العربي نيوز - الرياض:
وصل نائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي، الدكتور عبدالله العليمي باوزير الى العاصمة السعودية الرياض، في مهمة عاجلة وبالغة الحساسية، نيابة عن المجلس الرئاسي عموما، ومحافظة حضرموت، خصوصا عقب حادثة سيئون الاليمة.
وذكرت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) أن "الدكتور عبد الله العليمي، زار (الأحد 10 نوفمبر)، مقر قيادة القوات المشتركة للتحالف العربي لدعم الشرعية، والتقى قائد القوات المشتركة الفريق فهد بن حمد السلمان وقيادات عسكرية".
موضحة أنه "عبر عن عميق الأسف والتعازي الحارة بالنيابة عن رئيس مجلس القيادة الرئاسي وأعضاء المجلس والحكومة والشعب اليمني، لقيادة المملكة العربية السعودية الشقيقة وقيادة وزارة الدفاع السعودية والقوات المشتركة".
وقالت: إن الدكتور عبدالله العليمي باوزير نقل عميق الاسف "عن الاعتداء الإرهابي الآثم الذي قام به أحد عناصر اللواء 135 في سيئون، وتسبب باستشهاد ضابط وصف ضابط وإصابة ضابط ثالث من أفراد القوات السعودية".
مضيفة: "وأكد أن هذه الأعمال الجبانة والغادرة لا تعبر إلا عن مرتكبها، والذي لا يمثل الشرفاء من منتسبي القوات المسلحة اليمنية، .. ولا يمكن أن تؤثر على طبيعة العلاقة المتينة بين اليمن والمملكة التي تعززت بالدماء والمواقف".
وتابعت: "وثمن دور قيادة قوات تحالف دعم الشرعية، والتضحيات الكبيرة والجسيمة التي قدمها الأشقاء في المملكة"، و"استعرض الموضوعات ذات الاهتمام المشترك وجوانب التكامل والتنسيق والدعم المستمر من دول التحالف بقيادة السعودية".
كما نقلت عن فائد القوات المشتركة لتحالف دعم الشرعية في اليمن "شكره لعضو مجلس القيادة الرئاسي"، وتأكيده أن "هذا الحادث الغادر لا يمثل الشرفاء من منتسبي وزارة الدفاع اليمنية" وأن "التحالف لن يحيد عن تحقيق أهدافه".
شاهد .. العليمي باوزير يصل الرياض بمهمة عاجلة
لكن مصادر سياسية افادت بأن زيارة الدكتور عبدالله العليمي باوزير لقيادة القوات المشتركة للتحالف "سعت الى احتواء غضب الجانب السعودي والاعتذار عما حدث وطلب التهدئة". في اشارة لرود فعل القوات السعودية بحضرموت.
وتشهد محافظة حضرموت، وبصورة اكبر وادي وصحراء حضرموت، حالة طوارئ طبية وامنية وعسكرية، منذ يوم الجمعة (8 نوفمبر) على خلفية حادثة اطلاق النار في مقر قيادة المنطقة العسكرية الاولى في سيئون وسقوط قتلى وجرحى من الضباط والجنود السعوديين.
وأفادت مصادر محلية وطبية وأمنية متطابقة في مدينة سيئون، أن قوات التحالف بقيادة السعودية "اغلقت مستشفى بن زيلع، الاهلي، مساء اليوم (الجمعة)، ومنعت الدخول والخروج منه، عقب حادثة اطلاق النار واسعاف الضباط والجنود السعوديين الى المستشفى".
موضحة في الوقت نفسه، أن "مديريات وادي وصحراء حضرموت باتت شبه مغلقة، عبر انتشار كثيف لنقاط التفتيش الامنية والعسكرية"، بالتوازي مع انباء عن "اعتقال العشرات من منتسبي اللواء 135 في المنطقة العسكرية الاولى للتحقيق بالحادثة".
وتكشفت ملابسات حادثة اطلاق النار في مقر قيادة المنطقة العسكرية الاولى بمدينة سيئون، على ضباط وجنود سعوديين، ومحصلة الحادثة المؤسفة التي وقعت مساء الجمعة (8 نوفمبر)، وأسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات السعودية المتواجدة ضمن قوات تحالف دعم الشرعية.
وفقا لمصادر عسكرية متطابقة فإن "الجندي محمد صالح العروسي في اللواء 135 في المنطقة الأولى، أطلق النار على مندوب التحالف في المنطقة العسكرية الاولى ومرافقيه مساء اليوم الجمعة، عقب مشادة معهما في الصالة الرياضة، ما اسفر عن سقوط قتلى وجرحى من القوات السعودية".
وذكرت أن "اطلاق النار اسفر عن مقتل ضابطين سعوديين هما الرائد محمد الحسين، والملازم أول وليد البلوي، وإصابة ضابط أخر وجنديين آخرين من القوات السعودية بإصابات خطيرة، وجرى اسعافهم فور وقوع الحادث الى مستشفى بن زيلع الذي اغلقت بوابته واعلنت فيه حالة الطوارئ مساء اليوم".
موضحة أن "أسباب الحادثة ودوافعها لم تعرف بعد، ويجري التحقيق في ملابساتها على اكبر مستوى، وصدر تعميم من قائد المنطقة العسكرية الاولى بتعقب الجاني الذي لاذ بالفرار وضبطه، وهناك انباء عن تمكن اجهزة الامن من ضبطه بعد نشر نقاط تفتيش".
لكن مصادر عسكرية اخرى كشفت ملابسات حادثة اطلاق النار على ضباط وجنود سعوديين، ودوافع الحادثة، المؤسفة التي شهدتها المنطقة مساء الجمعة (8 نوفمبر)، واسفرت عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف القوات السعودية المتواجدة ضمن قوات تحالف دعم الشرعية.
وأفادت المصادر العسكرية بأن "حالة استياء واسعة سرت بين صفوف منتسبي المنطقة العسكرية الاولى، جراء تأخر صرف الرواتب من ناحية، وإجراءات شرعت فيها القوات السعودية في تحالف دعم الشرعية، لإخراج قوات الجيش الوطني واحلال قوات درع الوطن في وادي وصحراء حضرموت".
موضحة أن "التحالف انزعج مما شهدته بطولة كأس حضرموت الثامنة المقامة على استاد سيئون الاولومبي، من احتفاء بالمقاومة الفلسطينية وقادتها، واعتبرته ترويجا لموقف سياسي متمرد على الموقف الرسمي لمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها وقيادة التحالف، من حماس".
وذكرت المصادر العسكرية المتطابقة، أن "هذا الموقف من جانب التحالف بقيادة السعودية، اثار استياء منتسبي المنطقة العسكرية الاولى، باعتباره تدخلا سالبا لحرية اليمنيين في التعبير عن رأيهم، ونكرانا وجحودا لتضحيات الجيش الوطني في حماية الحدود السعودية مع اليمن على مدى سنوات طويلة".
إلى ذلك، افاد جنود في المنطقة العسكرية الاولى، أن الجندي العروسي اطلق النار على الضباط والجنود السعوديين عقب مشادات كلامية معم إثر مطالبته بالرواتب، وتلقيه اهانات كبيرة من الضباط السعوديين بينها: خل حماس تدفع راتبك، إضافة الى سخرية من الفلسطينيين والفلسطينيات وتشفٍ بهم".
وضحى الجيش الوطني بالالاف من جنودة في الدفاع عن السعودية خلال الحرب مع الحوثيين في جبهات الحدود، ما جعل منتسبيه لا يتوقعون الاهانة من اي ضابط سعودي. وأكد عدد من منتسبي الجيش في سيئون أن "ما حدث اليوم تصرف فردي لا يبرر ردود فعل المملكة وحظر التجوال بسيئون".
مضيفين "لكل حادث ظروفه وملابساته وقد حدث ما حدث، ولا يبرر هذا قيام المملكة باعتقال العشرات من منتسبي اللواء 135 في الجيش الوطني في سيئون، وشروعها في إخراج أفراد اللواء بالكامل من موقعه بذريعة شهيدين سعوديين وتجاهل الاف الشهداء والجرحى اليمنيين دفاعا عن حدود المملكة".
وأكد عدد من ضباط ومنتسبي المنطقة العسكرية الاولى في وادي وصحراء حضرموت، إن "اليمني ليس رخيصا ولا يقل عن السعودي، كلنا اخوة واشقاء، والحوادث تحدث ولا ينبغي ان تتعداها ردود الافعال". مشيرين إلى أنهم تفاجأوا بما سموه "التنكر لتضحيات الجيش الوطني في الدفاع عن المملكة وحماية حدودها".
في المقابل، لم يصدر حتى الان من جانب الشرعية اليمنية ممثلة بمجلس القيادة الرئاسي والحكومة اليمنية المعترف بها، أو وزارة الدفاع او هيئة الاركان العامة، أي تعليق رسمي على الحادثة أو ردود الفعل السعودية الغاضبة واهانتها الجيش الوطني، واعتقالات لأفراده في سيئون وأوامر طرد من حضرموت.
في السياق، عبرت الامارات عن احتجاجها رسميا على ما سمته "تسييس الرياضة"، واستياءها من احتفاء بطولة كأس حضرموت وجماهير المحافظة بفلسطين وعلمها وحركة حماس وقادتها، وأبلغت احتجاجها رئيس الاتحاد اليمني لكرة القدم الشيخ احمد العيسي.
تفاصيل: حضرموت تصفع الامارات وتستنفر ردها (فيديو)
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تشارك الامارات، تصنيف حركة المقاومة الاسلامية (حماس) وفصائل المقاومة للكيان الاسرائيلي "منظمات ارهابية"، كما تواصل السعودية اعتقال نحو 40 من قيادات حركة "حماس"، اثناء وصولهم الاراضي المقدسة في المملكة لاداء مناسك العمرة قبل قرابة 10 سنوات.