الخميس 2025/08/21 الساعة 03:58 ص

اعلان مفاجئ للمبعوث الاممي (تسوية)

العربي نيوز:

صدر اعلان مفاجئ عن المبعوث الخاص لامين عام الامم المتحدة الى اليمن، هانس غروندبيرغ، تضمن لأول مرة حديثه عن "هيكل الدولة اليمنية وترتيبات المرحلة الانتقالية في اليمن"، و"قضية جنوب اليمن"، و"قرارات سياسية جريئة"، كاشفا عن مشاورات جارية تسعى إلى اصدار مجلس الامن الدولي قرارا جديدا بشأن اليمن.

جاء هذا في حديث صحفي ادلى به المبعوث الاممي، لمركز دراسات الجنوب (سوث 24)، واعاد غروندبيرغ نشر نصه باللغة العربية، الثلاثاء (19 اغسطس) على حسابات مكتبه بمنصات التواصل الاجتماع، أكد فيه أن "التسوية السياسية في اليمن لا تزال ممكنة، رغم التعقيدات الإقليمية والتصعيد في غزة والبحر الأحمر".

وقال غروندبيرغ: "إن الحرب المدمرة في غزة والاضطرابات الإقليمية ما زالت تقوّض آفاق السلام والاستقرار في اليمن. ما يجري هناك زاد من تعقيد المشهد المتشابك أصلاً الذي نتعامل معه في اليمن. وقد برز ذلك بوضوح مع التصعيد في البحر الأحمر منذ نهاية عام 2023، بما في ذلك الضربات عبر الحدود بين أنصار الله وإسرائيل".

مضيفا: "وكذلك غرق سفينتي Eternity C وMagic Seas في مطلع يوليو، كله يذّكر بمدى خطورة الوضع. هذه التطورات كلها تؤثر في حسابات الأطراف اليمنية وخياراتها المقبلة". وحذر قائلا: "هناك خطر حقيقي من أن يتحول اليمن إلى ساحة صراع للتجاذبات الجيوسياسية الأوسع، وهو أمر لا يريده اليمنيون ولا يستحقونه".

وتابع: "مع ذلك، ما زلت مقتنعاً بأن الحل الدبلوماسي ممكن. لقد رأينا تجارب تثبت ذلك، ومنها وقف الأعمال العدائية بين الولايات المتحدة وأنصار الله الذي لعبت عُمان دوراً في تسهيله. ومن خلال محادثاتي مع الفاعلين الإقليميين، هناك اتفاق واضح على أن التسوية التفاوضية وحدها هي التي يمكن أن تحقق سلاماً دائماً في اليمن".

في هذا السياق، قال: "الأطراف تتفق على بعض الأولويات الرئيسية، مثل وقف إطلاق نار شامل، وانفراجة اقتصادية، وعملية سياسية جامعة. لكن ما زالت هناك فجوات كبيرة، فيما يتعلق بالقضايا الحساسة مثل هيكل الدولة وكيفية إدارة المرحلة الانتقالية. هذه ليست أسئلة سهلة، ويجب معالجتها عبر الحوار، بدءاً بخطوات تبني الثقة".

مضيفا: "خارطة الطريق، ليست فقط واقعية بل وضرورية، فهي تبني على المجالات التي شهدنا فيها قدراً من التوافق. وهي ليست اتفاقاً نهائياً، بل مسار يقود للاتفاق، وتعكس مطالب اليمنيين. ولكن لإنجاحها، نحن بحاجة إلى أكثر من مجرد كلمات. الأمر يتطلب إرادة سياسية، وتقديم تنازلات، والتخلي عن عقلية المحصلة الصفرية".

وتابع: "كما يتطلب معالجة شواغل الأطراف الإقليمية. لقد رأينا ما يمكن تحقيقه: فتح الطرق في الضالع، إطلاق سراح أسرى، وانخفاض وتيرة المواجهات على الجبهات. هذه خطوات صغيرة، لكنها مهمة وتُظهر أن التعاون قادر على تحقيق نتائج ملموسة". معلقا على اصدار الحوثيين عملات بأنه "مثال على مدى تفكك المشهد الاقتصادي".

موضحا أن "إشراك الشباب والنساء ليس إجراء شكلياً، بل عنصر أساسي لتحقيق سلام حقيقي ودائم". وقال: "النساء والشباب تحملوا الجزء الأكبر من أعباء هذا الصراع، وهم يستحقون بكل تأكيد أن يكون لهم مقعد على الطاولة للمشاركة في رسم ملامح المرحلة القادمة". وأردف: "أي عملية سياسية تستبعد نصف السكان، لن تنجح".

ولفت الى ما وصفه "المشاركة الفاعلة" لمنظمات ومكونات المجتمع المدني بما فيهم النساء والشباب، في المشاورات السياسية التي يرعاها مكتبه داخل اليمن وخارجها، وقال: "ستواصل الأمم المتحدة الدعوة إلى آليات شاملة ودعمها بما يضمن أن يكون لممثلي المجتمع المدني، وخاصة النساء والشباب، دور في صياغة مستقبل اليمن".

وتحدث المبعوث الاممي الى اليمن، هانس غروندبيرغ، لأول مرة عن القضية الجنوبية، فأعتبر ان "دعوات الجنوبيين إلى الاستقلال أو تقرير المصير مطالب تعكس مظالم متجذرة ورغبة في تمثيل سياسي أوسع". وقال: "أُدرك أن معالجة هذه التطلعات مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالمسار السياسي العام في اليمن وبترتيبات الحكم المستقبلية".

مضيفا: "أعي أن القضية الجنوبية لا يمكن تناولها بمعزل عن بقية القضايا، وينبغي معالجتها ضمن العملية السياسية الشاملة". وأردف: "من منظور الامم المتحدة، فإن التعامل مع القضية الجنوبية وشكل الدولة يستند إلى مبدأ أن النتائج يجب أن يقررها اليمنيون أنفسهم عبر حوار شامل". منوها بأن "خارطة الطريق لا تستبعد هذه القضايا". 

ولخص المبعوث الاممي المطلوب الان لضمان نجاح الجهود الجارية للدفع بعملية السلام، في "إرادة سياسية حقيقية، وتقديم تنازلات، وتعاون إقليمي ودولي"، وقال: "كلها عناصر ضرورية لضمان فعالية الحوار". وأردف قائلا: "نحن بحاجة إلى تخفيف حدة التوترات، وضبط النبرة الخطابية، وإبداء رغبة حقيقية للوفاء بالالتزامات السابقة".

لكنه شدد في هذا السياق على أهمية توحيد الموقف والجهد الدوليين لدعم السلام في اليمن، وقال: "قد لا تكون هناك لحظة مثالية لاتخاذ قرارات سياسية جريئة، لكن المسؤولية تقتضي تغيير المسار: تقديم المصلحة الوطنية فوق الحسابات الضيقة، وتهيئة المجال لحوار شامل، والانتقال من حالة الجمود إلى مسار سياسي قابل للتطبيق".

مضيفا: "اليمن لم يعد يحتمل مزيداً من التشرذم أو الجمود السياسي. فالثمن ليس مجرد فكرة نظرية، بل تتجلى في تفاقم المعاناة، وتدهور الاقتصاد، وتآكل ثقة الناس". وأردف قائلا: "أعلم أن الكثير من اليمنيين قد سئموا - سئموا من الانتظار، ومن حالة عدم اليقين، ومن الوعود التي لم تتحقق. ومع ذلك، ما زال الأمل قائماً". حد تأكيده. 

وتابع غروندبيرغ قائلا: "السلام ما زال ممكناً. بصفتي المبعوث الخاص، أحمل معي صدى ما سمعته من اليمنيين من قصصٍ وإحباطاتٍ وآمالٍ في جميع أنحاء البلاد وخارجها. ما زلت ملتزماً بهذا الجهد، وبالانخراط الصادق، وببذل كل ما وسعي للمساعدة في تهيئة الطريق للمضي قدماً. طريق يعكس كرامة الشعب اليمني وقوته وتطلعاته".

شاهد.. نص لقاء المبعوث الاممي الى اليمن كاملا

تتابع هذه التطورات، عقب اعلان المبعوث الاممي إلى اليمن، هانس غروندبيرغ، السبت (23 ديسمبر 2023م)، في احاطة لمجلس الامن، عن توصل مختلف الاطراف إلى الاتفاق على خارطة طريق للسلام في اليمن، والتزامهم بتنفيذ تدابير إنسانية واقتصادية، ذكر بينها استنئاف صرف الرواتب جميع الموظفين وفتح المطارات والموانئ والمنافذ والطرقات.

تفاصيل: حصريا .. موعد توقيع اتفاق السلام والمرتبات

ورغم تصعيد جماعة الحوثي في البحر الاحمر، التزمت السعودية باتفاق التهدئة مع الجماعة، الذي اسفرت عنه مفاوضاتها المباشرة وغير المباشرة بوساطة عُمانية في كل من مسقط وصنعاء والرياض، ورفضت المشاركة بالحرب الامريكية البريطانية على الحوثيين، لتجنب ردود فعل حوثية تشمل استئناف قصف المنشآت الاقتصادية والنفطية للمملكة.

تفاصيل: اتفاق السعودية وايران بشأن اليمن 

عقدت المملكة العربية السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا القيادي الحوثي !

يشار إلى ان السعودية دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.