العربي نيوز - لبنان:
بدأ "حزب الله" التحرك نحو سد الفراغ الذي خلفه اغتيال امين عام الحزب حسن نصر الله، وتنصيب امين عام جديد خلفا له، رأى ان يكون أكثر قيادات الحزب شبها لحسن نصر الله، شكلا وجوهرا، هيئة وهوية وشخصية وعقيدة، حسب ما أكدته مصادر سياسية لبنانية.
واتفقت تقارير اعلامية وتحليلات سياسية لبنانية، في ان المرشح الابرز لخلافة حسن نصر الله الذي تولى تأسيس وقيادة الحزب طوال 32 عاما، هو القيادي هاشم صفي الدين، من سموه "شبيه نصر الله"، وقالوا أنه أُعد لخلافته منذ عام 1994، بعد دراسته في قم بإيران.
يشغل هاشم صفي الدين، المولود عام 1964م في بلدة دير قانون النهر، بصور جنوب لبنان، موقع رئيس المجلس التنفيذي للحزب الذي يعدّ بمثابة "حكومة الحزب"، ويعد الرجل الثاني تنظيميا بعد الامين العام للحزب، حسن نصر الله، وتربطه بالاخير صلة قرابة.
وتبرز المكانة القيادية الرفيعة لهاشم صفي الدين، بمعرفة أنه ابن خالة حسن نصر الله وصهر القائد السابق لـ "فيلق القدس" في "الحرس الثوري" الإيراني، قاسم سليماني، وتصفه قيادات "حزب الله" في لبنان، بأنه "شبيه حسن نصر الله" في كل من الشّكل والجوهر.
درس هاشم صفي الدين في إيران، ثم عاد إلى العاصمة اللبنانية، بيروت، وتزوج من قرب انتهاء الحرب الاهلية في لبنان عام 1983، من ابنة عضو المجلس التشريعي للمجلس الإسلامي الشيعي في لبنان، محمد علي الأمين، والتحق بحزب الله، إبان تأسيسه.
كُلف بالملفات الهامّة داخل "حزب الله" طوال ثلاثة عقود، وتولّى رئاسة المجلس التنفيذي لحزب الله، وأصبح "اليد اليُمنى" لحسن نصر الله، والرّجل الثاني في "حزب الله"، ولم يكن مستغربا أن تدرجه واشنطن عام 2017، إدراجه على القائمة الامريكية للتنظميات الارهابية.
وأشار سياسيون لبنانيون، في تناولاتهم المتعددة، إلى أن "قرار خلافة هاشم صفي الدين لنصر الله اتخذ فعليا قبل 16 عاما" وتحديدا بعد عامين على تولي حسن نصر الله منصب الامين العام للحزب خلفا لعباس الموسوي، الذي اغتاله جيش الاحتلال الاسرائيلي خلال العام 1992م.
إلى ذلك، أعلنت امريكا نجاة رئيس حكومة كيان الاحتلال الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، من أول محاولة اغتياله، اثناء وصوله الكيان عائدا من الولايات المتحدة الامريكية، بقصف صاروخي استهدف مطار ‘بن غوريون‘، ردا على اغتيال طيران جيش الاحتلال امين عام "حزب الله" اللبناني، حسن نصر الله.
ونقلت شبكة (CNN) الاخبارية الامريكية، عن جيش الاحتلال الإسرائيلي، إعلانه أنه استطاع "اعتراض صاروخ أطلق باتجاه إسرائيل من اليمن قبل وصوله إلى هدفه". وقال: إن "صفارات الإنذار دوت في وسط إسرائيل لتحذير الناس" في تل ابيب بمحيط مطار "بن غوريون".
شاهد .. امريكا تعلن نجاة نتنياهو من محاولة اغتيال
كما أعلنت وسائل اعلام "اسرائيلية"، بعض تفاصيل الهجوم، وقالت "القناة 12": إن "منظومات حيتس للدفاعات الجوية اعترضت صاروخا اطلق من اليمن باتجاه تل أبيب، عقب ساعات من الإعلان عن مقتل أمين حزب الله حسن نصر الله". مساء السبت (28 سبتمبر).
موضحة أنه "تم تفعيل إنذارات في وسط إسرائيل في أعقاب إطلاق صاروخ من اليمن". هو الثاني خلال اقل من 48 ساعة والثالث خلال اسبوعين. وأشارت إلى "سماع أصوات انفجارات في سماء مدينة تل ابيب ومدن أخرى في وسط إسرائيل". رجحت أنها ناجمة عن اعتراض الصاروخ.
وأكدت وسائل الاعلام الامريكية و"الاسرائيلية" ما اعلنه المتحدث العسكري لجماعة الحوثي الانقلابية، يحيى سريع، ليل السبت (28 سبتمبر) عن "تنفيذ عملية استهداف لمطار يافا المسمى إسرائيليا ‘بن غوريون‘ بصاروخ باليستي نوع فلسطين2 وذلك أثناء وصول المجرم بنيامين نتنياهو".
شاهد .. الحوثيون يعلنون أول استهداف لنتنياهو (فيديو)
سبق هذا الاعلان الحوثي، تأكيد جيش الاحتلال الاسرائيلي، اعلان المتحدث العسكري للحوثيين، عن "استهداف هدف عسكري في منطقة يافا المحتلة (تل أبيب) بصاروخ باليستي نوع فلسطين2، وهدفا حيويا في منطقة عسقلان المحتلة بطائرة مسيرة نوع يافا" بالساعات الاولى لصباح الجمعة.
شاهد .. الحوثيون يتوعدون الكيان بقصف كثيف (فيديو)
وأقر المتحدث العسكري باسم جيش الاحتلال، باللغة العربية، افيخاي ادرعي، بالهجوم، وقال في بيان: "أطلق صاروخ من اليمن وتم اعتراضه من قبل نظام حيتس (سهم)". مبررا مشاهد الفيديو المتداولة لدوي انفجارات في تل ابيب (حيفا)، بقوله: "الإنذارات ودوي الانفجارات ناتجة عن عملية الاعتراض".
شاهد .. جيش الاحتلال الاسرائيلي يقر بهجوم الحوثيين الجديد
شككت بهذا الاعلان الاسرائيلي، مشاهد فيديو، وثقت الهجوم الصاروخي الحوثي صباح الجمعة (27 سبتمبر) على عاصمة الكيان تل ابيب (حيفا)، بثتها قنوات اخبارية عالمية، بينها قناتي "الجزيرة" و"الغد"، ووسائل اعلام "اسرائيلية"، تظهر اختراق صاروخ فائق السرعة من اليمن اجواء الكيان الاسرائيلي.
تفاصيل: صواريخ يمنية تمطر "اسرائيل" (فيديوهات)
وسجل زعيم جماعة الحوثي الانقلابية، عبدالملك الحوثي، مساء السبت (28 سبتمبر) اول ظهور رسمي له، بعد انباء استهدافه في معقله بمحافظة صعدة بغارات جوية، وعقب ساعات على اعلان اغتيال طيران الكيان الاسرائيلي حسن نصر الله، والتهديد الاسرائيلي بأن الدور قادم على زعيم الحوثيين.
شاهد .. اول ظهور للحوثي بعد انباء استهدافه (فيديو)
أطل الحوثي بكلمة بثتها قناة "المسيرة" الناطقة باسم جماعة الحوثي، وصف فيها اغتيال حسن نصر الله "خسارة على الأمة الإسلامية بكلها"، وقال: "هنيئا له الشهادة والختام والقربان إلى الله بروحه الزكية بعد مسيرة عظيمة من الجهاد في سبيل الله". متعهدا بالثأر له ولقيادات المقاومة وأن "دماءهم لن تذهب هدرا".
تفاصيل: اول ظهور للحوثي بعد انباء اغتياله (فيديو)
يأتي ظهور الحوثي بعدما شاعت الجمعة (27 سبتمبر) انباء اغتياله بغارتين جويتين استهدفتا معقله في محافظة صعدة، عقب تجاوز جماعته "الخطوط الحمراء" الامريكية، وبدء القوات الامريكية مرحلة جديدة من المواجهة معها، تتجاوز التصدي للصواريخ والمسيرات والزوارق الحوثية إلى اغتيال قيادة الجماعة، وفصائل المقاومة الاخرى.
تفاصيل: غارات عنيفة تستهدف زعيم الحوثيين (فيديو)
وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين، رسميا، موقفا مفاجئا لجميع المراقبين حول العالم، في سياق تعليقها على اغتيال جيش كيان الاحتلال الاسرائيلي، حسن نصر الله. وأصدرت بيانا غير متوقع، أدانت فيه العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في فلسطين وجنوب لبنان واليمن، واغتيال قيادات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وأخرهم نصر الله.
تفاصيل: جماعة "الإخوان" تفاجئ العالم بهذا البيان
ذاع البيان عقب ساعة على اعلان حزب الله اللبناني، رسميا، مساء السبت (28 سبتمبر) اغتيال امينه العام حسن نصر الله وقيادات في المقاومة الاسلامية في لبنان، بغارات جوية نفذها طيران جيش الاحتلال الاسرائيلي على مقر الحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، مساء الجمعة (27 سبتمبر)، بعدد "85 قنبلة تزن الواحدة منها نحو طن".
وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "طائرات من السرب 69 أسقطت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن الواحدة منها طنا، في عملية اغتيال نصر الله بقصف المكتب المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية". وزعمت أن الغارات "تم تنفيذها في وقت تواجد قيادة حزب الله داخل المقر وتنسيق أنشطة ارهابية ضد مواطني إسرائيل" حد زعمها.
جاءت الغارات الاسرائيلية على مقر حزب الله" ضمن مئات الغارات الجوية المتواصلة لطيران جيش الاحتلال على جنوب لبنان، منذ الاثنين (23 سبتمبر)، على خلفية توسيع "حزب الله" عمليات اسناده ودعمه فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة والقدس، بهجمات صاروخية ضد معسكرات جيش الاحتلال الاسرائيلي وقواعده الجوية.
وأعلنت وكالة الأنباء اللبنانية: إن "الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية أسفرت عن تسوية 6 مبان بالأرض". وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن "استشهاد شخصين وإصابة 76 آخرين في حصيلة أولية إثر العدوان الإسرائيلي على حارة حريك بالضاحية الجنوبية". وقالت: "رفع الأنقاض مستمر وتوقعات بارتفاع عدد الإصابات".
موضحة أن "10 فرق من الصليب الأحمر توجهت إلى الضاحية في أعقاب القصف الإسرائيلي". ونقلت كالة الأنباء اللبنانية عن الدفاع المدني، قوله: إنه استنفر طواقمه وأنها "تعمل على إخماد النيران جراء الغارات في الضاحية الجنوبية وإخلاء المصابين وانتشال جثامين الشهداء" في اشارة إلى تضاعف المحصلة الاولية لعدد الشهداء.
وتباهت "هيئة البث الإسرائيلية"، بإعلانها عن أن "القنابل التي استعملت في الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية تزن كل منها طنا وهي خارقة للتحصينات"، وبالمثل وسائل إعلام "اسرائيلية"، قالت: إنه "تم استخدام قنابل تزن 2000 رطل خارقة للتحصينات في قصف الضاحية الجنوبية والمقر المركزي لحزب الله". حسب تأكيدها.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي، أن "رئيس الأركان أنهى اجتماعًا لتقييم الوضع مع هيئة الأركان بعد استهداف مقر حزب الله". وقال متحدث جيش الاحتلال: إن "جاهزية جيش الدفاع كبيرة على الصعيديْن الدفاعي والهجومي على كافة الجبهات" وأعلنت "هيئة البث الإسرائيلية" عن "استعدادات لاحتمال رد واسع من حزب الله".
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن "مصدر عسكري" قوله: إن "أقصى درجات الاستنفار في منظومات الدفاع الجوي والاستخبارات وخدمة الإسعاف في كل أنحاء إسرائيل، وذلك تحسبا لرد من حزب الله". ونقل موقع "يسرائيل هيوم" عن بلدية تل ابيب (حيفا) قوله: "الملاجئ العامة مفتوحة وندعو إلى الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية".
إلى ذلك، تصاعدت المواجهة بين "حزب الله"، وكيان الاحتلال الاسرائيلي، على خلفية اسناد الحزب المقاومة الفلسطينية، واستهداف الكيان قيادات الحزب بتفجيرات واسعة لأجهزة الاتصال "البيجر" والهواتف المحمولة، فيما وُصف عملية "اختراق سيبراني" في حين تفيد التقارير انه تم تفخيخ الاجهزة من استخبارات الكيان قبل توريدها وبيعها في جنوب لبنان.
وزعم جيش الاحتلال الاسرائيلي استهداف مئات الغارات التي شنها على جنوب لبنان 1600 هدفا لحزب الله، وتوعد رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، بـ "تنفيذ المزيد من الهجمات وتوسيع العمليات العسكرية في لبنان". معتبرا أن ما تقوم به جيش الكيان هو "تغيير موازين القوى". ومحذرا المستوطنين الاسرائيليين من "أننا نقف أمام أيام صعبة وطويلة".
شاهد .. غارات اسرائيلية هستيرية على لبنان (محصلة)
في المقابل، يواصل "حزب الله" الرد بإطلاق مئات الصواريخ. واستطاع 20 صاروخا منها فجر الثلاثاء (24 سبتمبر) اختراق منظومات الدفاع الجوي لكيان الاحتلال الاسرائيلي، واستهدفت قاعدة ومطار "رامات ديفيد" وقاعدة "عاموس" الرئيسة للنقل والدعم اللوجستي لجيش الاحتلال شمال فلسطين، ومطار "مجدو" العسكري للمرة الثالثة، ومصنع للمواد المتفجرة.
تفاصيل: صواريخ لبنانية تخترق الكيان وقواعده (فيديو)
يشار إلى وزارة الصحة اللبنانية، اعلنت صباح الجمعة (27 سبتمبر) "ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى 726 قتيلا بينهم أكثر من 200 أطفال ونساء، و2173 جريحا، في حصيلة أولية". في حين "نزح آلاف اللبنانيين من جنوب لبنان باتجاه بيروت والشمال، وأعلنت الحكومة اللبنانية فتح المدارس لإيواء النازحين".