العربي نيوز:
تواصل القوات الجوية لكيان الاحتلال الاسرائيلي، تنفيذ غارات مكثفة على ايران، ردا على هجوم "الوعد الصادق" الثاني الذي نفذته ايران انتقاما لاغتيال الكيان رئيس حركة حماس" اسماعيل هنية في طهران، وامين عام "حزب الله" بجنوب لبنان، حسن نصر الله، وغيرهما من قيادات المقاومة.
واعلنت ايران، ان دفاعاتها الجوية تصدت لهجوم الكيان الاسرائيلي على العاصمة الايرانية طهران، زاعمة ان "الانفجارات التي دوت ناجمة عن اسقاط الاهداف الجوية المعادية"، دون الافصاح عن نوع هذه الاهداف الجوية.
نقل هذا التلفزيون الايراني عن قوات الحرس الثوري الايراني، وقوله: "تم أسقاط كل الاهداف الجوية المعادية ولا أضرار امنية تذكر". وأردف قائلا: "بعض أصوات الانفجارات في محيط طهران ناشئة عن تفعيل أنظمة الدفاع الجوي".
مضيفا: "ليس هناك أي استهداف لمطار الامام الخميني بطهران أو للمنشات النفطية". دون ان يفصح عن أي تفاصيل اضافية حتى الان عن طبيعة الاهداف الجوية المعادية (الاسرائيلية) التي اسقطتها الدفاعات الجوية الايرانية.
من جانبها، اكتفت وكالة الانباء الايرانية (ايرنا) بخبر عاجل عن "سماع اصوات قوية كالانفجارات في محيط طهران وبخاصة غرب العاصمة عند الساعة 2:15 فجرا"، مضيفة: "اجهزة الامن تحقق في مصدر دوي هذه الأصوات".
شاهد .. ايران تسخر من الهجوم الاسرائيلي
وأعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي، مع بدء الساعة الثانية من صباح اليوم السبت (26 أكتوبر)، أنه بدأ الرد على الهجمات الايرانية على تل ابيب (يافا)، وقال: إن "طائرات سلاح الجو تهاجم بشكل موجه أهدافاً عسكرية في إيران".
مضيفا على لسان متحدثه باللغة العربية، افيخاي ادرعي: "جيش الدفاع يهاجم في هذه الأثناء بشكل موجه بدقة أهدافًا عسكرية في إيران وذلك ردًّا على الهجمات المتواصلة للنظام الإيراني ضد دولة إسرائيل على مدار الأشهر الأخيرة".
وتابع: "جيش الدفاع على أهبة الاستعداد هجوميًا ودفاعيًا حيث نتابع التطورات من إيران ووكلائها". وأردف: "يجري جيش الدفاع تقييمًا متواصلًا للوضع وفي هذه المرحلة لم يطرأ أي تغيير على تعليمات الجبهة الداخلية". حسب تعبيره.
كاشفا في الوقت نفسه، عن مخاوف الكيان الاسرائيلي من رد ايراني فوري على الهجوم خلال الساعات المقبلة، بقوله: "يجب مواصلة توخي اليقظة والانصياع إلى تعليمات الجبهة الداخلية لنطلع الجمهور عن أي جديد بشكل فوري".
شاهد .. جيش الاحتلال الاسرائيلي يعلن مهاجمة ايران
وذكرت هيئة البث الإسرائيلية: إن "رئيس الأركان يتولى قيادة الهجوم على إيران من ملجأ سلاح الجو الإسرائيلي". بينما قالت الإذاعة "الإسرائيلية": أن "عشرات المقاتلات تشارك في هجمات على أهداف بطهران ومشهد ومحطة للطاقة بكرج".
وفقا لصحيفة "معاريف"، فإن "100 طائرة مقاتلة إسرائيلية شاركت في الهجوم على إيران". وقال مسؤول اسرائيلي لشبكة "إن بي سي نيوز" إن الهجوم "يضرب أهدافا قد تكون شكلت تهديدا لنا في الماضي أو يمكن أن تهددنا في المستقبل".
وفي حين تحدثت "قناة 12" الاسرائيلية: عن "توقف اقلاع وهبوط الطائرات بمطارات طهران". أعلن مدير مطار الخميني الدولي: أن "المطار بحالة طبيعية ومستقرة ويواصل العمل وفق الجدول المقرر ولم يتم الإبلاغ عن أي حادثة أمنية".
لكن الكيان الاسرائيلي لم يفصح رسميا بعد عن "الاهداف العسكرية" التي هاجمها، ونقلت شبكة "إن بي سي نيوز" الامريكية عن مسؤول إسرائيلي قوله: "لسنا بصدد ضرب المنشآت النووية الإيرانية أو حقول النفط ونركز على أهداف عسكرية".
بدورها قالت وكالة أنباء فارس الإيرانية: "الكيان الصهيوني استهدف عدة قواعد عسكرية غربي وجنوب غربي طهران". واعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي نقلا عن مصدر عسكري: إن "الهجوم ضد إيران في مراحله الأولى" حسب تعبيرها.
مضيفة: "تم إبلاغ واشنطن قبل بدء تنفيذ الهجوم على إيران" وهو ما أكده مسؤول في البيت الابيض. وأردفت نقلا عن الناطق العسكري لجيش الاحتلال الاسرائيلي: "منظومات الدفاع الجوية الإسرائيلية والأمريكية بالمنطقة متأهبة بشكل كامل".
ونقلت قناة "الجزيرة" عن مسؤول في وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) قوله: "إسرائيل أخطرتنا مسبقا بنيتها توجيه ضربات ضد ايران". وأردف: "ندرك أن إسرائيل تنفذ ضربات ضد أهداف عسكرية في إيران في إطار الدفاع عن النفس".
مضيفا: "لا تغيير في انتشار القوات الأمريكية في المنطقة". وتابع قائلا: إن "سرب مقاتلات أف ١٦ الذي وصل إلى المنطقة وانضم الى سرب 480 المتمركز في المنطقة، يأتي في سياق حماية قواتنا والدفاع عن إسرائيل". حسب تعبيره.
شاهد .. امريكا تشارك الكيان الهجوم على ايران
ونفذت ايران مطلع اكتوبر الجاري، هجوما جديدا على كيان الاحتلال الاسرائيلي، وصف بأنه "أوسع وأعنف"، باغت الدفاعات الجوية الامريكية المتمركزة على حاملات طائراتها في البحرين الاحمر والمتوسط ومنظومات ما يسمى "القبة الحديدية" للكيان، ودوت الانفجارات العنيفة في مختلف ارجاء الاراضي العربية المحتلة في فلسطين.
جاء الهجوم بخلاف الهجوم الايراني على كيان الاحتلال الاسرائيلي، منتصف ابريل الفائت، المسمى "الوعد الصادق"، ردا على قصف الكيان القنصلية الايرانية في دمشق، جاء الهجوم الايراني الجديد، مساء الثلاثاء (1 اكتوبر)، والمسمى "الوعد الصادق2"، أوسع وأعنف، وسط انباء عن "تنفيذه بأكثر من 400 صاروخ".
تفاصيل: هجوم ايراني جديد يكتسح "تل ابيب" (فيديوهات)
تتابع هذه التطورات، مع دخول "طوفان الاقصى" عامها الثاني، في ظل تصاعد العمليات الفدائية ضد كيان الاحتلال، واستمرار الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيرة المفخخة على قواعد جيش الاحتلال، من جانب فصائل المقاومة الفلسطينية، والمقاومة الاسلامية في العراق، وجماعة الحوثي في اليمن، و"حزب الله" في لبنان.
تفاصيل: ابو عبيدة يفاجئ العالم بهذا الاعلان (فيديو)
ومضى عام على اطلاق المقاومة الفلسطينية بقيادة "كتائب القسام" الذراع العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس)، عملية "طوفان الاقصى"، السبت (7 اكتوبر 2023م) ردا على حصار كيان الاحتلال الاسرائيلي لقطاع غزة طوال 14 عاما، وجرائمه بحق الفلسطيين وتدنيسه المقدسات.
في المقابل، يواصل جيش الاحتلال الاسرائيلي عدوانه وحصاره على قطاع غزة، وشن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محظورة دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مدمرا البنية التحتية والمنشآت المدنية وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين.
كما تصاعدت المواجهة بين "حزب الله" والكيان الاسرائيلي، على خلفية اسناد الحزب المقاومة الفلسطينية، واستهداف الكيان قيادات الحزب بتفجيرات واسعة لأجهزة الاتصال "البيجر" والهواتف المحمولة، وغارات جوية أوقعت آلاف القتلى والجرحى من المدنيين واغتالت امين عام الحزب حسن نصر الله، ثم خلفه هاشم صفي الدين.
وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها بالفيتو اربع صدور اربعة قرارات عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، حتى بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".
من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".
يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة، تجاوزت "43138 قتيلا فلسطينيا (بينهم 29000 طفل وامرأة ومسنا)، و99846 مصابا، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 1000 ضباط وجنود، ونحو 9250 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.