العربي نيوز - الحديدة:
صدر اعلان عسكري مفاجئ من الساحل الغربي لليمن، بشأن تحركات "دعم السلام" السياسية المحلية والاقليمية والدولية بقيادة الولايات المتحدة الامريكية، أكد أن "لا سلام ولا حل سياسي دون مشاركة أبناء تهامة المشاركة الحقيقة الفاعلة بمختلف مكوناتهم".
جاء هذا في بيان لرئيس عمليات المنطقة العسكرية الخامسة، سابقا، اللواء خالد خليل، استنكر فيه استبعاد المكونات التهامية من الحوار السياسي الذي رعته أميركا في عدن بين 24 حزبا ومكونا سياسيا بما فيهم المكتب السياسي لطارق عفاش و"الانتقالي الجنوبي".
وقال اللواء خالد خليل وهو احد ابرز قيادات الحراك التهامي: ان تهامة عانت من الأنظمة السابقة لحكم اليمن التهميش والاقصاء السياسي والتمييز العنصري لأبناء تهامة منذ العام 1928م، حتى يومنا هذا". في اشارة لادعاء طارق عفاش تمثيل تهامة.
مضيفا: إن المعهد الديمقراطي الامريكي عقد حوارا سياسيا في عدن بين 24 مكوناً سياسيا "وتم استبعاد الحراك التهامي السلمي والذي كان له دور سياسي في مؤتمر الحوار الوطني، وتكوين المقاومة التهامية ودوره الفاعل في تحرير الساحل التهامي".
وتابع قائلا: إن "تهامة، لها أهميتها الجيوسياسية البالغة وموقعها الاستراتيجي على خط الملاحة البحري العالمي في البحر الأحمر، فضلاً عن كونها موطنًا لحوالي 20% من سكان اليمن، تستحق دون شك التمثيل في مثل هذه الفعاليات الهامة".
مردفا: إن "استبعاد تهامة لا يقلل فقط من شأن مساهماتها وتأثيرها، بل يعمق الشعور بالتهميش السياسي والاقتصادي والاجتماعي الذي تعاني منه المنطقة. ولهذا نؤكد للجميع رفضنا لكل مخرجات هذا الاجتماع والحوار السياسي لعدم تمثيل تهامه".
واختتم بقوله: إنه "لا سلام ولا حل سياسي دون مشاركة أبناء تهامة المشاركة الحقيقة الفاعلة بجميع مكوناتها اسوة بالمكونات السياسية باليمن. لا للتهميش لا للإقصاء نعم للشراكة والمواطنة المتساوية". في اشارة لرفض وصاية طارق عفاش على تهامة.
شاهد .. اعلان عسكري تهامي ضد وصاية طارق
يأتي هذا بعدما نظم المعهد الديمقراطي الامريكي ( NDI)، بدعم من وكالة التنمية الأميركية، نهاية ابريل في عدن، جلسات "حوار قيادات الأحزاب والمكونات السياسية في اليمن" بمشاركة 24 حزباً ومكوناً سياسياً مؤيداً للشرعية، ومناهضا للحوثيين.
وضم الحوار "المجلس الانتقالي الجنوبي"، والمكتب السياسي لقوات طارق عفاش (المقاومة الوطنية حراس الجمهورية)، والتحالف الوطني للأحزاب المؤيده للشرعية، ومجالس سياسية من حضرموت والمهرة وشبوة بما فيها "مؤتمر حضرموت الجامع".
افضى الحوار، الذي اختتم الاثنين (29 ابريل) الى اتفاق الأحزاب والمكونات السياسية المشاركة على أرضية عمل مشتركة، واعلان سبعة أهداف أساسية لها، تصدرها "حل القضية الجنوبية كقضية رئيسية ومفتاح لمعالجة كل القضايا الوطنية".
وضمت الاهداف: "إنهاء الانقلاب واستعادة مؤسسات الدولة وتوفير الخدمات العامة الحيوية للمواطنين من المحافظات المحررة لخلق نموذج جاذب. عودة جميع مؤسسات الدولة العمل من العاصمة المؤقتة عدن. تعزيز مكافحة الفساد والإرهاب".
وكذا "تقديم الدعم اللازم لضمان سير عمل الحكومة وحشد الدعم الدولي لها لتعود شريكاً فاعلاً مع المجتمع الدولي لحفظ الأمن والسلم الدوليين. التأكيد على الحكومة أن تقوم بواجبها الدستوري والقانوني لمواجهة الانتهاكات التي ارتكبتها مليشيات الحوثي".
كما جاء بين أهم مخرجات حوار الاحزاب والمكونات السياسية اليمنية، المنعقد في العاصمة المؤقتة عدن، نهاية ابريل الفائت: "تشكيل لجنة تحضيرية للإعداد لإنشاء تكتل سياسي ديمقراطي لكافة الأحزاب والمكونات السياسية المؤمنة باستعادة الدولة".
وأعلن الحراك التهامي، نهاية مارس الفائت، اسقاط وصاية طارق عفاش على تهامة والقضية التهامية، مؤكدا على مبدأ "الندية" على ضوء نتائج لقاءات قائد المقاومة التهامية، العميد عبدالرحمن حجري الاخيرة، بمندوبي الأمم المتحدة وسفراء الدول الداعمة للسلام في اليمن.
تفاصيل: الحراك التهامي يسقط وصاية طارق عفاش أمميا
ميدانيا، تفاقمت معاناة الملايين من المواطنين في مديريات الساحل الغربي التهامي الخاضعة لسيطرة قوات طارق عفاش، جراء ممارسات الاخيرة التعسفية واستباحتها الاراضي العامة والخاصة بالبسط والنهب، وفرض جباية الاتاوات غير القانونية، ونهب الايرادات العامة، والهيمنة على السلطات المحلية لخدمة مصالح طارق عفاش والشركات التجارية لحاشيته بقطاع الخدمات.
وشارك طارق عفاش عمه الرئيس الاسبق علي صالح عفاش، بدور رئيس في انقلاب 21 سبتمبر 2014م بتسليم معسكرات الجيش اليمني ومخازن اسلحته لجماعة الحوثي، قبل أن يعلنا رسميا شراكتهما بسلطات الانقلاب، في اغسطس 2016م، وجاهر طارق عفاش، بمشاركة كتائب قناصته لمليشيا الحوثي، في الهجوم على الحديدة وتعز وعدن وباقي المحافظات.
شاهد .. طارق يعلن عن دفعة قناصة جديدة الى تعز
لكن طارق عفاش، بعد انفجار الصراع بين عمه علي عفاش والحوثيين على تقاسم غنائم ومكاسب الانقلاب نهاية 2017م، وتمكنه من الفرار الى شبوة، التحق بالتحالف وتبنت الامارات تمويل تجميعه ضباط ومنتسبي الجيش العائلي (الحرس الجمهوري) الى معسكر "بير احمد" في عدن ثم الساحل الغربي، وتنصيبه حاكما عسكريا للساحل ووكيلا لأجندة أطماعها في اليمن.
استولى طارق عفاش، على تضحية المقاومة التهامية و"العمالقة الجنوبية" بآلاف الشهداء والجرحى، لبسط سيطرته على مديريات الساحل الغربي المحررة، وعمل على تفكيك هذه الالوية وادماجها بقواته وتحت قيادته، بترغيب الاموال وعطايا السيارات وترهيب الاعتقال والاغتيالات، التي طالت العشرات من القيادات العسكرية التهامية والجنوبية، بعمليات اشرف عليها شقيقه عمار.
ومع ان طارق عفاش، رفع شعار "تجاوزت خلافات الماضي وتوحيد الصف الجمهوري والمعركة ضد الحوثيين". إلا أن الوقائع اثبتت زيف شعاره، وأكدت تحركات طارق عفاش وتوجهاته، سعيه إلى اعلان جمهوريته في الساحل الغربي لليمن، عبر انكبابه على استكمال السيطرة وبسط نفوذه على مديريات الساحل الغربي (التهامي) المحررة في محافظتي الحديدة وتعز.
استغل طارق عفاش، مخاوف التحالف بقيادة السعودية والامارات، وانتكاساته في الحرب على الحوثيين، للتشكيك في القوى الوطنية المنخرطة في مواجهة الانقلاب منذ 2014م، وظل حتى بعد التحاقه بتحالف دعم الشرعية في اليمن نهاية 2017م، يناصب هذه القوى العداء، اعلاميا وسياسيا وعسكريا، ويجاهر بتمرده على الشرعية ممثلة بالرئيس هادي والحكومة اليمنية.
ومطلع ابريل 2022م توج التحالف بقيادة السعودية والامارات، تمرد طارق عفاش على الشرعية، عبر الضغط على الرئيس هادي ونائبه الفريق علي محسن، للتنحي وتفويض الصلاحيات ونقل السلطة لمجلس قيادة رئاسي، يرأسه احد رموز النظام السابق ويضم طارق عفاش وقيادات مليشيات السعودية والامارات في جنوب اليمن (الانتقالي الجنوبي) وغربه (طارق عفاش).
يشار إلى أن طارق عفاش يسعى إلى إعادة النظام العائلي السابق لعمه الرئيس الاسبق علي عفاش، واستعادة حكم اليمن، عبر الارتهان الكامل لاجندة اطماع التحالف بقيادة السعودية والامارات في اليمن والمنطقة عموما، وعرض خدماته للكيان الاسرائيلي، وامريكا وبريطانيا، في تأمين الملاحة البحرية لسفنها عبر مياه اليمن الاقليمية في باب المندب والبحر الاحمر.