الاربعاء 2024/12/11 الساعة 12:10 ص

الامارات تستدعي طارق لحسم مصير أسرته

العربي نيوز - ابوظبي:

استدعت الامارات إلى عاصمتها أبوظبي، طارق عفاش، قائد ما يسمى قوات "المقاومة الوطنية حراس الجمهورية" الممولة منها في الساحل الغربي لليمن، للقاء ابن عمه احمد علي عفاش، وحسم الخلافات بشأن ممثل اسرة عفاش في التسوية السياسية المرتقبة للحرب واحلال السلام في اليمن.

وأعلنت وسائل اعلام تابعة لطارق عفاش، مغادرة الاخير لمدينة المخا متوجها إلى الامارات، في زيارة غير رسمية، يلتقي خلالها ابن عمه احمد علي، قائد الجيش العائلي لنظام عفاش (الحرس الجمهوري والقوات الخاصة) وسفير اليمن لدى الامارات سابقا، والمقيم في ابوظبي منذ العام 2013م.

وفقا لمصادر سياسية ودبلوماسية، فإن اللقاء بين طارق عفاش وابن عمه احمد علي عفاش، يأتي في ظل تصاعد الخلافات بينهما بشأن الممثل لأسرة علي صالح عفاش، في التسوية السياسية للحرب وخطة السلام في اليمن، المرتقب الاعلان عنها على ضوء مستجدات مفاوضات السلام.

موضحة أن "الخلافات تصاعدت عقب تدشين احمد علي، رسميا، نهاية اغسطس الفائت، حملة إعادة النظام السابق لوالده، بقيادة المؤتمر الشعبي العام، الذي يشغل حاليا منصب نائب رئيسه في الداخل ويسعى إلى حشد موافقة قيادات المؤتمر بالداخل والخارج، على تصعيده رئيسا للحزب.

تفاصيل: احمد علي يدشن حملة اعادة النظام السابق (اعلان)

وأفادت المصادر بأن "طارق عفاش، بات الممثل الفعلي لاسرة عفاش، عقب تصعيد التحالف له إلى عضوية مجلس القيادة الرئاسي في ابريل 2022م عقب ازاحة الرئيس هادي، ويملك قوات عسكرية مدعومة من الامارات، لكن احمد علي يتزعم المؤتمر الشعبي جناح والده، ويحظى بتأييد قواعده".

في السياق، سبق أن عقد أفراد اسرة الرئيس الاسبق علي عفاش، المقيمين بسلطنة عمان والامارات والرياض والمخا، اجتماع موسعا وغير مسبوق عقب ازاحة الرئيس هادي وتشكيل مجلس القيادة، ضم الابناء وابناء الاعمام والاصهار وابناءهم، في قصر اقامة احمد علي عفاش، في ابوظبي.

تفاصيل: اجتماع موسع لأسرة عفاش يحسم هذه الملفات (صور)

وحسب المصادر السياسية، فإن "التحالف وبدفع اماراتي ماضٍ في توجهه الذي بدأه قبل عامين وشمل اسقاط الشرعية بإزاحة الرئيس هادي ونائبه، واستهداف الجيش الوطني وقياداته وسحب قواته من جنوب البلاد واستبدالها بقوات درع الوطن والعمالقة، ونشر قوات طارق بالمحافظات المحررة شمالا".

منوهة بأن "التحالف بقيادة السعودية والامارات يسعى الان إلى حسم الامر مع جماعة الحوثي، وتقديم تنازلات متنوعة في مقابل الموافقة على تسوية سياسية للحرب، تضمن ترتيب السلطة في البلاد، وفق شراكة بين المؤتمر الشعبي بقيادة احمد علي وطارق عفاش وجماعة الحوثي والانتقالي الجنوبي".

وأشارت إلى ان "الخطوة التالية المرتقبة من جانب التحالف عقب التوصل إلى اتفاق، ستكون رفع العقوبات الدولية المفروضة على الرئيس الاسبق علي عفاش ونجله احمد علي، والمتضمنة منع السفر وتجميد الارصدة البنكية (الاموال المنهوبة) وتقييد النشاط السياسي، لتتويج إعادة النظام السابق".

يأتي هذا بالتوازي مع سعي  اجنحة عفاش في المؤتمر الشعبي بصنعاء ومصر وابوظبي والرياض وضغطها باتجاه رفع العقوبات الدولية عن احمد علي، والتي تشمل “حظر السفر، وتجميد الاصول المالية (الارصدة البنكية) ومزاولة النشاط السياسي، كشرط لتصعيده رئيسا للمؤتمر الشعبي، ورئيسا لليمن.

وبدت مقدمات هذا التوجه للتحالف، مؤخرا، من خلال تبنيه حملات اعلامية ودعائية واسعة، تسوق لطارق عفاش ومكتب قواته عبر ترتيب زيارات وتمويل وضع احجار اساس لمشاريع في تعز ومديريات الساحل الغربي المحررة، وتصويره "القائد الوطني ورجل الدولة المخلص والمنقذ" لليمن واليمنيين.

يشار إلى أن هذه التوجهات المبكرة للتحالف، أكدتها خطواته المتلاحقة، بدءا من تمويل انشاء وتسليح قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي ولطارق عفاش، ومرورا باسقاط الشرعية ممثلة بهادي ونائبه، والانقلاب على ثورة الشباب والغاء الاحتفاء بذكراها، ووصولا إلى المصالحة السعودية مع الحوثيين.