العربي نيوز - المخا:
فاجأ طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات في الساحل الغربي لليمن، جميع المراقبين للشأن اليمني، بإعلان رسمي غير متوقع وخيب امال الكثيرين من متابعي خطاباته وتصريحاته.
وتنصل طارق عفاش، من مسؤوليته حاكما عسكريا لمديريات الساحل الغربي المحررة، في اول امتحان عملي له، بالقائه مسؤولية اغاثة المواطنين المنكوبين بسيول الامطار الغزيرة، على ما سماه "السلطات المعنية بالجهات الحكومية والمنظمات الاغاثية".
جاء هذا في رده على رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، لدى اتصاله الهاتفي مع طارق عفاش "لمتابعة مستجدات المتغير المناخي المطير الذي ضرب محافظتي الحديدة، وحجة، والمديريات الساحلية من محافظة تعز خلال الساعات الماضية".
ونقلت وكالة الانباء الحكومية (سبأ) عن الاتصال الهاتفي، إن طارق عفاش أكد أن "الامطار والسيول الجارفة ادت الى سقوط عشرات الضحايا، والحقت دماراً هائلاً في الممتلكات العامة، والخاصة، والحيازات الزراعية، والبنية التحتية، والخدمات الاساسية".
لكنه أفاد بأن "الاتصالات مستمرة بين السلطات، والجهات الاغاثية المعنية، مع مكتب المبعوث الخاص للامم المتحدة لتمكين المنظمات الاغاثية من تقديم المساعدة والتدخلات الانسانية اللازمة للمتضررين في المناطق الخاضعة بالقوة لسيطرة المليشيات الحوثية".
مضيفة: أن طارق عفاش "تطرق في الاتصال الى التدخلات المطلوبة عاجلاً من المؤسسات الحكومية وفي المقدمة وزارة الاشغال العامة والمؤسسات التابعة لها لفتح الطرقات واستئناف تشغيل الخدمات الاساسية، والشروع باعادة تأهيل البنى التحتية المدمرة".
شاهد .. طارق عفاش يتنصل من مسؤوليته تجاه المواطنين
وعبر سياسيون وناشطون عن خيبة املهم الكبيرة في طارق عفاش واستنكارهم موقفه غير المسؤول" تجاه المواطنين المنكوبين بمناطق سيطرة قواته بالساحل الغربي. مشيرين إلى أنه "يستطيع لاغاثة المواطنين المنكوبين صرف مئات الملايين التي انفقها للاحتفال برفع العقوبات عن عمه علي عفاش ونجله".
في المقابل اعتبر مراقبون سياسيون أن "تنصل طارق عفاش من مسؤولياته والقائها على السلطات الحكومية والمنظمات الاغاثية ليس جديدا". موضحين أن "المواطنين في مديريات الساحل الغربي المحررة تعاني تدهور الخدمات وانقطاع الكهرباء ومياه الشرب وحظر الصيد وتصاعد الجبايات غير القانونية".
واطلق المركز الوطني للأرصاد الجوية والانذار المبكر، تحذيرا مباشرا للجهات الحكومية المعنية وعموم المواطنين في عدد من محافظات الجمهورية، من القادم خلال الساعات المقبلة. مؤكدا أن الاحوال الجوية ستكون اشد واخطر مما شهدته خلال اليومين الماضيين.
جاء هذا في بيانٍ بالحالة الجوية الماطرة اصدره مساء الاربعاء (7 اغسطس)، قال فيه: إن "التوقعات الأولية تشير إلى استمرار هطول الأمطار المصحوبة بالعواصف الرعدية على المرتفعات الجبلية والسواحل الغربية والهضاب الداخلية خلال الأيام القليلة المقبلة".
موضحا أن "الأمطار الغزيرة التي تأثرت بها أغلب مناطق بلادنا وتسببت في تشكل سيول جارفة الحقت اضرارا مادية بالمزارع والبنية التحتية ونجم عنها وفيات "بسبب تعمّق المنخفض الهندي الموسمي وتواجد التيار النفاث الشرقي في طبقات الجو العليا".
وقال المركز : "إن تمركز الحزام المداري (ITCZ) ساهم في تشكل السحب الركامية الكثيفة وهطول الأمطار الغزيرة المصحوبة بالعواصف الرعدية على الشريط الساحلي الغربي وسهل تهامة والمرتفعات الجبلية المحاذية لها خلال الأيام القليلة الماضية.
وأهاب المركز الوطني للأرصاد والإنذار المبكر في بيانه بجميع السلطات ذات العلاقة في الدولة والجهات المختصة "اتخاذ الإجراءات والتدابير اللازمة لحماية الأرواح والممتلكات؛ بالتزامن مع استمرار هطول الأمطار الغزيرة في عدد من المحافظات".
مختتما بيانه التحذيري، المنشور على قناته في تطبيق "تليغرام" بتوجيه نداء إلى جميع وسائل الاعلام المحلية، طالبها بـ "اعتماد ونشر المعلومات الصادرة من الجهة الرسمية والمتمثلة بقطاع الأرصاد الجوية، وعدم تداول أي معلومات لا أساس لها من الصحة".
وأوضح المركز الوطني للأرصاد الجوية والانذار المبكر بالتفصيل، الحالة المناخية المتوقعة خلال الاربع وعشرين ساعة المقبلة، في عموم محافظات الجمهورية. ساردا قائمة من الانذارات والتنبيهات لجميع المواطنين في المحافظات المتوقع ان تهطل فيها الامطار اكثر.
شاهد .. الحالة المناخية للبلاد خلال الـ 24 ساعة المقبلة
من جانبه، أعلن مكتب الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في اليمن (OCHAY)، عن محصلة اولية للأضرار الناجمة عن الامطار الغزيرة التي شهدتها البلاد بإذن الله وفضله. موضحا أنها شملت اضرارا مادية وخسائر بشرية، تمثلت في "وفاة 15 شخصاً على الأقل".
وقال مكتب "اوشيا" التابع للامم المتحدة في بيان نشره على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا)، الاربعاء (7 اغسطس): "تسببت الأمطار والسيول الجارفة في مقبنة بمحافظة تعز في يوم 2 أغسطس الجاري، بتضرر نحو عشرة آلاف شخص، ووفاة 15 آخرين".
مضيفا: إن "السيول تسببت كذلك في دفن أكثر من 80 بئراً، وجرف أراض زراعية، وتضرر المنازل والبنية التحتية". وأردف مرفقا عددا من الصور، قائلا: "تستجيب وكالات الإغاثة للاحتياجات العاجلة وسط صعوبات في الوصول، ونقص التمويل للاستجابة السريعة".
شاهد .. محصلة اولية لأضرار الامطار في تعز (صور)
يشار إلى أن اليمن يشهد خلال العام -بفضل الله - موسمين للامطار، صيفي وشتوي، ويتسبب هطول الامطار خلالهما في تدفق سيول تكون جارفة، في حال كثافة الامطار، وتتسبب في خسائر بشرية ومادية تلحق بالمنازل والمزارع والبنية التحتية.
