العربي نيوز -حضرموت:
كشف سياسيون وعسكريون يمنيون عن مؤشرات مريبة لما سموه "بدء تنفيذ خطة عرقنة اليمن" بإدارة وإشراف امريكي، تعمم في اليمن نموذج السياسية الامريكية العسكرية والامنية والسياسية المنفذة في العراق، في اعقاب غزوه، وتقسيمه على اساس يتجاوز النعرات المناطقية إلى تقسيم مذهبي طائفي.
وذكرت مصادر سياسية وعسكرية بين هذه المؤشرات المريبة، بدء قوات امريكية خاصة بتدريب جيش من السلفيين اليمنيين على اراضٍ سعودية حدودية، وعقد مسؤول مخابراتي وامني امريكي رفيع اجتماعا مع محافظ حضرموت، والتقارب اللافت بين قائد الوية "العمالقة الجنوبية" مع السفير الامريكي لدى اليمن، بحفل زفاف نجل طارق عفاش.
مشيرة إلى اجتماع "محافظ حضرموت مبخوت مبارك بن ماضي، اليوم بالمكلا مع مسؤول مكتب الشؤون المدنية بالولايات المتحدة الأمريكية مايكل كوينج، لبحث جهود التنسيق لتعزيز الأمن وفرض النظام والقانون ومكافحة الارهاب". وتأكيد المسؤول الامريكي "الحرص على ان تظل حضرموت محل استقرار ومفتاح الحل لأي حلول سلمية قادمة".
وفي هذا قال، الناشط السياسي البارز توفيق احمد: إن "حضور السفير الأمريكي في حفل زفاف نجل طارق وجلوسه بجانب المحرمي لم يكن مصادفة أو عفويا أو سهواً أو خطاً، وإنما هو كيد محكم، وتدبير خبيث ماكر، يأتي ضمن خطة كاملة متكاملة لبدء وتكرار تطبيق نموذج العراق ابان احتلاله، والاعداد لحرب اهلية مذهبية في اليمن".
https://x.com/SSSSRR101/status/1708517659917054445?s=20
بينما تساءل الناشط الحضرمي، علي العيدروس، في تدوينة: "حاجة انا مستغرب منها.. كيف انغمس السلفيون وقائدهم قائد العمالقة عبدالرحمن المحرمي مع الامريكيين وهات يا لقاءات وهات يا مجابرات اخرتها في عرس ابن طارق صالح.. طبعا قوات امريكية هي اللي تدرب العمالقة حاليا.. وأردف: "عجيب هذا الود والتعاون!!!".
https://x.com/hlllsydy2/status/1708552900224389261?s=20
وباغتت الولايات المتحدة الامريكية الجميع بتحرك عسكري غير مسبوق في اليمن، يتناقض مع دورها المُعلن وما تسميه "دعم انهاء الحرب في اليمن واحلال السلام"، أثار الريبة وجدلا واسعا بين أوساط المراقبين السياسيين والعسكريين للشأن اليمني، وتساؤلات عن الغايات الفعلية لهذه الخطوة الامريكية العسكرية، الجديدة في اليمن.
أكدت هذا مصادر عسكرية في المنطقة الاولى للجيش الوطني بحضرموت، وكذا جنود عائدين من منفذ الوديعة، بأن "القوات الامريكية الخاصة، بدأت وسط تكتم شديد، تدريب مجاميع خاصة من قوات درع الوطن، في منفذ شرورة بنجران، المقابل لمنفذ (الوديعة)، في مجالات نوعية عدة، تشمل الاقتحام والاشتباك والتفجيرات والقناصة".
موضحين أن "التدريبات العسكرية الامريكية لمجاميع خاصة من قوات درع الوطن تضم الآلاف، وجرى اختيارهم بعناية، وتتواصل على نطاق واسع في معسكرات خاصة بمنطقة شرورة، وسط تكتم كامل من جانب الولايات المتحدة الامريكية والمملكة العربية السعودية، لمنع انتشار الخبر بين اوساط منتسبي قوات درع الوطن وعائلاتهم".
وأكدت عائلات منتسبين لقوات "درع الوطن"، بينهم الناشطة ميار العولقي، غياب عدد من ذويها في مهام خاصة غير معلنة، وقالت: "هل يعلم ربعي وعزوتي في شبوه وكل اهلنا في الجنوب اين ابنائهم المجندون في قوات درع الوطن اين مختفيين وليش?! ام انهم لازالو في معسكرات جنوب المملكه??", وأردفت: "المحرمي لديه اجابة السؤال".
https://x.com/awlqy_d/status/1708542182104154445?s=20
كما أكدت منصة "يمانيون ضد الإمارات"، هذه المعلومات، وقالت في خبر على حسابها بمنصة إكس (تويتر سابقا): "تزامنا مع لقاء المحرمي مع السفير الامريكي في حفل زفاف نجل طارق مدربين من القوات الخاصة الامريكية تقوم بتدريب مجاميع خاصة اقتحام واشتباك وقناصة من قوات درع الوطن في منطقة شرورة بنجران السعودية".
https://x.com/Yamanis_vs_UAE/status/1708521910223396892?s=20
في المقابل، علق سياسيون يمنيون بأن "الأكيد هو ولاء قوات ما يسمى درع الوطن للمملكة العربية السعودية". موضحين أن "انشاء هذه القوات تم بقرار وتمويل سعودي للحفاظ على نفوذها في جنوب البلاد بمواجهة النفوذ الاماراتي ومليشياتها المسلحة"، ولفتوا إلى "السعودية تسعى لاحلالها محل الجيش الوطني في جميع المحافظات الشرقية".
يأتي هذا بالتزامن مع كشف مشاركين في حفل زفاف عفاش طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، والمقام في ابوظبي، عن تفاصيل مثيرة شهدها الحفل، تصدرها ما سموه "لقاء حميم بين السفير الامريكي لدى اليمن وقائد الوية العمالقة الجنوبية عبدالرحمن المحرمي".
وأتفق عدد ممن حضروا حفل الزفاف، في أن ظهور الشيخ السلفي عبدالرحمن المحرمي، المكنى ابو زرعة" بجوار السفير الامريكي لدى اليمن "كان جزءا من تفاصيل مثيرة، تمثلت في ملازمتهما لبعضهما منذ بداية الحفل وحتى نهايته، وانفرادهما لتبادل الحديث طوال نحو 4 ساعات متواصلة، وسط اجواء من تبادل الابتسامات والتفاهمات".
مشيرين إلى أن "لقاء المحرمي والسفير الامريكي تحول لافت ويشي بترتيبات كبيرة وتحولات قد تكون مفاجئة". ولفتوا إلى أن بين هذه التحولات "استئناف العلاقة الامريكية بالتيارات السلفية وبخاصة الجهادية أو الجهيمنية، المتشددة حد التطرف الديني، والتي تشكل على اساس افكارها برعاية امريكية، وما يزال تنظيم القاعدة ثم تنظيم داعش".
بالمقابل بدا اللقاء مثيرا لحفيظة كثير من الناشطين المنتمين لتيار الجماعة السلفية، التي ترتكز على ركن ركين وأصل اصيل في عقيدة اهل السنة والجماعة، وهو الولاء لله ورسوله وصحابته والمؤمنين، والبراء من أعداء الله ورسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين، وفي مقدمهم المخالفين لله ورسوله وصحابته وبالطبع الكافرين والمشركين بالله.
وتتابع انتقادات حادة بين اوساط مشايخ وناشطين سلفيين للظهور اللافت لقائد الوية العمالقة الجنوبية عبدالرحمن المحرمي، مع السفير الامريكي لدى اليمن في حفل زفاف عفاش طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة من الامارات في الساحل الغربي، والمقام في العاصمة الاماراتية ابوظبي.
القيادي في "المقاومة الجنوبية" سابقا، ورئيس منتدى السلام ووقف الحرب في اليمن، الناشط الجنوبي السلفي عادل الحسني، قال معلقا على هذا الظهور: "نبارك لـ "آل صالح" أفراحهم. فقط لفت انتباهي حضور السفير الأمريكي بجانب الجاسوس ‘أبو زرعة المحرمي‘ هل هو أمر عفوي؟. أشك بهذا، علمتنا السياسة ألا صدف فيها".
https://x.com/Adelalhasanii/status/1707489166181691680?s=20
ومن جانبه، علق الناشط السلفي الجنوبي، باسم "ابو المعارك" في منصة إكس، على ظهور المحرمي والسفير الامريكي بقوله: "سياسيون ومشايخ وناشطون سلفيون ينتقدون ويستنكرون لقاء المحرمي مع السفير الامريكي في حفل زفاف نجل طارق عفاش، ويتهمون المحرمي بالانجراف في مستنقع السياسية ومخالفة مرجعيات وادبيات السلفية".
https://x.com/abomarkmahre/status/1708526292339974150?s=20
بدورها، قالت الناشطة الجنوبية رمال المصعبي: "عرس اسرة عفاش بابوظبي لم يكن الا واجهه يخفي لقاءات مع السفير الامريكي لقيادات عسكريه وسياسيه نال الحظ الاوفر منها القائد السلفي ابوزرعه المحرمي والاكيد خطط جديده وترتيبات وفق الرؤيه الامريكيه لمستقبل اليمن والتي تضرب عرض الحائط بمصلحتنا وتعمل لمصلحتها".
https://x.com/R_ma_l/status/1708547038709776594?s=20
ميدانيا، افادت مصادر محلية وعسكرية، أن ألوية قوات "درع الوطن" تشهد موجة احتجاجات وانسحابات تعصف بصفوفها لأول مرة منذ بدء تشكيلها بداية العام 2021م بتمويل سعودي، على خلفية ما اعتبره منتسبوها "خيانة لله والدين والوطن"، وارغامهم على مد ايديهم إلى "اعداء الله والرسول والصحابة والمؤمنين" في اشارة للتدريب الامريكي.
موضحة في تصريحات متفرقة، أن "عددا من منتسبي قوات درع الوطن انسحبوا من معسكراتهم احتجاجا على تولي القوات الامريكية الاشراف عليهم وتدريبهم"، ولفتت إلى أن هذا التعاون الامريكي مع قوات درع الوطن "يعد لدى السلفيين خرقا جسيما لعقيدتهم ومرجعياتهم وأدبياتهم". متوقعة "تصاعد موجة الانسحابات تباعا خلال الايام القادمة".
وأعاد لقاء المحرمي والسفير الامريكي، الى الواجهة، العلاقة الوثيقة والقديمة بين الولايات المتحدة الامريكية وأجهزة استخبارتها مع عدد كبير من جماعات الحركة الاسلامية، وبصورة اكبر منذ نهاية عقد السبعينيات، وتجييشها لحشد المقاتلين العرب إلى افغانستان لمواجهة تمدد الاتحاد السوفيتي حينها في الزحف على منابع الثروة في المنطقة.
مرت الحركة السلفية في اليمن، حسب الباحثين، ومنهم آدم بارون، بثلاثة مراحل او اجيال: الاول "جيل الاباء والمؤسسين الذين يعبر عنهم بمقبل الوادعي حتى وفاته في عام 2001، فقد وقع الجيل الذي أتى بعدهم في خلافات لا تنتهي أدت إلى تشظي الحركة السلفية في قضايا مرتبطة بالتسييس". مع تأسيس حزب الرشاد عام 2011م.
مضيفا: إن "الجيل الثاني قد تم تهميشه جزئيًا بسبب عدم استعداده للانخراط بشكل واضح في القتال. فقد أمضى يحيى الحجوري بعد أن طرده الحوثيون قسراً من دماج في عام 2014 بعض الوقت في المملكة العربية السعودية لكنه لم يؤيد بالكامل الاستراتيجية العسكرية للتحالف، .. وبالمثل، استراتيجية محمد الإمام للمصالحة مع الحوثيين".
وتابع: "الموجة الثالثة يجسدها رجال ذوو مؤهلات مكتسبة في ساحة المعركة وهم أقل اهتمامًا بالنقاء الأيديولوجي والديني ويتقبلون بشكل واضح أن يتم استخدامهم كأداة من قبل القوى الإقليمية". في اشارة إلى التشكيلات المسلحة بقيادة عدد من خرجي معهد دماج في صعدة، امثال عبدالرحمن المحرمي (ابوزرعة) وحمدي شكري الصبيحي".
ذاكرا بين قيادات سلفية لتشكيلات عسكرية اخرى أزدهرت بدعم اماراتي "أبو العباس في تعز أو بسام المحضار في الجنوب". وعلق على مقاتلي "العمالقة الجنوبية" وما شاكلها بقوله: "أشعر أن المقاتلين أكثر تنوعًا مما نعتقد عادةً حيث يحتشدون حول قضايا حماية الأرض أو من أجل الرواتب بصورة أكثر تواتراً من احتشادهم لأجل أيديولوجية".
شاهد .. تحليل غربي عن الجماعات السلفية في اليمن
يشار إلى أن الامارات عمدت إلى تمويل انشاء وتجنيد تشكيلات عسكرية في جنوب اليمن من ذوي الانتماء السلفي تمثلت في "الوية العمالقة الجنوبية" وكتائب أبي العباس في تعز، وبالمثل فعلت السعودية لمواجهة النفوذ الاماراتي، وعمدت مؤخرا، مع بداية العام 2021 الى تمويل إنشاء ما بات يعرف باسم "قوات درع الوطن"، من سلفيي الجنوب.