العربي نيوز - عدن:
اتخذ رئيس مجلس القيادة الرئاسي والقائد الاعلى للقوات المسلحة والامن، اهم قرار عسكري استدعته ظروف المراحلة الراهنة وتحدياتها، وطرحه رسميا على اللجنة الامنية والعسكرية المشكلة بموجب قرار الرئيس هادي تفويض صلاحياته لمجلس القيادة الرئاسي.
وذكرت وكالة الانباء الحكومية (سبأ)، أن الرئيس رشاد العليمي "اجتمع، الإثنين (21 اكتوبر) في العاصمة المؤقتة عدن، مع رئاسة اللجنة الأمنية والعسكرية، واستمع من رئيسها الفريق هيثم طاهر ونائبه واعضاء اللجنة الى تقرير جديد حول مسار عمل اللجنة".
موضحة أن التقرير تضمن "الإجراءات المطلوبة لإنفاذ توصيات اللجنة وتحقيق هدف تكامل القوات المسلحة المنصوص عليه في إعلان نقل السلطة". في اشارة لأولى المهام المنوطة بالرئاسي ممثلة بـ "انهاء الحرب وتحقيق الامن والسلام وتوحيد القوات المسلحة".
ونقلت الوكالة الحكومية للانباء عن الرئيس العليمي انه "أشاد بما أنجزته اللجنة الأمنية والعسكرية خلال فترة عملها الماضية، وتوصياتها الحريصة على تنفيذ موجبات القانون، وتحسين قدرات القوات المسلحة والأمن، وأوضاع منتسبيها على كافة المستويات".
مضيفة: "وجدد، الرئيس دعم مجلس القيادة الرئاسي الكامل للجنة الأمنية والعسكرية، من أجل إتمام مهامها المشمولة بقرار تشكيلها على أكمل وجه". في تصريح بالبدء في انهاء المليشيات المسلحة لمختلف الاطراف ودمج منتسبيها في قوام وزارتي الداخلية والدفاع.
شاهد .. العليمي يبدأ الغاء المليشيا بالمناطق المحررة
ويرفض طارق عفاش، دمج قواته التي مولت الامارات تجميعها من ضباط ومنتسبي الجيش العائلي للنظام السابق (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة)، بعد انفضاض تحالف طارق مع الحوثيين وفراره من صنعاء نهاية 2007م، ويواصل حتى بعد تصعيده من التحالف لعضوية مجلس القيادة الرئاسي، تمرده على وزارة الدفاع وهيئة الاركان.
كما يصر "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، على عرقلة سير عمل اللجنة الامنية والعسكرية، منذ قرابة عامين ونصف العام على تشكيلها، رافضا حل مليشياته وأي مساس بما يسميه "القوات المسلحة الجنوبية"، بوصفها "اكبر منجزات النضال الجنوبي وعماد دولة الجنوب".
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
ودأبت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، على السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
أطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.