العربي نيوز - صنعاء:
شهد حفل زفاف، مفعم بالبهجة والمحبة، بصنعاء، لنجلي عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، السياسي البارز، محمد قحطان، المعتقل لدى جماعة الحوثي منذ ثمان سنوات، مفارقة غير متوقعة فاجأت حضورا واسعا للسياسيين من مختلف الاطياف والتيارات.
واحتفت اسرة الاستاذ محمد قحطان، بزفاف نجليه حذيفة وشهاب، في اجواء فرائحية لم تخل من المواساة لذوي الاستاذ قحطان، وشد ازرهم حيال استمرار اعتقاله لدى جماعة الحوثي منذ بدء الحرب في مارس 2015م، وسط ظروف غامضة بشأن حالته الصحية.
لكن المفاجأة التي تلقاها جميع الحاضرين لحفل الزفاف من الاهل والأقرباء والسياسيين، كانت عند حضور عدد من قيادات بارزة في جماعة الحوثي الانقلابية، للمشاركة في حفل زفاف حذيفة وشهاب قحطان، المقام جنوبي صنعاء، في مفارقة لافتة، أثارت تعجب كثيرين.
وتصدر قيادات جماعة الحوثي التي حضرت حفل الزفاف، عضو المكتب السياسي للجماعة، القيادي البارز، علي القحوم، الذي نشر صورة له مع العريسين معلقا: "جانب من مشاركتنا اليوم في عرس حذيفة وشهاب قحطان، والف الف مبروك ودام الله السرور والافراح".
شاهد .. قيادات حوثية تشارك بزفاف نجلي قحطان (صور)
في المقابل، أثارت مشاركة وحضور قيادات بجماعة الحوثي حفل زفاف نجلي الاستاذ محمد قحطان، حفيظة وسخط قيادات في الشرعية، وعدد من السياسيين والناشطين، انتقدوا "تناقضات جماعة الحوثي" وكيف أنها "تواصل اعتقال محمد قحطان وتبارك زفاف نجليه في آن معا".
وأصدرت جماعة الحوثي بداية اكتوبر الفائت، اعلانا رسميا جديدا، بشأن مصير عضو الهيئة العليا لحزب التجمع اليمني للإصلاح، السياسي البارز، محمد قحطان، المحتجز لديها منذ بداية الحرب. وحملت الحزب مسؤولية ما سمته "تجميد عملية تبادل الاسرى بما فيهم قحطان".
زاعمة أنها وافقت ان يكون محمد قحطان ضمن المرحلة الثانية من صفقة تبادل الاسرى، لكن الجانب الحكومي "اشترط الكشف عن مصير محمد قحطان، في الوقت الذي يخفون المئات من آسرانا ويرفضون كشف مصيرهم او زيارتهم من اي منظمة من المنظمات الدولية". حد قولها.
تفاصيل: اعلان حوثي عن مصير اليم لقحطان (فيديو)
ويُعد السياسي محمد قحطان من ابرز قيادات حزب التجمع اليمني للإصلاح، وأحد الأربعة الذين شملهم قرار مجلس الأمن الدولي 2216، بإطلاق سراحهم. وحتى الان، بادلت جماعة الحوثي اللواء محمود الصبيحي واللواء ناصر هادي، واطلقت سراح اللواء فيصل رجب بوساطة قبلية محلية.
وفقا لاتفاق الحكومة المعترف بها مع جماعة الحوثي برعاية الامم المتحدة، المبرم بختام مفاوضات جنيف في مارس الماضي، فإنه تم الاتفاق على تبادل 2400 اسير ومحتجز من الجانبين، على مرحلتين، تم تنفيذ المرحلة الاولى من الاتفاق في ابريل الماضي، بتبادل 887 اسيرا ومحتجزا.
واتفقت تصريحات الوفد الحكومي بمفاوضات الاسرى ولجنة الاسرى التابعة للحوثيين، في ختام عمليات تبادل الاسرى المشمولين بالمرحلة الاولى، على أن المرحلة الثانية من صفقة جنيف تشمل تبادل 1400 اسيرا ومحتجزا من الجانبين "سيتم الاتفاق على آلية تبادلهم بجولة مفاوضات في مايو".
تفاصيل: اعلان رسمي بموعد اطلاق قحطان ورجب (وثيقة)
كما أعلنت الحكومة وجماعة الحوثي، منتصف يونيو الماضي، توصلهما في جولة المفاوضات على تنفيذ المرحلة الثانية من تبادل الاسرى بينهم الاستاذ محمد قحطان. على أن "يقوم كل طرف برفع المقترحات لقيادته للموافقه عليها وعقد جولة جديدة في اغسطس للاتفاق على تفاصيل التبادل".
تفاصيل: اعلان تفاصيل اتفاق اطلاق سراح قحطان (وثيقة)
وتؤكد الحكومة وجماعة الحوثي حرصهما على اطلاق جميع الاسرى على قاعدة "الكل مقابل الكل"، وتنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن الاسرى، الموقع في ديسمبر 2018م، لكن الجانبين يتبادلان اتهامات بالعرقلة، اضافة إلى اتهامات للتحالف بقيادة السعودية والامارات بإعاقة التنفيذ إلا بإطلاق أسرى قواته.
لكن الامال تعلق على جولة مفاوضات بين الجانبين من المقرر ان تشهدها العاصمة الاردنية عمّان، غدا الاحد 26 نوفمبر الجاري، حسب ما أعلن عضو الوفد الحكومي المفاوض في ملف الاسرى، الدكتور عبدالله ابو حورية، مؤكدا أن "الافراج عن الاستاذ محمد قحطان يتصدر اجندة جولة المفاوضات".
يشار إلى أن لجنة الصليب الاحمر نفذت خلال (14-16) ابريل الماضي، العمليات الجوية لتبادل 181 اسيرا ومحتجزا للتحالف والحكومة والقوات المشتركة، مقابل 706 اسرى ومحتجزين لجماعة الحوثي، مشمولين بالمرحلة الاولى من اتفاق الاردن، وكان يفترض تنفيذ المرحلة الثانية منذ خمسة أشهر مضت.
