العربي نيوز:
صدر رسميا، اعلان ثوري باستئناف ثورة الشباب الشعبية السلمية (11 فبراير) حتى تحقيق اهدافها الوطنية كاملة وفي مقدمها استعادة الدولة اليمنية وسيادتها الوطنية واستقلالها الكامل من الوصاية والهيمنة الخارجية، وتدشين النضال الثوري ضد " الاحتلال الإيراني والسعودي والإماراتي وأدواتهم في الداخل".
جاء هذا في بيان لمجلس شباب الثورة السلمية، بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لثورة 11 فبراير المجيدة، التي نوه الى أنها "تحل في لحظة تاريخية فارقة، تشهد انتصار إرادة الشعوب الحرة، من إسقاط الطاغية في سوريا إلى انتصارات السودان الشقيق، ما يؤكد أن إرادة التغيير لا تُهزم، وسقوط الانظمة الاستبدادية".
وقال مجلس شباب الثورة في بيانه على حائطه الرسمي بمنصة "فيس بوك": "إننا نؤكد على أن انتصارات الشعوب العربية محطة إلهام لكل قوى التغيير في العالم، ورسالة واضحة بأن النضال من أجل وطن المواطنة المتساوية لا وطن الرعايا والتابعين، هو مسار لا رجعة فيه، وأن الاستبداد إلى زوال مهما طال أمده".
معبرا عن أنه "من المؤسف أن تحلّ هذه الذكرى واليمنيون يواجهون واحدة من أسوأ الأزمات المعيشية والاقتصادية، في ظل انهيار العملة، وانعدام الخدمات، وعجز الشرعية عن إدارة مناطقها". مرجعا تدهور الاوضاع العامة في المناطق المحررة إلى أنه "بسبب غياب الدولة وتراجع الإرادة الإقليمية لمواجهة المليشيا".
وقال في انتقاد أداء الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، وتساهلها مع مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"طارق عفاش" و"عبدالرحمن المحرمي": "إن الوطنية الحقة ينبغي أن تكون على أرضية الجمهورية، ووحدة الأراضي اليمنية وسيادتها ودولة القانون خيار وطني لا تهاون فيه".
معلنا استئناف ثورة "11 فبراير" لاستكمال تحقيق اهدافها الوطنية كاملة، بقوله: "إن التدخل الخارجي في القرار السيادي اليمني رفضه اليمنيون في فبراير، وسيظلون يرفضونه ويدينون أي قوى يمنية ارتهنت أو ساومت على حساب المصالح الوطنية وفي مقدمتها الاحتلال الإيراني والسعودي والإماراتي وأدواتهم في الداخل".
وتابع: "إن فبراير لم يكن لحظة عابرة، بل مشروع وطني مستمر حتى استعادة حق الشعب في الأرض والسلطة والثروة، ومحاسبة كل من أجرم في حقه، أياً كانت صفته أو موقعه". وخاطب اسرة الرئيس الاسبق علي عفاش ومساعيهم لاستعادة الحكم، بقوله: "أن فبراير ليس مشروعا عائليا أو مناطقيا أو مذهبيا أو فئويا".
مردفا: إن 11 فبراير "جوهره مشروع ديمقراطي يمنح اليمنيين باختلاف ميولهم ومواقعهم الحق المطلق في اختيار حكامهم ومحاسبتهم وعزلهم". مجددا العهد لشهداء ثورة فبراير ومعركة استعادة الجمهورية "بأننا ماضون في درب النضال، وأن إرادة الشعب هي صاحبة الكلمة الفصل، ولن يكون اليمن إلا لكل أبنائه الأحرار".
شاهد .. اعلان استئناف ثورة "11 فبراير" (بيان)
ترافق هذا مع كسر محافظة مارب الحظر المفروض من التحالف بقيادة السعودية والامارات، على إحياء ذكرى ثورة "11 فبراير" الشبابية الشعبية، واطلاق شارة استئناف تحقيق اهداف الثورة الوطنية، بدءا بالسيادة والاستقلال، وصولا الى بناء الدولة اليمنية الحديثة المستقلة والناهضة وذات السيادة الوطنية الكاملة على تراب اليمن واجوائه ومياهه الاقليمية".
شاهد .. مارب تكسر حظر التحالف احياء "11 فبراير" (صور)
كذلك تعز، موقد ثورات اليمن واليمنيين، شهدت هي الاخرى احياء غير مسبوق لإيقاد الشعلة الرابعة عشر لثورة الشباب الشعبية السلمية (11 فبراير)، بمهرجان خطابي وفني، أكد على "استمرار ثورة فبراير حتى استكمال اهدافها الوطنية في استعادة الدولة اليمنية كاملة السيادة والاستقلال وبنيانها المدني الحديث القائم على العدالة والمواطنة المتساوية والنهضة".
شاهد .. تعز توقد شرارة استئناف "11 فبراير" (فيديو)
لكن مليشيات التحالف في جنوب البلاد والساحل الغربي لليمن، ممثلة بمليشيا "الانتقالي الجنوبي" ومليشيا طارق عفاش و"العمالقة الجنوبية"، قمعت اي مظاهر احتفال بذكرى ثورة "11 فبراير"، ومنعت اي تجمع شعبي لإحياء المناسبة، بتوجيهات مباشرة ومشددة من عيدروس الزبيدي وطارق عفاش وعبدالرحمن المحرمي حسب تأكيد مصادر شبابية محلية متطابقة.
واتفقت قراءات سياسيين ومراقبين يمنيين وعرب لثورة الشباب في اليمن (11 فبراير) في سياق التحضير لاحياء ذكرى اندلاعها عام 2011م، ضد الرئيس الاسبق علي صالح عفاش ونظامه العائلي الفاسد والمستبد والمرتهن للخارج، في أن "اكبر اخطاء ثورة 11 فبراير في اليمن هي تفاوضها مع النظام السابق".
مشيرين إلى أن "الثورات الشعبية تنجح في احداث التغيير الجذري الشامل خلال وقت قياسي عندما تنجح في الاطاحة بكامل النظام الحاكم، الذي دعا سوءه وفساده واستبداده للثورة عليه". وشددوا على أن "ثورة الشباب في اليمن اخطأت بتسامحها في القبول بالتفاوض مع النظام السابق والتدخل الخارجي".
ولفت السياسيون في مقالات وتغريدات مواكبة لذكرى ثورة الشباب إلى أن "السعودية والامارات وامريكا استطاعت تدبير مخارج للرئيس الاسبق علي عفاش، منها تفجير مسجد النهدين بدار الرئاسة، لتسويغ تدخلها في الالتفاف على الثورة بتسوية سياسية وضعها عفاش وتبقي نظامه الفاسد لتنفيذ ثورة مضادة".
موضحين أن "ما سُمي المبادرة الخليجية لتسوية الازمة اليمنية وآليتها التنفيذية، كانت اكبر خدعة وقعت فيها ثورة الشباب، لكونها احالت الاحداث من ثورة شعبية إلى ازمة سياسية، وأبقت بتواطؤ من الاحزاب مع الاسف، على نظام عفاش وحزبه مشاركا في الحكم للفترة الانتقالية بخمسين بالمائة".
ونوهوا بأن "الخدعة لم تقتصر على هذا فحسب، بل امتدت إلى تأمين حصانة قانونية بعدم المساءلة او المحاسبة او الملاحقة القضائية لعلي عفاش و800 من اركان نظامه. ما وفر له الاحتفاظ بالاموال المنهوبة والتفرغ لاجهاض ثورة الشباب وتشويهها وتسويدها بثورة مضادة، تبيض عهد نظامه".
مُذكرين بسلسلة "احداث الاضطراب والتدهور العام للأوضاع التالية لتسليم عفاش الصوري للسلطة إلى نائبه عبدربه منصور هادي". في اشارة إلى انقطاع خدمات الكهرباء والمياه وتقطع تموين المشتقات النفطية، وجرائم الاغتيالات لسياسيين وامنيين وعسكريين والهجمات على مؤسسات الأمن والجيش.
واستطاع عفاش بأموال الشعب المنهوبة تمويل تعميم الاضطراب العام في البلاد عبر مئات الاعتداءات على انابيب النفط والغاز وعلى ابراج وشبكة كهرباء محطة مارب الغازية وغيرها مما تسببت في تعميم شعور بالاحباط بين اوساط المواطنين وتحويله إلى سخط شعبي، عبر الاحتجاجات والاعتصامات وصولا للانقلاب.
رافق هذه الثورة المضادة التي قادها علي عفاش، رغم تسامح الثورة الشبابية الشعبية معه ومنحه الحصانة القانونية من الملاحقة والمساءلة القضائية؛ حملة اعلامية وسياسية شعواء عبر ترسانة اعلامية سرعان ما انشأها بدعم اماراتي لتشمل قناة فضائية واذاعة خاصة وصحفا يومية، تحظى بتقنيات وكوادر اجنبية ومحلية محترفة.
وساعد عفاش، على بلوغ مآربه، التي جاهر بها علنا متوعدا الحكومة بما سماه "المعارضة على اصولها"، انتشار قيادات المؤتمر الشعبي وكوادره بجميع مؤسسات الدولة ومفاصلها، وافشالهم هذه المؤسسات، رغم تمكن ثورة الشباب من الاطاحة بقياداتها ورموزها الفاسدة عبر ثورة المؤسسات، إلا أن "الدولة العميقة" لعفاش ظلت اكبر.
تمكن عفاش، عبر منظومة حكمه الفاسدة، من اعلاميين وسياسيين وعسكريين ومشايخ ومنظمات مجتمع مدني، وباغداقه الاموال المنهوبة عليهم، تشويه عهد التغيير وتحميل ثورة الشباب اوزار فساده ومؤامراته وثورته المضادة، وصولا لتأجيج الشارع للثورة على الرئيس هادي وحكومة الوفاق باستغلال ازمات المشتقات النفطية والكهرباء والمياه والخدمات.
وبعد فشل محاولاته الانقلابية المتكررة، واخرها في (11 يونيو 2013) تحت مسمى "ثورة شعبية ساخطه على الانهيار العام خدميا واقتصاديا، والانفلات التام اداريا وأمنيا"؛ اوعز بمهمة تنفيذ الانقلاب لجماعة الحوثي، خصوم الامس حلفاء اليوم، عبر تسليم معسكرات الحرس الجمهوري لهم والتحالف معهم ضد الرئيس هادي والحكومة ومؤتمر الحوار.
تفاصيل: الحوثيون يحتفلون بقطف 7 ثمار لإنقلاب "عفاش"
راهن عفاش بتسليمه وافراد اسرته ما تحت يده من معسكرات الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والحرس الخاص) للحوثيين وتسهيل اجتياحهم العاصمة صنعاء والسيطرة على مؤسساتها، بأن يضرب بالحوثيين خصومه من احزاب المعارضة التي انحازت لثورة الشباب، وفي مقدمها حزب التجمع اليمني للإصلاح، الذي اعلن انه "تجنب الصدام معهم لحقن الدماء".
سعى الرئيس الاسبق "المخلوع" علي صالح عفاش، إلى العودة إلى الحكم من خلال توريث نجله احمد علي، عبر ضرب الحوثيين مع قواعد حزب الإصلاح، والتخلص من كليهما، فكان التدخل العسكري السعودي بـ "عاصفة الحزم" التي ناصبها العداء اعلاميا، وظل يسعى لاقناع السعودية بالتخلي عن هادي ومكونات الشرعية مقابل اعادة نظامه برئاسة نجله.
وكعادته في الخداع سرعان ما غدر عفاش بحلفائه، ودعا إلى الانتفاضة على الحوثيين، بعد التنسيق مع تحالف دعم الشرعية في اليمن بقيادة السعودية، على دعمه واسناده في الانقلاب على الحوثيين، حسب ما أكد نائب رئيس الجمهورية الفريق الركن علي محسن الاحمر، في حوار مع صحيفة "عكاظ"، لولا انه بقي داخل بيته بصنعاء حيث كان مصرعه.
وفقا للسياسيين والمراقبين فإن "استمرار قيادات وكوادر المؤتمر الشعبي العام في الداخل، في الشراكة مع الحوثيين بعد مصرع عفاش، وفي خدمة سلطة الحوثيين مقابل استمرار مصالحهم الشخصية النفعية، التي عرفوا بها وبتغليبها على ما سواها من مصالح وطنية عامة أو عليا للوطن، بيعا وشراء، كما كان زعيمهم عفاش، تابعا لمن يدفع ومطأطئا للخارج".
محذرين في الوقت نفسه من "استمرار عودة رموز النظام الاسبق لعفاش إلى واجهة المشهد" في اشارة لإسقاط الشرعية ممثلة بالرئيس هادي ونائبه، ونقل السلطة إلى مجلس قيادة رئاسي يرأسه احد رموز نظام عفاش ويضم بعضويته قادة مليشيات موالية للرياض والامارات، ظلت متمردة على الشرعية. مؤكدين أن "التحالف يسير باتجاه اعادة تمكين نظام عفاش".
وضغطت السعودية والامارات على الرئيس هادي ونائبه علي محسن، مطلع ابريل 2022م لإصدار قرار بصيغة إعلان دستوري يعطل الدستور والمرجعيات الثلاث وينقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي يضم القيادي المؤتمري رشاد العليمي وطارق عفاش قائد مليشيات الساحل الغربي وعيدروس الزبيدي قائد مليشيات "الانتقالي" وعبدالرحمن المحرمي قائد مليشيا "العمالقة الجنوبية"، جنوبي البلاد.
أكد مراقبون للشأن اليمني، حينها أن "نقل السلطة من هادي ونائبه يعتبر اسقاطا للشرعية اليمنية ومرجعياتها وانهاء لتحالف دعمها بقيادة السعودية والامارات، ودفعا لقوى موالية لكل من الرياض وابوظبي للتفاوض مع الحوثيين وتقاسم حكم اليمن سلما أو خوض قواتها معركة حسم معهم". مشيرين إلى أن "التحالف، تخلى عن اليمن وامنه واستقراره، لحماية مصالحه واطماعه".
ولفتوا إلى أن "التحالف اسقط الشرعية لتصعيد ادواته الجديدة المحققة لاطماعه في اليمن، وحماية دوله ومنشآتها النفطية من الهجمات الحوثية، في مقابل انقلابه على المكونات السياسية للشرعية وفي مقدمها تجمع الاصلاح وتضحياته الكبيرة في مختلف جبهات المعارك مع الحوثيين طوال سبع سنوات وتنكر لها بنهاية المطاف، ويسعى لاقصاء الحزب من المشهد".
في المقابل، مضى التحالف بقيادة السعودية والامارات، في استكمال مخططه لبسط نفوذ قطبيه في اليمن عبر ادواته الجديدة، وتمكينها من حكم البلاد وفق تقسيم للبلاد، من خلال مشاورات مع الحوثيين عبر وساطة عمانية، وانشاء جيش يمني رابع موازٍ للجيش الوطني بمسمى "قوات درع الوطن" لدعم جناح عفاش في مجلس القيادة، ووأد ثورة الشباب (11 فبراير).
تفاصيل: مارب تكشف عن جهة الغاء احتفال "11 فبراير" بالدليل (بيان)
لكن توجهات التحالف الساعية لوأد ثورة الشباب الشعبية السلمية واهدافها الوطنية، قوبلت برفض شعبي واسع، عبرت عنه محافظة تعز، بإحياء مهيب لذكرى الثورة وايقاد شعلتها الثانية عشرة، رغم استهداف التحالف بقيادة السعودية والامارات، احتفال محافظة مارب بذكرى الثورة واقتحام ساحتها والغاء الاحتفال بالقوة، عقب كشف مجلس شباب الثورة مؤامرته على اليمن.
تفاصيل: شباب "11 فبراير" يوجهون هذه الدعوة العاجلة لليمنيين
تزامن هذا الموقف الشعبي للمواطنين في محافظة تعز، مع مواصلة التحالف بقيادة السعودية والامارات، مساعيه لتسليم المحافظة إلى طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، والمُعين من التحالف عضوا في مجلس القيادة الرئاسي بعد اسقاط الشرعية ممثلة بالرئيس هادي.
تفاصيل: تعز تتحدى التحالف بهذا الاجراء الكبير (صور)
يشار إلى أن توجهات التحالف بقيادة السعودية والامارات حسب مراقبين للشأن اليمني "تسير باتجاه اسقاط سلطة الشرعية والجيش الوطني في المحافظات المحررة، وتقسيم اليمن الى أربع دول أو أربعة اقاليم اتحادية مبدئيا، اقليمان شمالي وغربي يحكمهما نظام عفاش بالتقاسم مع الحوثيين واقليمان جنوبي شرقي يحكمهما "المجلس الانتقالي الجنوبي".