العربي نيوز - فلسطين:
يواصل جيش الاحتلال الصهيوني شن غارات جوية مكثفة ومدمرة للاحياء السكنية والبنية التحتية لقطاع غزة المحاصر في فلسطين المحتلة، وفي المقابل كشفت فصائل المقاومة الفلسطينية عن مفاجآت غير متوقعة في سياق عملية "طوفان الاقصى" المتواصلة لليوم الثالث ردا على العدوان الصهيوني الغاشم.
وشن طيران الحربي للكيان الصهيوني قبل لحظات غارات غير مسبوقة على قطاع غزة باستخدام صواريخ وقنابل ذات قوة تدميرية عالية، أدت إلى "ارتفاع عدد ضحايا القصف الاسرائيلي إلى 560 قتيلا و2900 جريحا مدنيا معظمهم من الاطفال والنساء وكبار السن" حسب اخر اعلان لوزارة الصحة الفلسطينية.
استهدف تصعيد الكيان الصهيوني غاراته الجوية التي "تجاوزت 1000 غارة منذ السبت"، البنية التحتية والمرافق الخدمية في مدن قطاع غزة، وتدمير احياء بأكملها تضم مئات المباني السكنية، بما في ذلك تدمير مقار الشرطة والمستشفيات والجامعات، وعربات الاسعاف، ضمن توجه لمحو قطاع غزة بالكامل.
تزامنت الغارات الجوية الصهيونية مع فرض جيش الاحتلال الصهيوني "حصارا شاملا على قطاع غزة، يشمل قطع الكهرباء والمياه والاتصالات والوقود"، في محاولة لفرض عزلة محكمة على قطاع غزة، وفصائل المقاومة الفلسطينية، وكبح الاختراقات المتواصلة من كتائب القسام وسرايا القدس لمستوطنات الغلاف.
شاهد .. الكيان الصهيوني يواصل محو غزة (فيديو)
وتتواصل الاشتباكات والمعارك بين قوات جيش الاحتلال الصهيوني ومقاومين فلسطينيين في مواقع عدة داخل مستوطنات الكيان ما يسمى "غلاف غزة"، لليوم الثالث من عملية "طوفان الأقصى" وسط تقديرات عسكرية وأمنية صهيونية بـ "ارتفاع حصيلة الخسائر البشرية الاسرائيلية إلى 1000 قتيل و3000 جريح".
وفقا للاحاطات الصحفية لقوات جيش الاحتلال الصهيوني، فإن المعارك مع مقاتلي كتائب القسام وسرايا القدس وغيرهم من الفلسطينيين تدور في "مواقع عدة بمستوطنات عالوميم ونيريم وسديروت، ومنطقة جنوب عسقلان". فيما أعلنت إذاعة جيش الاحتلال عن "قرار إخلاء 25 مستوطنة وكيبوتس في غلاف غزة".
كما أعلنت وسائل اعلام الكيان الصهيوني "القناة 12"، أن معارك تدور بين جيش الاحتلال ومقاتلين فلسطينيين في مستوطنة صوفا جنوب غزة. وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن جيش الاحتلال الإسرائيلي "يقاتل مسلحين وصلوا عبر البحر إلى شاطئ زيكيم شمال قطاع غزة، ويجري الدفع بتعزيزات من الدبابات هناك".
ونشر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الاثنين، قائمة جديدة بأسماء 16 من جنوده قتلوا منذ بداية عملية طوفان الأقصى، بينهم ضابط في وحدة النخبة برتبة مقدم، ما يرفع مجموع القتلى في صفوف قواته حتى الآن إلى 73 عسكريا. علاوة على عشرات المفقودين، وقعوا في الاسر بينهم مجندات بجيش الاحتلال الاسرائيلي.
وفقا لما اعلنته "القناة 13" التابعة لكيان الاحتلال الصهيوني فقد "أصيب 3 جنود إسرائيليين في تبادل إطلاق نار مع مسلحين تسللوا من لبنان". وأظهر مقطع فيديو مشاهد من الجانب الإسرائيلي لاشتباكات دارت على الشريط الحدودي مع لبنان الاثنين. وتحدثت اذاعة جيش الاحتلال الاسرائيلي عن نشر قوات بالمنطقة.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي الأدميرال دانيال هاغاري، الاثنين، إنه تم استدعاء عدد قياسي من جنود الاحتياط بلغ 300 ألف جندي منذ يوم السبت في إطار الرد على هجوم حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من قطاع غزة على جبهات متعددة. وأردف بأن "عملية الاستدعاء الأكبر في تاريخ إسرائيل".
شاهد .. متحدث جيش الاحتلال الاسرائيلي يقر بالخسائر
يأتي هذا بعدما كان الكيان الصهيوني أعلن السبت، على لسان رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو "حالة الحرب"، وحسب متحدث جيش الاحتلال الاسرائيلي هاغاري في مؤتمر صحفي، فإن قوات الكيان "تسعى تأمين حدود اسرائيل وإلى استعادة السيطرة على تجمعات هناك، وما تزال اشتباكات متفرقة دائرة مع المسلحين".
شاهد .. عمليات المقاومة الفلسطينية البرية تباغت الاحتلال
في المقابل، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي قصف مستوطنات تابعة لكيان الاحتلال الصهيوني بينها مدينة بئر السبع بدفعة صاروخية "ردا على المجازر بحق المدنيين" في غزة. وبالمثل فعلت كتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) حسب ناطقها.
وأعلنت كتائب القسام، الاثنين، أنها تواصل عملية "طوفان الاقصى" ردا على اعتداءات الكيان الصهيوني، وقصفت مستوطنات الاحتلال في القدس المحتلة بدفعة من الصواريخ ردا على القصف الإسرائيلي لمنازل المدنيين في غزة". ودوت صفارات الإنذار في مستوطنة بيتار عيليت ومستوطنات جنوب القدس ومحيط بيت لحم.
مؤكدة أنها "وجهت ضربة لمستوطنة سديروت بـ90 صاروخا"، كما فاجأت طيران جيش الاحتلال بـ "استهداف احدى مقاتلاته من طراز "إف-16" في سماء بحر غزة على بعد 35 كيلومترا بصاروخي أرض-جو من طراز "متبر 3". في تطور عسكري نوعي وفارق للمقاومة، من شأنه تغيير موازين القوى حسب مراقبين عسكريين.
كما لوحت باستخدام ورقة اسرى الكيان لردع غاراته الجوية على المدنيين الفلسطينيين في غزة، حسب ما اعلن ناطق كتائب القسام، أبو عبيدة، في تسجيل صوتي بثته قناة "الجزيرة" قبل قليل، إنهم "وبكل أسف سيقومون بإعدام رهينة من المدنيين الإسرائيليين لديهم، مقابل أي عملية إعدام ينفذها الجيش الإسرائيلي بحق أهالي غزة".
وقال ابوعبيدة: نعلن بأن كل استهداف لابناء شعبنا الآمنيين في بيوتهم، دون سابق إنذار، سنقابله آسفين، بإعدام رهينة من رهائن العدو المدنيين، لدينا، وسنبث ذلك مضطرين بالصوت والصورة، وإننا إذ نعلن عن هذا القرار، لنحمل أمام العالم، العدو الصهيوني وقيادته مسؤولية هذا القرار والكرة في ملعبه من الآن، أعذر من أنذر".
بدوره، توعد رئيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في الخارج، خالد مشعل، كيان الاحتلال الصهيوني الإسرائيلي بمزيد من الرد القاسي في عملية "طوفان الأقصى" المعد لها مسبقا. وقال في تدوينة على حسابه الرسمي بمنصة إكس (تويتر سابقا): "نقول للعدو الماضي ولى إلى غير رجعة واليوم نحن من سيحدد قواعد الحرب".
مضيفا في الكشف عن مفاجآت اكبر قادمة: "لم نبدأ طوفان الأقصى إلا ونحن نعرف حجم تأثيره وكيفية إيقافه". وتابع قائلا: "لقد تغيرت قواعد القوة، ولم تعد لغة الكيان الصهيوني المحتل المتعجرفة تخيفنا". واختتم بتأكيده أن دماء الشهداء ستشكل وقودا لثورة الشعب الفلسطيني التي لن تتوقف إلا بتحقيق أهدافه بالتحرير والعودة.
شاهد .. تصريح مثير لرئيس حركة "حماس"
إلى ذلك، تتواصل التنديدات العربية والغربية للتصعيد الجاري بين فلسطين والكيان الإسرائيلي، واتفقت بياناتها المعلنة في "الدعوة إلى الوقف الفوري للتصعيد، والتحلي بأقصى درجات ضبط النفس". بينما انفردت الامارات سياسيا بإدانة التصعيد الفلسطيني، وأكدت الولايات المتحدة الامريكية ارسالها دعما عسكريا عاجلا للكيان.
يشار إلى أن فصائل المقاومة الفلسطينية كتائب القسام التابعة لحركة حماس، وسريا القدس التابعة لحركة الجهاد الإسلامي، وألوية صلاح الدين، وغيرها من فصائل المقاومة؛ أطلقت فجر السبت، عملية "طوفان الاقصى" بإطلاق 5000 صاروخ وقذيفة، ردا على اعتداءات قوات كيان الاحتلال الصهيوني على القدس والمسجد الاقصى.