الاثنين 2025/01/27 الساعة 06:51 م

العربي نيوز:

فجر "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات، ازمة مع دولة الكويت، استعدت تحركا عاجلا من وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المعترف بها الى الكويت، جراء اعتداءات مليشياته المتواصلة، وامتدادها إلى ممثل جمعية السلام الكويتية، عادل الجعدي، والمسؤولة عن تمويل "قرية السلام" في العاصمة المؤقتة عدن.

وذكرت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) أن "وزير الخارجية وشؤون المغتربين، الدكتور شائع الزنداني، بحث اليوم الأحد (26 يناير)، مع وزير الخارجية الكويتي، عبد الله اليحيا، وتطورات الأوضاع في المنطقة، والتنسيق بينهما على الساحتين الإقليمية والدولية، والصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية تمويل المشاريع التنموية في اليمن.

موضحة أن وزير الخارجية وشؤون المغتربين في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، الدكتور شايع الزنداني، بحث مع نائبة المدير العام للشؤون الإدارية والمالية في الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية العربية، ايمان العبدالرزاق، تمويل المشاريع التنموية في اليمن". على خلفية ازمة تسبب فيها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته.

وأعلنت، في وقت سابق، جمعية السلام الكويتية إيقاف تمويل المرحلتين الثانية والثالثة من مشروع "قرية السلام" السكني في عدن، وتحويل مخصصات المرحلتين الى مدينتي سيئون وتعز، احتجاجًا على تجاوزات مليشيا الانتقالي المدعومة إماراتيا في توزيع الشقق التي تم بناؤها ضمن المرحلة الأولى من المشروع، 

وفقا لمصادر متطابقة، فإن "اختلالات في إدارة المشروع، ومحاولة السلطة المحلية في المحافظة بدعم من قوات المجلس الانتقالي، قامت بالاستيلاء عليه وتوزيع الشقق لأسر تختارها، وهو ما يخالف الاتفاق ويشكل انتهاكًا يؤثر على الهدف الإنساني للمشاريع المدعومة".

وتداول ناشطون على منصات وتطبيقات التواصل الاجتماعي، في العاصمة المؤقتة عدن، تسجيلات فيديو توثق شكوى عدد من الأسر من تعرضها للظلم والتهديد والضرب من قبل عناصر في "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، وإجبار ها وعشرات الأسر على الخروج من شققها بالقوة.

كما أقدمت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" مطلع ديسمبر الفائت، على اعتقال ممثل جمعية السلام الكويتية، عادل الجعدي، على خلفية قضية توزيع شقق سكنية على قرابة 100 أسرة مستحقة في "قرية السلام"، التي أُنشئت في مديرية البريقة بدعم وتمويل من دولة الكويت، ضمن الدعم الكويتي الانساني لليمن.

وأنشئت "قرية السلام"، الواقعة في منطقة بئر أحمد بمديرية البريقة، عبر جمعية السلام الكويتية بهدف دعم الأيتام والأرامل، حيث يضم المشروع 140 وحدة سكنية كمرحلة أولى من أصل 510 وحدات مخطط لها لدعم أسر الشهداء والأيتام. ضمن مشاريع كويتية اسكانية سخية في اليمن.

يأتي هذا في وقت تتواصل مظاهر الانفلات الامني وانتهاكات مليشيا "الانتقالي الجنوبي"، رغم إضطرار رئيس الدائرة الامنية لـ "الانتقالي" أحمد حسن المرهبي، للفرار امام اثبات القضاء سلسلة جرائمه المروعة بحق المواطنين، واللحاق بيسران المقطري قائد ما يسمى "قوات مكافحة الارهاب" التابعة لـ "الانتقالي".

تفاصيل: فرار رئيس أمنية "الانتقالي" لهذه الدولة

وتتابع هذه التطورات، بعد تسليم الامارات، إدارة عشرات الألوية لمليشياتها المحلية في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات الجنوبية إلى احد ابرز قياداتها الذي يوصف بأنه "اخر اقوى رجال الامارات في جنوب اليمن"، بعدما اطاحت بأبرز قيادات مليشياتها التابعة إلى "المجلس الانتقالي الجنوبي".

تفاصيل: الامارات تسلم امن الجنوب لرجلها الاخير

جاء توجيه الامارات لرئيس الانتقالي" عيدروس الزُبيدي، بتكليف القائد العام لـ "العمالقة الجنوبية" الشيخ عبدالرحمن المحرمي (ابو زرعة) بـ "الاشراف على القوات الامنية ومكافحة الارهاب واعادة هيكلتها" إثر فضيحة اختطاف المقدم علي عشال، اخر ضحايا جرائم اختطافات مليشيا "الانتقالي" واغتيالاتها.

ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" على قمع وتكميم افواه منتقدي فسادها وجرائمها ونفوذ الامارات بمئات الاغتيالات والمداهمات والاختطافات والاعتقالات في سجون غير قانونية وسرية أبرزها في معسكر النصر بمديرية خور مكسر وسجن بئر احمد وقاعة وضاح، وغيرها من السجون المكتظة بآلاف المعتلقلين والمخفيين قسرا.

مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.

وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.

بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.

ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.

تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.

وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".

تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)

عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.

وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.

يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.