العربي نيوز - عواصم:
حسمت كل من بريطانيا وفرنسا، الجدل بشأن مصير الامين العام لحزب الله اللبناني، حسن نصر الله، بعدما نفذ جيش الاحتلال الاسرائيلي هجوما لاغتياله بغارات جوية قال إنها "استهدفت قبل ساعات، المقر المركزي لحزب الله في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت بقنابل تخترق التحصينات الارضية وتزن الواحدة طنا من المتفجرات".
وأذاعت قبل ساعة من الان، وكالة الانباء البريطانية (رويترز) ووكالة الانباء الفرنسية (FPA) نبأ أن "الامين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله على قيد الحياة"، نقلا عن ما سمته الوكالاتان "مقرب من (قيادة) حزب الله"، بخلاف ما تداولته وسائل اعلام "اسرائيلية" بينها "اذاعة الجيش الاسرائيلي" و"هيئة البث الاسرائيلية".
كما نقلت وكالة "تسنيم" الإيرانية، شبه الرسمية، عن "مصادر أمنية" تأكيدها أن "حسن نصر الله وهاشم صفي الدين (رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله) في مكان آمن وما تتداوله وسائل الإعلام الإسرائيلية غير صحيح". في اشارة الى تداول وسائل اعلام الكيان انباء ترجح مقتل حسن نصر الله وقيادات كبيرة في حزب الله.
وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الجمعة (27 سبتمبر) إنه "قصف المقر المركزي لحزب الله في قلب الضاحية الجنوبية ببيروت". وقالت إذاعة جيش الاحتلال: إن "طائرات إف-35 نفذت الغارات بواسطة قنابل خارقة للحصون والهدف هو مقر هيئة أركان حزب الله والمستهدف الرئيس هو حسن زعم الحزب نصر الله".
مضيفة: إن "تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية لا تستبعد أن تسفر الغارات عن مقتل عدد من كبار قادة فيلق القدس الإيراني". ونقلت عن "مصدر عسكري" قوله: "تتزايد المؤشرات أن حسن نصر الله أصيب في القصف". بينما زعمت "القناة 13" إن "معلومات الاستخبارات الإسرائيلية أكدت أن نصر الله كان في المقر المستهدف".
وفي حين تحدثت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية: "تصاعد في التقديرات بأن نصر الله أصيب"، نقلت "نيويورك تايمز" عن مسؤولين إسرائيليين وأمريكيين، قولهم: "لم يتضح ما إذا كان نصر الله موجودا في المبنى لحظة الهجوم". ما عزز الرواية التي نقلتها وكالة "رويترز" البريطانية ووكالة "الصحافة الفرنسية" ووكالة "تسنيم" الايرانية.
لكن "هيئة البث الاسرائيلية" قالت: إنه "ليس مؤكدا حتى الآن ما إذا كان حسن نصر الله داخل مقر القيادة المركزي عند القصف". ونقلت عن "مسؤول كبير" قوله: إن "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة الأميركية بعملية قصف الضاحية". لكن متحدث وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) صرح أن "الابلاغ تم بينما كانت الضربة جارية".
وقال: "ليس لدينا معلومات محددة ندلي بها الآن. الولايات المتحدة لم تشارك في هذه العملية ولم يكن لدينا أي علم مسبق. وزير الدفاع أجرى اتصالا مع نظيره الإسرائيلي عقب الهجوم". بينما نقلت "إي بي سي عن مسؤول أمريكي، قوله: "إسرائيل أبلغت الولايات المتحدة قبل أقل من ساعة من هذه الضربة أنها ستستهدف نصر الله".
بدوره صرح المتحدث العسكري الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن "سلاح الجو نفذ ضربة على المقر الرئيسي لقيادة حزب الله". في حين نقلت "القناة الـ12" الإسرائيلية إنه "تم التخطيط لاستهداف نصر الله منذ مدة طويلة واليوم وصلت المعلومة الذهبية وتم استهدف المقر". مشيرة إلى "تعاون دولتان عربيتان لاعلاقات لها مع اسرائيل".
وشن طيران جيش الاحتلال الاسرائيلي، مساء الجمعة، سلسلة غارات جوية على الاقل، وُصفت بأنها "هي الأعنف التي تشهدها الضاحية الجنوبية خلال المواجهة الجارية"، استهدفت مواقع قرب طريق المطار وفي منطقة بئر حسن ومحيط مستشفى الزهراء 10 بالضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، والحقت اضرارا بمبان سكنية.
حسب مراسل قناة "الجزيرة" الاخبارية، فإن "دمارا كبيرا طال وسط حارة حريك بالضاحية الجنوبية و4 مبان سويت تماما بالأرض، كما لحقت أضرار كبيرة في عدد من المباني السكنية". مشيرا في تغطيته المباشرة للغارات الاسرائيلية التدميرية، إلى أن "سحب دخان كثيفة ارتفعت من جهة حارة حريك ومناطق أخرى بالضاحية الجنوبية".
وأعلنت وكالة الأنباء اللبنانية: إن "الغارات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية أسفرت عن تسوية 6 مبان بالأرض". وأعلنت وزارة الصحة اللبنانية عن "استشهاد شخصين وإصابة 76 آخرين في حصيلة أولية إثر العدوان الإسرائيلي على حارة حريك بالضاحية الجنوبية". وقالت: "رفع الأنقاض مستمر وتوقعات بارتفاع عدد الإصابات".
موضحة أن "10 فرق من الصليب الأحمر توجهت إلى الضاحية في أعقاب القصف الإسرائيلي". ونقلت كالة الأنباء اللبنانية عن الدفاع المدني، قوله: إنه استنفر طواقمه وأنها "تعمل على إخماد النيران جراء الغارات في الضاحية الجنوبية وإخلاء المصابين وانتشال جثامين الشهداء" في اشارة إلى تضاعف المحصلة الاولية لعدد الشهداء.
وتباهت "هيئة البث الإسرائيلية"، بإعلانها عن أن "القنابل التي استعملت في الغارات الجوية على الضاحية الجنوبية تزن كل منها طنا وهي خارقة للتحصينات"، وبالمثل وسائل إعلام "اسرائيلية"، قالت: إنه "تم استخدام قنابل تزن 2000 رطل خارقة للتحصينات في قصف الضاحية الجنوبية والمقر المركزي لحزب الله". حسب تأكيدها.
في المقابل، أعلن جيش الاحتلال الاسرائيلي، أن "رئيس الأركان أنهى للتو اجتماعًا لتقييم الوضع مع هيئة الأركان بعد استهداف مقر حزب الله". وقال متحدث جيش الاحتلال: إن "جاهزية جيش الدفاع كبيرة على الصعيديْن الدفاعي والهجومي على كافة الجبهات" وأعلنت "هيئة البث الإسرائيلية" عن "استعدادات لاحتمال رد واسع من حزب الله".
ونقلت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي عن "مصدر عسكري" قوله: إن "أقصى درجات الاستنفار في منظومات الدفاع الجوي والاستخبارات وخدمة الإسعاف في كل أنحاء إسرائيل، وذلك تحسبا لرد من حزب الله". ونقل موقع "يسرائيل هيوم" عن بلدية تل ابيب (حيفا) قوله: "الملاجئ العامة مفتوحة وندعو إلى الالتزام بتعليمات الجبهة الداخلية".
إلى ذلك، تصاعدت المواجهة بين "حزب الله"، وكيان الاحتلال الاسرائيلي، على خلفية اسناد الحزب المقاومة الفلسطينية، واستهداف الكيان قيادات الحزب بتفجيرات واسعة لأجهزة الاتصال "البيجر" والهواتف المحمولة، فيما وُصف عملية "اختراق سيبراني" في حين تفيد التقارير انه تم تفخيخ الاجهزة من استخبارات الكيان قبل توريدها وبيعها في جنوب لبنان.
وزعم جيش الاحتلال الاسرائيلي استهداف مئات الغارات التي شنها على جنوب لبنان 1600 هدفا لحزب الله، وتوعد رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، بـ "تنفيذ المزيد من الهجمات وتوسيع العمليات العسكرية في لبنان". معتبرا أن ما تقوم به جيش الكيان هو "تغيير موازين القوى". ومحذرا المستوطنين الاسرائيليين من "أننا نقف أمام أيام صعبة وطويلة".
شاهد .. غارات اسرائيلية هستيرية على لبنان (محصلة)
في المقابل، يواصل "حزب الله" الرد بإطلاق مئات الصواريخ. واستطاع 20 صاروخا منها فجر الثلاثاء (24 سبتمبر) اختراق منظومات الدفاع الجوي لكيان الاحتلال الاسرائيلي، واستهدفت قاعدة ومطار "رامات ديفيد" وقاعدة "عاموس" الرئيسة للنقل والدعم اللوجستي لجيش الاحتلال شمال فلسطين، ومطار "مجدو" العسكري للمرة الثالثة، ومصنع للمواد المتفجرة.
تفاصيل: صواريخ لبنانية تخترق الكيان وقواعده (فيديو)
يشار إلى وزارة الصحة اللبنانية، اعلنت ليل الاثنين (23 سبتمبر) "ارتفاع حصيلة ضحايا الغارات الإسرائيلية على لبنان الاثنين إلى 492 قتيلا بينهم 35 طفلا و58 سيدة و1645 جريحا، في حصيلة أولية". في حين "نزح آلاف اللبنانيين من جنوب لبنان باتجاه بيروت والشمال، وأعلنت الحكومة اللبنانية فتح المدارس لإيواء النازحين".