العربي نيوز:
ورد للتو تأكيد اعتزم الكيان الاسرائيلي، استئناف الهجمات على اليمن، وشن غارات جوية جديدة على خلفية اعلانه "حربا واسعة لانهاء تهديد الحوثيين"، إثر هجماتها المتواصلة طوال عامين على ملاحة الكيان البحرية وموانئه وقواعده ومطاراته ضمن اعلانها "اسناد غزة ومقاومتها".
جاء هذا في تقرير صادر عن المعهد الملكي البريطاني للشؤون الدولية "تشاتام هاوس" قال: إن الكثير من التحليلات تشير إلى أنه على الرغم من رغبة الحوثيين المدعومين من إيران في التهدئة، فمن غير المرجح أن تتراجع إسرائيل عن حملتها لتقويض محور المقاومة الذي تقوده ايران في المنطقة".
وقال المدير الاداري لمختبر إنتل في الكيان الاسرائيلي، لإيتاي بارليف: إن الغارات الجوية الإسرائيلية ألحقت أضرارًا بالبنية التحتية لليمن، وقللت مؤقتًا من قدرته على استيراد الأسلحة من إيران، لكن محاولة هزيمة الحوثيين بغارات جوية بعيدة المدى وحدها من غير المرجح أن تنجح".
مضيفا: "يدير الحوثيون قوة لامركزية متمركزة في منطقة جبلية وعرة، مع طرق تهريب متنوعة لإعادة الإمداد". وأردف: "يمكن للمنشآت المتضررة استئناف عملياتها في غضون شهر. فشلت الحملات "الأمريكية" السابقة في تحقيق نتائج حاسمة أو إضعاف قدرات الحوثيين بشكل ملموس".
وتابع المحلل السياسي والعسكري بارليف في حديثه لمعهد "تشاتام": إن هجمات إسرائيل على اليمن والحوثيين من المرجح أن تُستأنف. رغم أن بعد المسافة ونقص المعلومات الاستخبارية يجعلان تحقيق نصر حاسم - مثل الذي حققته إسرائيل على حزب الله عام 2024 - أمرًا مستبعدًا".
مؤكدا: إن "مواصلة الحملة ضد الحوثيين المدعومين من إيران قد يمنعهم من الظهور كتهديد مماثل للتهديد الذي شكله ‘حزب الله‘ سابقًا، وبالتالي تقويض ‘محور المقاومة‘". وزاد: إن الكيان "سيواصل حملة مطولة من الضربات الاستراتيجية، لمنعهم من التطور إلى التهديد الجيلي القادم".
يتزامن هذا مع بدء الكيان الاسرائيلي، تحركات عسكرية واسعة، لتنفيذ سلسلة هجمات جوية وبحرية على اليمن، عبر اطلاق جهاز استخباراته (الموساد) حملة تجنيد للمتعاونين بالمعلومات في اليمن تسعى الى "تحديث بنك الاهداف"، ضمن اعلانه عقب ايقاف حرب غزة "حربا واسعة لانهاء تهديد الحوثيين".
تفاصيل: "اسرائيل" تبدأ تحركات ضد اليمن
والخميس (16 اكتوبر)، هدد رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمواصلة استهداف جماعة الحوثي، وعلق على اعلان الجماعة مقتل رئيس اركان قواتها ونجله ومرافقيه بغارات العدوان الامريكي والاسرائيلي، بقوله: "تم القضاء على قائد أركان آخر الذين حاولوا الإضرار بنا، سنصل إلى الجميع".
من جانبه، قال وزير حرب الكيان، يسرائيل كاتس، في تدوينة على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا): إن جماعة الحوثي "أعلنت الآن أن رئيس أركان الحوثيين، الذي تعرض لضربة أولى قوية أفشلت معظم قياداتهم في اليمن، قد فارق الحياة متأثرا بجراحه، لينضم بذلك إلى رفاقه المهزومين في محور الشر".
وتابع كاتس: "زرت مقر الاستخبارات العسكرية (لجيش الاحتلال) وشكرت رئيسها شلومي بيندر وباقي أفراد الجهاز على العمل الممتاز الذي قاموا به، وسيواصلون القيام به ضد الحوثيين في المستقبل". وأردف: "عملنا بجد ضد الحوثيين لإزالة تهديدات جسيمة، وسنفعل ذلك ضد أي تهديد في المستقبل أيضا".
بدورها، اعلنت جماعة الحوثي رسميا، تسمية رئيس وأعضاء ما وصفته "خلية تجسس للكيان الاسرائيلي بصنعاء"، تتهمها بتسريب معلومات مكان وزمان اجتماع حكومة الجماعة والمؤتمر الشعبي، للكيان الاسرائيلي، وتمكينه من استهدافها بغارات جوية اسفرت عن مقتل رئيسها و8 وزراء واثنين من موظفي رئاستها، واصابة اخرين.
تفاصيل: تسمية رئيس خلية "اسرائيل" بصنعاء!
يأتي هذا بعدما كشفت مصادر دبلوماسية وسياسية، مطلع اكتوبر 2025م، عن تمكن الكيان الاسرائيلي من اعتماد شبكات استخبارات داخل اليمن وبصورة اكبر في العاصمة صنعاء ومحافظات سيطرة جماعة الحوثي، على خلفية تصعيد هجماتها على الملاحة البحرية للكيان وقواعده ومطاراته وموانئه ضمن اعلانها "عمليات اسناد غزة".
تفاصيل: "اسرائيل" تؤسس شبكات في صنعاء !
عزز هذا ما كشفه "مركز اورشاليم (القدس) للشؤون العامة"، الاثنين (15 سبتمبر)، عن مصدر المعلومات الاستخباراتية لتنفيذ جيش الاحتلال الاسرائيلي غاراته الجوية على العاصمة صنعاء واغتياله رئيس حكومة جماعة الحوثي والمؤتمر الشعبي، غير المعترف بها، وثمانية من وزرائه، مساء الخميس (28 اغسطس).
تفاصيل: "اسرائيل" تكشف عن مخبر صنعاء !
وسرب الكيان الاسرائيلي، معلومات عن نشوط استخباراته لتحديد اهدافه القادمة في اليمن، ضد جماعة الحوثي لإنهاء تصعيد هجماتها بالصواريخ والطائرات المسيرة على الملاحة البحرية للكيان وقواعده العسكرية ومطاراته وموانئه ضمن اعلانها "استمرار عمليات اسناد غزة حتى ايقاف العدوان ورفع الحصار".
تفاصيل: تسريب أهداف "اسرائيل" باليمن !
يشار إلى أن الكيان الاسرائيلي، أعلن منتصف ليل الاربعاء (8 اكتوبر) ما سماه "بدء المعركة الكبرى مع الحوثيين بمعزل عن غزة"، بعد اعلان توقيع اتفاق ايقاف العدوان وانهاء الحصار على قطاع غزة وتبادل الاسرى برعاية امريكية قطرية مصرية، لانهاء تهديد جماعة الحوثي الذي ظهر من خلال هجماتها خلال معركة "طوفان الاقصى".
