السبت 2024/09/21 الساعة 03:29 ص

كشف كمين حوثي محكم للبحرية الامريكية (تفاصيل)

العربي نيوز - نيويورك :

كشف مسؤولون عسكريون امريكيون عن كمين محكم نصبته جماعة الحوثي الانقلابية لقوات البحرية الامريكية في البحر الاحمر، على خلفية هجمات الجماعة على سفن تجارية اسرائيلية، ووصفوا هذا الكمين وحماية السفن التجارية من هذه الهجمات بأنه "بمثابة كابوس"، وصعب للغاية على البحرية الامريكية.

جاء هذا في تقرير موسع، نشرته مجلة نيوزويك (Newsweek) الامريكية الشهيرة، بعنوان "البحرية الأمريكية تواجه تهديدا حوثيا بصواريخ مضادة للسفن متفوقة على معظم الدول". تحدثت فيه عن صعوبات تواجه البحرية الامريكية في تأمين السفن والملاحة الدولية في باب المندب والبحر الاحمر من الهجمات الحوثية.

وقالت مراسلة الأمن والدفاع، إيلي كوك، لمجلة "نيوزويك" : "تواجه البحرية الأمريكية في البحر الأحمر المتمردين الحوثيين المتمركزين في اليمن، ولكن لا يُعرف سوى القليل عما تمتلكه هذه القوات المدعومة من إيران في ترسانتها بالضبط. ومع ذلك، هناك شيء واحد واضح، وهو أن لديها مخزون صواريخ مضادة للسفن يمكن أن تشكل، في ظل الظروف المناسبة، تهديدًا للجيش الأمريكي في الشرق الأوسط".

مشيرة إلى إعلان الولايات المتحدة، الأحد إن "أربعة هجمات وقعت على ثلاث سفن تجارية منفصلة تعمل في المياه الدولية جنوب البحر الأحمر" انطلقت من الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن. وقالت القيادة المركزية الأمريكية في بيان إن السفينة الحربية الأمريكية يو إس إس كارني أسقطت عدة طائرات مسيرة بعد إطلاق سلسلة من الصواريخ من أراضي الحوثيين مما أدى إلى إتلاف اثنتين من سفينتي الشحن".

ونوهت إلى أن القيادة المركزية للقوات الامريكية قالت في بيان لها عن الهجمات: إن "أحد هذه الصواريخ كان صاروخا باليستيا مضادا للسفن". ولفتت إلى أن المتحدث العسكري لجماعة الحوثي يحيى سريع قال في بيانه الاحد: "إن إحدى السفن استهدفت بصاروخ مضاد للسفن والثانية بطائرة بحرية مسيرة".

المجلة الامريكة نقلت عن فابيان هينز، وهو زميل باحث متخصص في التحليل الدفاعي والعسكري في الشرق الأوسط في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قوله: إن "ترسانة الصواريخ المضادة للسفن لدى المتمردين الحوثيين ليست قابلة للمقارنة فحسب، بل إنها تتفوق على الأرجح على معظم الجهات الحكومية".

مضيفا: "إنه من الصعب جدا تحديد الأرقام، لأن الحوثيين لم يكونوا صريحين بشأن حجم مخزونهم من الأسلحة المهربة والمتبرع بها". وأردف: إن الصواريخ المضادة للسفن والصواريخ الباليستية هي "قدرة متخصصة للغاية لا يمتلكها سوى عدد قليل جدًا من الدول - بما في ذلك إيران - وقد تقاسمتها إيران مع الحوثيين".

وتابع: "قد يكون لدى الحوثيين مخزون من الصواريخ المضادة للسفن، لكن هذا لا يجعلها تتماشى مع القدرات الهائلة للبحرية الأمريكية". مضيفا: "لديهم بعض الثغرات التكنولوجية في جيشهم بشكل عام. إنهم يفتقرون إلى قوة جوية قوية وأصول استطلاع كبيرة، على الرغم من قوتهم غير المتكافئة "الكبيرة للغاية" في الأسلحة مثل الصواريخ المضادة للسفن والألغام البحرية".

مردفا: "ويمتلك الحوثيون بعض دبابات القتال الرئيسية من الجيل الأقدم، بالإضافة إلى مركبات قتال المشاة وناقلات الجنود المدرعة، على الرغم من عدم توفر أرقام دقيقة. ويُعتقد أيضًا أن لديهم سلسلة من الصواريخ ذات التصميم الإيراني، مثل الصاروخ الباليستي فاتح-110 وصاروخ دهلاوية المضاد للدبابات".

لكن الخبير الامريكي المتخصص، هينز استدرك قائلا: إن "البحرية الأمريكية مصممة لهذا النوع من التهديد على وجه التحديد ، لكن سفن الشحن المدنية ليست كذلك". وأردف: "يصبح من الصعب جدا جدا أو المستحيل الدفاع ضدهم". مؤكدا أن "هذا يخلق نوعا مختلفا من الصداع للجيش الأمريكي" حسب تعبيره.

وقال فابيان هينز: إن حماية كل سفينة تجارية تتحرك عبر مضيق باب المندب الاستراتيجي داخل وخارج البحر الأحمر سيثبت أنه كابوس، ولكن إذا تعرضت المزيد من السفن المدنية للهجوم، فقد تجد واشنطن صعوبة متزايدة في مقاومة الضغط للتحرك". وأردف: "إن ضمان حرية الملاحة العالمية هو مصلحة أساسية للولايات المتحدة خصوصا وللغرب بشكل عام".

مضيفا: "يبقى أن نرى ذلك، لكن الخبراء يتوقعون على نطاق واسع أن يستمر هذا النوع من الهجمات، ربما بأعداد أكبر. من الممكن، وربما من المرجح، أن نشهد استمرارًا أو زيادة في هذا النوع من الهجمات لأن الحوثيين مجرد جهة فاعلة من الصعب جدًا ردعها. لم نشهد هذا النوع من الحرب البحرية منذ فترة طويلة. ومن الصعب للغاية معرفة كيف ستسير الأمور على أرض الواقع".

من جانبه تحدث لمجلة "نيوزويك" الامريكية، الخبير بالشؤون العسكرية، سيدهارث كوشال، بوصفه "زميل باحث في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في المملكة المتحدة البريطانية"، وقال في تقييم صواريخ جماعة الحوثي الباليستية المضادة للسفن: "مثل هذه القدرات غير عادية إلى حد كبير بالنسبة للتمرد".

وبدوره، قال الخبير ويليام فرير، وهو زميل باحث في الأمن القومي في مجلس الجيوستراتيجية ومقره لندن، في تقييم خطر صواريخ جماعة الحوثي: إن الحوثيين قاموا في الأصل بتخزين الصواريخ التي استولوا عليها من الحكومة اليمنية، لكنهم استكملوا مخزونهم الصاروخي في السنوات القليلة الماضية بأسلحة من إيران.

مضيفا: إن "طهران زودت الحوثيين بما لا يقل عن ستة أنواع مختلفة من الصواريخ الباليستية، وثلاثة أنواع مختلفة من صواريخ كروز، وثمانية أنواع من الذخائر المتسكعة، بالإضافة إلى ثلاثة أشكال من الصواريخ المضادة للسفن والصواريخ الباليستية السريعة". وفقا لحصره.

وأوضح الخبير البريطاني في الشؤون العسكرية والامن القومي، ويليم فرير مكمن الخطر بقوله: "عند مواجهة دفاعات متطورة مثل أنظمة الدفاع الصاروخي إيجيس التابعة للسفينة الحربية الأمريكية، فإن صواريخ الحوثي تمثل خطرًا محصورًا "لكن ليس صفرًا" على الأصول الأمريكية".

مضيفا: "لكن، ضد السفن الأقل قدرة أو غير المسلحة، تشكل هذه الأسلحة خطرا جديا وجسيما للغاية، واعتمادا على حجم الرأس الحربي، يمكن أن تغرق السفن. من المهم أيضًا أن ندرك أنه حتى أفضل سفينة حربية في العالم يمكن أن تتعرض لضربة محظوظة". حسب تعبيره.

وتابع قائلا: "ما سيكون أساسيا هو عدد هذه الصواريخ والطائرات بدون طيار التي يمتلكها الحوثيون ومدى السرعة التي يمكنهم بها تجديد المخزونات". في اشارة إلى تزويد ايران جماعة الحوثي بتقنيات وتكنولوجيا تصنيع الصواريخ والطائرات المسيرة المتفجرة، داخل مناطق سيطرة الجماعة.

مردفا: "العمل على ذلك لا يمكن أن يكون سوى لعبة تخمين، كما يقول الخبراء. فقد أظهرت قوات الحوثيين قدرتها على شن آلاف الضربات على المملكة العربية السعودية على مر السنين. وإذا أرادوا ذلك، فيمكن للحوثيين، وإن لم يكن إلى أجل غير مسمى، تكثيف حجم هذه الضربات البحرية".

ومن جهته، تحدث الخبير في الشؤون العسكرية والحربية، كوشال، بقوله: "إن التهديد الذي تشكله أسلحة الحوثيين "هو تهديد تمتلك القوات البحرية الحديثة تجهيزات جيدة لمواجهته، ما لم تفاجأ أطقم السفن". "إنهم يمثلون تهديدًا أقوى بكثير للشحن المدني".

مضيفا: إن جماعة الحوثي بما تمتلكه من صواريخ باليستية وصواريخ مضادة للسفن، يشكل خطرا على القوات البحرية ويجعل من وجودهم يمثل عنصر خطر فيما كان من الممكن أن يكون في السابق عمليات انتشار خالية من المخاطر لمعظم القوات البحرية".

وفي تصور السيناريو القادم، قال الخبير ويليم فرير: "من المرجح أن يكون أمام الولايات المتحدة خياران. يمكنها جلب المزيد من السفن الحربية لحماية السفن التجارية في البحر الأحمر وخليج عدن وتعزيز وجودها في المنطقة، ويمكنها أن تدعو حلفائها إلى نقل الموارد إلى المنطقة".

في هذا وعلى الرغم من ارسال واشنطن وبريطانيا حاملات طائرات الى البحر الابيض المتوسط، إلا أن المجلة نقلت عن خبراء ومحللين إن "الولايات المتحدة يمكن أن تشن أيضا ضربات صاروخية على مواقع الحوثيين. لكن من المرجح أن ترغب الولايات المتحدة، وإيران، في الابتعاد عن هذا النوع من التصعيد إن أمكن".

وقالت: "من المهم أن نلاحظ أن العديد من المحللين يصفون البحرية الأمريكية بأنها مجهدة، تعمل فوق طاقتها، وأن تعزيز سفنها حول البحر الأحمر سيكبدها تكلفة في أماكن أخرى. وعلى الرغم من ذلك، إذا استهدف الحوثيون أحد أهم الممرات المائية في العالم، في مرحلة ما، فسيصبح ذلك أولوية.

شاهد .. كشف كمين حوثي محكم للبحرية الامريكية

يأتي هذا بعدما حسمت الولايات المتحدة الامريكية رسميا، قرار الرد على جماعة الحوثي الانقلابية وتصاعد تهديداتها للملاحة الدولية وحركة السفن، وهجماتها على الكيان الاسرائيلي وسفنه، بإصدار وزارة الدفاع الامريكية (البنتاغون) اعلانا رسميا، يتضمن اعلان الحرب على جماعة الحوثي ومليشياتها في البحر الاحمر وباب المندب.

تفاصيل: رسميا .. أميركا تعلن الحرب على الحوثيين (اعلان)

ويتزامن الاعلان العسكري الامريكي، مع تأكيد كيان الاحتلال الاسرائيلي للأراضي العربية في فلسطين وسوريا ولبنان، مساء الاربعاء، تعرضه لهجوم واسع بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيرة ذات التقنيات الحوثية، اطلقتها من جنوب البحر الاحمر، جماعة الحوثي الانقلابية، على مدينة إيلات (ام الرشراش) المحتلة جنوبي فلسطين.

تفاصيل: الكيان يؤكد تعرضه لأوسع هجوم حوثي (فيديو)

والثلاثاء، أكد مسؤولون يمنيون في وزارة الدفاع، وفي البيت الابيض الامريكي، والقيادة المركزية للقوات الامريكية، وكيان الاحتلال الاسرائيلي، عن ساعات تفصل اليمن عن بدء "معركة كبرى" حسب مسؤولين عسكريين، تحدثوا عن قيام تحالف عسكري اقليمي ودولي لانهاء تهديدات جماعة الحوثي الانقلابية سلامة الملاحة الدولية وحركة السفن.

حسب مسؤولين يمنيين بوزارة الدفاع فإن رئيس هيئة الاركان العامة قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن صغير حمود بن عزيز، بدأ الخميس زيارة خارجية "عاجلة وحاسمة". أكدوا أنها "تطلق العد التنازلي لبدء التصدي الحازم لتهديدات جماعة الحوثي للملاحة الدولية"، لكونها "تأتي في سياق تحركات لرؤساء اركان جيوش الدول المطلة على البحر الاحمر".

وفند المسؤولون ما سموه "مزاعم التطبيع مع اسرائيل" بقولهم: "اليمن يطل على واحد من اهم الممرات البحرية العالمية، بدءا من اقصى نقطة في المهرة وحتى اقصى نقطة في حجة". مضيفين: "ولهذا فإن اليمن عضو رئيس في الاسرة الدولية المعنية بتأمين وحماية الملاحة الدولية وحركة السفن، وملزم بالتنسيق والتعاون مع جميع الدول المطلة على البحر الاحمر".

تفاصيل: ساعات تفصل اليمن عن هذه المعركة (تفاصيل)

تأتي هذه التطورات عقب 24 ساعة على تبني جماعة الحوثي الانقلابية، الاحد، هجمات خطيرة في مضيق باب المندب، استهدفت سفينتين تجاريتين اسرائيليتين، وتهديدها بتوسيع هجماتها خلال الايام المقبلة لتتجاوز البحر الاحمر إلى البحر العربي، في تصعيد خطير، يؤلب العالم على اليمن وينذر بحرب دولية في مياه اليمن الاقليمية.

تفاصيل: اعلان حوثي عاجل بشأن باب المندب ! (بيان)

وسجلت جماعة الحوثي الانقلابية، أول رد لها على التهديدات الامريكية والاسرائيلية بتشكيل تحالف عسكري اقليمي ودولي، لردع هجماتها في باب المندب والبحر الاحمر، وخليج عدن والبحر العربي، وانهاء تهديداتها للملاحة الدولية وحركة السفن، التي تنقل ما يقارب 30% من امدادات الطاقة (النفط والغاز) عبر هذا الممر الدولي ألى العالم.

تفاصيل: الحوثيون يردون على تهديدات اميركا والكيان (بيان)

في المقابل، تشهد الاوساط السياسية والشعبية، اتساع دائرة جدل واسع، حسمه  الزنداني بإصداره اعلانا هاما موجها إلى اليمنيين عموما، وكوادر وقواعد حزب التجمع اليمني للإصلاح، خصوصا،بشأن التحرك لنصرة فلسطين واسناد المقاومة الفلسطينية في غزة، بما فيه استهداف جماعة الحوثي الكيان الاسرائيلي وسفنه في باب المندب والبحر الاحمر.

تفاصيل: الزنداني يحسم جدل استهداف الكيان وسفنه (بيان)

وتهدد الهجمات الحوثية في باب المندب والبحر الاحمر باثار اقتصادية كبرى، اقليميا ودوليا، إذ "يتم شحن 8.8 مليون برميل نفط خام يوميا من دول الخليج إلى أوروبا والولايات المتحدة والصين عبر البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ما يجعله واحدا من أهم نقاط التجارة العالمية" حسب تأكيد إدارة معلومات الطاقة الامريكية، وتحذيرات دول عدة.

إلى ذلك استأنف جيش الاحتلال الاسرائيلي، فور انتهاء الهدنة، شن غارات جوية وقصف بحري وبري بقنابل هائلة وقذائف محرمة الاستخدام دوليا، ابرزها القنابل العنقودية وقنابل الفسفور الابيض، مخلفا دمارا هائلا في البنية التحتية والمنشآت المدنية بقطاع غزة، وموقعا عشرات الآلاف من القتلى والجرحى المدنيين، علاوة على حصاره الخانق للقطاع.

يشار إلى أن محصلة ضحايا العدوان الإسرائيلي تجاوزت "15500 قتيلا فلسطينيا (بينهم 6000 طفل و4000 امرأة و668 مسنا)، والمصابين 40000، منذ 7 أكتوبر الفائت". في مقابل "1400 قتيلا من الاسرائيلين بينهم 347 ضباط وجنود، ونحو 3000 جريح". فيما أسرت "حماس" نحو 250 إسرائيليا، حسب ناطق "كتائب القسام"، ابو عبيدة.

كشف كمين حوثي محكم للبحرية الامريكية (تفاصيل)