الجمعة 2024/10/04 الساعة 08:25 م

جماعة

العربي نيوز - عواصم:

أعلنت جماعة الإخوان المسلمين، رسميا، موقفا مفاجئا لجميع المراقبين حول العالم، في سياق تعليقها على اغتيال جيش كيان الاحتلال الاسرائيلي، الامين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله. وأصدرت بيانا غير متوقع، أدانت فيه العدوان الاسرائيلي المتواصل على قطاع غزة في فلسطين وجنوب لبنان واليمن، واغتيال قيادات المقاومة الفلسطينية واللبنانية وأخرهم حسن نصر الله.

وقالت الجماعة في بيانها المنشور على حسابها الرسمي بمنصة إكس (توتير سابقا): "تجدد جماعة الإخوان المسلمون إدانتها للعدوان الإسرائيلي الهمجي على الجمهورية اللبنانية، واستهداف المقاومة اللبنانية المساندة لأهلنا فى فلسطين، واغتيال عدد من قادتها؛ على رأسهم السيد حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله. هذا إضافة إلى قتل وإصابة آلاف المدنيين".

مؤكدة تضامنها الكامل مع المقاومة اللبنانية للكيان الاسرائيلي، بقولها: "وتعزي جماعة الإخوان المسلمون حزب الله اللبناني ولبنان وشعبها في ضحايا العدوان الآثم. وتؤكد الجماعة أن اغتيال قادة المقاومة يأتي فى إطار تضييق الخناق على فلسطين، وتؤكد الجماعة أن مقاومة الاحتلال الإسرائيلي حق وواجب على كل مسلم في كل مكان؛ حتى تتحرر كل فلسطين".

وأعلنت جماعة الإخوان المسلمين في بيانها، تأييدها لجميع حركات المقاومة في اليمن والعراق وسوريا ولبنان للكيان الاسرائيلي، قائلة: "وترى الجماعة أن العربدة الإسرائيلية فى المنطقة العربية قد تصاعدت، وقد تجاوز العدوان فلسطين إلى لبنان ومصر واليمن وسوريا والعراق دون رد. ويوشك الصراع أن ينفجر فى الشرق الأوسط كله، ويهلك الحرث والنسل". 

مضيفة في تأكيد هذا الموقف المثير لجدل واسع، والمجسد ثبات جماعة الاخوان المسلمين على مبادئها وموقفها تجاه فلسطين: "ومن هنا وجب على دول المنطقة الضغط على الاحتلال الإسرائيلي وردعه بشتى صور الردع السياسية والاقتصادية والعسكرية؛ فالعدو ما زال يمارس إرهابه ولا يخشى عقوبة. ولبنان التى تقصف اليوم لم تكن الأولى ولن تكون الأخيرة!".

واختتمت جماعة الإخوان المسلمين بيانها المنشور مساء السبت (28 سبتمبر) تحت عنوان "ندين العدوان الإسرائيلي على لبنان واغتيال الأمين العام لحزب الله"، بقولها: "وتطالب الجماعة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه وقف الإرهاب الإسرائيلي، وتقديم قادة الإرهاب الإسرائيلي المطلوبين للعدالة. وتدعو الدول العربية والإسلامية للوقوف إلى جانب لبنان".

شاهد .. "الإخوان" تفاجئ العالم بهذا الاعلان

يأتي هذا بعدما اعلن حزب الله اللبناني، رسميا، مساء السبت (28 سبتمبر) اغتيال امينه العام حسن نصر الله وعدد من قيادات الحزب والمقاومة الاسلامية في لبنان، بغارات جوية نفذها طيران جيش الاحتلال الاسرائيلي على مقر الحزب في الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، مساء الجمعة (27 سبتمبر)، بعدد "85 قنبلة تزن الواحدة منها نحو طن".

وأعلنت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي أن "طائرات من السرب 69 أسقطت نحو 85 قنبلة خارقة للتحصينات، تزن الواحدة منها طنا، في عملية اغتيال نصر الله بقصف المكتب المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية". وزعمت أن الغارات "تم تنفيذها في وقت تواجد قيادة حزب الله داخل المقر وتنسيق أنشطة ارهابية ضد مواطني إسرائيل" حد زعمها.

جاءت الغارات الاسرائيلية على مقر حزب الله" ضمن مئات الغارات الجوية المتواصلة لطيران جيش الاحتلال على جنوب لبنان، منذ الاثنين (23 سبتمبر)، على خلفية توسيع "حزب الله" عمليات اسناده ودعمه فصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، بهجمات صاروخية ضد معسكرات جيش الاحتلال الاسرائيلي وقواعده الجوية.

وأعلنت وكالة الأنباء اللبنانية: إن "الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية أسفرت عن تسوية 6 مبان بالأرض". وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن "استشهاد شخصين وإصابة 76 آخرين في حصيلة أولية إثر العدوان الإسرائيلي على حارة حريك بالضاحية الجنوبية". وقالت: "رفع الأنقاض مستمر وتوقعات بارتفاع عدد الإصابات".

موضحة أن "10 فرق من الصليب الأحمر توجهت إلى الضاحية في أعقاب القصف الإسرائيلي". ونقلت كالة الأنباء اللبنانية عن الدفاع المدني، قوله: إنه استنفر طواقمه وأنها "تعمل على إخماد النيران جراء الغارات في الضاحية الجنوبية وإخلاء المصابين وانتشال جثامين الشهداء" في اشارة إلى تضاعف المحصلة الاولية لعدد الشهداء.

وتباهت "هيئة البث الإسرائيلية"، بإعلانها عن أن "القنابل التي استعملت في الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية تزن كل منها طنا وهي خارقة للتحصينات"، وبالمثل وسائل إعلام "اسرائيلية"، قالت: إنه "تم استخدام قنابل تزن 2000 رطل خارقة للتحصينات في قصف الضاحية الجنوبية والمقر المركزي لحزب الله". حسب تأكيدها.

في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي، أن "رئيس الأركان أنهى للتو اجتماعًا لتقييم الوضع مع هيئة الأركان بعد استهداف مقر حزب الله". وقال متحدث جيش الاحتلال: إن "جاهزية جيش الدفاع كبيرة على الصعيديْن الدفاعي والهجومي على كافة الجبهات" وأعلنت "هيئة البث الإسرائيلية" عن "استعدادات لاحتمال رد واسع من حزب الله".

ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن "مصدر عسكري" قوله: إن "أقصى درجات الاستنفار في منظومات الدفاع الجوي والاستخبارات وخدمة الإسعاف في كل أنحاء إسرائيل، وذلك تحسبا لرد من حزب الله". ونقل موقع "يسرائيل هيوم" عن بلدية تل ابيب (حيفا) قوله: "الملاجئ العامة مفتوحة وندعو إلى الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية".

إلى ذلك، تصاعدت المواجهة بين "حزب الله"، وكيان الاحتلال الاسرائيلي، على خلفية اسناد الحزب المقاومة الفلسطينية، واستهداف الكيان قيادات الحزب بتفجيرات واسعة لأجهزة الاتصال "البيجر" والهواتف المحمولة، فيما وُصف عملية "اختراق سيبراني" في حين تفيد التقارير انه تم تفخيخ الاجهزة من استخبارات الكيان قبل توريدها وبيعها في جنوب لبنان.

وزعم جيش الاحتلال الاسرائيلي استهداف مئات الغارات التي شنها على جنوب لبنان 1600 هدفا لحزب الله، وتوعد رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، بـ "تنفيذ المزيد من الهجمات وتوسيع العمليات العسكرية في لبنان". معتبرا أن ما تقوم به جيش الكيان هو "تغيير موازين القوى". ومحذرا المستوطنين الاسرائيليين من "أننا نقف أمام أيام صعبة وطويلة".

شاهد .. غارات اسرائيلية هستيرية على لبنان (محصلة)

في المقابل، يواصل "حزب الله" الرد بإطلاق مئات الصواريخ. واستطاع 20 صاروخا منها فجر الثلاثاء (24 سبتمبر) اختراق منظومات الدفاع الجوي لكيان الاحتلال الاسرائيلي، واستهدفت قاعدة ومطار "رامات ديفيد" وقاعدة "عاموس" الرئيسة للنقل والدعم اللوجستي لجيش الاحتلال شمال فلسطين، ومطار "مجدو" العسكري للمرة الثالثة، ومصنع للمواد المتفجرة.

تفاصيل: صواريخ لبنانية تخترق الكيان وقواعده (فيديو)

يشار إلى وزارة الصحة اللبنانية، اعلنت صباح الجمعة (27 سبتمبر) "ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان إلى 726 قتيلا بينهم أكثر من 200 أطفال ونساء، و2173 جريحا، في حصيلة أولية". في حين "نزح آلاف اللبنانيين من جنوب لبنان باتجاه بيروت والشمال، وأعلنت الحكومة اللبنانية فتح المدارس لإيواء النازحين".

جماعة