العربي نيوز:
توفي سياسي مصري بارز، انقذ الرئيس الاسبق علي صالح عفاش في العام 1998م ونظامه السياسي من السقوط الحتمي، عبر قيامه بخدمة دبلوماسية خطيرة وهامة وحاسمة، مدعمة بالوثائق، اسفرت عن استعادة اليمن ارخبيل جزر حنيش التي احتلتها اريتريا منتصف العام 1995م من دون قتال مع الجيش العائلي التابع لعفاش.
ونعت جماعة "الإخوان المسلمون" في بيان نعي للقائم باعمال المرشد العام للجماعة الدكتور صلاح عبد الحق على حسابها الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا) إلى الامة الاسلامية، المفوض السابق للشؤون الدولية والعلاقات الخارجية للجماعة، ورجل الاعمال المصري، الاستاذ يوسف ندا، الذي لقي ربه اليوم (الأحد) عن عمر يناهز 93 عاماً بعد حياة حافلة بالجهاد والعطاء".
موضحة أن "الأستاذ يوسف ندا، انتمى إلى جماعة الإخوان المسلمين عام 1947، وانخرط في (أعمال المقاومة المنظمة عام 1951) ضد المحتل البريطاني في منطقة قناة السويس، واعُتقل عام 1954، وأُفرج عنه بعد نحو عامين دون توجيه أيِّ اتهام أو صدور حكم قضائي ضده. وقد اشتغل -رحمه الله- بالتجارة الدولية، وحاز شهرة كبيرة، وتمتَّع بعلاقات واسعة".
وقالت الجماعة في سرد مناقب الفقيد: "لقد أدَّى -رحمه الله تعالى- دورًا سياسيًّا عالميًّا مهمًّا في جماعة الإخوان المسلمين؛ فساهم في إقامة علاقات دبلوماسية للجماعة، وعمل في حل (بعض) النزاعات الدولية. فهو الذي رتَّب العلاقة بين (الإخوان والثورة الإيرانية)، وتوسط بين (السعودية واليمن) في نزاعهما، وبين (السعودية وإيران) بعد أزمة الحجاج الإيرانيين".
مضيفة: "كما عمل على حل الأزمة بين (الحكومة الجزائرية وجبهة الإنقاذ). ومنها أنه أمد اليمن بوثائق مهمة ساعدتها على حل نزاعها مع إريتريا حول (جزر حنيش). ومن أشهر الأدوار التي قام بها دوره في حل (أزمة الرهائن الأمريكيين في إيران)، هذا إضافة إلى أدوار أخرى في: أفغانستان، وتونس، والعراق، وتركيا، وكردستان، وماليزيا، وإندونيسيا".
وتابعت: "وقد اشتُهر الفقيد الراحل في عالم المال والأعمال، بل يُعد رمزاً من رموز (الاقتصاد الإسلامي)؛ فقد تواصل معه (الأمير محمد بن فيصل) - نجل (الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود) - من أجل إنشاء (بنك فيصل الإسلامي المصري)، وبالفعل أسهم في تأسيس البنك، وكان صاحب ثاني أكبر حصة في أسهمه بعد (وزارة الأوقاف المصرية)".
منوهة إلى ان الفقيد "شغل منصب عضو مجلس إدارة البنك. ثم أسس -رحمه الله تعالى- (بنك التقوى الإسلامي بجزر الباهاما)، الذي اتهمته الحكومة الأمريكية لاحقاً بدعم الإرهاب. وفي سبتمبر 2009 أكدت (وزارة الخارجية السويسرية) أن مجلس الأمن الدولي (شطب اسم يوسف ندا من قائمة الداعمين للإرهاب)، بعد الفشل في تقديم أدلة ضده".
وقالت الجماعة في بيان جانب من الاستبداد والقمع الذي تعرض له الفقيد من جانب النظام المصري استجابة لاملاءات امريكية: "في أبريل 2008م أحاله الرئيس حسني مبارك غيابياً إلى (محاكمة عسكرية استثنائية) مع 39 آخرين من قيادات الإخوان المسلمين في مصر، وحكم عليه (غيابيًّا) بالسجن 10 سنوات، و(أُلغى الحكم) بعد قيام ثورة يناير".
مختتمة "وجماعة "الإخوان المسلمون" إذ تنعى الفقيد الراحل؛ تسأل -الله تعالى- أن يتقبل جهاده وعطاءه، وأن يتغمده بواسع رحمته، وأن ينزله الفردوس الأعلى من الجنة، مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقًا. وتتقدم الجماعة بخالص العزاء لإخوانه ومحبيه، ولأهله وأبنائه وأقاربه؛ داعين الله -سبحانه وتعالى- أن يلهمهم الصبر والسلوان".
شاهد .. الاخوان المسلمون ينعون منقذ عفاش (بيان)
ولعب الفقيد الراحل يوسف ندا دوراً بارزاً في تأكيد أحقية اليمن بجزر حنيش عقب النزاع مع إريتريا، حيث قدّم للمحكمة الدولية خرائط موثقة من الولايات المتحدة وبريطانيا وتركيا تدعم موقف اليمن، ما أدى إلى صدور حكم لصالح اليمن بإعلان لجنة التحكيم الدائمة في العام 1998 أن أرخبيل حنيش ينتمي إلى اليمن، ولا حق لأريتريا فيه.
جاءت هذه الخدمة الكبرى من جانب جماعة الاخوان المسلمين ضمن سلسلة خدمات ابرزها التصدي للمد الشيوعي الماركسي في شمال اليمن من جانب النظام في جنوب اليمن وحروبه التي عُرفت باسم "حروب المناطق الوسطى". وغيرها مما تنكر لها علي عفاش، كما هو نهجه في الانقلاب على حلفائه السياسيين، تبعا لمصالحه مع القوى الاقليمية والدولية، في مقابل استمرار بقائه في الحكم.
يشار إلى أن نظام الرئيس الاسبق علي عبدالله صالح عفاش، وجد نفسه في مأزق سياسي كبير هز نظامه وهدد بسقوطه امام الاحتجاجات الشعبية والسياسية على الموقف العسكري المتخاذل حيال احتلال القوات الاريترية ارخبيل جزر حنيش اليمنية، المصنفة من أكبر الجزر في البحر الأحمر، في 15 ديسمبر عام 1995م.