العربي نيوز - عواصم:
دشنت المملكة العربية السعودية تنفيذ اتفاق السلام بينها وجماعة الحوثي الانقلابية، وقررت في تطور لافت، البدء في تنفيذ احد اهم بنود "خارطة السلام في اليمن"، التي توصلت اليها مع الجماعة بوساطة عمانية، عبر فتح اجواء مطار صنعاء الدولي امام الرحلات ورفع الحظر الجوي الذي فرضه عليه التحالف منذ مارس 2015م.
أكدت هذا جماعة الحوثي الانقلابية، رسميا، بإعلان صادر عن وزير النقل في حكومة الحوثيين غير المعترف بها دوليا، عبدالوهاب الدرة، نقلته وكالة الانباء اليمنية (سبأ) التابعة لسلطات الجماعة في العاصمة صنعاء، بشأن استعدادات تفويج الحجاج من صنعاء جوا وبرا.
وقال الوزير الحوثي، الدرة، في تصريحه: إن "الاستعدادات جارية لتقديم أفضل خدمات ملاحية لنقل حجاج بيت الله الحرام (الى الاراضي المقدسة هذا العام 1445 هـ) عبر مطار صنعاء الدولي إلى مطاري جدة والمدينة المنورة بما يسهم في تخفيف الأعباء عليهم".
مضيفا: إن "الاستعدادات جارية في مطار صنعاء الدولي لنقل ما يقارب ستة آلاف حاج من ضيوف الرحمن إلى مطاري جدة والمدينة المنورة بواقع 40 رحلة على مدى 25 يوماً". زاعما "الحرص على تحقيق النجاح ابتداء من نقل الحجاج حتى عودتهم إلى أرض الوطن".
جاء هذا في اجتماع عقدته وزارتا النقل والارشاد وشؤون الحج والعمرة، بحكومة الحوثيين، في صنعاء الثلاثاء (30 ابريل)، بشأن الاستعدادات والترتيبات المبكرة لعملية نقل وتنظيم تفويج الحجاج إلى الأراضي والمشاعر المقدسة عبر مطار صنعاء ومنفذ الوديعة البري.
ووفقا لوكالة "سبأ" في صنعاء فقد "أقر الاجتماع تشكيل لجان مشتركة بين الوزارتين والجهات المعنية والأمنية تعمل على مدار الساعة عبر غرفة عمليات مشتركة للتواصل والتنسيق مع الشركات والوكالات المعتمدة لموسم الحج لجمع بيانات معلومات الحجاج اليمنيين".
شاهد .. السعودية تمنح الحوثيين هذا الاستثناء الكبير
يأتي هذا بعدما فرض التحالف بقيادة السعودية والامارات على مطار صنعاء الدولي، حظرا جويا جزئيا استمر عبر محطة تفتيش في جيزان حتى اغسطس 2016م قبل ان يتحول الى حظر جوي كامل لعمليات اقلاع وهبوط رحلات الطيران المدنية بمطار صنعاء.
واستثنى التحالف من الحظر الجوي على مطار صنعاء الدولي ومطارات الحديدة وغيرها من المطارات في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثي الانقلابية، طائرات المبعوث الاممي الى اليمن وبعثات الامم الأمم المتحدة وعدد من المنظمات الانسانية الدولية.
لكن التحالف عقب اعلان الامم المتحدة توصل مختلف الاطراف الى اتفاق هدنة، مطلع ابريل 2022م سمح بتسيير رحلات جوية مدنية محدودة (رحلتان اسبوعيا) بين مطاري صنعاء وعَمَّان في الاردن لنقل المرضى ذوي الحالات المستعصية على العلاج محليا.
وبحسب بيانات وزارة الصحة العامة والسكان في حكومة الحوثيين غير المعترف بها فإن "300 ألف من المرضى ذوي الحالات الحرجة في انتظار السماح برحلات جوية من مطار صنعاء لاسعافهم إلى خارج البلاد". مشيرة إلى "وفاة قرابة 33 الفا وهم بالانتظار".
يرجع مراقبون هذه التطورات، إلى "التفاهمات المبرمة بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي الانقلابية، والاتفاق الذي افضت اليه جولات مفاوضات غير مباشرة عبر مسقط ثم جولتا مفاوضات مباشرة في صنعاء والرياض، جرت خلال عامين بوساطة عُمانية".
ونشرت السعودية، تفاصيل مسودة الاتفاق المطروحة على مجلس القيادة الرئاسي، بوصفها "خارطة سلام شاملة للأزمة في اليمن" تنفذ على ثلاث مراحل برعاية أممية، تبدأ بوقف شامل لإطلاق النار وفتح جميع المنافذ البرية والجوية والبحرية، ودمج البنك المركزي، واستئناف تصدير النفط ودفع رواتب الموظفين واستكمال تبادل الأسرى.
تفاصيل: رسميا.. السعودية تنشر خطة السلام في اليمن (وثيقة)
في السياق، بدأت السعودية، في فبراير الفائت، تحركا دبلوماسيا واسعا، لإصدار قرار دولي يعمد اتفاقها مع جماعة الحوثي الانقلابية بشأن السلام والرواتب والمطارات، ايذانا للبدء بتنفيذه عمليا، رغم تحفظات مجلس القيادة الرئاسي على بعض بنوده، الملبية تشرطات الجماعة لقبولها ببدء مفاوضات سياسية مع المجلس.
تفاصيل: تحرك سعودي لتنفيذ اتفاق السلام والرواتب
وعقدت السعودية منذ سبتمبر 2022م مفاوضات غير مباشرة ثم مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن الرياض دفعت بالوساطة العُمانية، نهاية 2021م، عقب تمادي مليشيا الحوثي الانقلابية في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.