العربي نيوز - مارب:
امتلك الجيش الوطني، اخيرا، اسلحة ثقيلة وحديثة، تمكنه من الردع والحسم، بعدما ظل طوال سنوات الحرب محروما منها، في مقابل تفوق لافت لجماعة الحوثي الانقلابية في العتاد العسكري، الذي تسلمته من الرئيس الاسبق علي صالح عفاش وطارق عفاش، إبان شراكتهما في الانقلاب وتحالفهما.
أعلنت هذا عمليا، قيادة الجيش الوطني بتنظيمها عرضا عسكريا مهيبا وغير مسبوق في مدينة مارب، بمناسبة الذكرى الحادية والستين لثورة 26 سبتمبر (1963)، تضمن استعراضا لمختلف تشكيلاته العسكرية ولاسلحة حديثة وثقيلة بينها صواريخ، دخلت مؤخرا الخدمة في العتاد العسكري للجيش.
وعرضت قوات الجيش الوطني في المنطقة العسكرية الثالثة بمدينة مارب، الثلاثاء، للمرة الاولى، اسلحة متطورة بينها صواريخ بعيدة المدى تصل الى العاصمة صنعاء. ردا على استعراض جماعة الحوثي ترسانة الصواريخ التي نهبتها من مخازن الجيش اليمني واستطاعت تطوير تقنياتها لزيادة مداها وقوتها التفجيرية.
يأتي هذا بعدما، شهدت العاصمة صنعاء الخميس، تحليقا كثيفا لطائرات عسكرية حربية نفاثة ومروحية، بالتزامن مع انتشار امني واسع، وتنفيذ سلطات جماعة الحوثي الانقلابية استعراضا عسكريا هو الاكبر لها في ميدان السبعين، لتشكيلات قواتها وطائراتها ومنظوماتها الصاروخية المتطورة.
تفاصيل: صنعاء تشهد حدثا استثنائيا وغير متوقع (صور+ فيديو)
وعلق مراقبون سياسيون وعسكريون للشأن اليمني، بأن استعراض جماعة الحوثي الطائرات الحربية للجيش اليمني التي لم يطلها قصف طيران التحالف (عاصفة الحزم) "اعلان رسمي صريح عن إعادة تفعيل المقاتلات الحربية ورفع التحالف الحظر الجوي المفروض على صنعاء".
مشيرين إلى أن "تنامي مقدرات الحوثيين العسكرية يظهر فشل ثمان سنوات من الحرب وعشرات الآلاف من الغارات لطيران التحالف العربي واعلانه تدمير 85% من مخازن اسلحة الجيش اليمني ومخزون الصواريخ الباليستية وقواعد وطائرات ومنظومات الدفاع الجوي".
وجاء هذا الاستعراض العسكري الحوثي غداة إعلان قائدة التحالف، المملكة العربية السعودية، رسميا، عن نتائج ثاني جولة مفاوضات مباشرة بينها وبين جماعة الحوثي الانقلابية بوساطة من سلطنة عمان، شهدتها العاصمة السعودية الرياض، واختتمت اعمالها الثلاثاء.
مرحبة ومشيدة بما سمته وزارة الخارجية السعودية في بيان لها: "النتائج الإيجابية للنقاشات الجادة بشأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن". ومتطلعة إلى "احلال السلام والتوصُّل إلى حل سياسي شامل ودائم في اليمن تحت إشراف الأمم المتحدة".
تفاصيل: اعلان سعودي رسمي لنتائج مفاوضات الرياض (بيان)
شهدت جولة المفاوضات، وهي الثانية بعد لقاء رسمي وعلني مماثل في العاصمة صنعاء منتصف ابريل الماضي، لقاء وفد جماعة الحوثي مع وزير الدفاع السعودي الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي واسع باعث على الريبة بنظر مراقبين للشأن اليمن.
تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا الحوثي !
واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في وقت سابق، بإعلانهما قبل بدء جولة المفاوضات أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات تضم جميع الاطراف اليمنية لإقرار اتفاق سلام شامل في البلاد.
يأتي هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها