الجمعة 2024/05/17 الساعة 02:07 ص

عميد التهاميين لطارق عفاش: سَلِم تَسّلم (بيان)

العربي نيوز - الحديدة:

وجه عميد التهاميين، القائد المؤسس لألوية "المقاومة التهامية" ورئيس الحراك التهامي السلمي العميد عبدالرحمن حجري، لأول مرة، خطابا علانيا لطارق عفاش، تضمن اتهاما مباشرا لطارق بارتكاب جرائم بشعة بحق المواطنين وتحذيرا غير مسبوق من "رد عسكري للمقاومة التهامية".

جاء هذا في بيان نشره العميد حجري، على حسابه الجديد على منصة التدوين المصغر إكس (توتير سابقا) بعد "تهكير حسابه السابق"، بعنوان "بيان الحراك التهامي السلمي رقم ( 3 ) لسنة 2024م إدانة واستنكار الجريمة والفاجعة بحق المواطن التهامي علي شجيعي". اخر ضحايا سجون قوات طارق عفاش غير القانونية في مديريات الساحل المحررة.

وقال البيان: "وقف الحراك التهامي على الجريمة البشعة بحق المواطن التهامي علي شجيعي الذي تم اختطافه من مزرعته التي تقع جنوب مدينة الخوخة في 2 مارس 2024م وتم تغييبه والزج به في سجن أبي موسى وتفاجأت أسرته بعد تغييبه لشهر عنها باتصال من قيادات تتبع ما يسمى قوات الوطنية التابعة لطارق تطلب منهم استلام جثة ابنهم".

مضيفا: "والحراك إذ يدين الجريمة الشنيعة من اختطاف ثم تعذيب للمجني عليه داخل السجن أدى لمقتله، فإنه يؤكد أن مثل هذه الأعمال والانتهاكات بحق المواطنين من أبناء تهامة وغيرهم لا يمكن السكوت عنها ابداً، فكما خرجوا ثائرين ضد ظلم وصلف وعنجهية مليشا الحوثي، فإنهم لن يرضوا بهذه المماسارات والأفعال والجرائم والظلم في مناطقهم المحررة من أي جهة كانت".

وتابع البيان، قائلا: "نحمل المسؤولية الكاملة مايسمى قوات الوطنية وقياداته التي قامت بعملية الاختطاف والتعذيب للمجني عليه وما حصل له أدى لمقتله وهو في عهدتهم وتحت أيديهم، ونطالب على وجه السرعة نزول لجنة مختصة من الجهات القانونية والنيابة والسلطة المحلية للتحقيق في ملابسات اختطاف ومقتل  المجني عليه "علي شجيعي".

مشددا على المطالبة بـ "إحالة كل المتورطين في هذه الجريمة للقضاء لينالوا جزاءهم العادل والرادع ليكونوا عبرة لمن تسول لهم أنفسهم ونزواتهم في المساس بالمواطنين وممتلكاتهم واستغلال الوضع الراهن". مهددا برد عسكري لأول مرة منذ تفكيك طارق عفاش عدد من ألوية المقاومة التهامية وضمها لقواته بترغيب الاموال والسيارات وترهيب الاعتقال والاغتيالات.

وقال: "ونؤكد الحراك التهامي والمقاومة التهامية وكل الشرفاء من أبناء تهامة ما تزال أيديهم على الزناد من أجل تحقيق الحرية والعدالة والكرامة لأبناء تهامة، ولا يمكن لهم أن يتهاونوا مع من تسول له نفسه ليمارس أي جرائم أوظلم في مناطقهم أو يظن أنه محمي من العقاب أو من الوصول إليه بحجة أنه ينتسب لجهة ما". في اشارة الى طارق عفاش ومنصبه بالمجلس الرئاسي.

مضيفا: "كما نؤكد أن اسم الصحابي الجليل أبو موسى الأشعري، مرتبط في الوجدان كرمز له مكانته التاريخية والدينية والتضحية والبطولة والشجاعة في نفوس أبناء تهامة ونفوس كل اليمنيين، واليوم أضحى هذا المكان سجنا تمارس فيه الانتهاكات والجرائم، ولذلك نطالب وبشكل عاجل إنهاء كل تلك الممارسات والانتهاكات وعودة رمزية هذا المكانة التي تليق باسم الصحابي الجليل".

وتابع متوعدا: "ونحذركم أن كل تلك الانتهاكات مرصودة لدينا بما يجعلكم تحت طائلة المساءلة والملاحقة والعقاب العاجل والقريب". داعيا مجلس القيادة الرئاسي إلى "وضع حد لمثل هذه الجرائم والانتهاكات والتجاوزات وتشكيل لجنة عليا للتحقيق في القضية ووضع سجن أبو موسى الذي أضحى وكراً للظلم والانتهاكات بحق المواطنين والتي قضية المواطن علي شجيعي ليست اولها".

كما طالب البيان "السلطة المحلية القيام بدورها ومسؤوليتها القانونية في التصدي والوقوف ضد هذه الانتهاكات مالم فهي تعتبر شريكة في هذه الجرائم والمساءلة والملاحقة القانونية والتي لاتسقط بالتقادم". وقال: "كما ندعو ايضا جميع الشرفاء والأحرار والمنظمات الحقوقية والقانونية لرصد وتوثيق وإدانة وفتح ملفات حقوقية بكل هذه الانتهاكات التي تمارس بحق أبناء تهامة والوطن".

مضيفا: إن مرتكبي الانتهاكات والجرائم المتلاحقة بحق أبناء تهامة والوطن في مديريات الساحل الغربي المحررة من قوات طارق عفاش و"القوات المشتركة" الممولة من الامارات "لن يفلتوا من الملاحقة والعدالة القريبة والعاجلة بقوة الله ثم بقوة الصادقين من شرفاء أبناء تهامة والوطن،..فظلمكم إلى زوال بحول الله وقوته". وأردف بقول الله تعالى: "وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون".

واختتم قائد الوية "المقاومة التهامية" ورئيس الحراك التهامي السلمي العميد عبدالرحمن حجري، بيانه، بقوله: "في الأخير نحذر تحذيراً بالغاً من مغبة هذه المظالم وهذه الانتهاكات ونطالب بسرعة تشكيل لجنة للتحقيق في هذه القضية العاجلة وبقية المسجونين ظلماً في سجون أبي موسى وسرعة إطلاقهم وجبر ضررهم والكف عن تلك الممارسات مالم فتتحملون العواقب من جراء كل ذلك".

شاهد .. قائد المقاومة التهامية يصدر اعلانا حربيا

يأتي هذا بعدما فتح اعتقال وتعذيب المزارع التهامي علي شجيعي حتى الموت، النار على طارق عفاش وقواته، متسببا في تصاعد حراك شعبي مدني وحقوقي، ونذر انتفاضة شعبية واسعة ايضا. قابلتها قوات طارق عفاش باستنفار غير مسبوق في مديرية الخوخة، منذ فجر الجمعة (29 مارس)، لمواجهة موجة الغضب وحالة الاحتقان الشعبي وانطلاق دعوات تهامية إلى "القصاص الفوري" من جنود طارق.

تفاصيل: مواطن تهامي يفتح النار على طارق عفاش

وكشف عضو اللجنة الوطنية للتحقيق في ادعاءات انتهاكات حقوق الإنسان، سابقا، المحامي عبدالرحمن برمان، عن واقعة مقتل المواطن التهامي علي شجيعي في سجن ابو موسى الاشعري التابع لقوات طارق بعد اعتقاله طوال شهر، وعن اتصال قوات طارق بأسرته لاستلام جثته، ورفضها استلامها واتمام اجراءات الدفن، ومطالبتها بعرضه على الطب الشرعي ولجنة تحقيق في ملابسات وفاته داخل المعتقل.

تفاصيل:  كشف هوية معتقل قتل تعذيبا بسجن طارق (صور)

في المقابل، سارعت وسائل اعلام المتنوعة التابعة لطارق عفاش، إلى نشر اخبارا مكثفة تروج لماسمته "مكرمة العميد طارق صالح"، متحدثة عن أن طارق عفاش "تكفل بدفع الحقوق المادية المحكوم بها على سجينين اثنين معسرين في المخا، بمناسبة شهر رمضان". حسب زعمها.

شاهد .. تغطية قوات طارق على جريمة قتلها معتقلا

ولوحظ تجاهل جميع وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، التابعة لطارق عفاش، واقعة مقتل المعتقل التهامي علي شجيعي داخل سجن ابوموسى الاشعري بعد اعتقاله طوال شهر كامل دون اي مسوغ قانوني، ما اعتبره تهاميون "استهانة بدماء وأرواح التهاميين".

شاهد .. اعلام طارق يحتفي باطلاق سجينين معسرين (فيديو)

جاءت جريمة مقتل معتقل تهامي اخر في سجون معسكرات طارق عفاش تحت التعذيب، عقب ايام على اعلان الحراك التهامي السلمي، اسقاط وصاية طارق عفاش على تهامة والقضية التهامية، وإقراره مبدأ "الندية" برعاية الامم المتحدة ومبعوثها الخاص الى اليمن.

تفاصيل: الحراك التهامي يسقط وصاية طارق عفاش أمميا

وتعد جريمة قتل المعتقل التهامي علي شجيعي بسجن "ابو موسى الاشعري"، امتدادا لعشرات الجرائم المماثلة، التي وثقتها منظمات حقوقية عدة بينها منظمة سام، ومقرها جنيف، وكشفت عن "فظاعات تجري في سجون غير قانونية في معسكرات تابعة لقوات طارق صالح".

تفاصيل: وثائق تفضح فظاعات سجون طارق عفاش (اسماء)

سبق أن روى مدنيون وعسكريون ايضا من منتسبي الجيش الوطني وقوات طارق، فروا من هذه السجون، شهادات صادمة عن ممارسات قمعية لا إنسانية وصنوف تعذيب اجرامي، يتعرض له المعتقلون في سجون طارق بمدن الساحل الغربي المحررة، تصل إلى القتل والتسبب بالوفاة.

جاء بين هذه الشهادات الموثقة والمصورة لعدد ممن نجوا من سجون معسكرات طارق عفاش، أنهم يتعرضون لصنوف شتى من التعذيب النفسي والجسدي لا تحتمل بإشراف عمار عفاش، وكيل جهاز الامن القومي سابقا، وضباط اماراتيين، وتدفع كثيرين إلى اختيار الانتحار للخلاص.

وتسيطر قوات طارق عفاش، منذ منتصف العام 2018م على مدن الساحل الغربي المحررة، وتفرض سلطتها وهيمنتها على السلطات المحلية والمكاتب التنفيذية وادارات الامن، لتسهيل بسطها على الممتلكات العامة والخاصة والاستحواذ على الايرادات العامة وفرض اتاوات غير قانونية.

يشار إلى أن الامارات تبنت طارق عفاش عقب فراره من صنعاء اثر اندلاع مواجهات بين عمه الرئيس السابق علي عفاش والحوثيين في صنعاء مطلع ديسمبر 2017، تاركا عمه يواجه مصرعه، ومولت تجميعه ضباط وجنود الجيش العائلي (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) التابع لابن عمه احمد علي سابقا في بير احمد بعدن ثم إلى الساحل الغربي، ليغدو وكيلا لاجندة اطماع ابوظبي في اليمن.