العربي نيوز - حضرموت:
كشفت مصادر مقربة من قيادات وعناصر في ما يسمى "تنظيم القاعدة بجزيرة العرب واليمن" بمحافظة حضرموت، عن واقعة غير مسبوقة تورطت فيها قيادة القوات الاماراتية في التحالف، بتعميمها بيانا باسم التنظيم، يدين فيه العدوان الاسرائيلي على مدينة وميناء الحديدة.
وانتشر على حسابات بمنصات التواصل الاجتماعي مؤخرا، بيان باسم "تنظيم القاعدة بجزيرة العرب واليمن"، هو الاول بعد تسلم سعد عاطف قيادة التنظيم، عبر عن "ادانة التنظيم الغارات الاسرائيلية على ميناء الحديدة"، واعتبره متخصصون بشؤون التنظيم "بيانا مشبوها فيه".
استقبل مؤيدون ومتعاطفون مع تنظيم "القاعدة" البيان، بحالة من الصدمة والاستغراب، لما تضمنه البيان، بالذات وأنه جاء بعد التزام التنظيم الصمت منذ بدء العدوان الاسرائيلي وحصاره المتواصلين على غزة، ولكونه أول بيان من نوعه بعد تولي سعد عاطف قيادة التنظيم.
ومع أن البيان أكد أن "الحوثي ما يزال عدوا" للتنظيم، إلا أن المناوئين للتنظيم أعتبروا البيان "محاولة لاستعطاف حاضنة التنظيم وحفظ ماء وجهه" من جهة، و"يهدف الى وضع حد لإعجاب عدد من عناصره بهجمات الحوثيين على السفن الاسرائيلية والامريكية" من جهة ثانية.
لكن باحثين متخصصين في شؤون تنظيمات "القاعدة" و"داعش"، شككوا في صدور البيان عن التنظيم، لكونه يخالف ادبيات التنظيم وعقيدته القتالية التي تغلب مواقفها الثابتة تجاه اعداء التنظيم على ما عداها من احداث، حتى وإن كانت تلتقي معها في استهداف خصومها.
كاشفين معلومات جديدة بخصوص بيان تنظيم القاعدة المتعلق بإدانة الغارات الإسرائيلية، وأن "البيان تم إعداده بأشراف ضباط اماراتيين بمحافظة حضرموت، وأعده مسؤول اللجنة الإعلامية للتنظيم جاسم عوض بارفعه، المعتقل بقبضة التحالف منذ نهاية العام 2021م".
ارتبطت الامارات، بتنظيم "القاعدة" في جنوب اليمن، عبر تمويل جمع الآلاف من عناصره لتشكيل مليشيات "مقاومة جنوبية" إبان حرب عدن 2015م، ضمت قيادات سلفية جنوبية بارزة امثال: هاني بن بريك، وعبدالرحمن المحرمي، ومحسن الوالي، وحمدي شكري، وعبداللطيف السيد، وبسام المحضار.
تفاصيل: الامارات تمول "القاعدة" باليمن (وثيقة)
سبق لقيادات بارزة في مجلس ومليشيا "الانتقالي الجنوبي" أن أكدت استعانة الامارات بقيادات وعناصر تنظيم "القاعدة" في معركة تحرير عدن 2015م، واستيعابهم لاحقا ضمن مليشيات أحزمة ودعم واسناد "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" و"قوات النخبة" الممولة من الامارات حتى اليوم.
تفاصيل: قيادي بالانتقالي يعترف بتجنيد "القاعدة" (فيديو)
ووجهت المملكة العربية السعودية، مطلع يوليو 2023، ولأول مرة، اتهاما مباشرا إلى "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، باحتوائه قيادات وعناصر تنظيم "القاعدة" في مليشياته المسماة "الحزام الامني" و"الدعم والاسناد" و"قوات النُخب"، على خلفية تطاول قيادات "الانتقالي" على قيادة المملكة.
تفاصيل: اول اتهام سعودي للانتقالي برعاية الارهاب (وثيقة)
عمَّدت مليشيا "الانتقالي الجنوبي" و"العمالقة الجنوبية" الممولة من الامارات، الى السيطرة على مدن ومديريات الجنوب بغطاء "مكافحة الارهاب" وارتكبت انتهاكات جسيمة لحقوق المواطنين والعيب الاسود، شملت اقتحام المنازل وانتهاك حرماتها، واعتقال واغتيال عشرات من المواطنين الابرياء.
وأطلقت مليشيا "الانتقالي" بدعم اماراتي نهاية 2021م حملة لاجتياح محافظة شبوة سمتها "اعصار الجنوب"، وأخرى لاجتياح محافظة أبين سمتها "سهام الشرق" وقوبلت انتهاكاتها لحرمات منازل المواطنين واعتقالهم، بردود فعل قبلية خلفت عشرات القتلى والجرحى من المليشيا بينهم القيادي عبداللطيف السيد.
مولت الامارات علنا، منذ بدء مشاركتها في التحالف العربي لدعم الشرعية، وعبر قيادة قواتها المشاركة في "التحالف العربي لدعم الشرعية باليمن"؛ انشاء تشكيلات عسكرية محلية وتسليحها، بينها نحو 15 لواء باسم "العمالقة الجنوبية" نكاية بألوية "العمالقة" التي حسمت حرب صيف 1994م ضد انفصال جنوب اليمن.
وعقب انتهاء معركة تحرير عدن في مايو 2015م، من قوات جماعة الحوثي والرئيس الاسبق علي عفاش؛ نقلت الامارات الوية "العمالقة الجنوبية" إلى الساحل الغربي لليمن، لمواجهة الحوثيين والسيطرة على الساحل، ضمن سعيها للهيمنة على المنطقة، عبر الاستحواذ على الموانئ وفرض نفوذها على الملاحة البحرية.
بالتوازي، مولت الامارات في 2017، القيادي السابق في وزارة الداخلية، عيدروس الزُبيدي لانشاء ما سمته "المجلس الانتقالي الجنوبي" ونحو 50 لواء مسلحا بمسميات "الاحزمة الامنية" و"الدعم والاسناد" و"النُخب"، ضمن مسعاها الى فرض انفصال جنوب اليمن بدولة تابعة لأبوظبي وأجندة اطماعها في اليمن والمنطقة.
ودعمت الامارات بطيرانها الحربي، تنفيذ مليشيات "المجلس الانتقالي" انقلابا عسكريا على الشرعية اليمنية، بدءا من منتصف مايو 2019، مرورا بإسقاط العاصمة المؤقتة عدن (اغسطس 2019)، ثم محافظة سقطرى، ووصولا للسيطرة على محافظتي ابين ولحج ثم شبوة نهاية العام 2021م.
تسبب الانقلاب الاماراتي بواسطة ذراعها "الانتقالي الجنوبي" ومليشياته، في سيطرة الاخيرة على مؤسسات الدولة ومقدراتها، ومنع الحكومة الشرعية من مزاولة عملها في عدن، وتبعا انهيار الاوضاع المعيشية والادارية والخدمية والاقتصادية والامنية في عدن ومدن جنوب اليمن.
وتعاني مدينة عدن وعدد من مدن جنوب اليمن، انفلاتا امنيا واسعا، منذ انقلاب "المجلس الانتقالي الجنوبي" ومليشياته على الشرعية في اغسطس 2019م بدعم عسكري اماراتي، تصاعدت معه جرائم الاعتداءات والاختطافات والاغتيالات دون ضبط ومحاكمة أي من الجناة، لانتمائهم الى مليشيا "الانتقالي".
تفاصيل: غضب شعبي يباغت المليشيا بكل شارع (صور)
يشار إلى أن الامارات تراهن على "المجلس الانتقالي الجنوبي" وتمويلها تجنيد وتسليح الوية مليشياته المسلحة ومليشيات "العمالقة الجنوبية"، في تمرير أجندة اطماعها في موقع اليمن وسواحله وجزره وثرواته، ضمن سعيها لفرض نفوذها السياسي والاقتصادي على دول المنطقة، عبر هيمنتها على خطوط الملاحة الدولية.