العربي نيوز - الرياض:
بدأت المملكة العربية السعودية، تسريب مضامين اتفاق انهاء الحرب في اليمن والتسوية السياسية بما فيها شكل الدولة والسلطة وإحلال السلام، المزمع مع جماعة الحوثي الانقلابية في ثاني جولة مفاوضات مباشرة تجريها مع وفد حوثي رسمي وصل إلى العاصمة السعودية الرياض بدعوة رسمية من المملكة، ووساطة عُمان.
وتصدر لتسريب مضامين هذه الرؤية السعودية، ومحاور الاتفاق المزمع توقيعه بين السعودية وجماعة الحوثي، عدد من كبار سياسيي المملكة وإعلاميها، بينهم مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية، ثاني منابر الديوان الملكي بعد صحيفة "الرياض"، عبدالله آل هتيلة.
جاء هذا في سلسلة تصريحات للمسؤول الاعلامي السعودي هتيلة، بدأها، الخميس، بقوله: "السلام في اليمن قادم والحرب ستضع أوزارها وإن كره أصحاب المشاريع الضيقة الذين لا هم لهم إلا إطالة أمد الازمة، التي أضرت كثيراً بالمواطن اليمني وضاعفت من معاناته".
https://x.com/ahatayla2020/status/1702092061720154247?s=20
كاشفا في تغريدات تالية على حسابه بمنصة إكس (توتير سابقا) انحياز المملكة ليمن موحد ورفضها مشاريع تقسيمه التي تتبناها الامارات، بقوله: "اليمن القادم.. لا أحزاب أو كيانات مسلحة ولا أحد فوق سلطة الدولة". وأردف: "دولة ذات قرار وسيادة تتسع للجميع".
https://x.com/ahatayla2020/status/1702355251511058442?s=20
وبشأن زيارة أول وفد رسمي من جماعة الحوثي للمملكة، قال هتيلة: "في إطار دعم السعودية للجهود الرامية لإيجاد حل سياسي شامل في اليمن، زار وفد سعودي صنعاء في إبريل من العام الحالي، للتباحث حول سبل حل القضايا الخلافية والتوصل إلى إيقاف إطلاق نار دائم".
مضيفا: "واستمراراً لجهود السعودية التاريخية في تشجيع الحوار مع جميع المكونات اليمنية فستستضيف #وفداً يمثل المكون اليمني #الحوثي بهدف استكمال المباحثات الرامية لإيجاد حل سياسي شامل والانتقال باليمن من مرحلة النزاعات، الى مرحلة يسودها الاستقرار والتنمية والإعمار".
https://twitter.com/ahatayla2020/status/1702377192750027170
وتابع: "تحرص السعودية على مراعاة قضية الجنوب في أي حل مستقبلي في اليمن وتولي اهتماما بإدراج قضية شعب_الجنوب في أجندة المفاوضات ضمن مراحل التسوية السياسية الشاملة في اليمن ووضع إطار تفاوضي خاص لها في عملية السلام الشامل، وفق مخرجات المشاورات اليمنية اليمنية في الرياض 2021".
https://twitter.com/ahatayla2020/status/1702378170190561677
مردفا: "الإتفاق بين اليمنيين برعاية السعودية من شأنه أن يسهم في تحقيق السلام والاستقرار في اليمن، في ظل حكومته الشرعية، والسعودية مستمرة في تقديم كافة أوجه الدعم لحكومة اليمن والشعب اليمني الكريم وصولاً لتحقيق تطلعاته نحو دولة مستقرة ذات سيادة بعيداً عن أي تدخلات_خارجية".
https://x.com/ahatayla2020/status/1702381560761131186?s=20
وتحدث عن أهمية جولة المفاوضات المباشرة الثانية بين المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، التي ستنعقد في العاصمة السعودية الرياض، بقوله: "الحوثيون أمام فرصة تاريخية يثبتون من خلالها للعالم أنهم جادين في إنهاء الأزمة اليمنية من خلال سلام شامل ودائم يفضي إلى دولة تتسع للجميع".
https://x.com/ahatayla2020/status/1702383430355321007?s=20
معقبا على حملة الانتقادات الواسعة التي يشنها سياسيو وناشطو "الانتقالي الجنوبي" التابع للامارات، للمملكة وتوجهها لانهاء الحرب في اليمن، بقوله: "السعودية دائماً حريصه على رفع المعاناة عن اليمنين جنوباً وشمالاً دون استثناء من خلال عملية سلام شاملة تحقق لهم الحياة الكريمة أسوة بشعوب العالم".
https://x.com/ahatayla2020/status/1702407444570218662?s=20
والجمعة، وجه مساعد رئيس تحرير صحيفة "عكاظ" السعودية، عبدالله آل هتيلة، وبإيعاز من قيادة المملكة، رسائل عدة إلى مختلف الاطراف السياسية في اليمن، بدأها بقوله: "على المكونات اليمنية جنوبا وشمالا وشرقا وغربا أن يتفاعلوا مع مساعي السعودية إلى تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".
مضيفا: إن على مختلف المكونات والاطراف اليمنية "الاستفادة من هذه الفرصة لتحقيق آمال وتطلعات الشعب اليمني في السلام والتنمية والازدهار، وتقديم الأولويات الاقتصادية على الخلافات والنزاعات العسكرية، عبر الحوار للتوصل إلى حل سياسي شامل". في اشارة للأزمة الاقتصادية اليمنية الخانقة.
https://twitter.com/ahatayla2020/status/1702427334668665257
وتابع: "لمن لا يفهمون ولا يفقهون.. السعودية لن تتخلى عن دعم مجلس القيادة الرئاسي اليمني وجميع مكوناته بعد كل ما تحقق من منجزات بعد تشكيله، وما تأكيد سمو وزير الدفاع الأمير خالد بن سلمان استمرار السعودية في دعم المجلس في اتصاله برئيس مجلس القيادة اليمني هذا الأسبوع، إلا دليل".
مؤكدا أن الاتصال الذي جرى بين وزير الدفاع السعودي ورئيس مجلس القيادة الرئاسي، بالتزامن مع دعوة استضافة وفد من جماعة الحوثي قبل ايام، دليل "على حرص السعودية الدائم على دعم كافة الجهود للتوصل إلى حلٍّ سياسي شامل للأزمة اليمنية، يُحقق الأمن والاستقرار لليمن وشعبه الشقيق".
https://twitter.com/ahatayla2020/status/1702439897326354873
وعَبَّر هتيلة عن قناعة قيادة المملكة، بأن "حل الأزمة في اليمن سياسي ولا يمكن تحقيقه إلا بتوافق المكونات اليمنية والنجاح في ذلك يعد انتصاراً للحكومة الشرعية والتحالف ويعكس تنفيذ إرادتهم السياسية على كل من يسعى إلى إدامة_النزاع والأزمة في اليمن في ظل التطورات الإيجابية الأخيرة في المنطقة".
معلنا بالنيابة عن قيادة المملكة، كما جرت العادة في تسريب قناعاتها ومواقفها للرأي العام المحلي والاقليمي والدولي عبر وسائل الاعلام السعودية وكبار كتابها، تمهيدا لإعلانها رسميا، جدية المملكة لإحلال السلام بقوله: إن "الفرصة مهيأة أكثر من أي وقت مضى لتحقيق السلام بين الأطراف والمكونات اليمنية كافة".
https://twitter.com/ahatayla2020/status/1702635976344895553
وتابع المسؤول السعودي في ثاني المنابر الصحفية للديوان الملكي، عبدالله آل هتيلة، قائلا: "التوصل إلى الإتفاق السياسي الشامل لحل الأزمة اليمنية يسهم إنهاء الحرب، وتسخير الطاقات اليمنية كافة في التنمية والتطوير، وتوفير الحياة الكريمة لجميع #اليمنيين، ومواكبة التوجهات المستقبلية الواعدة لدول المنطقة".
https://x.com/ahatayla2020/status/1702664963846795425?s=20
مشيرا إلى أن "الترحيب الواسع من قبل الأوساط اليمنية لجهود إيجاد حل سياسي للأزمة اليمنية يؤكد الرغبة الصادقة في إنهاء الحرب والتوجه نحو بناء وطن آمن مستقر يتسع للجميع". وبالمثل الترحيب الدولي والذي تصدرته حتى الان الولايات المتحدة الامريكية ببيان اصدره البيت الابيض، مساء الخميس.
https://x.com/ahatayla2020/status/1702668914419798358?s=20
ووجه رسالة سعودية، ضمنية، إلى الامارات وطموحاتها في اليمن بعرقلة مسار وجهود انهاء الحرب، قائلا: "لا وفق الله من لا يتعاطف مع الشعب اليمني ويتمنى له الخير. أليس من حق هذا الشعب أن يعيش حياة كريمة في أمن وسلام. اليمن سيعود كما كان سعيداً وأفضل. انبذوا تجار الحروب وأعداء الانسانية".
https://x.com/ahatayla2020/status/1702716137606185079?s=20
من جهته، وفي سياق مضامين الرؤية السعودية نفسها، قال عضو مجلس ادارة الجمعية السعودية للعلوم السياسية، ورئيس تحرير صحيفة الوطن مدير تحرير الجزيرة، الجيل، وكالة الانباء السعودية (واس) سابقا: "الحرب في اليمن ستنتهي إن شاء الله. لان لكل حرب نهاية. والدولة المركزية في اليمن ستقوم في يوم ما".
مضيفا في تدوينة على منصة إكس: "ولا يحفظ البلدان الا سلطة جامعة حاضنة حامية ودستور وقانون. واذا قامت السلطة بشروط العدل والمساواة تحقق الامن في البلاد وتحرك الاقتصاد و بلغ الناس مقاصدهم وزرعوا ارضهم و دارت تجارتهم ومصالحهم. بعيداً عن المزايدات؛ السعودية تقوم بعمل تاريخي لليمن والجزيرة العربية".
https://twitter.com/aloqeliy/status/1702454463754039549
كذلك الكاتب السياسي السعودي بدر القحطاني، أكد الرؤية السعودية الجديدة، وقال: "الزيارة الحوثية المرتقبة للسعودية تأتي تأكيدا على مانشرته "الشرق الأوسط" حول مسودة الحل اليمني... والتي اقتضت أولى مراحلها خفضا للتصعيد لمدة 6 أشهر بدأت من أبريل 2023 بعد زيارة السفير السعودي إلى صنعاء".
https://x.com/BadrAlQahtani/status/1702293761315701207?s=20
يأتي هذا عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.
تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء
وكانت كل من المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، أعلنتا رسميا، منتصف ابريل الماضي، نتائج أولى جولات المباحثات المباشرة بينهما في العاصمة صنعاء بحضور وفد الوساطة العمانية، وأكدتا الاتفاق على عدد من الملفات، وموعد حسم ما تبقى من ملفات عالقة، تمهيدا لتوقيع اتفاق خطة سلام شامل في اليمن.
تفاصيل: إعلان موعد توقيع السعودية والحوثيين هذا الاتفاق (وثيقة)
كما ترافق هذا الاعلان المتزامن، مع إعلان وزارة الدفاع السعودية، رسميا، مشاركة المملكة في الحرب الدائرة في اليمن طوال الثمان السنين الماضية، وأنها طرف في الحرب لا مجرد وسيط للسلام في اليمن، استجابة لشرط جماعة الحوثي للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع المملكة، لانهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
تفاصيل: رسميا .. السعودية تعلن انها طرف بحرب اليمن ! (بيان)
وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.
يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.