الاثنين 2025/05/19 الساعة 03:16 م

العربي نيوز - عدن:

أضطر "المجلس الانتقالي الجنوبي" التابع للإمارات، إلى الاذعان لتوجه المملكة العربية السعودية الساعي لإنهاء الحرب في اليمن واعتماد تسوية سياسية تقوم على يمن واحد موحد، وسلطة يمنية توافقية لمرحلة انتقالية، رغم حملة سياسييه وناشطية المناهضة والمحتجة، على وأد احلام الانتقالي بانفصال جنوب البلاد.

جاء هذا في بيان قال فيه: "يجدد المجلس الانتقالي الجنوبي موقفه المرحب بالمبادرة السعودية للسلام التي أعلنت في مارس 2021م، في إطار دعمه الدائم لكل جهود السلام، ويثمّن المجلس حرص وجهود دول التحالف العربي بقيادة المملكة العربية السعودية تجاه إحلال السلام الدائم، وتثبيت الاستقرار في الجنوب واليمن".

مضيفا: "وينتهز المجلس الانتقالي الجنوبي هذه الفرصة للتأكيد مجدداً على حرصه تحقيق عملية سياسية شاملة ومستدامة تؤسس لحوار غير مشروط لضمان معالجة جميع القضايا وفي طليعة ذلك الاقرار بقضية شعب الجنوب ووضع اطار تفاوضي خاص لحلها كأساس لبدء جهود السلام، والالتزام بمضامين اتفاق الرياض".

شاهد .. "الانتقالي" يذعن لتوجه السعودية بشأن السلام

وتراجع نائب رئيس "المجلس الانتقالي الجنوبي"، أحمد سعيد بن بريك، عن تصريحاته التي وصفت بأنها "عنترية"، حيال استئناف المملكة مفاوضاتها المباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية، وزيارة وفد رسمي من الجماعة للعاصمة السعودية الرياض، لاستكمال المشاورات بشأن الملفات التي لم تحسم في جولة مفاوضاتهما بصنعاء.

جاء هذا في تصريح نشره احمد بن بريك على حسابه بمنصة إكس (تويتر سابقا)، عقب توبخيه من رئاسة "الانتقالي"، قال فيه: "نحن في الجنوب والمجلس الانتقالي مع التحالف في تحقيق سلام دائم وإيقاف الحرب نهائياً". لكنه وضع شرطا للحفاظ على ماء الوجه "شريطة أن يتم تحقيق مطالب شعبنا في فك الارتباط". حد تعبيره.

شاهد .. بريك يتراجع عن تهديداته للسعودية 

ومُنيت أحلام "الانتقالي" المدعومة من الامارات في فرض انفصال جنوب اليمن، بخيبة كبرى، عبرت عنها قيادات "الانتقالي" في تصريحات انفعالية تتضمن تهديدات وصفها مراقبون بأنها "عنترية"، و"تصدر عمن لا يملك قرار نفسه"، بينها تصريحات للأكاديمي الجنوبي والناشط السياسي في صفوف "الانتقالي" عبدالله مبارك الغيثي.

قال الاكاديمي الغيثي: "‏القصة طويلة جدا، وتوقيع إتفاق عُمان ببنوده الحالية ليس نهاية الحرب وإنما سيكون بدايتها بين الشمال الموحد والمدعوم من الدول الراعية للإتفاق والجنوب المخترق و المشرذم و دون إسناد خارجي، حيث ستمارس ضغوط هائلة على الإمارات العربية المتحدة لوقف تقديم أي مساعدة للإنتقالي الجنوب".

https://x.com/D_alghaithi/status/1701996705506287733?s=20

مضيفا: "‏السعودية بعد توقيع إتفاق مسقط سوف تدخل في حرب كسر العظم مع المجلس الإنتقالي الجنوبي وداعميه في الخارج، وتحديدا دولة الإمارات العربية المتحدة، السعودية أستعدت لهذه المعركة مع الإنتقالي الجنوبي على مستوى الجنوب و الشمال و الأقاليم، فهل حسب الإنتقالي الجنوبي حساب هذا اليوم؟؟".

https://x.com/D_alghaithi/status/1702033180885127176?s=20

وتابع: "‏قيادات المجالس الوطنية السعودية في المحافظات الجنوبية ستقوم بلعب دور البديل للمجلس الإنتقالي الجنوبي في قبول نتائج مفاوضات عُمان بين السعودية و الحوثيين ، وهذه خيانة عظمى للقضية الجنوبية لا ينبغي للمجلس الإنتقالي الجنوبي الإستمرار في التسامح مع من يخون شعب الجنوب و تضحياته".

شاهد .. تصريحات "عنترية" للانتقالي ضد السعودية

يأتي هذا عقب تحريك الوساطة العمانية منتصف اغسطس الفائت، إثر تصعيد جماعة الحوثي خطابها السياسي بشأن الهدنة وأن "حالة اللاسلم واللاحرب لن تدوم طويلا"، بالتزامن مع تكثيفها من اجراء العروض والمناورات العسكرية، والتهديد الصريح بـ "استئناف الحرب لانتزاع حقوق الشعب اليمني المشروعة" حسب تعبيرها.

تفاصيل: تطورات مثيرة بمشاورات الوفد العماني بصنعاء 

وكانت كل من المملكة العربية السعودية وجماعة الحوثي، أعلنتا رسميا، منتصف ابريل الماضي، نتائج أولى جولات المباحثات المباشرة بينهما في العاصمة صنعاء بحضور وفد الوساطة العمانية، وأكدتا الاتفاق على عدد من الملفات، وموعد حسم ما تبقى من ملفات عالقة، تمهيدا لتوقيع اتفاق خطة سلام شامل في اليمن.

تفاصيل: إعلان موعد توقيع السعودية والحوثيين هذا الاتفاق (وثيقة)

كما ترافق هذا الاعلان المتزامن، مع إعلان وزارة الدفاع السعودية، رسميا، مشاركة المملكة في الحرب الدائرة في اليمن طوال الثمان السنين الماضية، وأنها طرف في الحرب لا مجرد وسيط للسلام في اليمن، استجابة لشرط جماعة الحوثي للاستمرار في المفاوضات المباشرة مع المملكة، لانهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

تفاصيل: رسميا .. السعودية تعلن انها طرف بحرب اليمن ! (بيان)

وعقدت الرياض منذ سبتمبر الماضي مفاوضات غير مباشرة مع جماعة الحوثي الانقلابية عبر وساطة عُمانية ورعاية المبعوث الاممي إلى اليمن، لتمديد الهدنة ستة اشهر مع توسيع بنودها لتشمل دفع رواتب الموظفين وفتح المطارات والموانئ والطرقات واطلاق الاسرى، وبدء ترتيبات انهاء الحرب واحلال السلام في اليمن.

يشار إلى أن السعودية دفعت بالوساطة العمانية، عقب تمادي مليشيا الحوثي في استهداف المنشآت النفطية والاقتصادية في كل من المملكة العربية السعودية والامارات، بالطائرات المسيرة المفخخة والصواريخ الباليستية، تحت عنوان "حق الرد على غارات طيران التحالف وحصار ميناء الحديدة ومطار صنعاء". حسب زعمها.