السبت 2024/09/21 الساعة 05:33 ص

امريكا تجنح للسلام مع الحوثيين بهذه الوساطات

العربي نيوز - صنعاء:

جنحت الولايات المتحدة الامريكية للدبلوماسية ووقف التصعيد مع جماعة الحوثي في البحرين العربي والاحمر، وأكدت أنها "لا تريد توسيع الصراع في المنطقة ولا تريد حربا مع الحوثيين"، ودفعت بأربع دول كبرى لبذل جهود سياسية تنهي التوتر المتصاعد في البحرين العربي والاحمر، وتوقف الهجمات البحرية لجماعة الحوثي الانقلابية.

كشفت هذا وسائل اعلام امريكية، مقربة من دوائر القرار في العاصمة الامريكية واشنطن. جاء بين ابرزها صحيفة "واشنطن بوست" مؤكدة ما سبق ان سربته صحيفة صحيفة "الفيايننشال تايمز"، نهاية يناير الفائت بشأن طلب واشنطن توسط الصين لدى ايران.

وطلبت كل من المملكة المتحدة البريطانية وجمهورية فرنسا، من سلطنة عمان، بذل مساع سياسية لدى جماعة الحوثي الانقلابية، ذات العلاقة الوثيقة مع مسقط، لوقف هجماتها البحرية التي تشنها بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمتجهة إلى موانئه".

تفاصيل: مسقط تعلن نتائج الوساطة بشأن البحر الاحمر

كما كشف زعيم الحوثيين، عبدالملك الحوثي، في خطاب مصور، ألقاه الخميس (1 فبراير) عن بذل امريكا وساطات، بقوله: "من بوادر الفشل سعي أمريكا إلى الاستعانة بالصين من أجل أن تسعى للوساطة والإقناع بوقف عملياتنا المساندة للشعب الفلسطيني".

مضيفا: "الصيني يدرك مصلحته أنها ليست في أن يسير تبعا للأمريكي، ويعرف ما يفعله الأمريكي في تايوان". داعيا الرئيس جو بايدن إلى الانشغال بأزمات امريكا، قائلا:"على الرئيس الأمريكي بدلا من أن يفتح حروبا أن ينشغل أولا بأزمات بلاده وبالمشاكل التي تصنعها سياساته".

شاهد .. الحوثي يكشف عن بذل امريكا وساطات (فيديو)

شاهد .. الحوثي يهزأ بالرئيس الامريكي بايدين (فيديو)

ونقلت شبكة قناة "الجزيرة فلسطين" مساء الجمعة (1 فبراير) على حسابها الرسمي بمنصة التدوين المصغر إكس (توتير سابقا)، عن صحيفة "واشنطن بوست"، تأكيد مسؤول أمريكي إن "واشنطن حاولت لأشهر عبر قنوات خلفية مع إيران دفعها لكبح جماح الجماعات المسلحة".

شاهد .. امريكا تطلب وساطة ايران بشأن البحر الاحمر

جاء هذا بعد اسبوع، على كشف صحيفة "الفيايننشال تايمز" عن لجوء الولايات المتحدة الأمريكية إلى الصين للمساعدة في وقف الهجمات التي تشنها جماعة الحوثي في البحرين الأحمر والعربي، عبر طلبها من بكين "حث ايران على كبح جماح المتمردين الحوثيين".

وقالت الصحيفة في تقرير لها الاربعاء (24 يناير): إن الولايات المتحدة طلبت من الصين حث طهران على كبح جماح المتمردين الحوثيين الذين يهاجمون السفن التجارية في البحر الأحمر، لكنها لم تر أي علامة تذكر على المساعدة من بكين، وفقًا لمسؤولين أمريكيين".

شاهد.. امريكا توسط الصين لوقف هجمات البحر الاحمر

من جانبها، جددت الصين (30 يناير) موقفها المعلن حيال الهجمات في البحرين العربي والاحمر والعدوان على غزة. وأكدت أن "الوضع في البحر الأحمر يعتبر امتداداً للصراع في غزة"، ودعت إلى "احترام سيادة الدول المطلة على البحر الأحمر بما في ذلك اليمن".

وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الصينية، وانغ وين بين، في بيان نقلته وكالة "شينخوا" للانباء: إن “السبب الجذري لتصعيد الوضع في البحر الأحمر هو امتداد الصراع في غزة، والإنهاء السريع للقتال في غزة سيساعد في تخفيف الوضع في البحر الأحمر”.

مضيفا في الرد على امريكا: “إن مياه البحر الأحمر تعد ممراً مهماً للتجارة الدولية للسلع والطاقة، والصين لا تريد توترات في البحر الأحمر، وتدعو إلى وقف مضايقة السفن المدنية والاحترام الصادق لسيادة الدول المطلة على البحر الأحمر، بما في ذلك اليمن".

وتابع: إن "الصين تلتزم بالعمل مع جميع الأطراف لبذل جهود إيجابية لتخفيف التوترات في البحر الأحمر، وتحث جميع أطراف الصراع في غزة على التنفيذ الجاد للقرارات الصادرة عن مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، والتوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار".

جاء هذا البيان، عقب اسبوعين على اعلان الصين رفضها للغارات الجوية الامريكية البريطانية على اليمن، وإعلانها: “إن مجلس الأمن لم يأذن أبدا باستخدام القوة من قبل أي بلد في اليمن، ويجب احترام سيادة وسلامة أراضي اليمن والبلدان المطلة على البحر الأحمر بجدية".

من جهته، قال مبعوث الصين لدى الاتحاد الاوروبي، في تصريحات منتصف يناير الفائت: إن "هجمات الحوثيين في اليمن هي امتداد للأزمة في قطاع غزة". وأنّ العمليات الأميركية والبريطانية "لن تحافظ على المرور الآمن للسفن التجارية، وإنّما تجعل الممر أكثر خطورة".

مؤكدا: إنّه لا يمكن حل المشكلة "بالنهج الذي تتبعه الولايات المتحدة والمملكة المتحدة"، وأنّ "الاستراتيجية التي تقودها واشنطن ضد الحوثيين في اليمن غير مجدية". وحث على "ممارسة المزيد من النفوذ أو الضغط على السلطات الإسرائيلية لوقف القصف العشوائي لغزة، وخاصة المدنيين".

تفاصيل: اعلان ناري للصين بشأن اليمن وغزة وامريكا

وتواصل جماعة الحوثي الانقلابية، تنفيذ هجمات بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة باتجاه الكيان الاسرائيلي، وتحديدا ميناء إيلات (ام الرشراس)، حسب اعلانات متحدثها العسكري وتأكيد ناطق جيش الكيان الاسرائيلي، بالتوازي مع هجمات بحرية تشنها ضد السفن بزعم "منع مرور سفن الكيان الاسرائيلي والمرتبطة به والمتجهة إليه".

تفاصيل: هجوم صاروخي من اليمن على الكيان (فيديو)

تفاصيل:  امريكا تكشف حقيقة قصف سفينتين لها (فيديو)

بالتوازي، تواصل امريكا وبريطانيا التصدي لهجمات الحوثيين في البحر العربي وخليج عدن وباب المندب والبحر الاحمر، وتنفيذ سلسلة غارات جوية على اليمن بدأتها فجر الاثنين (12 يناير) بهدف "تقويض قدرات الحوثيين الصاروخية وانهاء هجماتهم البحرية" على سفن الكيان الاسرائيلي والمتجهة إليه، ولاحقا -عقب الغارات- السفن الامريكية والبريطانية.

تفاصيل : امريكا تبدأ ردا واسعا على قصف سفنها

تهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.

وتسببت الهجمات المتلاحقة من اليمن بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة المفخخة ذات التقنيات الايرانية، خلال نوفمبر وديسمبر، بخسائر مباشرة للكيان، وفقا لقناة "الجزيرة مباشر"، التي اكدت "توقفا شبه كامل لعمليات الشحن في موانئ إسرائيلية خلال الشهرين الماضيين". حدا اعلنت معه سلطات الاحتلال أن "اسرائيل تحت الحصار".

شاهد .. الهجمات على ايلات تكبد الكيان خسائر مباشرة

كما تسببت الهجمات الحوثية البحرية حتى الان، في اعلان شركات شحن بحري كبرى، ابرزها "ميرسك" الدنماركية و"هاباج لويد" الالمانية و(CMACGM) الفرنسية، ايقاف خط سير سفنها عبر باب المندب والبحر الاحمر، والاضطرار لتغيير مسار رحلاتها عبر طريق رأس الرجاء الصالح والدوران حول قارة افريقيا، ما يضاعف زمن الرحلة وتبعا نفقاتها.

شاهد .. خسائر الكيان الاسرائيلي من هجمات الحوثي (فيديو)

وأعلنت، الاثنين (18 ديسمبر) شركة "إيفرجرين لاين" التايوانية "تعليق رحلات سفن الحاويات التابعة لها عبر البحر الأحمر حتى اشعار اخر، وتحويلها لتمر حول رأس الرجاء الصالح". لتنضم شركة الشحن العالمية "OOCL" ومقرها هونغ كونغ، التي اعلنت الاحد (17 ديسمبر) "التوقف عن شحن البضائع من وإلى الكيان الإسرائيلي فورا وحتى إشعار آخر".

شاهد .. شركة عالمية توقف الشحن من وإلى الكيان 

في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه  الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)

وأصدر علماء السنة والجماعة في عدن والمحافظات الجنوبية، فتوى دينية شرعية في "المجلس الانتقالي" تحرم وتجرم تعاونه وأي قوات في الجنوب مع الكيان الاسرائيلي في حماية سفنه ومصالحه، التي باركت استهدافها، ودعت الى استمرارها، كما دعت منتسبي مختلف القوات في المحافظات المحرررة الى عصيان قياداتها ورفض حماية السفن الاسرائيلية.

تفاصيل: علماء الجنوب يصدرون فتوى بشأن "الانتقالي" (وثيقة)

عزز هذا مواصلة جيش الاحتلال الاسرائيلي شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، جلهم من الاطفال والنساء، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

وأججت أميركا الرأي العام اليمني والعربي باستمرارها في توفير الغطاء السياسي للكيان الاسرائيلي، وتعطيلها للمرة الثالثة، الجمعة (8 ديسمبر)، بالفيتو، صدور قرار عن مجلس الامن الدولي بوقف العدوان الاسرائيلي على غزة، بعد تفعيل امين الامم المتحدة المادة 99 باعتبار الحرب على غزة "تهدد بانهيار النظام العام للامم المتحدة، والامن والسلم الدوليين".

من جانبها، استنكرت عدد من الدول العربية الموقف الامريكي. بينما أكد سياسيون وقانونيون "سقوط الشرعية الدولية". ونوهوا إلى أن "امريكا اختارت بنفسها هدم مؤسسات التشريع الدولي، ولم يعد لمجلس الأمن قيمة أو الأمم المتحدة". مشددين أن "وقوف واشنطن بوجه المادة 99 من ميثاق الأمم المتحدة، يعني تقويضها لشرائع اكبر مؤسسة دولية في العالم".

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "29500 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 63000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم نحو 500 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.