العربي نيوز - الرياض:
أعلنت المملكة العربية السعودية تمسكها بالتقدم المحرز في العلاقات مع جماعة الحوثي الانقلابية، وتجاوزها عن خرق الهدنة، والهجوم الذي استهدف قوات الدفاع البحرينية في جبهات الحدود السعودية اليمنية، ولم تتبنه رسميا الجماعة حتى هذه اللحظة.
جاء هذا في بيان لناطق التحالف بقيادة المملكة ووزارة الدفاع السعودية، العميد الركن تركي المالكي، قال فيه: "قيادة القوات المشتركة للتحالف تدين الهجوم الغادر صباح اليوم (الثلاثاء) من بعض العناصر التابعة للحوثيين، باعتباره عمل عدائي غادر".
مضيفا: إن الهجوم جاء "في سياق الأعمال العدائية خلال الشهر الماضي باستهداف إحدى محطات توزيع الطاقة الكهربائية وأحد مراكز الشرطة بالمنطقة الحدودية". معلنا في الوقت نفسه، تمسك التحالف بقيادة المملكة العربية السعودية بالسلام مع الحوثيين.
https://x.com/OKAZ_online/status/1706394836679409980?s=20
وتابع: إن "مثل هذه الأعمال العدائية والاستفزازية المتكررة لا تنسجم مع الجهود الإيجابية التي يتم بذلها سعياً لإنهاء الأزمة والوصول لحل سياسي شامل، وتؤكد قيادة القوات المشتركة للتحالف رفضها للاستفزازات المتكررة واحتفاظها بحق الرد في الزمان والمكان المناسبين".
https://x.com/OKAZ_online/status/1706395076514005218?s=20
في المقابل، علقت المملكة، عبر كبار اعلامييها وسياسييها على البيان الصادر عن الامارات بشأن الهجوم وما اعتبرته محاولة لتفجير الموقف بين المملكة وجماعة الحوثي الانقلابية، وسعيا لصب الزيت على النار، وانهاء التقارب اللافت بين الجانبين مؤخرا.
جاء هذا في تغريدات لعدد من ابرز السياسيين والاعلاميين السعوديين، بينهم مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية، ثاني المنابر الصحفية للنظام السعودي بعد صحيفة "الرياض"، الاعلامي عبدالله آل هتيلة، هاجم فيها مزايدات مَن سماهم "المنبطحين".
وعلق هتيلة على بيان ادانة الامارات الهجوم ومطالبتها بردع عاجل للحوثيين بقوله: "الإمارات تعبر عن تضامنها مع البحرين بمقتل وجرح عدد من قوة دفاعها المشاركة ضمن عمليات التحالف وتؤكد أن الهجوم الحوثي يمثل استخفافا بالقوانين الدولية يتطلب رداً رادعاً".
https://x.com/ahatayla2020/status/1706445025154826471?s=20
مضيفا في تدوينة ثانية على حسابه بمنصة التدوين المصغر إكس (توتير سابقا): "يتحدثون عن مواجهة الحوثيين وهم من تخلوا عن المواجهة" في اشارة لسحب الامارات قواتها من التحالف. وأردف معبرا عن موقف المملكة: "الحديث عن البطولات من المنبطحين غير مقبول".
https://x.com/ahatayla2020/status/1706411617817129432?s=20
وتابع مؤكدا تمسك السعودية بالسلام مع الحوثيين في تغريدة ثالثة، قائلا: "تخيلوا وقد عاد لليمن أمنه واستقراره بدولة بيدها القرار والسيادة، وقد تسامى الجميع على جراح الماضي يعيشون في سلام ومحبة ووئام. بربكم هل هذا مستحيل؟.. لا أظنه مستحيلاً إذا وجدت الإرادة".
https://x.com/ahatayla2020/status/1706111380363862302?s=20
في المقابل، لم يصدر أي تعليق أو بيان رسمي عن جماعة الحوثي أو متحدثها العسكري، بخلاف عادتها في التباهي بما تسميه "عمليات ضرب العدو في العمق"، وعلى العكس تحدث رئيس تحرير مجلة "الجيش" التابعة للحوثيين سابقا، عبدالغني الزبيدي عن طرف ثالث وراء الهجوم.
الزبيدي، قال في تدوينة على حسابه بمنصة إكس: "من استهدف القوات البحرينية في جنوب السعودية..؟ فصنعاء لم تعلن عن قيامها بأي عملية ولوكانت فعلتها لأعلنت عن ذلك..؟ فمن له مصلحة في استهداف قوات مملكة البحرين العظمى ????..؟ وهل الخلاف الإماراتي السعودي سببا في ذلك..؟".
مضيفا: "بمعنى قد تكون الإمارات قامت بذلك لأنها منزعجة من استبعادها من قبل السعودية في محادثاتها مع وفد صنعاء.. وبالتالي تسعى لخلط الأوراق..؟. وأردف: "الأمر الأهم أيش بتعمل قوات البحرين (العظمى) في جنوب السعودية..؟ بينما محمد بن سلمان قال ان جيشيه يستطيع احتلال اليمن في أسبوع".
https://twitter.com/Abdlgni_AZubidi/status/1706386879426466272
والاربعاء، أصدرت الخارجية السعودية، بيانا بشأن ثاني جولة مفاوضات مباشرة بين المملكة وجماعة الحوثي في الرياض، ورحبت بما سمته "النتائج الإيجابية للنقاشات الجادة مع وفد صنعاء بمشاركة سلطنة عُمان بشأن التوصل إلى خارطة طريق لدعم مسار السلام في اليمن".
تفاصيل: اعلان سعودي رسمي لنتائج مفاوضات الرياض (بيان)
تزامن البيان السعودي، مع إصدار الخارجية العمانية، الخميس، أول بيان رسمي، منذ بدء وساطتها بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، بشأن مخرجات ونتائج ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بين الجانبين اختتمت اعمالها الثلاثاء في العاصمة السعودية الرياض.
تفاصيل: عُمان تصدر اول بيان بشأن نتائج المفاوضات
من جانبها، سربت جماعة الحوثي الانقلابية لصحيفة عربية، ذائعة الصيت، الجمعة، نقاط الاتفاق التي توصلت إليها ثاني جولة مفاوضات مباشرة وعلنية بينها والتحالف بقيادة السعودية، بوساطة سلطنة عُمان، وكذا نقاط الافتراق أو التي ماتزال عالقة دون اتفاق وتجري مناقشتها.
تفاصيل: جماعة الحوثي تسرب اتفاقها مع السعودية (وثيقة)
وشهدت جولة المفاوضات المباشرة والعلنية الثانية بين التحالف بقيادة السعودية وجماعة الحوثي، بعد الجولة الاولى في العاصمة صنعاء منتصف ابريل الماضي، لقاء وفد جماعة الحوثي مع الامير خالد بن سلمان، حظي باحتفاء اعلامي سعودي واسع باعث على الريبة بنظر مراقبين.
تفاصيل: احتفاء سعودي بلقاء سلمان بهذا الحوثي !
واتفق الجانبان السعودي وجماعة الحوثي في وقت سابق، بإعلانهما قبل بدء جولة المفاوضات أن الاخيرة ستركز في المقام الاول على وقف دائم لإطلاق النار والملفين الانساني والاقتصادي وإعادة بناء الثقة بين مختلف الاطراف تمهيدا لمفاوضات تضم جميع الاطراف اليمنية لإقرار اتفاق سلام شامل في البلاد.
تفاصيل: بريطانيا تعلن نتائج مفاوضات الرياض (وثيقة)
يأتي هذا، عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.
